الاتحاد الأوربي:

تعد أوربا من أكثر القارات تمزقا وتفتتا من الناحية السياسية، وذلك ميراث تاريخي نشأ منذ أن كانت أوربا منازل لقبائل أوربية مختلفة، وكانت تتحدث بلهجات ولغات مختلفة، فأدى ذلك إلى إكساب شعوبها صفات قومية مختلفة ترتكز على اللغة أساسا. ورغم هذا التباين اللغوي والقومي فقد حاولت أوربا عبر تاريخها الطويل أن تتحد، وكان ذلك من خلال الإمبراطورية الرومانية، ثم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أيضا، ثم الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي تمثل محاولات لضم شتات القارة تحت سلطان واحد. ولكن تفتت الإمبراطورية كان بداية لتفتت قارة أوربا، وحتى الكنيسة نفسها انقسمت إلى الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية، ثم انقسمت الكنيسة الغربية بدورها إلى البروتستانتية في شمال أوربا والكنيسة الكاثوليكية في دول جنوب أوربا. كما ظهر الاختلاف في أوربا أيضا في الجانب الاقتصادي، حيث انقسمت أوربا إلى غربها المتقدم صناعيا ووسطها الذي يغلب عليه النشاط الزراعي، ولم يكن هناك ارتباط كبير بين شرق وغرب أوربا، ثم حدث تمزق القارة بين الإمبراطورية العثمانية من جانب وبين روسيا ومطامعها في شرق أوربا من جانب آخر، ثم بروز ألمانيا كدولة عظمى، كل ذلك زاد من تمزق القارة والتباعد بين دولها.