المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


[زهد علي (عليه السلام) في الدنيا]  
  
4041   04:48 مساءاً   التاريخ: 22-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص41-44
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2017 2525
التاريخ: 15-4-2022 1234
التاريخ: 2-5-2016 3082
التاريخ: 13-3-2019 2991

انما يعرف زهد الزاهد فيها إذا كانت في يده ويزهد فيها لا إذا كانت زاهدة فيه . كان أكثر أكابر الصحابة في زمن عثمان وقبله قد درت عليهم اخلاف الدنيا من الفتوحات والعطاء من بيت المال فبنوا الدور وشيدوا القصور واختزنوا الأموال الكثيرة وخلفوها بعدهم .

روى المسعودي انه في أيام عثمان اقتنى الصحابة الضياع والمال فكان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم وقيمة ضياعه في وادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار وخلف إبلا وخيلا كثيرة وبلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار وخلف ألف فرس وألف أمة وكانت غلة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم ومن ناحية السراة أكثر من ذلك وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف ألف فرس وله ألف بعير وعشرة آلاف من الغنم وبلغ الربع من متروكه بعد وفاته أربعة وثمانين ألفا وخلف زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع . وبنى الزبير داره بالبصرة وبنى أيضا بمصر والكوفة والإسكندرية وكذلك بنى طلحة داره بالكوفة وشيد داره بالمدينة وبناها بالجص والآجر والساج وبنى سعد بن أبي وقاص داره بالعقيق ورفع سمكها وأوسع فضاءها وجعل على أعلاها شرفات وبنى المقداد داره بالمدينة وجعلها مجصصة الظاهر والباطن وخلف يعلى ابن منبه خمسين ألف دينار وعقارا وغير ذلك ما قيمته ثلاثمائة ألف درهم (اه) ولكن ذكره المقداد معهم لمجرد بنائه داره وتجصيص ظاهرها

وباطنها لا يخلو من حيف على المقداد فهل يريدون من المقداد أن يبقى في دار خربة سوداء مظلمة .

ولم يكن علي أقل نصيبا منهم في عطاء وغيره ثم جاءته الخلافة وصارت الدنيا كلها في يده عدا الشام ومع ذلك لم يخلف عند موته إلا ثمانمائة درهم لم يكن اختزنها وإنما أعدها لخادم يشتريها لأهله فمات قبل شرائها فأين ذهبت الأموال التي وصلت إلى يده وهو لم يصرفها في ماكل ولا ملبس ولا مركوب ولا شراء عبيد ولا إماء ولا بناء دار ولا اقتناء عقار .

مات ولم يضع لبنة على لبنة ولا تنعم بشئ من لذات الدنيا بل كان يلبس الخشن ويأكل الجشب ويعمل في ارضه فيستنبط منها العيون ثم يقفها في سبيل الله ويصرف ما يصل إلى يده من مال في الفقراء والمساكين وفي سبيل الله وهو مع ذلك يريد من عماله في الأمصار ان يكونوا مثله أو متشبهين به على الأقل ويتفحص عن أحوالهم فيبلغه عن عامله على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري انه دعي إلى مادبة فذهب إليها فيكتب إليه : بلغني ان بعض فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان وما ظننت انك تجيب إلى طعام قوم غنيهم مدعو وعائلهم مجفو ؛ ومعنى هذا ان ابن حنيف يلزم ان لا يجيب دعوة أحد من وجوه البصرة فان من يدعو الوالي إلى مأدبته لا يدعو معه إلا الأغنياء ولا يدعو أحدا من الفقراء وما يصنع الفقراء في وليمة الوالي وهم لا يجالسهم الوالي والمدعوون معه من الأغنياء ولا يواكلونهم وكيف يفعلون ذلك وثياب الفقراء بالية وهيئاتهم رثة ينفرون منها ومن رؤيتها وإذا أرادوا ان يعطفوا على فقير منهم أرسلوا إليه شيئا من الزاد أو المال إلى بيته ولم تسمح لهم أنفسهم ان يجالسوهم على مائدتهم ثم يريد من ابن حنيف ان يقتدي به في زهده فيقول له : وان لكل مأموم إماما يقتدي به ويهتدي بنور علمه وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه ؛ ثم يرى أن ذلك غير ممكن فيقول له : إلا وانكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني

بورع واجتهاد وعفة وسداد ، ثم يحلف بالله مؤكدا فيقول : فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا ولا ادخرت من غنائمها وفرا ؛ ثم ويسوقه الألم من أمر فدك إلى ذكرها هنا وما علاقة فدك بالمقام ولكن المتألم من أمر يخطر بباله عند كل مناسبة فيقول : بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ؛ ومن الذي يريد ان يعترض عليك يا أمير المؤمنين بفدك ويقول لك انها كانت بيدك فكيف تقول انك لم تدخر شيئا من غنائم الدنيا حتى تجيبه انه لم يكن في يدك من جميع بقاع الأرض التي تحت السماء غير فدك . ومع أنه قادر على التنعم في ملاذ الدنيا فهو يتركه زهدا فيها ومواساة للفقراء فيقول : ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز ولكن هيهات ان يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالقرص ولا طمع له بالشبع ؛ وهو القائل : والله لان أبيت على حسك السعدان مسهدا وأجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من أن القى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد وغاصبا لشئ من الحطام وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت ما لعلي ونعيم يفنى ولذة لا تبقى ؛ وهو القائل : والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ولقد قال لي قائل ألا تنبذها عنك فقلت أعزب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى .

وفي أسد الغابة بسنده عن عمار بن ياسر سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لعلي بن أبي طالب يا علي إن الله عز وجل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة أحب إليه منها الزهد في الدنيا فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا ووهب لك حب المساكين ورضوا بك إماما ورضيت بهم اتباعا فطوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب عليك فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك واما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على الله ان يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة وقال ابن عبد البر في الاستيعاب قد ثبت عن الحسن بن علي من وجوه أنه قال لم يترك أبي إلا ثمانمائة درهم أو سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لأهله ، قال واما تقشفه في لباسه ومطعمه فأشهر من هذا كله ثم روى بسنده عن عبد الله بن أبي الهذيل قال رأيت عليا خرج وعليه قميص غليظ دارس إذا مد كم قميصه بلغ إلى الظفر وإذا أرسله صار إلى نصف الساعد وبسنده عن عطاء

رأيت على علي قميص كرابيس غير غسيل وبسنده عن أبي الهذيل رأيت على علي بن أبي طالب قميصا رازيا إذا أرخى كمه بلغ أطراف أصابعه وإذا اطلقه صار إلى الرسغ وفي أسد الغابة بسنده عمن رأى على علي (عليه السلام) إزارا غليظا قال اشتريته بخمسة دراهم فمن أربحني فيه درهما بعته وبسنده عن أبي النوار بياع الكرابيس قال اتاني علي بن أبي طالب ومعه غلام له فاشترى مني قميصي كرابيس فقال لغلامه اختر أيهما شئت فاخذ أحدهما واخذ علي الآخر فلبسه ثم مد يده فقال اقطع الذي يفضل من قدر يدي فقطعته وكفه ولبسه وذهب وفي حلية الأولياء ؛ بسنده عن أبي سعيد الأزدي رأيت عليا أتى السوق وقال من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم

فقال رجل عندي فجاء به فأعجبه قال لعله خير من ذلك قال لا ذاك ثمنه فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه فأعطاه فلبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه فامر به فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه ؛ وفي الاستيعاب بسنده عن مجمع التميمي ان عليا قسم ما في بيت المال بين المسلمين ثم أمر به فكنس ثم صلى فيه رجاء ان يشهد له يوم القيامة وفي حلية الأولياء بسنده عن مجمع نحوه ؛ وفي الاستيعاب بسنده عن عاصم بن كليب عن أبيه قال قدم على علي مال من أصبهان فقسمه سبعة أسباع ووجد فيه رغيفا فقسمه سبع كسر فجعل على كل جزء كسرة ثم أقرع بينهم أيهم يعطي أولا ؛ قال واخباره في مثل هذا من سيرته لا يحيط بها كتاب وبسنده عن معاذ بن العلاء عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب يقول ما أصبت من فيئكم إلا هذه القارورة أهداها إلي الدهقان ثم نزل إلى بيت المال ففرق كل ما فيه ثم جعل يقول :

أفلح من كانت له قوصره * يأكل منها كل يوم مره

وفي حلية الأولياء بسنده عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه ان علي بن أبي طالب خطب الناس فقال والله الذي لا اله إلا هو ما رزأت من فيئكم إلا هذه واخرج قارورة من كم قميصه فقال أهداها إلي مولاي دهقان وفي الاستيعاب بسنده عن عنترة الشيباني في حديث : كان علي لا يدع

في بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه إلا أن يغلبه شغل فيصبح إليه وكان يقول يا دنيا لا تغريني غري غيري وينشد :

هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه

قال وذكر عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال رأيت علي بن أبي طالب يقول من يشتري مني سيفي هذا فلو كان عندي ثمن ازار ما بعته فقام إليه رجل فقال نسلفك ثمن ازار قال عبد الرزاق وكانت بيده الدنيا كلها الا ما كان من الشام وفي حلية الأولياء بعدة أسانيد عن الأرقم وعن يزيد بن محجن وعن أبي رجاء قال الأرقم رأيت عليا وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول من يشتري مني هذا السيف فوالذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) ولو كان عندي ثمن ازار ما بعته وقال يزيد بن محجن كنت مع علي وهو بالرحبة فدعا بسيف فسله فقال من يشتري سيفي هذا فوالله لو كان عندي ثمن ازار ما بعته وقال أبو رجاء رأيت علي بن أبي طالب خرج بسيفه يبيعه فقال من يشتري مني هذا لو كان عندي ثمن ازار لم أبعه فقلت يا أمير المؤمنين انا أبيعك وأنسؤك إلى العطاء وفي رواية فلما خرج عطاؤه أعطاني وفي أسد الغابة بسنده قال علي بن أبي طالب : الدنيا جيفة فمن أراد منها شيئا فليصبر على مخالطة الكلاب وبسنده عن أبي نعيم سمعت سفيان يقول ما بنى علي لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب ثم قال في أسد الغابة : وزهده وعدله لا يمكن استقصاء ذكرهما .

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : اما الزهد في الدنيا فهو سيد الزهاد وبدل الابدال واليه تشد الرحال وتنفض الأحلاس ما شبع من طعام قط وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا قال عبد الله بن أبي رافع دخلت إليه يوم عيد فقدم جرابا مختوما فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا فقدم فاكل فقلت يا أمير المؤمنين فكيف تختمه قال خفت هذين الولدين ان يلتاه بسمن أو زيت وكان ثوبه مرقوعا بجلد تارة وبليف أخرى ونعلاه من ليف وكان يلبس الكرابيس الغليظ فإذا وجد كمه طويلا قطعه بشفرة ولم يخطه فكان لا يزال متساقطا على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة له وكان يأتدم إذا ائتدم بخل أو بملح فان ترقى عن ذلك فببعض نبات الأرض فان ارتفع عن ذلك

فبقليل من ألبان الإبل ولا يأكل اللحم الا قليلا ويقول لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان وكان مع ذلك أشد الناس قوة وأعظمهم ايدا وهو الذي طلق الدنيا وكانت الأموال تجبى إليه من جميع بلاد الاسلام إلا من الشام فكان يفرقها ويمزقها ثم يقول : هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه (اه) وفي حلية الأولياء بسنده عن علي بن ربيعة الوالبي قال جاءه ابن النباج فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء فقال الله أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه يا ابن النباج علي بأسباع الكوفة فنودي في الناس فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين وهو يقول يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ها وها حتى ما بقي منه دينار ولا درهم ثم امره بنضحه وصلى فيه ركعتين وبسنده عن علي بن أبي طالب انه أتي بفالوذج فوضع بين يديه فقال إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره ان أعود نفسي ما لم تعتده وبسنده عن عدي بن ثابت ان عليا اتى بفالوذج فلم يأكل وبسنده عن عبد الملك بن عمير عن رجل من ثقيف ان عليا استعمله على عكبرا قال فقال إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبيته فقلت في نفسي لقد امنني حتى يخرج إلي جوهرا ولا أدري ما فيها فإذا عليها خاتم فكسره فإذا فيها سويق فاخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم أصبر فقلت يا أمير المؤمنين أ تصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك قال اما والله ما أختم عليه بخلا ولكني ابتاع قدر ما يكفيني فأخاف ان يفنى فيصنع من غيره وأكره أن ادخل بطني الا طيبا وبسنده عن الأعمش كان علي يغدي ويعشي الناس ويأكل هو من شئ يجيئه من المدينة ؛ وبسنده عن زيد بن وهب قدم على علي وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخراج يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا في لبوسه فقال علي ما لك وللبوسي ان لبوسي أبعد من الكبر وأجدر ان يقتدي بي المسلم وبسنده عن عمرو بن قيس قيل لعلي يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك قال يخشع القلب ويقتدي به المؤمن .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات