الفصل الخامس 

مقاومـة التغيير

كادت شركة فورد في السبعينات من القرن الماضي أن تخرج من السوق بعد تكبدها خسائر فادحة ، وبعد دراسات مستفيضة ــ أجراها قائدها الملهم (فورد) مؤسس الشركة ــ حيث كانت النتيجة المفاجأة للجميع أن أوصى المستشارين بإقصاء قادة الشركة القدامى وقالوا : ان الشركة لم بحاجة الى قائد اوتقراطي ، يقدر ما هي بحاجة الى مدير يحقق لها الاستمرار والنمو والنجاح ، وبالفعل قام فورد بإقصاء نفسه عن القيادة ، ومضت الشركة تحقق النجاح تلو النجاح حتى يومنا هذا . 

نقلاً عن كتاب جيمس كوتلر

(البناء من اجل الاستمرار)

مفهوم مقاومـة التغيير 

تعني مقاومة التغيير امتناع الموظفين عن التغيير أو عدم الامتثال له بالدرجة المناسبة والركون الى الأوضاع القديمة القائمة .

يرتبط مفهوم مقاومة التغيير بالسلوك الإنساني الذي يتشكل لدى الانسان بفعل العوامل الآتية :

1ـ العوامل النفسيـة : وتشمل مكونات الشخصية الانسانية والإدراك والتفكير والدوافع والاتجاهات والخبرات العلمية والعملية .

2ـ العوامل الاجتماعيـة : وتضم علاقات التفاعل الاجتماعي وأثر الجهات وضغط البيئة الخارجية .

3ـ العوامل الحضاريـة والثقافيـة : من قيم وأعراف وتقاليد وعادات سائدة في المجتمع .

4ـ العوامل التنظيمية : وتشمل أسس توزيع العمل وتحديد الاختصاصات والسلطات والمسؤوليات .

5ـ العوامل الاقتصادية : وتتركز في نقص الرواتب والمكافآت والحوافز المادية .

حينما يواجه الموظف بالتغيير في المنظمة يتخذ أحد الموقفين الآتيين :

ــ تقبل التغيير ، لأنه يرى فيه فرصة لتحقيق مزيد من الاشباع لحاجاته ورغباته والوصول الى مزيد من التقدم والنجاح .

ــ مقاومة التغيير ، لأنه يرى فيه تهديداً لأمنه واستقراره أو التقليل من مكاسبه أو سد الطريق امامه لمواصلة التقدم والنجاح ، وبالتالي فإن تطوير المنظمة أو نجاحها لم يعد يعنيه أو يهمه .

عندما يحدث تغيير ما ومهما كانت أسبابه وأهدافه فإن الموظف ينظر الى التغيير من منظوره الخاص ، ويتطلع الى نفسه وحاجاته النفسية والاجتماعية والمادية والسياسية ، ويُنظر للتغيير بقدر ما يشبع لديه من حاجات مختلفة ، وما يواجهه من مواقف جديدة ، وغالباً ما يكون أمامه أحد السلوكيات الآتية تجاه التغيير :

مـفهوم مـقاومة التغيير :