الاستدامة: ظهرت هذه المفردة حديثا بسبب الحاجة اليها نظرا للاستخدام الجائر للموارد في شتى المجالات، الامر الذي دعا الى وضع حد لهذا الاستنزاف والمحافظة على كمية تلك الموارد ونوعيتها من النضوب وضمان حصة الأجيال القادمة من تلك الموارد، لذلك فقد أولى المعنيون اهتماما كبيرا بهذه المفردة، الامر الذي جعل هناك تنوعا وتعددا بتعاريفها مع بقاء مفهومها ومعناها واحدا.

وعندما ظهر مفهوم الاستدامة في البداية كانت النظرة اليه من زاوية واحدة وهو استدامة البيئة، ولكن بمرور الوقت أخذ هذا المفهوم بالتغلغل في كل نواحي الحياة وقطاعاتها واخذت الندوات والمؤتمرات التي تعقد بهذا الصدد بالتوجه نحو التثقيف باتجاه استخدام مبدأ الاستدامة في جميع مجالات الحياة المعاصرة وادخاله في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والصناعية والسياحية. ولكنها بقيت ملازمة لمفهوم التنمية بشكل عام.

وقد وردت تعاريف كثيرة للاستدامة سنستعرض أهمها حيث تم تعريفها:

أ - الاستدامة تعني تحقيق الموازنة التي تسمح للرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية بالتحقق للأجيال الحالية والقادمة.

ب - تحقيق حاجات الحاضر دون التأثير على الأجيال القادمة.

ت - تشجيع استخدام المواد والموارد الطبيعية المحلية وتجنب استخدام الموارد والمواد المضرة بالبيئة. (عبد الرزاق ، والدباغ ، 2008 ، 14 – 15).

وعرفت أيضا بانها التطور المستمر للموارد والمحافظة عليها لمقابلة الاحتياجات الحالية دون المساس في فرص وحاجات الأجيال القادمة (Preston, 2001: p. 26)

 ولقد أكد على هذا الجانب (Liu , 2003 : 460) حين ذكر بأن التنمية السياحية المستدامة تلبي حاجات السواح الحالية والمناطق المضيفة وتعمل على توفير فرص الحماية والتحسين للمستقبل ، ويمكن ان يكون الأداء بإدارة جميع الموارد بطريقة تجعل الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والجمالية منجزة.

كما عرفت أيضا بأنها "الاستغلال الأمثل للموارد والإمكانات المتاحة سواء أكانت بشرية ام مادية ام طبيعية بشكل فعال ومتوازن بيئيا وعمرانيا واجتماعيا واقتصاديا وبما يخدم مجالات التنمية السياحية المختلفة تحقيقا لتطلعات السكان المحليين واحتياجات السواح بعدالة ومن دون اسراف او اهدار لمكتسبات الأجيال القادمة". (العنزي، د. نايف، 2010 : 1).

اما (خربوطلي ، 2004 : 25) فقد ذكر ان للتنمية السياحية المستدامة ثلاثة محاور وهي :

أ - مراعاة قواعد البيئة ونظمها.

ب - احترام الثقافة المحلية وطابعها.

ت - ترشيد استخدام الموارد السياحية لتبقى صالحة للأجيال والمستقبل.

في حين ان (بظاظو ، 2010 : 192) قد ذكر بأن "التنمية السياحية المستدامة هي الاستخدام الأمثل للموارد البيئية والاقتصادية والاجتماعية داخل المواقع السياحية دون المساس بها، او التعريض لقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجياتها والاستجابة لمتطلباتها التنموية، دون تعريض البيئة والمقومات الطبيعية والبشرية للخراب والاستنزاف، وهي تختلف عن مفهوم التنمية التقليدية بتركيزها على عنصر الاستدامة وبالتالي فهي تركز على اشباع حاجات السياح وحصولهم على كامل متطلباتهم دون المساس بحقوق الأجيال القادمة، ولذلك فان التنمية المستدامة تركز على استدامة الموارد السياحية من اجل الأجيال الحاضرة والقادمة، لا بل تهتم كذلك بمشاركة المجتمعات المحلية في عملية تنمية وتطوير العملية السياحية".