المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تعريف الغيبة
2025-01-15
الغيبة في الروايات الإسلامية
2025-01-15
الغيبة في القرآن
2025-01-15
الغيبة (التنابز بالألقاب وحفظ الغيب)
2025-01-15
{قل لا اقول لكم عندي خزائن الله}
2025-01-15
العذاب بغتة وجهرة
2025-01-15

قطار المخمرات Train Fermenters
2-8-2020
الشريف المرتضى
29-12-2015
اهمية التربية في بناء الدولة العصرية
24-5-2017
علي بن أبي رافع مولى رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم
20-8-2016
بلدتا سليم وعتيل
29-1-2016
Genetic Linkage
12-5-2016


إلى سلطان فاس  
  
328   06:00 مساءً   التاريخ: 2024-12-09
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:340-343
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /

ومن نثر لسان الدين ما أنشأه رحمه الله تعالى

عن سلطانه الغني بالله تعالى - حين وصله ابنه الذي كان بفاس - يخاطب سلطان فاس ، ما نصه : المقام الذي تقلد نافلة الفضل شفعاً ، وجود سورة الكمال إفراداً وجمعاً، واستولى وجمع ببره المنح ، والتهنئة والفتح ، فأحرز أصلاً وفرعاً ، واستحق الشكر عقلاً وشرعاً ، وأغرى أيدي جوده ، بالقصد الذي هو حظ وليه من وجوده ، فأثار من جيش اللقاء نقعاً ، ووسط به جمعاً ، مقام محل أخينا الذي أقلام مقاصده دربة بحسن التوقيع، وعيون فضله مذكاة لإحكام الصنيع ، وعذبات فخره تهفو بذروة العلم المنيع ، ومكارمه تتفنن فيها مذاهب التنويع أبقاه الله تعالى وألسن فضله ناطقة ، وأقيسة سعده صادقة ، وألويته بالنصر العزيز خافقة ، وبضائع مكارمه في أسواق البر نافقة ، وعصائب التوفيق لركائب أغراضه موافقة ؛ السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا : سلام كريم ، طيب بر عميم ، يخص مقامكم الأعلى ، وطريقتكم المثلى ، وأخوتكم ، ورحمة الله تعالى وبركاته ، مجل قدركم ، وملتزم بركم ، وموجب حمدكم وشكركم ، فلان الفضلي أما بعد حمد الله تعالى الذي جعل الشكر على المكرمات وقفا، ونهج منه بإزائها سبيلاً لا تلتبس ولا تخفى ، وعقد بينه وبين المزيد سبباً وحلفا ، وجعل المودة في ذاته مما يقرب إليه زُلفى ، مربح تجارة من قصد وجهه بعمله حتى يرى الشيء ضعفا ، وناصر هذه الجزيرة من أوليائه الكرام السيرة بمن يوسعها فضلاً وعطفا ، ومدني ثمار الآمال فتتمتع بها اجتناء وقطفا ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبي العربي الكريم ، الرؤوف الرحيم ،

                                                  340

الذي مد من الرحمة على الأمة سجفا ، وملأ قلوبها تعاطفاً وتعارفاً ولطفا

القائل ( من أيقن بالخلف جاد بالعطية ) ووعد من عامل الله تعالى السنية ، وعداً لا يجد خلفا ، والرضى عن آله وأصحابه الذين كانوا من بعده للإسلام كهفا ، وعلى أهله في الهواجر ظلاً ملتفا ، غيوث الندى كلما شاموا سماحاً وليوث العدى كلّما شهدوا زحفا ، والدعاء لمقام أخوتكم الأسعد بالنصر الذي يكف من عدوان الكفر كفاً ، والمجد الذي لا يغادر كتابه من المفاخر التي ترك الأول للآخر حرفا ، وإلى هذا ـ أيدكم الله بنصر من عنده ، وحكم الملككم الأسمى باتصال سعده ، وأنجز في ظهوره على من عاند أمره سابق وعده - فإننا نقرر لدى مقامكم وإن كان الغني بأصالة عقله-

،عن اجتلاء الشاهد ونقله ، وجلاء البيان وصقله ، أن الهدايا وإن لم تحل العين منها كما حلت ، أو تناولها الاستنزارُ فما نبهت في لحظ الاعتبار ولا جلت ، أو كانت زيفاً كلّما أغري بها الاختبار قلت ، لا بد أن تترك في النفوس ميلاً ، وأن تستدعي من حسن الجزاء كيلاً ، وأن تنال من جانب التراحم والتعاطف نيلا ، وأي دليل أوضح محجة ، وأبين حجة ، من قوله صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا « من غير تبيين مقدار ، ولا إعمال اعتبار ، ولا تفرقة بين لجين ولا نضار ؟ فكيف إذا كانت الهدية فلذة الكبد التي لا يلذ العيش بعد. فراقها ، ولا تضيء ظلم الجوانح إلا بطلوع شمسها وإشراقها الشمل الذي هو أقصى آمال النفوس الآلفة ، والبواطن المصاحبة للحنين المحالفة ، لا سيما إذا اقتعدت محل الهناء ، بالفتح الرائق السناء ، وحقت بها من خلفها وأمامها صنائع البر وقومة الاعتناء ، فهنالك تفخر ألسن الثناء ، وتتطابق أعلام الشكر

السامية البناء

وإننا ورد علينا كتابكم الذي سطره البر وأملاه ، وكنفه اللحظ وتولاه ، ووشحه البيان وحلاه ، مهنئاً بما منح الله جل جلاله من رد الحق ، وتعيين الجمع ورفع الفرق ، وتطويق الأمان وأمان الطوق ، وإسعاد السعد ،             341

وبلوغ القصد ، وقطع دابر من جحد نعمة الأب والجد ، وسل سيف البغي دامي الحد ، والحمد لله تعالى حمداً يلهمه ويتيحه ، ونسأله إمداداً يسوغه ويبيحه ، ا على أن أحسن العقبى وأعقب الحسنى ، وأرى النعم بين فرادى ومثنى ، وجمع الشمل الذي قد تبدد ، وجدد السعادة لهذا القطر فتجدد ، وأخذ رسم

الظالم فلم يجد من محيص ، وجمع لنا

 الأجر والفخر بين تخصيص وتمحيص وقلد برؤوس الفجرة الغدرة الفرضة التي فرعوها ، وأطفأ بمراق دمائهم نار الضلالة التي شرعوها ، وكتب لقبيلكم الفضل الذي يحمد ويشكر

 ، والحق الذي لا يجحد ولا ينكر ، فلقد أوى لما تبرأت الخلصان ، وتحقى عندما تنكر الزمان ، وسبب الإدالة ، وطاوع الأصالة والجلالة ، حتى فرج الله تعالى الكربة ، وآنس الغربة ، وأقال العثرة وتقبل القربة ، له الحمد على آلائه ، وصلة نعمائه ، ملء أرضه وسمائه .

ووصل صحبته الولد مكنوفاً بجناح اللطف ، ممهداً له ببركتكم مهاد العطف ، فبرزنا إلى تلقيه تنويهاً لهديتكم وإشادة ، وإبداء في بركم وإعادة ، وأركبنا الجيش الذي آثرنا لحين استقلالنا عرضه ، وقررنا بموجب الاستحقاق فرضه ، فبرز إلى الفضاء الأفيح حسن الترتيب ، سافراً عن المرأى العجيب ، ولولا الحنان الذي تجده النفوس للأبناء وتستشعره، والشوق إلى اللقاء الذي لا يجحده منصف ولا يُنكره ، لما شقّ علينا طول مقامه في حجركم ، ولا ثواؤه لصق أريكة أمركم ، فجواركم محل الاستفادة رسوم الإمارة ، وتعلم السياسة والإدارة ، حتى يرد علينا يقدم كتيبة جهادكم ، ويقود إلينا طليعة نصركم إيانا وإمدادكم ، فنحن الآن نشكر مقاصدكم التي اقتضى الكمال سياقتها ، وزين

المجد آفاقها ، وقدرها فأحكم طباقها ، ونقرر لديكم أن حظنا من ودادكم ومحلنا من جميل اعتقادكم ، حظ بان رجحانه وفضله ، ولم يتأت بين من

سلف من السلف مثله، من الصحبة في المنزل الخشن وهي الوسيلة ، وفي رعيها

 

                                                       342

تظهر الفضيلة ، والاشتراك في لازم الوصول إلى الحق ، وضم أشتات الخلق ، والمودة الواضحة الطرق ، إلى ما بين السلف ، من الود الآمن بدره من الكلف ، المذخورة أذ مته للخلف ، فإذا كانت المعاملة جارية على حسبه ، وشعبها راجعة إلى مذهبه ، جنى الإسلام ثمرة حافلة ، واستكفى الدين إيالة كافلة ، فالله ، عز وجل ، يمهد البلاد بيمن تدبيركم ، ويُجري على مهنيع السداد جميع أموركم ، ويجعلكم ممن زين الجهاد عواتق أعماله ، وكان رضي الله تعالى عنه أقصى آماله ، حتى تربي مآثركم على مآثر أسلافكم الذين عرف هذا الوطن الجهادي إمدادهم ، وشكر جهادهم ، وقبل الله تعالى فيه أموالهم وأولادهم ، وحسن من أجله معاد هم معادهم .

وقد حضر بين يدينا رسولكم الذي وجهتم الولد أسعده الله تعالى لنظره ، وتخير تموه لصحبة سفره ، فلان ، وهو من الأمانة والفضل ، والرجاحة والعقل ، بحيث طابق اختياركم ، واستحق إيثاركم ، فأطنب في تقرير ما لديكم من عناية بهذه الأوطان عينت الرفد ، وضربت الوعد ، وأخلصت في سبيل الله تعالى القصد ، وغير ذلك مما يؤكد المودة المستقرة الأركان ، المؤسسة على التقوى والرضوان ، فأجبناه بأضعاف ذلك مما لدينا لكم ، وقابلنا بالثناء الجميل قولكم وعملكم ، والله تعالى يصل سعدكم ، ويحرس مجدكم ، والسلام الكريم يخصكم ، ورحمة الله تعالى وبركاته

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.