المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2653 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أحرف العطف  
  
2783   02:03 صباحاً   التاريخ: 2-4-2020
المؤلف : حسن عباس
الكتاب أو المصدر : حروف المعاني بين الأصالة والحداثة
الجزء والصفحة : ص :29-42
القسم : علوم اللغة العربية / النحو / الحروف وأنواعها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2022 4258
التاريخ: 18-4-2020 1597
التاريخ: 2023-03-16 796
التاريخ: 2023-04-01 665

 

 

أحرف العطف

هي :(الواو- الفاء -ثُم -أو -أم-لا-بل-حتى-لكن)

 

 

تمهيد:

لئن كنا قد بدأنا بدراسة أحرف النداء لأنها الأبسط تراكيباً والأعرق في القدم، والألحُّ حاجة للإنسان الفطري من سائر فئات حروف المعاني، فإن معظم أحرف العطف تليها ولاشك في الترتيب من حيث البساطة والعراقة والحاجة الملحة.

فهل حافظ الإنسان العربي على العلاقة بين الخصائص الفطرية لأصوات أحرف العطف وبين معانيها- واستعمالاتها التراثية كما تعامل مع أحرف النداء؟.

-الواو-

أولاً- حول خصائصها الصوتية ومعانيها الفطرية:

يتشكل صوت هذا الحرف كما ذكرنا سابقاً، بتدافع النفس في جوف الفم مع انضمام الشفتين على شكل حلقة ضيقة، مما يشير إلى الفعالية والاستمرارية.

ملاحظة: وعلى الرغم من أن الأرسوزي قال بأن أحرف (أ،و،ي) هي تفخيم لحركات الشكل (الفتحة والضمة والكسرة) خلافاً للحقيقة، فإنه انتبه إلى خاصية (الفعالية) في (الواو) وإلى خاصية (الاستكانة) في (الفتحة) وإلى خاصية (النسبة) في (الياء والكسرة). المؤلفات الكاملة للأرسوزي ج1(ص85-86) وهي جزء بسيط من خصائصها ومعانيها.

وفي الحقيقة أن (الواو) تستمد معناها الفطري في العطف من خاصية تدافع النفَس في جوف الفم عند خروج صوتها، على مثال ما يتدافع متعاطفوها على الطبيعة نحو: ((جاء زيد وعمر وبكر)).

ثانياً-حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

بالرجوع إلى (مغني اللبيب) لابن هشام عثرنا على نيف وثلاثين وجهاً وقسماً ومعنى واستعمالاً لـ (الواو). وقد حظي العطف الصريح والضمني بمعظمها، لينفرد عن سائر أحرف العطف بخمسة عشر حكماً لا مجال لتعدادها، ولا جدوى لنا هنا منها.

وهذه الوفرة في معاني (الواو) واستعمالاتها التراثية للعطف وسواه، يعود برأينا إلى أمور ثلاثة:

أ-  أن النفَس عند خروج صوتها لا يصطدم بأي عائق في جهاز النطق يفرض عليها إيحاءات صوتية معينة.

ب-كما أن (الواو) المنفردة غير المقترنة بأي حرف آخر لا تجد ما يحدّ لها من وظائفها وتلونات معانيها ووجوه استعمالاتها، فكانت بذلك أكثر أحرف العطف تحرراً وحرية، وإن لم تكن أكثرها معاني واستعمالات.

ج-إن خصائص الفعالية والاستمرارية والمرونة في صوتها قد جعلتها أكثر الحروف تمثيلاً لواقع التدافع في العطف، فأهَّلها ذلك كيما تكون أكثرها طواعية لأداء مختلف وظائفها ومعانيها بلا قيود ولا شروط.

فالأصل في العطف بـ (الواو) على ما أجمع عليه النحويون هو للجمع بلا قيد. فلا يشترط الترتيب في متعاطفيها، ويجوز العكس. ففي قولنا: ((قدم زيد وعمرو وبكر)) قد ينصرف إلى أنهم قدموا معيَّة في زمن واحد، بذات الترتيب أو بترتيب مغاير. وقد يكون أيٌّ منهم قد سبق الآخر بزمن متقارب أو متراخ.

وهكذا فالمعنى الأصل لـ (الواو) هو جمع متعاطفيها، بترتيب أو بلا ترتيب في المكان وبتقارب أو تراخ في الزمن.

ولما كانت (الواو) غابية النشأة وكان معنى العطف فيها مستمداً من خصائصها الفطرية في تدافع النفَس عند خروج صوتها، فإنها تكون بالضرورة أقدم أحرف العطف وأصلها جميعاً.

2-الفاء

(الفاء) الزراعية المنفردة تلي (الواو) الغابية في القدم والبساطة. ولكنها لم تستطع مجاراتها في تنوع الأقسام والمعاني والاستعمالات. فلماذا؟.

أولاً- حول خصائصها الصوتية ومعانيها الفطرية:

يبدأ تشكل صوتها بضرب الأسنان العليا على الشفة السفلى حبساً للنفَس. وبانفراج الفكين يخرج صوتها واضحاً مشبعاً.

فكان من معاني هذا الحرف (الحفْر والقطْع والفصْل). بما يضاهي. ضربَ الأسنان العليا على الشفة السفلى عند بداية تشكل صوتها. وقد كان لهذه المعاني (58) مصدراً جذراً تبدأ بالفاء مما عثرنا عليه في المعجم الوسيط، كما في (فأس-فلح-فصل-فطم).

كما كان من معانيها أيضاً: (التوسع والانفراج والتباعد) بما يضاهي حركة انفراج الفكين عن بعضهما بعض عند خروج صوتها. وكان لهذه المعاني أيضاً (58) مصدراً جذراً تبدأ بها كما في (فتح- فرج- فسح..) فما تأثير هذه الخصائص الإيمائية التمثيلية في معانيها التراثية بوصفها حرفاً عاطفاً؟.

ثانياً- حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

جاء في (مغني اللبيب) إن (الفاء) تردُ على ثلاثة أوجه: عاطفة، ورابطة للجواب، وزائدة مع الإشارة إلى أن وظيفتها في ربط الجواب مستمدة من خاصية العطف فيها.

ولما كان العطف هو موضوع بحثنا وأصل أوجهها، فإننا نكتفي بالحديث عنه وحده.

(الفاء) العاطفة: تفيد ثلاثة أمور:

1-الترتيب. كما في قولنا: ((جاء زيد، فعمرو، فبكر)) بمعنى أنهم جاؤوا متتابعين بذات الترتيب المذكور.

2-التعقيب: هو في كل شيء بحسبه. فإذا قلنا: ((جاء زيد فعمرو)) فذلك بزمن متقارب. أما إذا قلنا: (تزوج زيد فأنجب)، فبزمن متراخ يستغرق مدة الحمل فحسب، وإذا قلنا ((دخلت دمشق فحلب))، وإذا لم أقِم في دمشق ولا بينهما، ولم يستغرق ذلك سوى الزمن المعتاد لقطع المسافة بينهما.

3-السببية: كما في قوله تعالى: ((فوكزهُ موسى، فقضى عليه))(1). وفي قوله أيضاً:

((لقد كنتَ في غَفلةٍ من هذا فكشْفنا عنّكِ غِطاءَكَ))(2). ونرى أنَّ (الفاء) في المثالين السابقين تفيد التعقيب أيضاً. فالقضاء عليه وإن كان بسبب وكزه، إلا أنه جاء بالضرورة عقب الوكز. كما أن الكشف عن (غطاءك) جاء عقب وقوعه في الغفلة.

وهكذا فإن العطف بالفاء في الأمور الثلاثة كان نتيجة لخاصية الترتيب والتعقيب في معانيهما كما لحظنا ذلك في الأمثلة السابقة. فالأصل في معنى (الفاء) العاطفة هو الترتيب والتعقيب وليس- مجرد العطف. فالترتيب والتعقيب يتضمنان العطف بالضرورة. أما العطف كما سبق أن لحظنا في (الواو) العاطفة فهو لا يتضمن الترتيب والتعقيب.

وفي الحقيقة أن معاني الترتيب والتعقيب قد جاءت (الفاء) العاطفة من خصائصها الفطرية الإيمائية.

فالترتيب تقتضيه معاني (الفاء) في (الحفر والقطع والفصل). فبين المعطوف عليه والمعطوف بالفاء حفرة صوتية صغيرة تحول دون تدافع المعطوفين بها. فيأتيان بترتيب زمني متقارب بما يتوافق مع قصر الزمن اللازم الذي يستغرقه النطق بصوتها قفزاً فوق الحُفرِ واحداً بعد الآخر. وذلك على العكس من (ثم) العاطفة.

أما التعقيب فيتم بزمن متراخ بقدر الحاجة، وذلك بما يتوافق مع خاصية (التوسع والانفراج والتباعد) في طريقة التلفظ بالفاء.

وعلى الرغم من أن (الفاء) إذا كانت منفردة تتمتع بكامل حريتها، فقد اقتصرت معانيها في (مغني اللبيب) على بضعة عشر معنى فقط، أقل بكثير مما كان لـ(الواو) العاطفة.

وهذه القلة في معاني (الفاء) تعود إلى التزامها بخصائصها الإيمائية من (حفر وتوسع) فحدّ ذلك من استعمالاتها، على العكس من (الواو). فتدافع النفس في صوت (الواو) يظل طليقاً لا يصدُّه أي حاجز في جهاز النطق. وسنلاحظ أسباب هذه الظاهرة من القلة أو الوفرة في معاني كثير من حروف المعاني.

3- ثُمّ

أولاً-حول خصائص حرفيها ومعانيهما الفطرية:

1- (الثاء) من معانيها في بداية المصادر ((الشق والفصل والبعثرة والتشتت والتخليط)).

   ومن معانيها في نهاية المصادر ((البعثرة والرِّقة واللين ومتعلقات الأنوثة)).

2- (الميم)-من معانيها في نهاية المصادر (الجمع والضم والكسب). وتشديدها يزيد خاصتي (الجمع والضم) فيهما. فكانت (الميم) الملاصقة للمعطوف في (ثم) وفي معظم حروف المعاني وسواها هي غالباً ((للجمع والضم)) كما في: (جاء زيد ثم عمرو).

   فتكون محصلة معاني أحرفها الثلاثة: الجمع بين متعاطفيها، لخاصية الجمع في (الميم) المشددة، على فسحة في الزمان والمكان لخاصية البعثرة في (الثاء) التي تفصل بين المعطوف عليه (زيد) والمعطوف (عمرو).

ثانياً- حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

هي لدى ابن هشام في (مغني اللبيب) حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور:

((التشريك في الحكم، والترتيب والمهلة)). نحو: ((يمرُّ الإنسان بالطفولة، ثُمَّ الشباب ثُمَّ الشيخوخة)). ولقد اعترض بعض اللغويين على هذه الأمور الثلاثة. ولكن (ابن هشام) رد عليهم. بما يدحض مزاعمهم جميعاً. مما لا مجال للإطالة بصددها. فسلمت (ثمّ) بذلك لمعانيها الثلاثة ((التشريك في الحكم، والترتيب والمهلة)) مع الإشارة إلى أن (التشريك) هو ضرب من الجمع والخلط.

أما قلة معاني (ثمَّ) وأحكامها، فتعود إلى تناقض معانيها في حرفي (الثاء) للبعثرة والتشتت و(الميم) للجمع والضم. فكانت (ثمّ) بذلك أسيرة التزامها بالتوافق بين خصائصهما ومعانيهما المتناقضة، ليغلب على معانيها العطف بترتيب وتراخ في المكان والزمان.

4-أو

أولاً- حول خصائص حرفيها ومعانيهما الفطرية:

1-(الهمزة)- انفجار صوتي يوحي بالبروز، مما يجعلها حاجزاً صوتياً يحول دون الجمع بين المتعاطفين.

2-(الواو) للجمع العشوائي بلا ترتيب في الزمان أو المكان.

   ونظراً للتناقض بين معاني حرفيها، فإن متعاطفيها لا تتوافر لها شروط الجمع.

   فما انعكاس ذلك على استعمالاتها التراثية؟

ثانياً- حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

لقد استنبط اللغويون لها اثني عشر معنى هي:

((الشك، والإبهام، والتخيير، والإباحة، والجمع المطلق كالواو، والإضراب، والتقسيم، وبمعنى (إلى)، والتقريب والشرط والتبعيض)).

ولكن (ابن هشام) يخلص من مناقشة هذه المعاني إلى التنبيه التالي:

((التحقيق أن (أو) موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء، وهو الذي يقوله الأقدمون. وقد تخرج إلى معنى (بل)، وإلى معنى (الواو). أما بقية المعاني فمستفادة من غيرها..) (مغني اللبيب ج1 ص67).

وهكذا لم يثبت لها لدى (ابن هشام) سوى ثلاثة معان. فهل ستتوافق هذه المعاني مع الخصائص الفطرية لحرفيها؟.

المعنى الأول- للتخيير: وهو إما لأحد الشيئين نحو: ((تزوج هنداً أو سعدى)). وإما لأحد الأشياء، كما في قوله تعالى: ((فكفَّارةٌ، إطعام عشرة مساكينَ من أواسطِ ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم، أو تحريرُ رقبة))(3). وواضح أن الجمع في هذين المثالين مع (أو) غير حقيقي، فإما (هند) أو (سعدى). وإما الإطعام أو الإكساء، أو تحرير رقبة.

وهذا المعنى يتوافق مع محصلة الخصائص المتناقضة في معاني الهمزة والواو).

المعنى الثاني- الإضراب بمعنى (بل): كما في قوله تعالى: ((وأرسلناهُ إلى مئةِ ألفٍ أو يزيدون))(4). أي (بل) يزيدون. وهكذا تكون (أو) قد فصلت (يزيدون) عن (مئة ألفٍ). فاقتصر حكم الإرسال على الزيادة، دون أن يتوقف عند (مئة ألف). فكانت (أو) بذلك للإضراب عنها.

وهذا يتوافق مع وظيفة (الهمزة) كحاجز صوتي في (أو) كما أسلفنا.

المعنى الثالث- للجمع المطلق كالواو: وقد ضربوا لذلك الأمثلة التالية: كقول تؤبة. وقد زعمت ليلى بأنى فاجر ... لنفسى تقاها أو عليها فجورها

 

 ولكن الجمع هنا فيما نرى غير حقيقي، فهو أقرب إلى (التخيير). فالأمر يتوقف على تقوى نفسه أو فجورها. فإذا كانت (تقيَّةً) فلها تقاها. وإن كانت (فاجرةً) فعليها فجورها. ونفسه هي إمَّا تقية أو فاجرة. وهذا أقرب إلى (التخيير) منه إلى (الجمع).

كما ضربوا لذلك قول النابغة.

 

قومٌ إذا سمعوا الصَّرِيخَ رأيتَهم, مِن بَينِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أو سافِعِ

 

والجمع هنا مع (أو) غير مستوف شروطه. فالذي يُلجِم مهرَه لا يتسنى له سفعُه. أي، ((أن يقبض عليه ويجذبه بشدة)). فهو إما أن يلجمه، وإما أن يسفعه. وتأويل الجمع هنا ينصرف إلى أن القوم موزعون بين فئتين اثنتين: الفئة الأولى يقوم أفرادها بلجْم أمهارهم والفئة الثانية يقوم أفرادها بسفعها. بمعنى أن يقبض عليها ويجذبها بشدّة.

وبذلك يستحيل أن يقوم أي واحد من الفئتين بلجم مهره وسفعه في آن واحد. فكانت (أو) هنا أقرب إلى (التخيير) أيضاً.

وهكذا لم يثبت لدينا من معاني (أو) سوى اثنين: ((التخيير والإضراب))، بما يتوافق مع محصلة الخصائص الفطرية المتناقضة لحرفيها. فالهمزة تحجز الحكم مما قبلها، والواو تعطف الحكم على ما يليها.

وهذه القلة في معاني (أو) تعود إلى التناقض في خصائص حرفيها، فاقتصرت على الحالات القليلة التي صالحت بين هذه المعاني المتناقضة.

5-بلْ

أولاً-حول خصائص حرفيها ومعانيهما الفطرية:

1-(الباء)- من معانيها (الحفر والبقر) بما يتوافق مع صوتها الانفجاري الذي يشكل حاجزاً صوتياً يضاهي (الهمزة).

2-(اللام)- من معانيها (الإلصاق والالتصاق) مما يفيد الجمع والإلزام.

   ونظراً للتناقض بين خصائص حرفيها ومعانيهما، فإن الجمع بها كحرف عطف لا يستوفي شروطه على مثال ما لحظناه في (أو). فماذا إذن عن معانيهما واستعمالاتها.

ثانياً- حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

يقرر (ابن هشام) أنَّ لها استعمالين رئيسين اثنين:

1-حرف عطف وإضراب: وذلك إذا تلاها مفرد، نحو: ((جاء زيد بل محمود)). أو تقدمها فعل أمر، نحو: ((أكرمْ زيداً بل عَمْراً)). وفي كلا الحالين لا يحكم على زيد بشيء. ويكون الحكم في حقيقته لما بعدها (عَمْرو). وذلك بفعل ما حفرته (الباء) بين المعطوف عليه (زيداً) والمعطوف (عمْرو). فانحصر تنفيذ الحكم على ما بعد (بل)، أما إذا تقدمها نهي أو نفي نحو: ((لا تضرب زيداً بل عمراً، وما قام زيد بل عمرو))، فإنها تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه فلا يحكم عليه بشيء. ويثبُت الحكم على ما بعدها (عمرو) وتأخذ (الباء) بالحفرة التي أحدثها-انفجارها الصوتي هنا دورها المعتاد في عزل ما قبلها (زيد) عن الضرب أو القيام، وحصرهما بما بعدها (عمرو)، لخاصية، الإلصاق باللام.

2-(حرف إضراب واستئناف): وذلك إذا تلتها جملة، ولها معنيان اثنان:

الأول   : إضراب إبطالي كما في قوله تعالى: ((أمْ يقولون به جُنَّةٌ، (بل) جاءهم بالحقِّ))(5) والإضراب الإبطالي معناه إلغاء الحكم عما قبلها وإثباته على ما بعدها. وذلك بفعل خصائص (الباء) في الفصل بما حفرته بينهما بانفجارها الصوتي. بمعنى: أنه لا جُنَّةَ به، وإنما هو الحق الذي جاءهم به.

والثاني : الإضراب الانتقالي وهو هنا لا يعني إلغاء الحكم الذي قبلها، وإنما يعني تقريره، ومن ثم الانتقال منه إلى حكم آخر بعد (بل)، كقوله تعالى: ((ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة))(6).

والإضراب الانتقالي في هذا المثال يزيد في إثبات خصائص (الباء) الفطرية في الفصل. فهي هنا لاستئناف حكم جديد لا علاقة مباشرة له بحكم ما وقع قبلها.

ولتوكيد الإضراب بعد الإيجاب تزاد (لا) كقول الشاعر:

وما هجرتك لا بل زادني شغفا … هجر وبعد تراخى لا إلى أجل

 

وذلك لتضافر (الألف) الفاصلة في (لا) مع حفرة (الباء) الانفجارية في (بلْ)، فكان الإضراب على أشدِّه معهما.

وهذه القلة في معاني (بل) تعود أيضاً إلى تناقض خصائص حرفيها ومعانيهما في (الحفر والإلصاق)، على مثال ما لحظنا هذه القلة في (أو). وهكذا فإن خاصية الانفجار في صوتي (الهمزة) في (أوْ) و(الباء) في (بلْ) قد حدَّت من قدرة العربي على التكيّف بالنطق بهما فقلّت بذلك أيضاً تنوعات معانيهما.

6-أمْ

أولاً-حول خصائص حرفيها ومعانيهما التراثية:

1- (الهمزة) انفجار صوتي يوحي بالبروز بما يشكل حاجزاً فاصلاً كما أسلفنا.

2- (الميم)- من معانيها في نهاية المصادر الجمع والضم والكسب.

   وشأن (الهمزة) هنا مع (الميم) في أول (أم) كشأنها مع (الواو) في (أو) من حيث التناقض في خصائصهما ومعانيهما.

   فهل ستقتصر استعمالات (أم) التراثية على الحالات القليلة التي يتم فيها التصالح بين خصائص حرفيها ومعانيهما الفطرية كما لحظنا في (أو) و(بل)؟.

ثانياً- حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

هي لدى (ابن هشام) على ثلاثة أوجه أصلية.

الوجه الأول: حرف عطف: ويشترط في ذلك أن تكون مسبوقة إما بهمزة التسوية، كقوله تعالى ((إن الذين كفروا سواءٌ عليهمْ أأنذرتهم (أم) لم تنذرْهُمْ لا يؤمنون))(7). وإما بهمزة يطلب بها التعيين، نحو: ((أزيدٌ عندك (أم) عمرو؟).

و(أم) العاطفة هذه تسمى المتصلة، لأن ما قبلها وما بعدها لا يُستغنى بأحدهما عن الآخر وتسمى أيضاً (أم) المعادِلة. فهي تعادل (الهمزة) في معنى التسوية، إذا كانت مسبوقة بهمزة التسوية، وفي معنى الاستفهام، إذا كانت الهمزة للاستفهام.

ولكن (أم) المتصلة المعادلة هذه، فيما نرى، سواءً كانت مسبوقة بهمزة التسوية أو همزة الاستفهام، فإن ثمة فاصلاً بين متعاطفيها. فمع (همزة) التسوية: ((إن الذين كفروا)) إما أن ينذروا، أو لا ينذروا، إذ يستحيل الجمع بين إنذارهم وعدمه في آن واحد. ومع (همزة) الاستفهام، فإن أحدهما يكون عندك: إما زيد أو عمرو.

وبذلك يكون العطف المتأتي من خصائص حرف (الميم) في الضم والجمع هو هنا فيما نرى، لحصر الحكم في نطاق (الإنذار) أو عدمه في المثال الأول ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم))، وفي نطاق وجود أحدهما أو عدم وجوده في المثال الثاني ((أزيد عندك أم عمرو)). لتأخذ الهمزة في (أم) وظيفتها الفطرية في الفصل.

الوجه الثاني- حرف إضراب:

وهنا تأخذ (الهمزة) في (أم) أبعادها في الفصل بين أحكام ما يأتي قبلها عما يأتي بعدها. وهي تقع في ثلاثة محال كما جاء في (المحيط).

1-بعد الخبر المحض: نحو: ((جاء زيد (أم) جاء عمرو)). أي (بل) جاء عمرو. فالمجيء اقتصر هنا على ما بعدها (عمرو).

2-بعد همزة لا يقصد بها التسوية والاستفهام الحقيقي، وإنما الاستفهام الإنكاري أو الإبطالي كما في قوله تعالى: ((ألهم أرجل يمشون بها، (أم) لهم أيد يبطشون بها))(8). فالهمزة هنا هي للإنكار بمنزلة النفي. أي ليست لهم أرجل يمشون بها (بل) لهم أيد يبطشون بها.

3-بعد الاستفهام، ولكن بغير (الهمزة). كقوله تعالى: ((وهل يستوي الأعمى والبصير (أم) هل تستوي الظلمات والنور؟)). أي (بل) هل تستوي الظلمات والنور؟. وقد سبق بيان معاني (بل) للإضراب، إذ أن الجواب الضمني هو: كلا.

و(أم) هذه التي بمعنى الإضراب تسمى (أم) المنقطعة. وذلك لأن ما بعدها منقطع عما قبلها غير معطوف عليه وذلك بفعل (الهمزة) من (أم).

الوجه الثالث أن تقع زائدة: كما في قوله تعالى: ((أفلا تبصرون؟ (أم) أنا خير من هذا الذي((9)) فالتقدير: ((أفلا تبصرون؟، أنا خير من هذا
الذي)). وكما في قول الشاعر ساعدة بن جويَّة:

يا ليت شعرى ألا منجى من الهرم ،،،أم هل على العيش بعد الشيب من ندم

 

وهكذا فإن (الهمزة) في (أم)، تقوم بوظيفتها الفطرية في الفصل، سواء أَكانت عاطفة متصلة، أو غير عاطفة، للإنكار أو الإبطال أو الانقطاع. وبذلك تكون (أم) هي إحدى المستحاثات اللغوية الفطرية.

وهذه القلة في معانيها تعود أيضاً إلى تناقض خصائص حرفيها ومعانيهما، كما أسلفنا عن (أو وبل) آنفاً.

7- لا

أولاً- حول خصائص حرفيها ومعانيهما الفطرية:

1-(اللام) للإلصاق والالتزام.

2-(الألف اللينة)- لها امتداد صوتي يوحي بالعلو، مما يؤهلها أن تكون حاجزاً صوتياً يفصل ما قبلها عما بعدها.

    وعلى الرغم من التناقض بين معاني حرفيها هنا فلقد كان لها المزيد من المعاني والاستعمالات- التراثية. وذلك يعود فيما نرى إلى مرونة صوتي (اللام، والألف اللينة) بمعرض التكيف في النطق بهما تعبيراً عن المزيد من تلونات المعاني إيحاءً فطريّاً.

ثانياً- حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

باستقراء معانيها لدى (ابن هشام) عثرنا على ما يزيد عن الخمسين وجهاً ومعنى واستعمالاً كان العطف أحد معانيها أما معظمها فكان للنفي.

أما (المحيط) فقد أوجزها في سبعة أوجه رئيسة كثيرة الاستعمال وقد نيفَِّت تفرعاتها عنده على الثلاثين هي:(نافية تعمل عمل (إنْ) ونافية تعمل عمل (ليس)، ونافية عاطفة، ونافية لا عمل لها، ونافية جوابية، وناهية جازمة، وزائدة لا عمل لها).

وهكذا قد سيطر النفي على معانيها العاملة جميعاً. وذلك التزاماً من الإنسان العربي بخاصية (الألف اللينة) بوصفها حاجزاً صوتياً مانعاً. ليقتصر الحكم على ما قبلها لا يتجاوزه إلى ما بعدها. وسنقتصر هنا على الحديث عن خاصية العطف فيها فحسب، باعتبارها من أسرة أحرف العطف، مرجئين الحديث عنها مفصلاً إلى فئة أحرف النفي.

النافية العاطفة: ولها ثلاثة شروط:

1-أن يتقدمها إثبات. نحو: ((جاء زيد لا عمرو))، أو أن يتقدمها أمر، نحو: ((اضرب زيداً لا عمراً)).

2-أن لا تقترن بعاطف. فإذا قيل: ((جاء زيد، لا بل عمرو)). فالعاطف هي (بل). وإذا قيل ((ما جاء زيد  ولا عمرو))، فالعاطف هو (الواو)، وتكون (لا) لتوكيد النفي. وذلك لأنها مختصة أصلاً بالنفي كما لحظنا في معانيها. وهذا يدل على أن (لا) هي أضعف فعالية في العطف من سواها.

3-أن يتعاند متعاطفاها، فلا يجوز القول: ((جاءني رجل لا زيد)). وإنما (جاءني رجل. لا امرأة)).

