هو تفسير تحليلي ، يحاول المفسر ظل بيان مراد الله في كتابه العزيز ، إحداث تغيير جذري في أوضاع العالم الإسلامي ، عن طريق تحويل المنهج الى حركة تقوم بالتخطيط لتغيير الأوضاع الشاذة غير الإسلامية في المجتمعات الإسلامية .

وصاحب هذا المنهج يهتم في بيان معالجة أمراض المجتمع الإسلامي الكثيرة ، وأسباب تأخره ، وحث الأمة على الانتفاض والثورة ضد أوضاعها المتخلفة والرواسب الجاهلية ، وذلك بالعودة الى القرآن وتعاليمه الربانية ، وبناء مجتمع قرآني على انقاض هذه الأوضاع وتلك الرواسب .

ويصب المفسر اهتمامه في أن يردّ الى الدين اعتباره على أساس تنقيته من الخرافات والأساطير والغلو والإسرائيليات التي حشيت بها كتب التفسير والرواية .

ومن جهة أخرى في ترسيم المنهج الحركي نقول :

إن المتتبع في نهج القرآن يشاهد أن الصراع ينقسم الى قسمين ، الصراع المحتدمة على مرّ العصور بين جند الرحمن من جهة وحزب الشيطان من جهة أخرى ، بين رسل الله وعباده المخلصين وبين أعداء الحق والخير وبين جماعات الباطل وبؤر الشر . . فيلاحظ المفسر أن يستخرج حقيقة الصراع وخصائص المنهج الحركي

لأن حقيقة الصراع في مرّ العصور بين من يجعل العبودية لله وحده وبين من يشرك ، بين من يعتق الانسان ويحرره من ألوان الاستعباد وبين من يدعو الناس أن يستعبدهم . .(1)

وكثيراً ما يسير صاحب هذا المنهج سيراً بيانياً تحليلياً الى القرآن ، ويتخذ اللون الاجتماعي منهجه في التفسير .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 . الراضي عبد اللطيف ، المنهج الحركي في القرآن الكريم/ 10 ، بيروت : درا التعارف للمطبوعات الطبعة الثانية ، 1991م .