موقع الدولة بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض:

عند تحديد موقع أى دولة نذكر عادة أن هذه الدولة تقع بين دائرة عرض معينة تقع فى طرفها الجنوبي وأخرى عند طرفها الشمالي، وكذلك تحديد خطين من خطوط الطول يلامسان حدود هذه الدولة من الشرق ومن الغرب. وعندما تكون الدولة المراد تحديدها صغيرة المساحة مثل موناكو أو الفاتيكان وغيرهما من الدويلات الصغرى فيكتفى فى هذه الحالة بذكر خط طول واحد ودائرة عرض واحدة.

وتحديد موقع الدولة بالنسبة لدوائر العرض أهم من الموقع بالنسبة لخطوط الطول؛ وذلك لأن دائرة العرض هى التى تؤثر فى المناخ، وبالتالي فى تباين النشاط البشرى على سطح الأرض وفى النشاط السياسي ثم فى أهمية الدولة سياسيا .

ولو نظرنا إلى الدول الكبرى فى العالم حاليا لوجدنا أنها تتمتع بموقع مثالي بالنسبة لدوائر العرض، فجميعها يقع فى العروض المعتدلة، وهذه العروض تساعد على التقدم والنشاط، ولذلك نجد الدول الكبرى مثل دول غرب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية تمتاز بتقدم اقتصادي وسياسي ملموس.

وبمقارنة ذلك بالدول التى تقع في الأقاليم المدارية الحارة، كما هو الحال فى دول أمريكا اللاتينية، وبعض دول أفريقيا، وجنوب شرق أسيا، نجدها ذات ظروف صعبة نتيجة لهذا الموقع الذى ترتب عليه قلة النشاط البشرى بالمقارنة بدول العروض المعتدلة. ويقتصر النشاط البشرى فى هذه العروض على المناطق المرتفعة منها، حيث يخفف ارتفاعها من شدة حرارتها مثل كينيا وأوغندا ودول شرق أفريقيا وبعض الهضاب الأفريقية فى النصف الجنوبي كما يتركز سكان هذه العروض فى مناطق الهضاب فى البرازيل وإكوادور وكولمبيا والمكسيك.

وتختلف قدرة الإنسان على التلاؤم مع أنواع المناخ المختلفة، فالمعروف أن الإنسان كان فى الماضي أقل قدرة على التلاؤم مع ظروف المناخ البارد المعروف فى أوربا حاليا. ولعل ذلك كان سببا من الأسباب التى أدت إلى جعل المنطقة فى مصر وفلسطين والعراق منبت الحضارات القديمة، أما الآن فقد أصبح الإنسان قادرا على التأقلم مع ظروف المناخ بوسائله المختلفة.