مفهوم القوة : تعد ارض الدولة وسكانها ونظامها السياسي ترتيباً يتفق مع صيرورة أية دولة فلا سكان بدون ارض، ولا نظام سياسي بدون سكان، لهذا فأن موضع القوة في أي من هذه الاركان الثلاثة هو موضع قوة للآخر والعكس صحيح ومعرفة هذه العناصر او الاركان الثلاثة للدولة سيوصلنا بالتأكيد الى معرفة قوة وهيبة الدولة في مضمار المنافسة الدولية.

يعطي العلماء والباحثين والاساتذة في الشؤون الدولية والاستراتيجية لمفهوم القوة معاني وتعريفات عديدة تختلف كل حسب اختصاصه، حيث انها ذات أبعاد متعددة ومعقدة ويجري الخلط بين طبيعتها الكيفية التي تجري  بها ممارستها(1).

فالقوة في نظر ستاسنكر ( Stoessinger) هي قابلية الشعب على استخدام موارده المادية وغير المادية بشكل يؤثر في سلوك الشعوب الاخرى (2). وتعرف أيضاً بانها قدرة الدولة على تقرير سياستها بنفسها، أي بعبارة اخرى هي قدرة الدولة على ممارسة التصرف الاداري الحر، واتخاذ القرارات المتعلقة بشؤونها الداخلية والخارجية بمحض اختيارها وارادتها، بل التأثير في قرارات الدول الاخرى وهذه المقدرة مستمدة من عدة عناصر تتوفر في الدولة وتكون بمجموعها ما يسمى بإمكانية القوة(3)، او مقومات القوة ويطلق بعض الباحثين علـــى مجموعة عناصر القوة مصطلح القدرات (Capabilities )(4) وان تحليل عناصر القوة والضعف في الدولة وتشخيص اغراضها والبحث فيها وفي ابعادها للوصول الى تقييم للوزن السياسي للدولة، قائم على اساس ان كل دولة لها عناصر تتكون منها طبيعية وبشرية واقتصادية  وفي ضوء هذه المكونات يمكن دراسة الدولة وتقسيمها(5).

_____________

(1) كاظم هاشم نعمة، العلاقات الدولية، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، الموصل، 1972، ص56. 

(2)John G. stoessinger,The Might of Nations , Random House, Newyork -1966.pp.15-16. 

(3) أمين محمود عبد الله ,في أصول الجغرافية السياسية,طبعة2 ,مكتب النهضة العربية، القاهرة,1984 ,ص153

(4)  كاظم هاشم نعمة,العلاقات الدولية ,جامعة بغداد,كلية العلوم السياسية,شركة أياد للطباعة الفنية ,بغداد ,1987,ص9.

(5) محمد عبد الغني سعودي ، الجغرافية والعلاقات السياسية الدولية ، دار الرائد للطباعة ، الكويت ، 1982،ص9