أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015
2411
التاريخ: 30-12-2015
3202
التاريخ: 9-04-2015
5213
التاريخ: 28-06-2015
1786
|
سلوا عن الشّوق من أهوى فإنّهم أدنى إلى النّفس من وهمى و من نفسى
ما زلت-مذ سكنوا قلبي-أصون لهم لحظي و سمعي و نطقي إذ هم أنسى
فمن رسولي إلى قلبي ليسألهم عن مشكل من سؤال الصّبّ ملتبس
حلّوا الفؤاد، فما أندى! و لو وطئوا صخرا لجاد بماء منه منبجس (2)
و في الحشا نزلوا و الوهم يجرحهم فكيف قرّوا على أذكى من القبس (3)
لأنهضنّ إلى حشري بحبّهم لا بارك اللّه فيمن خانهم فنسى
و ابن العريف يتحدث عن شوقه لربه، مع أنه أقرب إلى نفسه من وهمه و أنفاسه، و يقول إنهم مذ نزلوا قلبه يقصر عليهم لحظه و سمعه و نطقه، فهم كل أنسه. و يتساءل هل هناك من يبلغهم ما في قلبه من صبابته و حبه و يقول: ما أروحهم على فؤاده، و لو وطئوا صخرا لتفجر منه الماء، و قد سكنوا في حشاه المضطرم بحبهم، و يعجب منهم-و الوهم يجرحهم-أن يسكنوا في ناره المتقدة، و يقول إنه سيظل-إلى الحشر-وفيا بعهدهم و حبهم لا ينساهما أبدا، و يقول:
قفا وقفة بين المحصّب و الحمى نصافح بأجفان العيون المغانيا (4)
و لا تنسيا أن تسألا سمر الهوى متى بات من سمر الأسنّة عاريا (5)
فعهدى به و الماء ينساب فوقه سماء و ماء الورد ينساب واديا
أقام على أطلالهم ضوء بارق من الحسن لا يبقى على الأرض ساليا
و هو يطلب من صاحبيه الوقوف بمنازل محبوبه القدسية: بالمحصب في منى و الحمى المكي ليصافح ببصره المغاني و المنازل و شجر الهوى و المحبة من الطلح الذي تعرّى من سهامه و أسنته. و يقول إن عهده به و المطر ينسكب عليه من فوقه و ماء الورد يجري من تحته و النفوس معلقة بما في الأطلال من ضياء الحسن الذي لا يستطيع أحد أن يسلوه.
و يقول:
تمشّى و العيون له سوام و في كلّ النفوس إليه حاجه (6)
و قد ملئت غلائله شعاعا كما ملئت من الخمر الزّجاجه (7)
و هو يتغزل بمحبوبه مستخدما لغة الحب الإنساني كما استخدمها في الأبيات السابقة، فقد رحل و العيون كلها متطلعة إليه، و النفوس جميعا مفتقرة إلى رؤيته، و قد ملئت غلائله الكونية بأشعته. و لابن العريف بجانب ذلك مدائح في الرسول الكريم سننشد منها أطرافا. و قد توفي سنة 5٣6 للهجرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ذكر المقري من كتبه كتاب مطالع الأنوار و منابع الأسرار.
2) منبجس: منفجر.
3) قرّوا: سكنوا و استراحوا.
4) المحصب: موضع رمى الجمار بمنى. المغاني: المنازل.
5) السّمر: شجر الطلح.
6) سوام: شاخصة و متطلعة.
7) الغلائل: جمع غلالة: الثوب الرقيق.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|