أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
11189
التاريخ: 6-5-2022
2341
التاريخ: 16-11-2015
4036
التاريخ: 15-2-2016
14063
|
مصبا- مسسته من باب تعب , وفي لغة من باب قتل : أفضيت اليه بيدي من غير حائل , هكذا قيّدوه , والاسم المسيس. ومسّ امرأته مسّا ومسيسا : كناية عن الجماع , وماسّها مماسّة كذلك. ومسّت الحاجة إلى كذا : ألجأت. وماسّه مماسّة ومساسا : بمعنى مسّه. وتماسّا : مسّ كلّ واحد الآخر. ومسّ الماء جسدا : أصابه. ويتعدّى الى ثان بالحرف وبالهمزة فيقال : مسست الجسد بماء , وأمسسته ماء.
مقا- مسّ : أصل صحيح واحد يدلّ على جسّ الشيء باليد , ومسسته أمسّه , وربّما قالوا مسست أمسّ. والممسوس : الّذى به مسّ , كأنّ الجنّ مسّته.
والمسوس من الماء : ما نالته الأيدي.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إصابة في لمس , سواء كان بإرادة وإحساس أم لا , وسواء كان باليد أو بغير ذلك. وقد سبق في اللمس والمسح الفرق بينها.
فالمسّ لا يدلّ بأزيد من هذا , فإذا أطلقت المادّة يراد منها مطلق مفهوم إصابة شيء في لمس.
فالمسّ المطلق : كما في-. {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } [الواقعة : 78، 79] أي مسّ بالبدن أو اليد أو بالقلب وبإرادة أو بغيرها.
وإن كان الظاهر هو المسّ بالقلب وبالارادة والاحساس.
والمسّ المادّيّ : كما في- {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} [المجادلة : 4] التماسّ من الزوجين يراد منه الجماع , وهذا كناية والكناية حقيقة وأبلغ من التصريح.
فالمادّة ليست بمعنى الجماع , بل تستعمل فيه كناية , كما في سائر الموضوعات المستقبحة ذكرها عرفا.
والمسّ المعنويّ : كما في - {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } [ق : 38] فانّ ما يمسّ اللّٰه ليس بأمر جسمانيّ.
والأعمّ منهما : كما في - {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ } [الأنعام : 17] *- 6/ 11 أعمّ من ضرّ مادّىّ أو ضرّ معنويّ.
والمسّ في عوالم الآخرة : كما في-. {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً } [البقرة : 80]. {ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [هود : 48] على ما يناسب تلك العالم.
والمسّ في الخير : كما في - { وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } [المعارج : 21]. {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} [آل عمران : 120] ففي الاصابة واللمس لا فرق فيه بين الخير والشرّ.
{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا} [يونس : 12]. {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} [الروم : 33]. {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء : 67] تدلّ الآيات الكريمة على أنّ الإنسان يتوجّه الى اللّٰه تعالى ويدعوه إذا كان في ضرر في بدنه أو ماله أو عنوانه , فانّه حينئذ يرى نفسه فقيرا وضعيفا ومسلوبا عنه القدرة والقوّة والغنى , فيتوجّه قهرا الى مبدأ القوّة والقدرة ويستعين منه في رفع فقره وابتلائه.
وهذا بخلاف ما إذا رأي نفسه في نفع وغنى وقوّة وسعة , فيتوجّه الى نفسه ويطغى في أعماله. بل إنّه إذا تبدّل حاله بعد الضرّ خيرا وسعة : فينسى فقره وابتلاءه , ويطغى في العمل والقول , ويرى النعمة والرحمة له بالاستحقاق-. {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود : 10]. {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي ... وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} [فصلت : 50، 51] فإذا مسّه الشرّ والضرر وعجز عن رفعه : فيرى نفسه عاجزا بالطبع وضعيفا ومحتاجا وفقيرا , فيدعو اللّٰه بلسانه وقلبه في رفعه.
ثمّ إنّ الضرّ المصيب للإنسان على ثلاثة أنواع :
1- الطبيعىّ : وهذا ما يصيب الإنسان في أثر الجريان الطبيعىّ ونظم العالم المحسوس الجسمانيّ , من دون أن يكون للإنسان قدرة في دفعه , فانّ الإنسان مقهور تحت النواميس الطبيعيّة والقوانين الفطريّة وضوابط عالم المادّة و نظمها , من الحرارة والبرودة واختلاف الحوادث الجارية ومضيق عالم الدنيا ومحدوديّتها والتنازع والتزاحم في متاعها والتجاوز والظلم الى الناس وإضاعة الحقوق والحدود فيما بينهم.
2- الضرّ المعنويّ : وهو ما يصيب الإنسان في أثر إجراء أحكام العدل والحقّ وحفظ الحدود والحقوق المعنويّة الروحانيّة وبلحاظ رعاية مصالح العباد ومفاسدهم وبالنظر الى سعادتهم وكمالاتهم النفسانيّة , تكوينيّا أو تشريعيّا , فرديّا أو اجتماعيّا.
فالإنسان واقع في محدودة هذه التكاليف والضوابط الإلهيّة وفي مضيقة هذه الأحكام الروحانيّة , وهذه المحدوديّة توجب ابتلاء في ظاهر الأمر , ومحروميّة في بعض الموارد بالنسبة الى مشتهيات النفس والمنافع الفرديّة الماديّة.
3- الضرّ الحاصل من الخلاف : وهو ما يصيب الإنسان في أثر خلاف وعصيان عن القسمين المذكورين : الطبيعىّ , المعنوىّ.
فإذا خالف الإنسان وعصى في قبال هذه الوظائف والضوابط المقرّرة في العالمين : فهو يقابل نظم العالمين وضوابطهما الّتى قد قرّرت من لدن مالك السموات والأرض , فتلحقه آثار هذه المخالفة والمقابلة , ويتبعه ما فيها من العقوبات الظاهريّة والباطنيّة , ويكون محروما عمّا في الاطاعة والانقياد من الحسنات.
فظهر من هذه معنى حقيقة الرضا والتسليم والعبوديّة والطاعة :
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} [المعارج : 19 - 21]. {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} [آل عمران : 120]. {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود : 113]. {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} [آل عمران : 140] هذه اشارة الى التخلّفات.
___________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|