يبد و أن الزوا ج في مصر الفرعونية كان مدنيا لا دينيا (1) فلم تكن ممارسة الطقوس الديني ة شرطا لازما لصحة انعقاد الزواج ، ولكن نظرا للدور الكبير الذي لعبه الدين في حياة المصريين ، فإنهم كانوا يعقدون عقود زواجهم في المعابد تبركا بالآلهة(2) وتتم إجراءات عقد القران بصيغ الإيجاب والقبول ، حيث يقول العريس لعروسه:

( اتخذتك زوجة  ) ، وترد عليه قائلة : ( واتخذتك زوجا ) ،(3) في احتفال عائلي يجمع أقارب الزوجين في يوم يسمى بيوم المرح ، كما جاء في أنشودة عثر عليها في قبر الكاهن (نفرحتب) في مدينة طيبة :

"احتفل بيوم المرح

وضع أحسن العطور كلها عند أنفك

و أختك ( عروسك ) التي تسكن قلبك

تجلس إلى جانبك " (4)

وكثيرا ما يذهب الخطيب في موكب لاستقبال عروسه مثلما حصل مع الملك رمسيس الثاني الذي خرج مع حاشيته لملاقاة عروسه ابنة الملك الحيثي خات وسيسل في أحد  قصوره المشيدة ما بين مصر وفينيقيا (5) واهتمت عقود الزواج بشكل أساسي بالإجراءات المالية المترتبة على الزواج ، وحددت الحقوق والامتيازات التي سيمنحها الرجل لزوجته فيما بعد (6) ، كما جاء في عقد زواج رجل  يدعى (امحاتب) على (تاحاتر) " لقد اتخذتك زوجة وسأعطي الذين تلدينهم كل ما املك ، ولن يكون في مقدوري أن اسلب منهم أي شيء مطلقا لأعطيه لأي شخص في الدنيا ، سأعطيك من النبيذ والفضة والزيت ما يكفي لطعامك وشرابك كل عام ، وإذا حدث بيننا فراق ، سأعطيك خمسين قطعة من الفضة "(7) ولم تشكل هذه العقود شرطا مسبقا لإتمام الزواج ، فهناك ما يشير إلى أنه بإمكان الانتظار سبعة أعوام لإبرامه ، وذلك يعني أن خطوات الطلب والتراضي بين الزوجين  مشافهة كانت كافية في حد ذاتها لشرعية الزواج (8) .

________________

1- يذهب  (Montet) إلى القول بأن الزواج في مصر يقوم على أساس ديني بحجة أن الرجل عندما يتزوج يزور معبد أبيدوس صحبة عروسه وأقربائه لنيل البركة واليمن ، أنظر : Pierre Montet , Op.cit, P54

2- أحمد إبراهيم حسن ، تاريخ النظم القانونية والاجتماعية ،نظم القسم الخاص ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الإسكندرية ، 2001 ، ص 107.

3- عبد العزيز صالح ، الأسرة المصرية في عصورها القديمة ، الهيئة المصرية العامة  للكتاب ، القاهرة ، 1988 ، ص 59 .

4- جيمس هنري بريستيد، فجر الضمير، تر: سليم حسن، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، (د.ت)،  ص 180 .

5 - نجد عادة خروج العريس في موكب كذلك في أسطورة زواج حتحور بحورس المقدس ، عندما خرج هذا  الأخير من معبده لملاقاة عروسه ، وقام الكهنة و حاملو المباخر إثناءها بحرق الراتينج المعطر والبخور ، وتم لقاؤه بحتحور آلهة الحب و الموسيقى داخل مقصورة خارج المعبد ، وأقيمت بالمناسبة وليمة فاخرة ، نحرت فيها الذبائح ، أنظر : ديمتري ميكس وكريستين فأفار مكيس، الحياة اليومية للآلهة الفرعونية تر: فاطمة عبد الله محمود ، العامة للكتاب ، القاهرة ، 2000 ص 323

- Pierre Montet, Op .cit , P 55

6- ب.ج تريجر وآخرون ، مصر القديمة التاريخ الاجتماعي ، تر: لويس بقطر، المجلس  الأعلى للثقافة ،القاهرة ، 2000 -ص 380 .

7- سيد كريم ، المرأة المصرية في عهد الفراعنة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1994 ، ص 35 .

. ب . ج تريجر وآخرون ، المرجع السابق ، ص -ص 380 8-