المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6567 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشفاء بالثوم
2025-03-18
الشفاء بالبصل
2025-03-18
الشفاء بالزنجبيل
2025-03-18
الشفاء بالريحان
2025-03-18
الشفاء بالرمان
2025-03-18
الشفاء بالعنب
2025-03-18

أهمية العلامة التجارية
2024-04-27
الإيمان بالجنة والنار وهما مخلوقتان الآن
14-4-2018
التصديق على المعاهدة
18-6-2018
معنى الوزر
2024-09-02
السجدتان
17-8-2017
السـاميون
15-9-2016


أقسام الغضب  
  
191   02:51 صباحاً   التاريخ: 2025-02-13
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج3/ ص354-361
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / الغضب و الحقد والعصبية والقسوة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016 1938
التاريخ: 2024-12-19 506
التاريخ: 29-9-2016 1799
التاريخ: 14-2-2022 2531

إنّ حالة الغضب ليست سلبية دائماً ، بل قد تترتب عليها آثار إيجابية على المستوى المادي والمعنوي في حياة الإنسان وأحياناً تكون ضرورية ولازمة ، وعليه يمكننا تقسيم الغضب إلى إيجابي وسلبي ، أو ممدوح ومذموم ، فإذا ضممنا إليها الغضب في دائرة الالوهية تحصّلت لدينا ثلاثة أقسام للغضب :

1 ـ غضب الله تعالى : حيث ورد الحديث عنه في الكثير من الآيات القرآنية الشريفة وخاصة بالنسبة إلى بني اسرائيل حيث تشير الآيات إلى أنّ الله تعالى غضب عليهم ، بل ورد (المغضوب عليهم) حيث ذكر جماعة من المفسّرين أنّ المقصود بهذه العبارة هم بنو اسرائيل الفاسقون في كل زمان ومكان حيث سوّدوا صفحة التاريخ البشري بذنوبهم وأعمالهم الأثيمة.

ولا شك أنّ الغضب بمعنى الانفعال النفسي المقترن مع حبّ الانتقام والذي يتجلّى في ظاهر الوجه على شكل احمرار الوجه واحتقان الدم وأمثال ذلك لا يرد قطعاً في مفهوم الغضب في دائرة الالوهية ، لأنّ الله تعالى منزّه عن الجسم والجسمانية والتغير والتبدّل في الحالات ، فلا مفهوم لها بالنسبة إلى الذات المقدّسة ، كما أنّ الانتقام بمعنى إرضاء حالة الغضب وتهدئة حرقة القلب الذي يصطلح عليه بالتشفّي المقترن مع تعذيب العدو وإلحاق الضرر به كذلك لا معنى ولا مفهوم بالنسبة إلى الذات الإلهية المقدّسة.

ومن ذلك فإنّ المفسّرين ذهبوا إلى أنّ غضب الله تعالى بمعنى إنزال العقوبة العادلة بالمذنبين والمجرمين في الدنيا والآخرة.

يقول الراغب في مفرداته بصراحة : أنّه عند ما يراد بالغضب صفة من الصفات الإلهية فإنّ المقصود هو الانتقام والعقاب من المجرمين.

فقد أشارت الأحاديث الإسلامية أيضاً إلى هذا المعنى ، كما نقرأ في الحديث الشريف عن الإمام (عليه‌ السلام) الباقر (عليه‌ السلام) عن سؤال حول غضب الله تعالى ما ذا يعني؟ فقال : «غَضَبَ اللهُ تعالى عِقابَهُ يا عُمرَو ([1]) مَنْ ظَنَّ يُغَيِّرُهُ شَيءٌ فَقَدْ كَفَرَ» ([2]).

وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أنّ غضب الله تعالى هو عقابه كما أنّ رضا الله هو ثوابه (لا أنّ الغَضَبَ حالَةٌ نفسيّة فِي الذَّاتِ المُقَدَّسةُ تِقتَضِي التَّغَيُّرَ وَالتَّبَدُّلَ الُّذي نَراهُ فِي صِفاتِ المُمكِناتِ).

وخلاصة الكلام أنّ الآيات والروايات الشريفة التي تتحدّث عن غضب الله وسخطه لا تتعلّق بحالة الغضب لدى المخلوقين ولا تشبهها بشكل من الأشكال ، بل هي في الواقع إنزال العقاب العادل في حق المجرمين ولغرض تربية الإنسان وايصاله إلى كماله اللّائق.

2 ـ الغضب السلبي والمخرب ، الذي تقدّم البحث فيه بالتفصيل في الاحاديث السابقة ورأينا الأضرار الكبيرة المترتبة على هذه الحالة النفسية وبحثنا أسبابها وطرق علاجها بما لا حاجة إلى توضيح أكثر.

3 ـ الغضب الإيجابي للإنسان : ومعلوم أنّ هذه القوّة لدى الإنسان لم تخلق من دون غرض وحكمة ، فلو تصوّر شخص أنّ هذه القوّة فد خلقها الله تعالى وجعلها في الإنسان لغرض التخريب والشر فإنّه لم يدرك جيداً حكمة الله تعالى في خلقه ، وفي الحقيقة أنّ توحيده الأفعالي ناقص.

فمن المحال أن يخلق الله تعالى عضواً من أعضاء بدن الإنسان أو قوّة في نفسه وروحه ليس لها فائدة ومنفعة في حياة الإنسان ومن ذلك قوّة الغضب.

عند ما يعيش الإنسان حالة الغضب وتسيطر عليه هذه القوّة فإنّها تعمل على تعبئة جميع طاقاته وقواه الفكريّة والجسدية تجاه الخطر وأحياناً تتضاعف قدرته أضعاف ما كانت عليه في الحالات العاديّة ، والحكمة الوجودية لهذه الحالة في الواقع هي الدفاع عن الإنسان ومنافعه في نفسه وماله وعرضه تجاه الخطر وتحدّيات الظروف الخارجية ، وهذه نعمة وموهبة إلهية كبيرة جدّاً.

إننا نرى الحيوانات أو الطيور أيضاً عند ما يشعرن بالخطر يتحرّكن ويلذن بالفرار بعيداً عن منطقة الخطر ، ولكنّ هذه الحيوانات عند ما يتعرّض أطفالهن إلى الخطر فإنّها تتصدّى إلى هذا الخطر وتدافع بنفسها عن أولادها ممّا يثير تعجّب الكثيرين ، وأحياناً قد يرى طائر جبان الخطر على فراخه فيهجم باتّجاه الخطر ويتصدّى إلى المهاجمين ويبعدهم عن أطفاله ويلحق بهم الهزيمة وحتى بعض الحيوانات كالقط إذا رأى نفسه محبوساً في غرفة وتعرّض للهجوم فإنّه يتصدّى أيضاً للدفاع عن نفسه ويتبدّل إلى حيوان متوحّش وخطر حيث يهجم أحياناً على الإنسان ويلحق به أضراراً كثيرة.

وعليه فإنّ قوّة الغضب هي في الحقيقة قوّة مفيدة ومهمّة في عملية الدفاع عن النفس وما يتعلّق بالإنسان من الامور المادية والمعنوية ، ولذلك فهي ضرورية في بقاء واستمرار الحياة وتكامل الإنسان بشرط أن تستخدم في مكانها وفي الغرض التي خلقت لأجله بدون افراط وتفريط.

ونقرأ في الآيات والروايات الإسلامية موارد كثيرة تتحدّث عن الغضب المقدّس الإيجابي والغضب الإلهي كذلك ، ومنها :

1 ـ نقرأ في قصّة موسى (عليه‌ السلام) أنّه عند ما توجّه إلى جبل الطور لاستلام الوحي الإلهي والتوراة ، فإنّ السامري قد استغل هذه الفرصة في غياب موسى (عليه‌ السلام) وصنع العجل الذهبي لبني اسرائيل ودعاهم إلى عبادته وقد أخبر الله تعالى موسى (عليه‌ السلام) بهذا الحدث العظيم وهو في جبل الطور ممّا جعل موسى (عليه‌ السلام) يغضب لذلك ويحزن ويعود إلى قومه وهو غارق في الهم ويعتصره الألم ، فألقى الألواح التي كتبت فيها التوراة والأحكام الإلهية وأخذ برأس أخيه وبلحيته موبّخاً إيّاه على تساهله مقابل ما صنعه السامري من اضلال بني اسرائيل وحتى أنّه وبّخه كما تقول الآية : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ([3]).

هذه الحالة المثيرة والغضب الشديد الذي استعر في قلب موسى (عليه‌ السلام) تجاه ما صنعه بنو اسرائيل من عبادة العجل قد أثر أثره الكبير في قلوب اليهود وهزّهم من أعماقهم فانتبهوا من غفلتهم وأدركوا سوء تصرّفهم في انحرافهم عن التوحيد وسلوكهم في خط الشرك وعبادة الوثن.

ومعلوم أنّ مثل هذا الغضب الشديد في مقابل ظاهرة انحراف الناس وضلالهم هو من الغضب الإيجابي والبنّاء وله بعد إلهي في حركة حياة الإنسان المعنوية.

وهكذا الحال في جميع أشكال الغضب لدى الأنبياء الإلهيين في مقابل أقوامهم المنحرفين والضالّين.

ومن اليقين أنّ موسى (عليه‌ السلام) إذا كان قد واجه هذه الظاهرة من موقع برودة الأعصاب وعدم تثوير حالة الغضب في نفسه فإنّ بني اسرائيل يستوحون من هذا السلوك امضاءاً واعترافاً من موسى (عليه‌ السلام) بأفعالهم وسلوكياتهم الخاصة ، وبالتالي فإنّ مواجهة هذا الانحراف قد يكون مشكلاً فيما بعد ، ولكنّ غضب موسى (عليه‌ السلام) وهيجانه قد أثر أثره الإيجابي الكبير في رجوع بني اسرائيل عن خط الانحراف.

2 ـ ونقرأ في سيرة النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) أنّه أحياناً يتملكه الغضب الشديد تجاه بعض الحوادث والوقائع بحيث تظهر آثار الغضب على محياه ووجه المبارك.

من قبيل ما ورد في قصّة صلح الحديبية أنّ النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) قد غضب بشدّة لبعض مقترحات (سهيل بن عمر) (وكيل قريش لعقد معاهدة الصلح مع النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) وكان غضبه حول بعض الموارد المقرّرة لمكتوب الصلح بين الطرفين بحيث ذكر المؤرّخون أنّ آثار الغضب ظهرت على وجهه وسيماهُ (وهذا الأمر تسبب في سحب سهيل اقتراحه وعدم ذكره في بنود الصلح) ([4]).

3 ـ وورد في سيرة أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) أنّه غضب بشدة على أحد المسلمين الذي أضرّ بزوجته وهدّدها بالحرق ، فما كان من الإمام علي (عليه‌ السلام) إلّا أن تأثر بشدّة لذلك وسحب سيفه على هذا الرجل وقال : «آمرُكَ بِالمَعرُوفِ وَأَنهاكَ عَنْ المُنكَرِ وَتَردُ المَعروفَ؟ تُب وَإِلّا قَتَلتُكَ. (ولما علِم الشابُ أَنّه أَمير المؤمنين (عليه‌ السلام)) قالَ : يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اعفُ عَنِّي عفا اللهُ عَنكَ وَاللهِ لأَكُوننَ أَرضاً تَطأني ، فَأَمرها بِالدُخُولِ إِلى مَنزِلِها وانكفأ وَهُو يَقُولُ : لا خَيرَ فِي كَثيرٍ مِنْ نَجواهُم إلّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعرُوفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النَّاسِ» ([5]).

ومن اليقين أنّ مثل هذ الغضب مقدّس وإلهي حيث يوثّر كثيراً على مستوى سوق الشخص المذنب باتّجاه الحق والعدالة والسير في خط الإيمان.

4 ـ ونقرأ في حالات أبي ذر رضى الله عنه عند ما لم يتحمل عثمان أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أمر بتبعيده ونفيه إلى صحراء الربذة في أسوأ الظروف والحالات ، فما كان من الإمام علي (عليه‌ السلام) إلّا أن حضر لتوديعه وقال له : «يا أَبا ذَر إِنَّكَ غَضِبتَ للهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فَارْجُ مَنْ غَضِبتَ لَهُ إِنَّ القَومَ خافُوكَ عَلى دُنياهُم وَخِفتَهُم عَلى دِينِكَ ، فَاترُكْ فِي أَيدِيهِم ما خافُوكَ عَلَيهِ وَاهرُب مِنهُم بِما خِفتَهُم عَلَيهِ» ([6]).

وبديهي أنّ غضب أبي ذر رضى الله عنه كان بالنسبة إلى ما يراه من التلاعب بأموال المسلمين وبيت المال وما يشاهده من الظلم والجور بحق سائر المسلمين فإنّ مثل هذا الغضب يقع في دائرة الغضب الإلهي المقدّس.

وفي كلام آخر لأبي ذر رضى الله عنه أيضاً عند ما أمر معاوية بنفيه عن الشام وابعاده عنه لشدّة انتقاداته اللاذعة وجرأته وشجاعته في الله حيث خاف معاوية على مقامه وسمعته بين أهل الشام ، فما كان من أبي ذر رضى الله عنه إلّا أنّ خاطب المسلمين من أهل الشام الذين جاءوا لتوديعه وقال : «أَيُّها النّاسُ اجمعوا مَعَ صَلاتِكُم وَصَومِكُم غَضَباً لله عَزَّ وَجَلَّ إِذا عُصِيَ فِي الأَرضِ» ([7]).

5 ـ ونقرأ في حديث شريف عن سيرة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه‌ السلام) عند ما جاء إلى والي المدينة الوليد بن عتبة : «فَقَد كانَتْ بَينَ الحُسينِ (عليه‌ السلام) وَبَينَ الولِيد بنِ عَقبةِ مَنازَعَةٌ فِي ضَيعَةٍ فَتَناوَلَ الحُسَينِ (عليه‌ السلام) عَمامَةَ الوليدِ عَنْ رَأَسِهِ وَشَدَّها فِي عُنقِهِ وَهُوَ يَومَئِذٍ والٍ عَلَى المَدينَةِ ، فَقالَ مَروانُ : بِاللهِ ما رَأَيتُ كَاليَومِ جُرأَةَ رَجُلٍ عَلى أَمَيرهِ ، فَقالَ الوَلِيدُ : وَاللهِ ما قُلتَ هذا غَضَباً لِي وَلَكِنَّكَ حَسَدتَنِي عَلى حَلمِي عَنهُ وَإِنّما كَانَتِ الضَّيعَةُ لَهُ ، فَقالَ الحُسَينُ (عليه‌ السلام) : الضَّيعَةُ لَكَ يا وَلِيدُ وَقامَ» ([8]).

وهذه إشارة إلى أنّ غضبه (عليه‌ السلام) لم يكن للدنيا وحطامها بل لإثبات عجز الوليد عن فرض رأيه بالقوة.

6 ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) عند ما بعث بمالك الأشتر والياً على مصر فارسل معه كتاباً إلى أهل مصر يقول فيه : «مِنْ عَبدِ اللهِ عَليِّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ (عليه‌ السلام) إلَى القَومِ الَّذِينَ غَضِبُوا للهِ حِينَ عُصِيَ فِي أَرضِهِ وَذُهِبَ بِحَقِّهِ» ([9]).

7 ـ وورد في بعض الأحاديث الشريفة أنّ الله تعالى أوحى لأشعياء النبي (عليه‌ السلام) : «إِنِّي مُهلِكٌ مِنْ قَومِكَ مائَةَ أَلفٍ ، أَربَعينَ أَلفاً مِنْ شِرارِهِم وَسَتِّينَ ألفاً مِنْ خيارِهِم، فقالَ (عليه‌ السلام) : هَؤلاءِ الأَشرارِ فما بالُ الأَخيارِ؟ فَقالَ : داهَنُوا أَهلَ المَعاصِي فَلَم يَغضَبُوا لِغَضَبِي» ([10]).

هذه وأمثالها من الروايات الواردة في المصادر الإسلامية غير قليلة وتتحدّث جميعها عن الغضب المقدّس الذي يكون لله تعالى وللدفاع عن الحق مقابل الظالمين وقوى الانحراف وأصحاب البدع والضلالة.

أمّا الفرق بين الغضب المقدّس والمذموم هو أولاً : إنّ الغضب المقدّس يقع تحت سيطرة العقل والشرع ولا يتجاوز هذه الدائرة ويكون بهدف تعبئة جميع قوى الإنسان لمواجهة العمل المنكر الذي يراد ارتكابه لمنع وقوعه وارتكابه ، وأمّا الغضب الشيطاني فإنّه ليس فقط لا يقع تحت دائرة العقل والشرع ، بل يكون بوحي من الأهواء والشهوات والنوازع الذاتية التي تقود الإنسان في خط الانحراف والباطل.

ثانياً : إنّ الغضب المقدّس يتّجه لتحقيق أهداف مقدّسة ويتقارن مع المنهجية والنظم في دائرة السلوك والعمل ، في حين أنّ الغضب المذموم والشيطاني لا يهدف إلى تحقيق شيء مفيد ومقدّس ويفتقد كذلك إلى البرمجة والنظم.

ثالثاً : إنّ الغضب المقدّس له حدود معيّنة لا يتجاوز عنها ، في حين أنّ الغضب الشيطاني لا يعرف حدّاً معيّناً ، وعلى سبيل المثال يمكننا بيان ما تقدّم من الفرق بين هذين النحوين من الغضب بالقول بأنّ الغضب المقدّس حاله حال السيل النازل من الجبال والمجتمع خلف السد حيث يتمّ الاستفادة منه بشكل منظّم ومحسوب ، مياهه تجري في قنوات خاصة وتتسبب في عمران المنطقة وزيادة البركة والخير العميم ، في حين أنّ الغضب الشيطاني حاله حال السيول المخرّبة التي تسيل من الجبال ولا تجد أمامها مانعاً من الموانع وبالتالي فإنّها تدّمر كل شيء تجده أمامها.

ونختم هذا الحديث بكلام عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) حيث يقول : «إِنَّما المُؤمِنُ الَّذِي إِذا غَضَبَ لَم يَخرُجهُ غَضَبُهُ مِنْ الحِقِّ وَإِذا رَضَيَ لَم يَدخُلهُ رِضاهُ فِي باطِلٍ» ([11]).


[1] إشارة إلى عمرو بن عبيد المعتزلي الذي جاء مع جماعة إلى مجلس الإمام الباقر (عليه‌ السلام) لاختباره ، ولكنهم رجعوا خائبين.

[2] بحار الانوار ، ج 4 ، ص 68.

[3] سورة طه ، الآية 92 و 93 ؛ سورة الاعراف ، الآية 150 و 151.

[4] بحار الانوار ، ج 20 ، ص 360.

[5] بحار الانوار ، ج 40 ، ص 113.

[6] نهج البلاغة ، الخطبة 130.

[7] ميزان الحكمة ، ج 3 ، ص 2270.

[8] بحار الانوار ، ج 44 ، ص 191.

[9] نهج البلاغة ، الرسالة 38.

[10] بحار الانوار ، ج 14 ، ص 161.

[11] بحار الانوار ، ج 64 ، ص 354.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.