المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17746 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



في الأعراف  
  
1093   11:05 صباحاً   التاريخ: 10/12/2022
المؤلف : السيد محمد علي أيازي
الكتاب أو المصدر : تفسير القرآن المجيد المستخرج من تراث الشيخ المفيد
الجزء والصفحة : ص213-216.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

{ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ...}[الأعراف/46]

قد قيل: إن الأعراف جبل بين الجنة والنار ، وقيل أيضاً أنه سور بين الجنة والنار ، وجملة الأمر في ذلك: أنه مكان ليس من الجنة ولا من النار.

وقد جاء الخبر بما ذكرناه ، وأنه إذا كان يوم القيامة كان به رسول الله وأمير المؤمنين والأئمة من ذريته (عليه السلام) وهم الذين عنى الله سبحانه بقوله: { وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ }.

وذلك أن الله تعالى يعلمهم أصحاب الجنة وأصحاب النار بسيماء يجعلها عليهم وهي العلامات ، وقد بين ذلك في قوله تعالى: { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} [الرحمن: 41]  ،(1).

وقد قال الله تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ } [الحجر: 75 ، 76]  ، فأخبر خلقه طائفة يتوسّمون الخلق فيعرفونهم بسيماهم.

وروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال في بعض كلامه: " أنا صاحب العصا والم  يعني علمه بمن يعلم حاله بالتوسم.

وروي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام) ، أنه سئل عن قوله تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: فينا نزلت أهل البيت  يعني في الأئمة(عليه السلام)(2).

وقد جاء الحديث بأن الله تعالى يسكن الأعراف طائفة من الخلق لم يستحقوا بأعمالهم الجنة على الثبات [ الحسنة الثواب ] من غير عقاب ولا استحقوا الخلود في النار وهم المرجون لأمر الله ولهم الشفاعة ولا يزالون على الأعراف حتى يؤذن لهم

في دخول الجنة بشفاعة النبي(صلى الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين والأئمة من بعده(3).

وقيل: إنه مسكن طوائف لم يكونوا في الأرض مكلفين ، فيستحقون بأعمالهم جنة وناراً فيسكنهم الله ذلك المكان و يعوضهم على آلامهم في الدنيا بنعيم لا يبلغون به منازل أهل الثواب ، المستحقين له بالأعمال(4) ، وكل ما ذكرناه جائز في العقول.

وقد وردت به أخبار ، والله أعلم بالحقيقة من ذلك؛ إلا أن المقطوع به في جملته ، أن الأعراف مكان بين الجنة والنار ، يقف فيه من سميناه من حجج الله تعالى على خلقه ، ويكون به يوم القيامة قوم من المرجئين لأمر الله وما بعد ذلك ، فالله أعلم بالحال فيه(5) ،(6).

{ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا ....}[الأعراف / 57]

أن في كثير من أفعال الله تعالى مسببات ، و امتنع من إطلاق لفظ الوصف عليها بأنها متولدات ، و إن كانت في المعنى كذلك ، لأنني أتبع فيما أطلقه في صفات الله تعالى وصفات أفعاله الشرع ولا ابتدع ، وقد أطلق المسلمون على كثير من أفعال الله تعالى أنها أسباب و مسببات ، ولم أجدهم يطلقون عليها لفظ المتولد. ومن أطلقه منهم فلم يتبع فيه حجة في القولين ، ولا لجأ فيه إلى كتاب ولا سنة ولا إجماع. وهذا مذهب اختص به لما ذكرت من الاستدلال ، ولدلائل آخر ليس هنا موضع ذكرها.

فأما قولي في الأسباب ، فهو مذهب جماعة من البغداديين ، ومذهب أبي القاسم على فرب ، وأبي على ، وإنما خالف فيه أبو هاشم بن أبي علي(7) خاصة من بين أهل  العدل ، وقد قال الله(عزوجل) مما يشهد بصحته: { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }. وقال: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [الزمر: 21].

وأي في القرآن تدل على هذا المعنى كثيرة(8).

{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا .... }[الأعراف / 65]

                                                                       

فأضافه إليهم بالإخوة وهو نبي الله وهم كفار بالله (عزوجل) ، وقال تعالى: { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: 73 .وهود:61].

وقال: { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا } [الأعراف: 85 .وهود:84]. ولم يناف ذلك كفرهم ، ولا ضاد ضلالهم وشركهم ، فأحرى أن لا يضاد تسمية أمير المؤمنين(عليه السلام) محاربيه بالإخوة مع كفرهم بحربه ، وضلالهم عن الدين بخلافه ، وهذا بين لا إشكال فيه(9).

{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ... }[الأعراف / 73]

                                                                       

[انظر: سورة الأعراف ، آية 65 ، حول إطلاق الإخوة بالكفار والفسقة ، من الإفصاح:127].

{ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا ... فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }[الأعراف/77-78]

                                                               

[انظر: سورة غافر ، آية 51، 52، حول مسألة النصر ، من الرسالة العكبرية : 125.]

{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا }[الأعراف / 85]

                                                               

[انظر: سورة الأعراف ، آية 65 ، في جواز إطلاق الإخوة على الكفار والفسقة ، من الإفصاح: 127.]

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا ...}[الأعراف/96]

                                                                       

[انظر: سورة الزمر ، آية ٤٧ ٤٨ ، في أقسام الآجال ومعنى البداء ، من تصحيح الاعتقاد: 51].

{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ ... قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ ... }[الأعراف/129-128]

                                                               

[انظر: سورة النور ، آية 55  ، من الإفصاح: 92.]

{ وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ ...}[الأعراف / 142]

                                                               

[انظر: سورة طه ، آية 25- 36 ، في إثبات ولاية أمير المؤمنين ، من الإرشاد: 83 وسورة طه، آية 29- 36، في نفس الموضوع ونفس المصدر: 11]

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- بحار الأنوار ۸: ٣٤٠.

2- تفسير نور الثقلين ، ج۳: ۲۳. قريب هذه المضامين.

3- بحار الأنوار ۸: ٣٤٠.

4- بحار الأنوار ۸: ٣٤١.

5- بحار الأنوار ۸: ٣٤١.

6- تصحيح الاعتقاد: ٨٦.

7- ويحتمل قوياً المراد من أبي القاسم هو أبو القاسم الكعبي البلخي من الطبقة الثامنة ويحتمل بعيداً هو أبو القاسم السيرافي و أساد قاضي عبدالجبار ، ومن الطبقة العاشرة من المعتزلة ، و أبو هاشم و أبو علي الجباني أيضاً من المعتزلة وقد سبق تعريفهما. (طبقات المعتزلة: ۸۸ و۱۰۷)

8- أوائل المقالات: ١٢٥ ، والمصنفات ٤: ١٠٥.

9- الإفصاح: ۱۲۷.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .