المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17382 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
نشأة المنهج العلمي للتفسير ومراحل تطوّره
2024-09-27
تعريف المنهج العلميّ في تفسير القرآن
2024-09-27
تفسير الجواهر
2024-09-27
المنهج العلميّ في تفسير القرآن
2024-09-27
تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضمّ في تأويل كتاب الله العزيز المحكم
2024-09-27
أبرز التفاسير الإشاريّة
2024-09-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


منهج التفسير الباطنيّ الصحيح  
  
18   02:12 صباحاً   التاريخ: 2024-09-27
المؤلف : مركز نون للترجمة والتأليف
الكتاب أو المصدر : اساسيات علم التفسير
الجزء والصفحة : ص219-221
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /

منهج التفسير الباطنيّ الصحيح

 

أشار بعض الأحاديث الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام إلى أنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، بل بطوناً متعدّدة، وهذا ما دعا بعض المفسّرين إلى الاهتمام بباطن الآيات وتأويلها(1). ومن نماذج التفسير الباطنيّ الصحيح وتطبيقاته:

- في تفسير قوله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32] ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من حرقٍ أو غرقٍ"، ثمّ سكت، ثمّ قال: "تأويلها الأعظم أن دعاها فاستجابت له"(2).

 

وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "من حرقٍ أو غرقٍ"، قيل: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟ قال: "تأويلها الأعظم"(3).

 

إنّ ظاهر الآية المتقدِّمة يتحدّث عن قتل الإنسان وإحيائه، فقتل أحدهم وإحياؤه، يعني قتل جميع البشر وإحياءهم، أمّا تأويلها (الباطنيّ) فهو أهمّ وأعظم، ويأتي ذلك عن طريق إلغاء الخصوصيّة (قتل الجسم المادّي وإحياؤه) والحصول على قاعدة كلّيّة تشمل كلّ أنواع الإحياء، فإذا ما نجا الإنسان من الضلال وهُدي إلى صراط مستقيم، فإنّ روحه سوف تحيا بروح الإيمان والاستجابة لدعوة الحقّ، ومثل هذا العمل يُعدّ إحياءً لجميع البشر.

 

- في تفسير قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾(4)، فقد ورد عن عبد الله بن سنان، عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّ الله أمرني في كتابه بأمر فأحبّ أن أعمله، قال عليه السلام: "وما ذاك"؟ قلت: قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾، قال عليه السلام: ﴿لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ لقاء الإمام ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ "تلك المناسك"، قال: عبد الله بن سنان فأتيت أبا عبد الله عليه السلام، فقلت: جعلت فداك قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾، قال عليه السلام: "أخذ الشارب وقصّ الأظفار وما أشبه ذلك"، قال: قلت: جعلت فداك إنّ ذريح المحاربيّ حدّثني عنك بأنّك قلت له: "﴿لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ لقاء الإمام ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ "تلك المناسك"، فقال عليه السلام: "صدق ذريح وصدقت، إنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، ومن يحتمل ما يحتمل ذريح"؟!(5).

 

- في تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} [الشمس: 1 - 4] ، حيث روى أبو بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾، قال: "الشمس، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أوضح الله به للناس دينهم". قلت: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾، قال: "ذلك أمير المؤمنين" عليه السلام. قلت: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾، قال: "ذلك أئمّة الجور، الذين استبدّوا للأمر دون آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجلسوا مجلساً كان آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى به منهم، فغشوا دين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالظلم والجور، وهو قوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾"، قال: "يغشى ظلمهم ضوء النهار"، قلت: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾، قال: "ذلك الإمام من ذرّيّة فاطمة عليها السلام، يُسأل عن دين رسول الله، فيجلى لمن يسأله"(6).

 

إنّ ما بيّنه الإمام عليه السلام من بطون للآيات لها نوع علاقة لغويّة مع المعنى الظاهريّ للآيات، فالشمس المادّيّة تجلي الظلمة المادّيّة وتكشفها عن الأشياء، حتى يبصر الناس أمور معاشهم ودنياهم، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببعثته كشف عن الناس ظلمتهم المعنوية، حتّى يبصروا أمور حياتهم الأخرويّة، فضلاً عن أمور معاشهم الدنيويّ. والقمر يتلو الشمس ويتبعها إمّا تبعيّة

استكمال لوظيفتها في الكشف من خلال إنارته في الليل، وإمّا تبعيّة استمداد من خلال عكسه لنور الشمس في مغيبها وإنارته لأهل الأرض، وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام هو يتلو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلو الإمامة للرسالة في وظيفة بيان أمور الدين للناس والأخذ بيدهم وإرشادهم في دنياهم وأخراهم، وهو أيضاً يتلو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلو استمداد، لأنّ الإمامة نشأت من رحم الرسالة المحمّديّة وورثتها.

__________________

1.ذكر المفسّرون للتأويل تقريبات عدّة، أبرزها:

- هو المفهوم العام والشامل للآية وهو من قبيل المعاني الباطنية والمداليل الالتزاميّة غير البيّنة لها، بحيث تربطه بالمعنى الظاهري للآية علاقة أو مناسبة ما التأويل عند مشهور العلماء والمفسّرين من المتأخّرين-.

- هو الحقيقة الواقعيّة العينيّة الخارجيّة التي تستند إليها البيانات القرآنيّة التأويل عند العلماء والمفسّرين من أتباع مدرسة الحكمة المتعالية-.

لمزيد من التفصيل في هذه التقريبات، انظر: دروس في علوم القرآن، م.س، ص333-338.

2.البرقي، المحاسن، م.س، ج1، كتاب مصابيح الظلم، باب 18، ح183، ص232.

3.سورة الحج، الآية 29.

4.الكليني، الكافي، م.س، ج2، كتاب الإيمان والكفر، باب في إحياء المؤمن، ح2، ص210-211.

5.الكليني، الكافي، م.س، ج4، أبواب الزيارات، باب اتباع الحجّ بالزيارة، ح4، ص549.

6.القمي، تفسير القمي، م.س، ج2، ص424.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .