تفسير قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى ..} |
1609
02:59 صباحاً
التاريخ: 12-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
2353
التاريخ: 12-06-2015
2048
التاريخ: 12-06-2015
1947
التاريخ: 12-06-2015
1622
|
قال تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ} [البقرة : 29] .
من تأكيد الاحتجاج المسوق بسياق الامتنان وللّه
الشكر قوله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ} لمنافعكم
التي تعرفونها والتي لا تعرفونها ومن منافعكم اعتباركم بخلقتها {ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} من نبات ومياه
وحيوان ومعادن فتبصروا واعتبروا والتفتوا إلى ما في الأرض والبحار والنبات
والحيوان من مظاهر قدرة الإله وإرادته وحكمته ورحمته {ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ} أي جهة العلو.
والتعبير بالاستواء مجاز باعتبار توجه إرادته وحكمته الى خلق السماوات في العلوّ
بعد أن خلق الأرض وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام {فَسَوَّاهُنَ} وفسر إبهام الضمير بقوله تعالى {سَبْعَ سَماواتٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ} مما
خلفه {عَلِيمٌ} كما يظهر على
المخلوقات دلائل علمه وخلقه بالإرادة على مقتضى حكمته. وذكر جل اسمه من السماوات
سبعا باعتبار ما يرونه ويعرفونه في تلك العصور من السيارات السبع وكسف بعضها لبعض
وإن كانت السماوات في الهيئة القديمة تسعا لأن فلك الثوابت والأطلس كما يزعمون
سماء ان أيضا. وفي الهيئة الجديدة باعتبار المدارات للسيارات اكثر من ذلك {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
تنبيه
لا يخفى ان الحذف لما يدل عليه
المقام ويرشد وجه الكلام إلى حذفه باب من أبواب البلاغة عند العرب وهو في نثرهم
وشعرهم كثير. ولنذكر له شيئا من شعرهم لمناسبة المقام وتوطئة لما يأتي في بلاغة
القرآن الكريم من نوع الحذف. قال لبيد بن ربعة العامري
قالت
غداة انتجينا عند جارتها |
أنت
الذي كنت لو لا الشيب والكبر |
|
فحذف خبر «كنت» اي جميلا ونحو ذلك
وغيرك الشيب والكبر. وقال مساور بن هند بن قيس
زعمتم
أن إخوتكم قريش |
لهم
الف وليس لكم إلاف |
|
أولئك
أومنوا خوفا وجوعا |
و قد
جاعت بنو اسد وخافوا |
|
فحذف تكذيبهم لدلالة حجته على ذلك.
وقال عبد مناف الهذلي في آخر قصيدته
حتى
إذا سلكوهم في قتائدة |
شلا
كما تطرد الجمالة الشردا |
|
فحذف جواب إذا وعاملها لدلالة المقام
وقوله «شلا» وقال الحارث بن حلزة اليشكري في معلقته
لا
تخلنا على غراتك انا |
قبل
ما قد وشى بنا الأعداء |
|
فحذف المفعول الثاني وهو نهاب الملك
أو نبالي به ونحو ذلك. أو حذف خبر «إنا» بهذا المعنى. أو كليهما فحذف المفعول
الثاني بالمعنى المتقدم وخبر «إنا» بما يريد ان يتصوره السامع من التهويل بالتحمس.
وقال آخر
إذا
قيل سيروا ان ليلى لعلها |
جرى
دون ليلى مائل القرن أغضب |
|
فحذف خبر «لعل» لنكتة آثرها فيما
يتمناه من ليلى. وقال عبيد بن الأبرص يخاطب
امرء
القيس نحن الأولى فاجمع جمو |
عك
ثم وجههم إلينا |
|
فحذف الصلة ليحضر في ذهن السامع ما
يريده الشاعر من وجوه الحماسة والتهويل.
و قد جمعنا في هذه المقدمة بعض الشواهد للحذف وأغراضه السامية لنحيل عليه في الاستشهاد لما يأتي من فرائد القرآن الكريم في وجوه البلاغة وبراعة البيان : هذا وقد استفاضت الرواية عن أهل البيت عليهم السلام في انه كان قبل آدم في الأرض نوع من الخلق قد أفسدوا وأهلكوا كما في رواية علي بن ابراهيم في تفسيره في الصحيح عن أبي عبد اللّه عليه السلام والقوي عن الباقر (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام ورواه الصدوق أيضا في العلل. ورواية تفسير البرهان عن العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) والعياشي عن علي بن الحسين وعن عيسى بن حمزة عن أبي عبد اللّه. وروى ذلك الحاكم في مستدركه من طريق الجمهور وصححه عن ابن عباس. وأخرجه الطبري في تفسيره أيضا.
|
|
هذه العلامة.. دليل على أخطر الأمراض النفسية
|
|
|
|
|
إحصائية مركز الوارث (ديرمان) للأطراف الذكية والتأهيل الطبي التابع لهيئة الصحة في العتبة الحسينية للعام (2024)
|
|
|