المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحث على المشاورة والتواضع
2024-04-24
معنى ضرب في الأرض
2024-04-24
معنى الاصعاد
2024-04-24
معنى سلطان
2024-04-24
معنى ربيون
2024-04-24
الإمام علي (علي السلام) وحديث المنزلة
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العوامل التي تعوق الأسرة عن أداء دورها في عملية التنشئة الاجتماعية (1)  
  
22843   11:57 صباحاً   التاريخ: 21-12-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص86-98
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

أ‌- خروج المرأة للعمل :

تخرج المرأة للعمل إما لتأكيد ذاتها وإثبات شخصيتها ورغبتها في الحفاظ على مستوى معيشة مرتفع، أو لاضطرارها للكفاح مع زوجها في مواجهة مشقة الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار، بالحصول على قدر من المال يرفع دخل الأسرة أو لتحمل عبء الأسرة بمفردها إذا كانت هناك أسباب قهرية تدعوها الى ذلك كانفصال زوجها عنها بالوفاة، أو الطلاق أو المرض المزمن المقعد.

وخروج المرأة للعمل في حد ذاته ليس بالأمر الجديد عليها فقد عملت المرأة من قديم الزمن في زراعة الارض الى جانب زوجها ولكن الجديد بالنسبة لها وللمجتمع هو خروجها للعمل المنتظم المتكرر ذي الفترة اليومية الطويلة، وسط جو منظم مضبوط ، يختلف تماما عن جو العمل في الحقل أو في البيت، وقد دخلت المرأة الحضرية الآن ميادين العمل المختلفة فهي تشتغل في التعليم والطب والمحاماة والهندسة والتجارة والصناعة وفي الوزارات والمصالح والهيآت والمؤسسات والشركات على اختلاف انواعها وكذلك في شتى ميادين الخدمات والفنون.

وخروج الأم الحضرية للعمل على هذا النحو المنتظم المتكرر وغيابها يوميا لساعات ليست بالقصيرة عن أطفالها الذين مازالوا في مرحلة الحضانة يشكل لها من ناحية اطفالها بالذات مشكلة تختلف كل الاختلاف عن مشكلة زميلتها الام الريفية عندما تخرج للعمل في الحقل.

بل ان الأم الريفية قد لا تشعر في خروجها الى العمل في الحقل بأية مشكلة على الاطلاق من ناحية اطفالها وذلك لان خروجها ليس منتظما ولا دائما أو يوميا بل يرتبط في الغالب بمواسم وأوقات زراعية معينة.

هذا بالاضافة الى ان ظروف عملها في الحقل وسط الطبيعة في الشمس والهواء الطلق يمكنها في كثير من الاحيان من ان تأخذ معها رضيعها لتوالي رعايته وحمايته وزيادة على ذلك فهي تستطيع لو شاءت ان تحضر معها أخاً أو أختاً ممن يكبرونه لمرافقته اثناء عملها في الحقل فيلعبان على مقربة منها وتحت رقابتها وان هي ارادت ان تقتصر على اخذ رضيعها وترك اخوته فهي في هذه الحالة تكون مطمئنة الى عناية الأم والعمة أو الخالة أو الجدة أو الأخت الكبرى أو غير أولئك من قريباتها أو احدى الجارات التي كثيرا ما تكون قريبة لها فطفل القرية عادة من عائلة ابوية ممتدة الكل فيها مسؤول عن الصغير والكل فيها مستعد للمعونة والرقابة والحماية وفي القرية يجد الصغير المجال أمامه مفتوحا ليلاحظ الحيوان، بل ليلعب معه احيانا عن قرب وليجري وينطلق فالمكان حوله رحب واسع، وليصرخ أو يقفز أو يتسلق فهو لن يضايق أحداً ولينقب ويبحث ويبني ويهدم، ويجرب ويشكل فمواد اللعب الطبيعية متوفرة الرمل والماء والطين والخشب وغصون الاشجار كل ذلك في بيئة خالية من المخاطر الشديدة مع أقران من سنة نفسها يشتركون معه في ميوله ذاتها ووسط الكبار الموجودين حوله وقريبا منه في كل مكان وهم جميعا على استعداد لتوجيهه وارشاده والاسراع لنجدته عندما يتطلب الامر ذلك ونستخلص من ذلك ان البيئة الريفية المبسطة المحدودة النطاق التي لم يعقدها ويربك نسيجها تيار التغير الاجتماعي والتحضر والتصنيع بانها تتيح للطفل اشباع كثير من حاجاته حتى اذا تغيبت امه عنه في بعض الاحيان لفترات قصيرة وان كان الوضع قد تغير اليوم بعض الشيء نتيجة لامتداد حركة العمران والتصنيع الى كثير من القرى خاصة تلك القريبة من المدينة واصبحت حياتها لا هي ريف خالص ولا مدن خالصة وانما اشبه بمتصل ريفي حضري.

أما طفل المدينة فهو فرد من أسرة مستقلة منعزلة يعيش أغلب وقته في مسكن صغير بين جدران الحجرات الضيقة حيث مجال اللعب محدود في اغلب الاحيان بل أنه كثيراً ما يكون متعذرا في كثير من المساكن الحديثة في المدن، وهي شقق ضيقة مليئة بالأثاث ورغبة الطفل في البحث والتنقيب والتجريب فيما حوله من الاشياء تقيدها رغبة الكبار في المحافظة على نظافة المسكن ونظامه وهذه امور لا تثير في نفس الصفير الا الضيق والتوتر والضغط والشعور بالحرمان لانه لا يستطيع ان يدرك الافكار الداعية لها اما في خارج البيت فالبيئة صاخبة خطرة بل ان خطرها ليتفاقم ويشتد ان هو ابتعد عن البيت وكثيرا ما يتعذر عليه اي اتصال بغيره من الأطفال أو حتى بالكبار إلا في حالة وجود خادمة قد تكون قاسية غير ودودة أو مهملة لا تعيره اي اهمية لانها بعيدة عن رقابة والديه الغائبين كل منهما في عمله وحتى اذا افترضنا كونها من أولئك الودودات المخلصات فإنها لجهلها وعدم معرفتها برغبات الاطفال واصول التعامل معهم، لابد ان تقع في اخطاء تسيء الى نفسية الطفل وتؤثر في سلامة سلوكه هذا فضلا عما يعانيه الطفل من حرمان نفسي لطول غياب امه وابيه عنه في عملهما وغياب اخوته الاكبر في مدارسهم.

ب ـ شدة وطأة الاعمال المنزلية :

وانفعال الأم المرهق بإدارة منزلها كثيراً ما يكون من العوامل المعوقة لها عن اشباع بعض حاجات الطفل ورعايتها الرعاية الكاملة فالأم كزوجة وربة بيت يقع عليها عبء واجبات التنظيم والتدبير لحياة الاسرة من إعداد الطعام وتنظيف المسكن والاثاث وغسل الملابس وغير ذلك من مطالب الحياة المنزلية اليومية فضلا عن العناية بشؤون الاطفال الشخصية وشؤون الزوج، ومعنى هذا أنه قلما يكون عندها باقي من الوقت أو الحيوية أو الجهد أثناء أو بعد عمل اليوم المضنى لتتفرغ لأطفالها التفرغ الحقيقي الذي يمكنها من بذل العناية الواجبة فتعطي كل ذي حق حقه في اشباع حاجاته الجسمية والعقلية والنفسية.

والحقيقة ان هناك عددا من الامهات يستطعن التوفيق بين مسؤولياتهن نحو المنزل ونحو الطفل ولكن هؤلاء اقلية صغيرة اما الاغلبية العظمى منهن وبخاصة من ينجبن عددا كبيرا من الاطفال تنوء كواهلهن بحمل اعباء الاسرة وبخاصة في المدن حيث يشتد التغير الاجتماعي التكنولوجي وما يقترن به من عوامل تتضافر كلها على ارهاق الأم عندما تحاول التوفيق بين القيام بأدوارها الاجتماعية كزوجة وكربة بيت ومن اهم هذه العوامل العزلة الاجتماعية والتباعد الفكري اللذان تعيش فيهما كثير من الاسرة المصرية عيشة فردية استقلالية بعيدة عن الجيران والاقارب محرومة من عونهم ومساعدتهم وفي وسط هذا الحرمان من العون والمساعدة يصبح من العسير على الام اثناء قيامها بأعمالها المنزلية ان تقابل حاجات اطفالها الصغار المتلاحقين في الميلاد ولا شك في ان الأوضاع الجديدة لا ينتج عنها إلا ارهاق الام وتوترها، وهذا ينعكس بدوره على اطفالها وعلى زوجها فيسود التوتر جو البيت ويؤدي ذلك الى عرقلة نمو الطفل الوجداني ويمتص نشاطه وحيوته .

واذا كان ذلك هو حال الام التي لا تخرج للعمل وإنما تقبع في بيتها  وتدير شؤونه وشؤون

زوجها واطفالها، فإن حال الام التي تخرج للعمل جدُ مرهقٍ لها ومربك لأحوالها.

إن الام التي تخرج للعمل لا تسطيع ان تتحرر تماما من اعباء بيتها ومطالب زوجها واطفالها ولكنها تجمع بين الدورين دورها كزوجة وربة بيت وام ودورها كمشتغلة خارج بيتها لها عمل عليها ان تؤديه خير أداء والزوج في هذه الحال اذا لم يكن متعاونا متسامحا فان ذلك يزيدها ارهاقا وتوترا فاذا ما انعكس ذلك على الاطفال فان الحالة تزداد سوءا ويصبح جو البيت مزعجا بالنسبة إليهم .

ج ـ سوء الأحوال السكنية :

ومما يعيق الأسرة ايضا عن تأدية وظيفتها في تنشئة أطفالها سوء الأحوال السكنية. فهناك أسر تعيش في مساكن مزدحمة : شديدة الضوضاء رديئة التهوية، وغير متصلة بالمرافق الصحية، ولا يخفى ما تسببه هذه الاحوال من أضرار للأطفال في سنوات نموهم الرقيقة. فهي تحول دون نومهم النوم الكافي وراحتهم الكافية وتسبب لهم الارهاق والتوتر وكثيرا ما تقتضي الظروف في المسكن ان ينام الاطفال مع الوالدين في حجرة واحدة مما يعرضهم لخبرات تؤذي نفوسهم وتمرض شخصياتهم. هذا فضلا عن انهم يكونون عرضة للعدوى ببعض الامراض. وقد ثبت ان هناك علاقة مباشرة بين سوء الاحوال السكنية وتعثر النمو واعتلال الصحة. بدليل نسبة التعرض للأمراض ونسبة الوفيات في الأحياء الشعبية المزدحمة تزيد عنها في الاحياء الراقية .

هذا بالإضافة الى أنه بسبب الازدحام  في السكن وضيقه يلجأ الاطفال الى الشوارع. وكثيراً ما يشجعهم اباؤهم على ذلك تخلصاً من مضايقاتهم فينطلقون للعب فيها دون رقابة من أحد. وغني عن الذكر ان الشارع لا يصلح إطلاقا لان يكون ملعباً، لاعتبارات صحية وذوقية وجمالية وخلقية، فهم بذلك يتعرضون لأصحاب السوء وحوادث المواصلات وقد ثبت ارتفاع نسبة المصابين بحوادث الطرقات بين الاطفال في مرحلة الحضانة ورياض الاطفال .

وربما يكون غريباً بعض الشئ ان نعلم ان كثيرا من  اسر الطبقة المتوسطة والاسرة المقتدرة على وجه العموم لا تستطيع هي الاخرى ان توفر للطفل في سكنها المساحة الرحبة المناسبة لحركته وانطلاقه ولعبه. ولكن وجه الغرابة يتلاشى اذا نحن تدبرنا ما حدث بسبب التغير الاجتماعي الناجم عن ذلك التغير الكبير في الاحوال السكنية، والذي حد نتيجة ازدحام لمدن بسكانها نتيجة الزيادة الطبيعية من جهة والهجرة اليها من الريف والبلاد الصغيرة من جهة اخرى، وقد وضع هذا التغير كثيرا من القيود على حرية الاطفال، وزادهم شعورا بضغوط الحياة وحرمانها وتوتراتها. فمعظم مساكن الطبقة الوسطى والراقية كانت متسعة كبيرة الغرف رحبة الافنية وكان الاطفال يشعرون في هذه المنازل بالحرية والمرح وكان يكثر في المنازل الحيوان والطيور التي تخصص لها اماكن يتيسر للطفل مشاهدتها أو اللعب معها عن قرب فيكتسب من اتصاله بها خبرات كثيرة  تسهم في نموه واشباع حاجاته من وجوه عدة واذا لم يكن في المنزل فناء فقد كان في اعلى المنزل سطح آمن، يربى فيه الحيوان وتكثر فيه ادوات اللعب التي ينفس الطفل بواسطتها من طاقته الزائدة والحبيسة .

أما في الوقت الحاضر فقد حلت العمارات في المدن محل البيوت القديمة الكبيرة. وصار المسكن الحديث محدود الغرفات واصبحت كل غرفة مزدحمة بالأثاث الذي يخشى عليه من الكسر أو الاتساخ من أيدي الاطفال. هذا فضلا عن وجود اجهزة وادوات يخشى على الطفل منها إذا عبث بها كموقد البوتاجاز والمكواة الكهربائية والتلفزيون والمروحة الكهربائية وليس للطفل عادة مكان للعب أو الحركة فاذا رفع صوته نهروه واذا قفز اخذوه لان السكان في العمارة متحفزون للشكوى من صخب الاطفال، ولأن الوالدين يشعران بالالتزام بكثير من القيود والاعتبارات محافظة على راحة الجيران. وهكذا نجد ان الاطفال في هذه المساكن العصرية، هدف مستمر لرقابة الكبار وكثرة أوامرهم ونواهيهم وان رغبات الاطفال في تعارض حاد متواصل مع رغبات الوالدين وتلك بلا شك حال تسبب وتزيد من التوتر عند الاطفال .

ونتيجة ذلك كله فهي مزيد من فرض القيود على الطفل، وهي قيود كثيراً ما تشعره بانه غريب في منزله وثقيل على امه وابيه وقد يترتب على ذلك شعوره بشئ من القلق لإحساسه بانه غير مرغوب في  وجوده من احب الناس لديه الامر الذي يؤثر في اتجاهاته الوجدانية العامة .

هذا من ناحية المساكن الخاصة، فإذا نحن فكرنا في الحدائق العامة والمتنزهات، لكي تعوض هذا النقص وتفتح مجالا لانطلاق الطفل وسعادته الحقيقية باللعب، فإنما نجدها قليلة نسبيا وان وجدت فليست كلها على مقربة من المنازل وكثيرا ما يتطلب الوصول اليها سيرا طويلا وسط الصخب والزحام أو ركوب مواصلات قد لا يتسنى للام الفقيرة القدرة على تحمل اجرها وحتى اذا كانت بعض الحدائق العامة قريبة فان معظم الامهات قلما يجدن الوقت الكافي لاصطحاب اطفالهن الى الحديقة والبقاء معهم فترة تشبع ميلهم المتأجج للعب وللنشاط وبخاصة في الصباح، فترة شغل كل أم إما بعملها أو وظيفتها خارج المنزل أو بعملها كربة بيت داخل المنزل.

د. الفقر وسوء التغذية :

ومن الأمور التي تعيق الأسرة في تعهد أطفالها، فقرها الذي لا يمكنها من توفير الغذاء الصحي الكافي في مقداره، المتزن في نوعه المتكامل من حيث توفر العناصر الاساسية فيه، من النشويات والدهنيات والبروتنيات الحيوانية والنباتية والفيتامينات والاملاح المعدنية. والغذاء إذا كان غير كاف في مقداره أو غير متزن في تكوينه وغير ممثل العناصر الاساسية المذكورة كانت له نتائج ضارة على صحة الطفل الجسمية وسلامته النفسية اذ يعرضه الى أمراض بصفة دائمة أو مؤقتة أو متقطعة وقد تبقى اثار المرض ملازمة طوال حياته فضلا عن أنها تضعف مناعته وقدرته على المقاومة بصفة عامة .

وعلى الرغم من أن الفقر هو السبب الاساسي الذي يؤدي الى انتشار أمراض  سوء التغذية، فانه ليس بالسبب الوحيد. فإن كثيرا من الاسر غير الفقيرة لا تعرف المبادئ الأولية لحاجات الأطفال الغذائية، ولا القيمة الغذائية للمأكولات والاطعمة العادية فقد تقدم الأم لطفلها طعاما كافيا من  ناحية كميته ولكنه ناقص من ناحية مكوناته الغذائية وتكون النتيجة ان يتعرض الاطفال لأمراض سوء التغذية كالكساح والبلاجرا فليست العبرة في التغذية الصالحة بتوافر الكمية فقط بل بتكاملها من الناحية الغذائية ايضا .

وهنالك عوامل اخرى كثيرة تحدث آثاراً سيئة في تغذية الطفل، من أهمها النوم غير الكافي وتقييد حرية الطفل في اللعب والحركة وعدم إتاحة الفرص له للخروج الكافي للفسحة والاستمتاع بالهواء الطلق وكثرة تعرضه للصراعات والازمات الانفعالية وهذه كلها عوامل ليست قاصرة على الاسرة محدودة الدخل من السكان بل توجد أيضا كلها أو بعضها بين بعض الأسر الميسورة والمقتدرة ماديا والتي كثيرا ما يعتل اطفالها من سوء التغذية .

هـ. جهل الامهات بالتربية السليمة :

إن جهل كثير من الأمهات والآباء بصفة عامة بمطالب النمو واشباع حاجات الطفولة وعدم معرفتهم بالأساليب السليمة في تربية الاطفال يوقعهم عن غير قصد في كثير من الاخطاء التي تؤثر على اطفالهم أسوأ الأثر من ناحية صحتهم الجسمية والنفسية، فتتسبب في إصابتهم

بالأمراض أو سوء توافقهم ومعاناتهم لكثير من مشاكل السلوك التي تلازمهم طول حياتهم .

فإذا كنا ندهش كثيراً، أن يعهد الى شخص غير مدرب أو غير فني بأن يقود سيارة، فما أعظم  دهشتنا عندما نرى الاطفال، تلك الآلات البشرية الدقيقة، في عهدة وتحت رعاية من لا يعرفن معرفة صحيحة مطالب نموهم وحاجاتهم وبخاصة في السنوات الأولى التي سيبنى عليها مستقبلهم كله. إن تنشئة الطفل الاجتماعية في مرحلة الحضانة ورياض الاطفال ليست بالأمر الهين .

فالحب بدون العلم، كثيراً ما يكون ذا أثر خطير في تكوين شخصية الطفل، اذ قد يبالغ الوالدان في حبهما للطفل الى حد الإسراف في تدليله وتنفيذ كل ما يريده، والتجاوز عن أخطائه وتشجيعه على الاخذ دون عطاء وعلى أن يخدم دون أن يخدم ويتعاون وبذلك ينشأ أنانيا محبا لنفسه ميالا الى الاتكال على الغير، فالتدليل يخلق من الطفل شخصا هياباً بضيق بأهون المشكلات، ولا يطيق مواجه الصعوبات كما ان التدليل يضعف ثقة الطفل بنفسه، ويميت فيه روح التفرد والاستقلال، ويخلق في نفسه على مر الزمن الصراع بين الاعتماد على الغير والرغبة في التحرر وتأكيدات الذات .

غير أن جهل الأمهات والآباء لا يظهر في تدليل الطفل والتغاضي عن أخطائه فحسب، بل يظهر ايضا في صور كثيرة اخرى كعدم المعرفة بمتطلبات النمو السليم في مراحله المختلفة، أو سوء التصرف مع الأطفال الذي يبلع حد الإهمال أو النبذ أو القسوة الشديدة في بعض الأحيان بدعوى ان ذلك يجعل منهم رجالا اقوياء وامهات شديدات في المستقبل .

و. عدم ملاءمة البيت لمتطلبات الطفولة :

من العوامل المعوقة للأسرة عن إشباع حاجات الأطفال وحسن رعايتهم أن البيت، في غالب الاحيان، يصعب عليه ان يهيئ للطفل البيئة المادية الصالحة كلية لمطالب الطفولة، والتي تلائم تماماً قدراته المحدودة، وتتناسب مع صغر جسمه، وسرعة حركته فبيوتنا بصفة عامة، معدة إعداداً غير محسوب فيه حساب الطفل وحاجاته بل ان إعدادها يجعلها اكثر ملاءمة لحياة الكبار منها لحياة الصغار. ونحن لا ننكر أنه من المستطاع ان يخصص للطفل أثاث يناسبه مثل سرير صغير وكراسٍ صغيرة، ومنضدة صغيرة ودولاب صغير، ولكن هذه حلول جزئية، لا تحدث إلا تغييرات طفيفة في الصفة الرئيسية للبيت كمسكن للكبار الراشدين أولا وآخراً. فهو مسكن يحتوي على الكثير من الاشياء التي تخص هذا أو ذاك من الكبار، والتي تكون محظور على الطفل أن يقربها أو يلمسها فللوالد كتبه وأوراقه ومكتبه ومكتبته، وللوالدة ماكينة الخياطة وادواتها وللأخوة الكبار ادواتهم الخاصة المدرسية والمنزلية والطفل بالطبع لابد أن يتعلم كيف يحترم ممتلكات الاخرين ويحافظ على النظافة والنظام ولكننا في الوقت نفسه يجب أن نعترف بأن الطفل الذي يقضي وقته يوما بعد يوم في جو كهذا كثير المحرمات لابد أن يشعر بكثير من الضجر والتوتر.

والواقع ان الطفل في البيت العادي يقابل كثيراً من الصعوبات فهو لا يجد دائما الزمالة والصحبة المناسبة. فالأم والأب يكبرانه بكثير وان تفرغا اليه مرة انشغلا عنه مرات وان استمتعا باللعب معه في قليل من الاحيان، تبرما من نشاطه في كثير من الاحيان الاخرى وان صبرا عليه بعض الوقت فهما لا يستطيعان ذلك طول الوقت .

وإذا ترك الطفل الصغير والديه وشأنهما وأراد التجول في منزله اشباعا لميله للحركة والنشاط ، وجد العقبات في طريقه. فمعظم الاشياء وقطع الاثاث حوله اكبر منه حجماً، فهو لا يستطيع دفعها أو جذبها أو رفعها، إن اكثر الأبواب في الغالب، إما عالية عن متناول يده، وإما جافة بشكل لا يمكنه تحريكها. كذلك الكراسي والأرائك كلها  في الغالب مرتفعة ارتفاعاً يضطر الى أن يتسلقها حتى يستطيع الجلوس عليها وعندما يجلس على الكرسي العادي تكون رأسه في الغالب اعلى من المائدة قليلا وحتى اذا جلس على كرسي اعد خصيصا له واراد ان يطعم نفسه فان الامور لا تسير بحريته وتبعا لرغبته وحسب سرعته الخاصة بل بسرعة الكبار ورغبات الكبار وضغطهم عليه واستعجالهم اياه فبدلا من ان تترك الام صغيرها يتدرب على الاكل بإطعام نفسه على راحته وبطريقته الطفلية، مستمتعا بقدراته على الاستقلال والاعتماد على النفس، تتدخل في لتفرض عليه تناول الطعام بالشكل الذي تختاره، فتطعمه بنفسها، مستعجلة إياه في تناول الملعقة تلو الأخرى، بشكل يضطره للبلع السريع، قبل التمكن من المضغ الجيد. وبالمثل يحدث تدخل الأم في كثير من النشاطات الشخصية، التي يجب ان يمارسها الطفل  بنفسه، مزهواً بقدرته على الاستقلال والتشبه بالكبار، كارتداء الملابس، وربط الاحذية، وتمشيط الشعر وغسل اليدين والوجه، وغير ذلك فكثيرا ما تضطر الام لكثرة مشاغلها وضغط الظروف المحيطة بها، ورغبتها في توفير الوقت وانجاز الامور، ان تقوم هي بعمل الشيء، قاطعة استرسال الطفل فيه، بدلا من أن تتركه يعمله بنفسه من أوله لآخره، فيكتسب الخبرة كاملة غير منقوصة وبالتالي يكتسب العادات الطيبة التي تثبت عنده بالتدريج. وإن تدخل الامهات – الذي يحدث في الغالب رغما عنهن وتحت ضغط الظروف المحطة بهن –على هذا النحو في نشاط الاطفال الصغار وسلوكهم ليؤخر كثيرا من نضجهم ويحد من نمو قدراتهم ومهاراتهم فضلا عما يسببه لهم من ضيق وتوتر يعبرون عنهما بالعناد والانفجارات الانفعالية في كثير من الاحيان .

وليس معنى هذا، أننا ندعو الى ترك الصغير يعيش كما يشاء، وأن يكون البيت مكيفاً تماماً  لرغبته وقدراته. فالبيت كان دائماً، وسيبقى أساساً وقبل كل شيء، مؤسسه للراشدين الكبار، كما أننا لانطلب من الوالدين ان يعطلها شؤونها ويتخليا عن مسؤولياتهما المتعددة ليتفرغا تفرغا تاما للعناية بالطفل، فإن ذلك يتعارض مع طبيعة مجرى الأمور في حياتنا. وإن كل ما نود أن نؤكده هو ان الأوضاع الطبيعية للبيت العادي، كما صورناها آنفاً تعرقل بالضرورة والى حد لا يستهان به، شغف الطفل بالتعليم والكشف، وولعه بالانطلاق والحرية في نشاطه ولعبه. وبعبارة اخرى، فإن البيت عالم للكبار، ولا يمكن أن نكوّن عالماً للطفل يوفر له كل متطلبات الطفولة السعيدة والنمو الامثل .

وعندما نتدبر دور الأسرة المتغيرة المعاصرة في تربية أطفالها تربية أخلاقية وتعويدهم الانضباط والاعتدال، نجد أنه لم يصبح من القوة بالدرجة التي يتصورها من لا يعير هذه الظاهرة إلا اهتماما عابرا. ولقد شغل دور الأسرة في التربية الاخلاقية بال كثير من العلماء الغربيين وكان (أوجست كونت) أول عالم من علماء الاجتماع يكتب في وظائف الاسرة. ويرى ان التربية الاخلاقية من اهم وظائفها الرئيسية، التي يمكن ان تقوم عليها التربية الدينية والاجتماعية التي تجعل من الفرد مواطنا فاضلاً. ويوضح ذلك مؤكداً على الأسرة تنمية الروح الاجتماعية في أطفالها، وترويضهم على أن يكونوا مواطنين فضلاء، وتعويدهم على تحقيق التوازن في ذواتهم بين مختلف الملكات الناشئة والاعتدال بين الانانية والغيرة .

ذلك لأن أفراد الأسرة يجدون من الطبيعي جداً أن يتمتعوا فيما بينهم بشيء من الحرية والتبسط ، وهم لذلك يتبرمون بفكرة التحديد الصارم والواجبات العائلية التي تتسم بطابع خاص، وهو أنها لا تثبت نهائيا في شكل قواعد محددة يجب أن تطبق دائماً بحذافيرها، ولكنها عرضة لان تمثل مع تنوع الطابع وظروف الحياة داخل نطاق الاسرة، وتتأثر باختلاف الامزجة وبما يبرمه الأعضاء فيما بينهم من اتفاقات تهدف الى تيسير الامور على كل منهم  بباعث المحبة والألفة .

ويقودنا الحديث عن عجز الاسرة في القيام بتربية أطفالها تربية تعودهم على التخلق بأخلاق تفيدهم وتفيد مجتمعهم الى تدبر مدى ما تستطيع كل اسرة تنفيذه من مطالب الدولة بخصوص تربية الافراد تربية تعودهم العادات التي تتوافق مع العقائدية التي تتبناها، سواء أكانت الاشتراكية أو الرأسمالية الجماعة أو الفردية الدميقراطية أو الدكتاتورية التكافؤية أو التمايزية. وقد عوضت عجز الاسرة في أداء هذه الوظيفة دور الحضانة ورياض الاطفال التي اصبحت كثير من الدول تعتمد عليها في تربية الاطفال التي تراها صالحة لتدعيم مبادئها وتحقيق اهدافها القريبة والبعيدة.

تلك هي أهم العوامل التي تعوق الاسرة عن تهيئة الوسط المناسب والرعاية الواجبة لتنشئة الاطفال تنشئة سليمة واشباع حاجاتهم المختلفة اشباعا يحقق النمو السوي من الناحية الجسمية والعقلية والاجتماعية وكلما اشتدت وطأة التغير الاجتماعي والتطور الاقتصادي زاد المجتمع تعقدا وزاد بالتالي اثر العوامل المعوقة للأسرة عن القيام بمهمتها في رعاية الاطفال واصبح عجزها في هذه المهمة وفي تنشئتهم التنشئة الاجتماعية المرغوب فيها واضحا لا يتمارى فيه احد.

والأسرة اكثر مؤسسات التنشئة الاجتماعية اهمية للأسباب التالية:

1ـ إنها اهم المؤسسات الاجتماعية التي اقامها الانسان لاستمرار حياته في الجماعة وتنظيمها.

2ـ إنها الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل.

3ـ تعتبر النموذج الأمثل للجماعة الأولية، والتي تتميز فيها العلاقات الاجتماعية بالمواجهة بين أعضائها، والترابط والتعاون على أساس من الود والقرب والاستمرار.

4ـ فيها يقوم الطفل بذاته ولذاته، بمعنى أن قيمته لا ترجع الى ما يؤديه من عمل أو خدمات للجماعة أو لمدى كفاءته وقدرته في قيامه بالأدوار المتوقعة منه، وإنما مصدر هذه القيمة أنه عضو في هذه الجماعة الأولية.

5ـ تتميز بالتلقائية التي يجدها أعضاؤها في تعاملهم مع بعضهم البعض خاصة بالنسبة للأطفال وتعطي هذه التلقائية للطفل فرصة إصدار ألوان متعددة من السلوكيات التي تتناولها الأسرة بالتشكيل والتعديل، كما تهيئ للطفل فرصاً للتجريب والاختبار للمواقف الاجتماعية المختلفة. ولردود الافعال عند الكبار نحوها، كما تمثل متنفسا للطفل من الضغوط التي يتعرض لها داخليا وخارجيا وتساعد في تخفيف آثار الإحباط اللازم والملازم لعملية التطبيع الاجتماعي.

وهكذا نجد أن الأسرة تعتبر الأساس الاجتماعي الذي تنمو فيه بذور الشخصية الإنسانية وتتحدد فيه أصول التطبيع الاجتماعي، فالأسرة لا تقتصر مسؤوليتها على رعاية الصغار وتلبية احتياجاتهم الجسمية فقط ، بل تمتد الى تعليمهم السلوكيات الأخلاقية وتدريبهم على المهارات المختلفة كما تقوم بضبط سلوك الصغير ليصبح متكيفا مع ذاته ومجتمعه.

فشخصية الطفل تتكون من خلال تفاعله مع أسرته، ولا يكتسب الطفل تلك الشخصية فقط من اعضاء الاسرة، بل من نمط التفاعل بين الاعضاء انفسهم ليصبحوا نموذجا فالتنشئة الاجتماعية للطفل لا تتأثر بمجرد ان لأعضاء الاسرة صفات خاصة، بل أيضاً بنوعية الفاعل والعلاقات بين هؤلاء الافراد.

هذا ويمكن للأسرة أن تقوم بتوفير بيئة تربوية سليمة لتربية وتنشئة طفل ما قبل المدرسة عن

طريق:

1ـ أن تعمل على توفير بيئة بيولوجية سليمة لنمو الجنين أثناء فترة الحمل عن طريق التغذية السليمة والبعد عن الانفعالات والقلق والتوتر مع الامتناع عن التدخين وتناول العقاقير والمهدئات.

2ـ العمل على توفير بيئة اجتماعية سليمة منذ لحظة الولادة وذلك بتهيئة بيئة أسرية تمكن الطفل فيها من التفاعل مع أفرادها، لتنمية قدراته الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية الى أقصى حد ممكن في جو من المحبة والأمان والاستقرار.

3ـ ولعل أهم وظيفة تقوم بها الاسرة هي العناية بالأطفال وتربيتهم، لذلك تكون الأسرة مسؤولة أولى عن عملية التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها ثقافتها وقيمها ومعاييرها في صورة تؤهله فيما بعد لمزيد من الامتثال لها وتمكنه من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع، كما أنها تعتبر الجماعة الأولية المهمة التي توفر الإشباع للطفل، إذ إنها توفر له قدراً كبيراً من الحنان والعطف.

ويمكن توضيح المهام التربوية للأسرة كما يلي:

1ـ ينال الطفل فيها مقومات النمو الجسمي والصحي وذلك تبعا لما توفره له من وسائل المعيشة من مأكل ومشرب ومسكن وملبس.

2ـ يتعلم الطفل منها اللغة والدين والتعبير وطريقة الكلام.

3ـ يستقي الطفل منها عاداته وتقاليده وأخلاقه وطباعه وذلك تبعاً لما يسود الأسرة من مستويات اقتصادية وثقافية واجتماعية.

4ـ يتعلم الطفل داخل الأسرة التعاون والتضحية والبذل والوفاء والصدق والعطف على الاخرين وتحمل المسؤولية كما ان الاسرة تعد عاملا اساسيا في شعور الطفل بالأمن والامان.

5ـ يؤدي الطفل داخل الاسرة معظم ألعابه تحت إشراف افراد اسرته وتوجيههم.

6ـ تعاون الأسرة المدرسة في تكملة نقصها بما تبذله من جهد في تدارك ما يختلف من أعمالها من ثغرات في شخصية الطفل وتربيته.

من كل ما سبق يتضح ان الاسرة تعد وسيلة الاستمرار المادي للمجتمع التي تزوده بأعضاء جدد عن طريق التناسل وتتولى ايضا الاستمرار المعنوي لهذا المجتمع وذلك بتلقين قيمة ومعايير سلوكه واتجاهاته وعاداته وطرائقه للأطفال.

______________

1ـ انظر : السيد عبد القادر شريف : الاصول الفلسفية والاجتماعية للتربية ، القاهرة ، حورس للطباعة والنشر،2005، ص177-198 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع