إن البخل والشح صفتان ذميمتان تكسبان البغضاء والعداوة بين الناس، فالبخل معناه الإمساك حيث ينبغي البذل وعدم انفاق المال في موطن الحاجة والضرورة والشح هو أشد من البخل حيث أنه يبخل بما في يده وبما في أيدي الناس حيث يريد الاستحواذ سواء كان عن طريق الحلال أو الحرام، فالبخيل يكون محتقر من الناس ومبغوض لديهم حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (البخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، قريب من النار)(1).

وان البخل هو ليس فقط يؤدي إلى الكراهية وابتعاد الناس بل يؤدي إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (البخل جامع لمساوئ العيوب وهو زمام يقاد به إلى كل سوء)(2)، لذلك كما قلت فإن البخيل ينفر الناس منه حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (بالبخل تكثر المسبة)(3)، وقال: ليس لبخيل حبيب(4).

لذلك يعيش البخيل ذليل حيث قال (من بخل بماله ذل)(5).

ويؤدي إلى قطيعة الرحم حيث قال الصادق: (لا يطمعن البخيل في صلة الرحم)(6).

لذلك يكون البخيل والشحيح ممن لا يؤدي حقوق الله المالية وهكذا فالشح والبخل يجر صاحبه إلى الكذب وقطيعة الرحم وظلم عياله ومجتمعه.

قصة في البخل

طبخ بعض البخلاء قدراً من الطعام، وجلس يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب الطعام لولا الزحام؟ فقالت امرأته: وأي زحام وليس هنا إلا أنا وأنت.. قال: كنت أحب ان أكون أنا والقدر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المستدرك: ج7، ص12، ح7509.

2ـ المصدر السابق: ج7، ص29، ح7560.

3ـ غرر الحكم: ص293، ح6570.

4ـ المصدر السابق: ح6540.

5ـ المصدر السابق: ح6558.

6ـ البحار: ج69، ص189، ح21.