أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
2861
التاريخ: 11-5-2022
1307
التاريخ: 22-4-2017
2857
التاريخ: 4-5-2017
3443
|
قلنا في ما مضى أنَّ المجموعة الاُولى من المهاجرين رجَعت من الحبشة إلى مكة لأنباء بلغتها عن إسلام قريش عامة وانضوائها تحت راية الإسلام.
حتّى إذا دنوا من مكة بلغهم أنما كانوا تحدّثوا به من إسلام اهل مكة كان باطلاً فلم يدخل منهم إلى مكة إلاّ قليل دخلوها مستخفين أو في جوار بعض الشخصيات القرشية بينما عاد الأكثرون من حيث جاؤوا.
وكان ممن دخل مكة بجوار عثمان بن مظعون الّذي دخلها بجوار الوليد بن المغيرة ولكنه كان يشاهد ما فيه أصحابُ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من البلاء والعذاب وهو يغدو ويروح في امان فتألّم لذلك ولم تطِق نفسه تحمُّلَ هذا الفَرق وقال : واللّه إن غدوّي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهلُ ديني يلقَون من البلاء والأذى في اللّه ما لا يصيبني لنقصٌ كبير في نفسي فمشى إلى الوليد بن المغيرة وردَّ عليه جواره ليواسي المسلمين ويشاركهم في آلامهم ومتاعبهم وقال : يا أبا عبد شمس وفَت ذِمّتُك قد رَددْتُ إليك جوارَك.
قال : لِمَ يابن أخي؟ لعلَّه آذاك أحدٌ من قومي؟
قال : لا ولكني أرضى بجوار اللّه ولا اُريد أن أستجير بغيره.
فقال الوليد له : إذن فاردُد عليّ جواري علانية كما أجرتُك علانيةً.
فانطلقا فخرجا حتّى أتيا المسجدَ فقال الوليدُ مخاطباً من حضر مِن قريش : هذا عثمان قد جاء يردُّ عليّ جواري.
قال : صدق قد وجدتُه وفيّاً كريمَ الجوار ولكنّي قد احببتُ أن لا استجيرَ بغير اللّه فقد رردتُ عليه جواره .
ثم لم يمض شيء مِنَ الوقت حتّى دخَلَ المسجدَ لبيد وكان شاعراً متكلِّما بارزاً من شعراء العرب ومتكلّميها ووقف في مجلس من قريش ينشدهم و عثمان بن مظعون جالس معهم فقال مِن جملة ما قال شعراً : ألا كلُ شيء ما خلا اللّه باطلُ .
فقال عثمان بن مظعون : صدقتَ فقال : لبيد : وكلُ نعيم لا محالة زائلُ .
قال عثمان : كذبت نعيمُ الجنة لا يزول فاستثقل لبيد تكذيب عثمان وتحدّيه له في ذلك الجمع فقال : يا معشر قريش واللّه ما كان يؤذى جليسُكم فمتى حدث هذا فيكم؟؟
فقال رجلٌ مِن القوم : إنَّ هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدنَ في نفسكَ من قوله.
فردّ عليه عثمان حتّى تفاقم الأمر بينهما فقام إليه ذلك الرجلُ فلطم عينه فخضّرها ( واصابها ) والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان فقال : أما واللّه يا ابن أخي إن كانت عينُك عَمّا أصابها لغنيّة لقد كنت في ذمة منيعة وهو يريد أنك لو بقيت في ذمتي وجواري لما اصابك ما أصابك.
فقال عثمان رادّاً عليه : بل واللّه إن عيني الصحيحة لفقيرةٌ إلى مِثل ما أصابَ اُختَها في اللّه واني لفي جوار من هو أعزُّ منكَ واقدرُ يا أبا عبد شمس.
فقال له الوليد : هلمّ يا ابنَ أخي إن شئت فعُد إلى جوارك فقال ابنُ مظعون : لا .
وكانت هذه صورةٌ رائعةٌ من صور كثيرة لصمود المسلمين وتفانيهمْ في سبيل العقيدة وإصرارهم على النهج الّذي اختاروه ومواساة بعضهم لبعض في أشدّ فترة من فترات التاريخ الإسلامي.
|
|
صحتك العقلية.. "حقيقة مدهشة" بشأن تأثير العمل
|
|
|
|
|
هل تنقل سماعات الأذن بياناتك الشخصية؟
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
|
|
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
|
|
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
|
|
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات
|