المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



كيف يمكن لشارب الخمر ان يتخلص منها؟  
  
1190   10:17 صباحاً   التاريخ: 2023-12-22
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 128 ــ 130
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

1ـ يعتبر تقوية الإرادة وتقوية أسس الإيمان في النفس، أول طريق في هذا المجال.

فالمبتلى بهذا المرض الخطير يجب ان يعترف بان هذا العمل يخالف الدين والفضيلة والرجولة وله نتائج مهولة ومن ثم يصمم بقوة على ان يتجنبه، ويستمد من الله الإنتصار عليه ويدعوه تعالى كي يعطيه عزماً قوياً. ويخلو إليه تعالى في مناجاة متسامية في معزل عن الجميع ويسأله:

يا من خلقت من التراب شجراً وروضاً يانعاً خذ بيدي أيضاً وخلصني من تراب الذل هذا لكي أعاهدك على ان أكون طاهراً وسالماً ووجيهاً أعمل لسعادتي ولسعادة الآخرين، ولا أقرب مطلقاً هذا السم اللعين.

فمتى ما عقد هذا العهد المقدس وجب ان يعلم ان هذا العهد مقدس لا معنى لنقضه، وان نقضه يعني الخيانة وعدم الإرادة بل هو في هذا المجال مجال العهد مع الله ـ يعتبر غاية الجرأة وعدم الحياء.

نعم ليس هذا الأسلوب أمراً غير ممكن، فأننا نعرف أناساً كانوا مدمنين على الخمر ادمانا غريبا بحيث انهم عندما لم يكن يتوفر لهم الخمر كانوا يلجأون للكحول الصناعي فيخلطونه بالماء ليشربوه، هؤلاء، على أثر حالة وعي وتوجه لله تعالى صمموا بكل رجولة على ان يعودوا وتركوه ووفقوا لذلك.

2ـ الطريق الثاني هو أسلوب تذكر المضار الجسمية والنفسية والإقتصادية.

والحقيقة هي ان المؤسسات والأجهزة الطبية العالمية والمسؤولين عن الأمور الصحية في مختلف البلدان لم يكتفوا بمقررات وتوصيات تصدر من مؤتمراتهم وجلساتهم وانما جهزوا حملة متواصلة ضد الخمر فانهم بذلك يكونون قد قدموا خدمة كبرى للسلامة البشرية، والأخلاق، والاقتصاد والأفراد جميعاً.

ولكنا - ويا للأسف - نجد ان هذا المعنى لا ينسجم والسياسة الاستعمارية للدول الكبرى...

3ـ يجب التحوط من الاختلاط بالأفراد المصابين بهذا المرض الخطير، والتعويض عن ذلك بمسايرة الأفراد ذوي السلوك الحسن الطاهر اللائق... كما يجب الإبتعاد عن المجالس والحفلات التي يقدم فيها الخمر... ولتأثير هذه المجالس الضارة نجد الإسلام - كما رأينا من قبل - يمنع اتباعه حتى من الإشتراك في هذه المجالس.

وبهذا العمل يصان الإنسان من الانزلاق إلى الهاوية ويوجب ذلك تنبيه الآخرين هذا بالإضافة إلى ان هذا التصرف يعني ان كل الأفراد يعلنون تنفرهم من شاربي الخمر ومجالسهم.

4ـ ومن جملة أساليب ترك الادمان الأسلوب الذي لا تنهض بثقله غالباً الا المؤسسات المنظمة ذات النفوذ ويتلخص في تصوير حالات الأفراد السكارى عندما يعربدون وعندما يتخبطون ويتلوون على الأرض وتسجيل اصواتهم المختلفة وكلماتهم القبيحة المخجلة التي تصدر منهم بتلك الحال حتى إذا ما صحا هؤلاء عرضت عليهم صورهم وتسجيلاتهم... فان هذا الأسلوب سيؤثر قطعاً في كثير منهم وخصوصاً إذا ما اقترن عرض الصور بتوصيات ومواعظ قلبية أخوية.

5ـ كما انه يجب على الدول والأجهزة المتخصصة لمكافحة الخمر والادمان عليه ان تجعل في متناول يد المعتادين كل الطرق الممكنة والسهلة لترك الإدمان كالدواء والعلاج وإيجاد وسائل تشغلهم عنها وتوجيهات علمية طبية دقيقة. ومن الطبيعي انه يجب ان نلتفت إلى اننا يجب ان نعاملهم أثناء العلاج كمرضى لا كمنحرفين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.