هنالك علاقات مكانية جغرافية مترابطة إحداها تكمل الأخرى فالتضاريس تحدد معدلات الأمطار الساقطة وهذه تحدد مستوى الموارد المائية اللازمة لحياة الإنسان مما يحدد مواضع استقرار وتوزيع المستوطنات وكثافتها ونموها، وكل ذلك يقود الى بناء وتشغيل العديد من وسائل النقل عبرالتاريخ، لذلك نجد أن توزيع وكثافة ونمو السكان في أي إقليم يؤدي إلى إظهار فعالية النقل بمختلف أصنافه. أن العلاقة ما بين عملية النقل وتوزيع السكان وكثافته هي من العلاقات المتزايدة باستمرار فأي زيادة ونمو في السكان وكثافة مستقراته يؤدي إلى إيجاد فعاليات ضرورية لاستمرار حياة الإنسان الأمر الذي يقود إلى استخدام وسائل النقل المتاحة والقابلة للتطوير لتلبية تلك الفعاليات الاقتصادية منها والاجتماعية.

أن نمو السكان وزيادة كثافته في منطقة او إقليم أو دولة او قارة يولد حاجة لبناء شبكات نقلية عديدة كما يؤدي الى تشغيل نظم نقلية عديدة لنقل السكان او البضائع، ومثال ذلك ضخامة نظم النقل التجارية والسياحية بين شمال غرب أوربا وشمال شرق امريكا الشمالية عبر المحيط الأطلسي ، كما نجد تنامي عملية النقل ما بين دول جنوب شرق أسيا كالصين وإندونيسيا مع دول جنوب آسيا كالهند وباكستان، لقد قاد النمو السكاني في اليابان هو الأخر إلى بناء الجسور البحرية بين الجزر اليابانية وإنشاء المطارات وخطوط السكك للقطارات السريعة لتلبية الحاجة المتزايدة للسكان بفعل تزايده عددا ، كما ان العواصم بأعداد سكانها المتنامي جعلها من أكثر المراكز كثافة لخطوط النقل التي تصلها او تنطلق منها مثل بغداد والرياض ونيويورك وباريس وبكين وموسكو.