أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016
2185
التاريخ: 9-11-2020
2682
التاريخ: 2023-12-16
1083
التاريخ: 17-10-2014
2177
|
التقوى هي هدف متوسط
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].
على الرغم من أن العبادة هي بحد ذاتها تقوى، لكن بالنظر إلى أن التقوى هي ملكة نفسانية تكتسب جراء التمرن على الاعمال الصالحة، فإن العبادة تكون القاعدة والسبب لحصول التقوى، وإن بمقدور الإنسان من خلال العبادة أن ينال ملكة التقوى.
والأعمال التي يأمر الله سبحانه وتعالى بها هي على نحو أرضية المقتضي؛ أي إذا روعيت شرائط الأعمال المذكورة ورفعت موانعها، فسوف تؤتي هذه الأعمال أكلها وتظهر آثارها. بناء على هذا، لابد للناس المتعبدين أن يعيشوا متأرجحين بين الخوف والرجاء إلى حين الموت، وأن لا يتيقنوا من حسن عاقبتهم؛ ذلك أنه لن يحصل اليقين المنطقي من المستقبل الغائب إطلاقاً. كما أن اليقين النفسي ليس بالأمر النافع، ناهيك عن أنه قد يؤدي بالإنسان إلى الغرور.
وصحيح ان الله عز وجل في الآية مورد البحث يعرف التقوى على أنها الهادف، والعبادة بأنها الطريق للوصول إليه، بيد أن التقوى ليست هي الهدف النهائي والمطلق بل هي هدف نسبي وإضافي، وهي المقدمة والقاعدة للانطلاق إلى الأهداف الأخرى؛ لأن التقوى هي الزاد والمتاع: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] ، وليس الزاد والمتاع مقصداً. كما وقد عرفت التقوى في القرآن الكريم بأنها الوسيلة لنيل «الفلاح:» {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الحجرات: 10]. إذن، فإن فلاح الإنسان هو في لقاء الله.
والقصد، أن الإنسان ما لم يعبد فلن ينال التقوى، وأنه ما لم ينل التقوى فلن يكون لديه المتاع للسير إلى الله والوصول إلى لقاء الحق.
والقران الكريم يدعو الإنسان إلى العبادة من خلال طرح براهين متنوعة؛ فهو يدعوه تارة من خلال آيات الأنفس، وتارة أخرى عن طريق آيات الآفاق؛ كخلقة الإنسان وأسلافه، وخلق السماء والأرض وما بينهما. أما الهاء. من تلك الاستدلالات فهو حصول الإنسان على التقوى - التي هي زاد المسافرين إلى الله - عن طريق التحقيق، لا على أساس التقليد.
ويقدم القرآر الكريم التقوى على أنها وسيلة الفوز بالله سبحانه وتعالى ونيله: {وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37]. والسبب في قبول الأعمال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [المائدة: 27] ، . ومحور كرامة الإنسان: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] والأرضية لحصول ميزان تمييز الحق عن الباطل: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال: 29] ، والمخرج من المتاهات الفكرية والعملية والأخلاقية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } [الطلاق: 2]. وستبحث كل من هذه الميزات في محلها المناسب.
إن الرسالة التي تحملها الآية محط البحث، هي ان الله يجب ان يعبد بصورة تكون ثمارها التقوى، وهي العبادة الخالصة: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3] ، وإن أرقى درجات الخلوص هي أن لا يكون في قلب الإنسان العابد أحد إلاً الله، وإن مثل هذا القلب هو القلب السليم: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] فقد جاء في الخبر عن أهل البيت عليه السلام : «القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه»(1). من هنا فقد نهي في آخر الآية التالية عن اتخاذ «الأنداد» والشركاء لله عز وجل.
تنويه: لما كان للعبادة درجات، فإن للتقوى الحاصلة منها مراتب أيضاً؛ أدناها هو ما اشير إليه في الآية 131 من سورة آل عمران بقوله: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131] ، وستطرح آيات أخرى لمراتبها الأعلى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الكافي، ج2، ص16: وبحار الأنوار، ج67، ع 239.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|