استطراد لا بد منه:

نلاحظ في الأمثلة السابقة أن (الألف اللينة) في (لا) قد فصلت بين المعطوف عليه والمعطوف في الحكم، فوقع على ما قبلها. ففي قولنا ((جاء زيد لا عمرو)) قد اقتصر المجيء على (زيد) المعطوف عليه فقط.

وذلك على العكس مما لحظناه في استعمالات أحرف العطف (أو-بل-أم)، إذ أن الحكم فيها جميعاً، إما أن يقع على ما بعدها حصراً، أو أن يكون من الجائز وقوعه على ما بعدها، كما في (التخيير) مع (أو).

ففي قولنا: ((جاء زيد (أو-بل-أم) عمرو))، فحكم المجيء في هذه الأمثلة قد وقع على ما بعدها كما لحظنا آنفاً إذ اقتصر على مجيء (عمرو). فلم ذلك؟.

ما نحسب أن هذا الأمر قد تم مصادفة، إذ يبدو لنا أن العربي قد راعى في ذلك خصائص الأحرف العربية التي شاركت في تراكيب أحرف العطف هذه، ومن ثم مواقعها من المعطوف عليه والمعطوف وذلك: ((سوقاً للحروف على سمة المعنى المقصود والغرض المراد)).

فقد لحظنا سابقاً أن (الواو) للجمع العشوائي في (أو)، و (اللام) للإلصاق في (بل) والميم للجمع والضم في (أم) تقع جميعاً في أواخر أحرف العطف الثلاثة هذه، أي من جهة المعطوف. أما (الهمزة) ذات النتوء الصوتي في (أو+أم)، وكذلك (الباء) ذات الانفجار الصوتي الفاصل في (بل) فهي تقع في جهة ما قبلها، أي من جهة المعطوف عليه. وهكذا كان من الذوق العربي الفطري أن يجعل الأحكام تقع على ما بعدها، ويبقي ما قبلها على حاله، بفعل العازل الصوتي في (الهمزة)- أو (الباء).

أما في (لا) النافية العاطفة. فالأمر على العكس من ذلك: لأن (لام) الإلصاق فيها تقع من جهة ما قبلها. أما (الألف اللينة) الفاصلة العازلة فتقع في جهة ما بعدها. فكان من ذوق العربي الفطري السليم أن تلتصق الأحكام بما قبلها، و يبقى ما بعدها على حاله في معزل عن الأحكام التي تسبق (لا)، بفعل (الألف) الفاصلة.

8-حتّى

لها معنيان اثنان: جارة وعاطفة. ولما كنا سنستعرض معانيها في الجر بمعرض حديثنا عن حروفه فإننا نقتصر هنا على معانيها العاطفة فقط.

أولاً- حول خصائص أحرفها ومعانيها الفطرية:

1-(الحاء)- من معانيها الإحاطة والحيازة والدوران والربط كما في (حبس. حجز. حدق به. حصن. حضن- حاز- حام) إلى (51) مصدراً لهذه المعاني.

2-التاء- للرقة والضعف والتفاهة. كما في (تبتب-التبن-تفه- تلِف- تكّ الرجل (حمق..) إلى (18) مصدراً لهذه المعاني.

3-الألف المقصورة هي مثل (الألف اللينة) يوحي صوتها بالامتداد. كما في (إلى-على).

   وهكذا فالرابطة بين خصائص أحرفها وبين معانيها خفية لا تكاد تبين.

   ولكن لو أخذنا خاصية الإحاطة أحد معاني (الحاء) كحركة في المكان، ثم أخذنا خاصية الرقة والضعف في (التاء)، التي لا تعيق لمتحرك حركة، وأخيراً خاصية الامتداد في (الألف المقصورة) فإنه يتحصل لدينا ضم بداية ما قبلها إلى نهاية ما بعدها، بفاصل في المكان أو الزمان أو بهما معاً. ولذلك يقع ذات الحكم على المعطوف عليه والمعطوف ولكن بفاصل (مكاني- زماني).

ثانياً-حول معانيها واستعمالاتها التراثية:

يشترط في معطوفها أربعة أمور.

1-أن يكون مفرداً لا جملة، نحو ((أحب الفاكهة حتى التفاحَ)). أي إني أحب الفاكهة والتفاح معاً.

2-أن يكون ظاهراً لا مضمراً. فلا يقال: ((تعجبني الألوان حتاه))، إذا كان المقصود اللون الأسود مثلاً.

