أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-3-2021
3188
التاريخ: 28-3-2020
2646
التاريخ: 2024-07-13
502
التاريخ: 21-5-2019
11096
|
حقيقة الدعاء هي الاتصال بمبدئ لا نهاية لعظمته وقدرته ومالكيته و قهاريته ، والتوسل إليه بالترابط الروحي بين الداعي والمدعو ، يلتمس منه الداعي نجح مطلوبه ، وقضاء حاجته ، فيلهم الله تعالى الداعي ما يرشده إلى مطلوبه ، فيكون الدعاء ضرباً من التأثير الروحي ، وذلك يتوقف على معرفة الله جل شأنه رب الأرباب وله السلطان التام ، وأن جميع الأسباب راجعة إليه عز وجل ، والإذعان بأنها الواسطة في التأثير فقط ، وأن المؤثر هو الله وحده ، وإلى ذلك يشير ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) : " لو عرفتم الله حق معرفته ، لزالت لدعائكم الجبال " .
والوجه في ذلك واضح ، فإن الجهل بمقام الربوبية العظمى ، والاعتقاد بقانون السببية التامة في الأسباب والمسببات الخارجية، يوجب البعد عن ساحة الرحمن ، والإذعان بحقيقة التأثير للأسباب العادية ، وينتهي إلى الغفلة عنه ، ويقابل ذلك التوجه إليه ومعرفته تبارك وتعالى ، فإن مقتضى مالكيته جلت عظمته لجمع ما سواه ، وربوبيته العظمى لها ، واستغناؤه عز وجل عن الكل ، واحتياج الكل إليه ، هو سؤال الكل منه عز وجل ، ودعاؤه له بلسان الحال والاستعداد ، لأن مناط السؤال والدعاء إنما هو الحاجة ، وهي من لوازم الإمكان.
وكل ممكن ، سواء كان من المجردات ، أم الماديات بجواهرها وأعراضها ، جميعاً داع له ، وسائل منه بلسان الافتقار إليه ، والانقهار لديه ، وإن لم نفقه سؤال كثير من الممكنات .
نعم ، السؤال ، والدعاء القصدي الاختياري ، والتوجه الفعلي من شؤون الإنسان ، فإن له شأناً ومنزلة عنده تعالى ، يحب السماع إليه ، فيلتذ أولياء الله تعالى بالدعام والمناجاة ، ويبتهج الله جلت عظمته بذلك ابتهاجاً ، لا يحيط به غيره ، ففي الحديث : " إن الله يعلم حاجتك ، وما تريد ، ولكن يحب أن تبث إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسم حاجتك " ، وفي أخبار كثيرة أن الله تعالى قد يؤخر إجابة دعاء عبد ، لأن يسمع صوته وتضرعه ، ويعجل إجابة بعض الدعوات ، لأنه تعالى لا يحب سماع صوت داعيه وتضرعه.
ولكن ذلك لا يوجب إلغاء ناموس العلية والمعلولية بين الأشياء ، بل قد أثبتنا في المباحث السابقة أن هذا القانون حق لا ريب فيه ، وأنه " أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها " ، إلا أن الدليل العقلي أثبت الواسطة لها دون الانحصار ، والدعاء داخل تحت هذا القانون ، وأنه من طرق العلية للأشياء ، والتقريب بين الأسباب والمسببات ، واقعاً وإن لم ندركه ظاهرا ، وإليه يشير ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) : " ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه ، بما اذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته ، واستمطرت شآبيب رحمته ، فلا يقنطنك إبطاء إجابته ".
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|