تعد الكتابة إحدى الطرق الهامة للدلالة على معاني ومواقع الظاهرات الجغرافية على الخريطة ، ويمكن القول أن إيصال المعلومة يأخذ ثلاثة أشكال رئيسية لعل أهمها استخدام اللفظ ولا تعد الخريطة ذات إخراج نهائي إلا بعد مرحلة الكتابة ، بل إن بعض الخرائط تفشل في نقل ما بها من رسائل إلى مستخدمها لكونها لا تعتمد على الأسلوب العلمي الدقيق في توظيف الكتابة العربية أو غير العربية على هذه الخريطة.

إنها ولا شك مرحلة ضرورية وحاسمة في بناء الخريطة وخاصة أنها لا تخضع لخبرة الكرتوجرافي ، فهو وإن كان يحددها فلا ينفذها ، إذ يقوم بتنفيذها الخطاط ، وكم ظهرت من المعلومات على الخرائط بشكل مربك وقلص هذا إلى حد كبير من قدرة مستخدم على الإدراك السريع لمضمونها.

ومن هنا فالكتابة المناسبة ــ سمك الخط ، نوعيته ، اتجاه الخط ، لونه ــ إذا ما وضعت على الخريطة سواء بالعربية أو غيرها ستعطى ولاشك قدرة كبيرة على إيصال المعلومات لمن يستخدمها، إذ يمكن الاستدلال بالكتابة على مواقع الظاهرات واهميتها وتحديدها بدقة ، ولذلك فقد أولت شركات تصنيع أدوات ومعدات الرسم أهمية خاصة لأدوات الكتابة على الخرائط ، ويمكن للكرتوجرافي أن يستخدم مجموعة كبيرة من المساطر البلاستيكية المفرغة للكتابة العربية وغير العربية على الخرائط. وإذا تفحصنا إحدى هذه المساطر فسنجد أنها مصنوعة من البلاستيك الشفاف ولها حافتان إما على شكل حرف H او على شكل حرف Z أو حواف معدنية ، انظر الشكر رقم (1).

وهذه الحواف تعمل على ضمان ارتفاع المسطرة عن الورقة لكي لا يطمس الحبر المستخدم في الكتابة قبل أن يجف تماماً ، ومساطر الكتابة على الخرائط نوعان هما:

1ـ مسطرة الحروف العربية:

وهي مجموعة عديدة من المساطر تتناسب في أحجام حروفها مع أقلام التحبير (رابيدوجراف) ومكتوب عليها الحروف العربية ، والحروف العربية موقعة على المساطر مفرغة ومكتوب على كل مسطرة رقم قلم التحبير الملائم للاستخدام معها.

كما تضم أيضاً هذه المساطر بعض علامات الترقيم والأرقفام من واحد إلى عشرة. انظر شكل رقم (3).

ولضمان كتابة سليمة واستخدام مناسب لهذه المساطر ينبغي الاستعانة بريشة التوصيل الموجودة بطاقم الرابيدوجراف والذي يمكن عن طريق استخدامها نضمن ان يكون قلم الرابيدوجراف في وضع رأسي تماماً أثناء الكتابة. انظر الشكل رقم (4).

2- مسطرة الحروف الإنجليزية :

وهي أيضاً مجموعة من المساطر تتناسب في أحجام حروفها مع أقلام التحبير ، وتظهر الحروف مفرغة كحروف كبيرة وأخرى صغيرة، هذا بالإضافة إلى بعض الأرقام ، وعلامة النسبة المئوية وكذلك الأقواس.

وفي الواقع فإن استخدام مساطر الكتابة العربية وغيرها يحتاج إلى خبرة كبيرة من المصمم لضمان الكتابة السليمة التي تعنى الضبط الأفقي والرأسي لمسطرة الكتابة ، او بمعنى آخر ضمان الحصول على كتابة الحروف بمسافة واحدة وثابتة لا تتغير، وأيضاً لضمان الكتابة على خطوط أفقية تماماً . ويمكن الاستعانة بمسطرة سند الطبعات المصنوعة من المعدن الخفيف والمعالج بالطريقة الأفودية لمنع الانزلاق وضمان الكتابة في خطوط أفقية تماماً، واما بالنسبة لوضع الحروف جنباً إلى جنب بمسافة واحد فهذه ينبغي لها التدريب الطويل من الكرتوجرافي لكي يتمكن من الإجادة في هذا المجال.

وبصفة عامة فلا يمكن اعتبار التصميم الكرتوجرافي الدقيق كاملاً دون أن يحتوى على كتابة مطابقة للمواصفات الفنية ، ويمكن أن نحصل على هذا بواسطة  مساطر الكتابة المختلفة.

ومن الواضح أن مادة البلاستيك المصنوع منها هذه المساطر عالية الجودة إذ لا تتأثر الظروف الجوية فهي ثابتة الأبعاد والشكل ، كما أن المادة الشفافة الملونة غالباً باللون الأصغر تعطى درجة عالية من إبراز التباين بين أدق الخطوط الموجودة على الخريطة.

وحديثا تم إنتاج نظام الكتابة روترنج ، وهو عبارة عن طاقم مساطر كتابة مكون من 9 : 13 مسطرة كتابة اللغة الإنجليزية مع جهاز الكتابة وطاقم رابيدوجراف بسمك سنون كالتالي : 0,13  ، 0,18  ،  0,25  ،  0,35  ،  0,50  ،  0,7  ،  1,0  ، 1,4  مم ومساطر الكتابة هنا تختلف عن نظام القوالب المفرغة  إذ تبدو الحروف الإنجليزية غائرة بسطح المسطرة وليت نافذة ومفرعة وطريقة استخدام جهاز الكتابة أشبه باستخدام جهاز البنتوجراف إذ يتحرك السن الحديد المثبت في الجهاز على الحرف الغائر فيتحرك معه في الوقت نفسه سن قلم التحبير ليرسم على الورقة نفس شكل الحرف. انظر الشكل رقم (4).