3-أن يكون المعطوف بعضاً مما قبلها، نحو ((قدم الحجاجُ حتى المشاةُ))، أو جزءاً مما قبلها، نحو ((قرأت الكتاب حتى فهرسَه)).

4-إن المعنى الذي تحمله (حتى) العاطفة هو معنى الغاية دائماً وذلك بما يتوافق مع خصائص (الألف المقصورة) في الامتداد. كما أن معطوفها داخل في حكم المعطوف عليه قبلها. فإذا قلت ((أكلت السمكة حتى ذَنَبَها))، بالفتح كان ذنبها مأكولاً حتماً. وذلك بفعل (الحاء) للاحتواء والإحاطة.

وهنا يجب التفريق بين (حتى) العاطفة وبين (حتى) الجارة. فمع العاطفة يكون ذنب السمكة مشمولاً بالأكل ومنصوباً بالعطف، أما مع الجارة فالذنب غير مشمول بالأكل.

ونظراً لتوافق معنى العطف مع الخصائص الفطرية للأحرف التي تشارك في تركيب (حتى) فإنه هو الأصل. أما معانيها كحرف (جار) فهو لاحق، إن لم نقل مصطلح، كما سيأتي.

وهكذا فإن شمول ما قبل (حتى) وما بعدها بذات الحكم يعود إلى عدم وجود أي حاجز صوتي في أحرف (حتى) يفصل بين المعطوف عليه والمعطوف. فالألف المقصورة كما ذكرنا آنفاً، هي هنا للامتداد في الزمان والمكان وليست للفصل، كما سنرى في (إلى) الجارة.

ولما كانت (الحاء) التي تشارك في تركيب (حتى) هي من أحدث الحروف الرعوية، فلا شك في أنها من أحدث أحرف العطف أيضاً، قد جاءت في مرحلة لغوية راقية. ومن المرجح أن ذلك قد تم على أيدي الشعراء لضرورات الأوزان الشعرية، فبهتت العلاقة بين معنى العطف وخصائص أحرفها.

9-لكنْ

لم يرد ذكرها في (مغني اللبيب).

وهي في (المحيط) لمعنيين اثنين:

1-إذا وقعت بين جملتين، فهي حرف (استدراك) لا عمل لها. نحو: ((ما جاء زيد، لكن جاء عمرو)).

2-أما إذا وقعت بين مفردين، وكانت مسبوقة بنفي أو نهي، فهي للعطف والاستدراك، نحو ((ما جاء زيد لكن عمرو)). وإذا اقترنت بـ (الواو)، كان العطف للواو، وتصبح لكن حرف استدراك لا عمل لها.

ومما تقدم يتضح أن العربي لم يبدعها حرفاً للعطف وإنما أسنده إليها إسناداً بما يشبه المصطلح لأن الأصل في وظيفتها هو الاستدراك. وذلك بدليل عدم وجود رابطة صريحة بين معانيها للعطف وبين خصائص الأحرف التي تشارك في تركيبها، سوى خاصية الإلصاق في (اللام). ويبدو أن هذا الحرف قد أبدع في مرحلة لغوية متأخرة على أيدي الشعراء لضرورات الوزن ومعاني الاستدراك فجاء العطف فرعاً لا أصلاً.

وهكذا، نظراً للتوافق بين المعاني التراثية لأحرف العطف وبين الخصائص الفطرية للحروف العربية التي شاركت في تراكيبها، (ما شذ عن ذلك سوى لكن)، نكون قد أقمنا الدليل على فطرية اللغة العربية في هذا القطاع الخاص أيضاً من حروف المعاني. فكانت أقدم المستحاثات اللغوية في الفصحى العربية بعد أحرف النداء.

كما أن إيجاد العلاقة بين المعاني التراثية لأحرف العطف وبين الخصائص الفطرية للحروف العربية التي شاركت في تراكيبها، تتوافر معه شروط (الحداثة) في الحرف العربي على وجه ما تم توضيحه في القسم الأول من هذه الدراسة.

((وعي جديد لمعاني حروف العطف مستمد من خصائص حروفها)) كما يصح أن تقول أيضاً:

((وعي جديد لمعاني حروف المعاني مستمد من الخصائص الفطرية للحروف العربية في هذا القطاع اللغوي الخاص)).

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



شعبة مدارس الكفيل النسوية تطلق فعّاليات مخيم (بنات العقيدة) العشرين
قسم التربية والتعليم يعقد اجتماعاً تحضيرياً لملاكاته استعداداً لانطلاق برنامجه التأهيلي
متحف الكفيل يعقد أولى اجتماعاته التحضيرية لمؤتمره الدوليّ الخامس
وفد قسم الشؤون الفكرية وسفير العراق في فرنسا يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك