أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-6-2019
2124
التاريخ: 2024-08-16
395
التاريخ: 18-4-2019
2883
التاريخ: 22-11-2017
3551
|
إيضاح ما يوجد في خارطة كربلاء من المواقع
(النهرين) : فرعان يشتقان من عمود الفرات , ويتصلان ببعضهما في قرية نينوى في جوار الحاير الحسيني ويتجهان إلى الشمال الشرقي إلى الكوفة معاً على سبيل توحيد وتفرد ؛ وللفارق يعرفان بنهري كربلاء يتوضّح على ضوء ما سرده أبو الفرج في المقاتل ونورد بين قوسين ما تفرّد بإيراده صاحب الدرّ النظيم :
قال أبو الفرج : لمّا قُتل زيد بن علي دفنه ابنه يحيى , تفرّق عنه الناس ولم يبقَ معه إلاّ عشرة نفر قال سلمة بن ثابت : قلت له : أين تريد ؟
قال : أريد النهرين ومعه الصياد العبدي
قلت : إن كنت تريد النهرين فقاتل ها هنا حتّى تُقتل
قال : اُريد نهري كربلاء وظننت أنّه يريد أن يتشطط الفرات , فقلت له : النجاء قبل الصبح فخرجنا فلمّا )
جاوزنا الأبيات سمعنا الأذان , فخرجنا مسرعين فكلّما استقبلني قوم استطعمتهم فيطعموني الأرغفة , فأطعمه إيّاها وأصحابي حتّى أتينا نينوى , فدعوت سابقاً فخرج من منزله ودخله يحيى , ومضى سابق إلى الفيوم فأقام به
( فلمّا خرجنا من الكوفة سمعنا أذان المؤذنين فصلّينا الغداة بالنخيلة ثمّ توجهنا سراعاً قبل نينوى فقال : اُريد سابقاً مولى بشر بن عبد الملك فأسرع السير إلى أن انتهينا إلى نينوى وقد أظلمتنا فأتينا منزل سابق فاستخففت الباب فخرج إلينا
وذكر ابن كثير في البداية عن محمّد بن عمرو بن الحسن قال : كنّا مع الحسين بنهري كربلاء وأورد ابن شهر آشوب في المناقب : مضى الحسين قتيلاً يوم عاشوراء بطفّ كربلاء بين نينوى والغاضرية من قرى النهرين .
قال الطبري بعد مهادنة أهل الحيرة لخالد بن الوليد في مفتتح الفتح وخضوع الدهاقين لأداء جزية وضريبة , وزع بينهم العمال ؛ ولتمهيد الأمن أقام مخافر عهد بعمالة النهرين إلى بشر بن الخصاصية , فاتخذ بشر الكويفة ببابنورا قاعدة لعمالته
وذكر عند حوادث سنة 278هـ ابتداء أمر القرامطة : وردت الأخبار بحركة قوم يعرفون بالقرامطة بسواد الكوفة فكان ابتداء أمرهم قدوم رجل من خوزستان ومقامه بموضع يُقال له : النهرين , يظهر الزهد والتقشّف ويسفّ الخوص ويأكل من كسبه ويكثر الصلاة
إذا قعد إليه إنسان ذكّره أمر الدين , وزهده في الدنيا وأعلمه أنّ الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة في كلّ يوم وليلة حتّى أفشى ذلك عنه بموضعه .
نهر العلقمي
ذكر المسعودي في التنبيه والإشراف: وكاتب البريد ابن خرداذبة في المسالك : إذا جاز عمود الفرات هيت والأنبار يقابل الثاني الأوّل في الضفة الغربية , فيتجاوزهما فينقسم قسمين منها قسم يأخذ نحو المغرب قليلاً المسمّى بالعلقمي إلى أن يصير إلى الكوفة
وآثار العلقمي الباقي منه اليوم ـ على ما وقفت عليه ـ إذا انتهى إلى شمال ضريح عون اتجه إلى الجنوب حتّى يروي الغاضرية لبني أسد ـ والغاضرية على ضفته الشرقية ـ وبمحاذاة الغاضرية شريعة الإمام جعفر بن محمّد (عليه السّلام) على الشاطئ الغربي من العلقمي وقنطرة الغاضرية تصل بينه وبين الشريعة
ثمّ ينحرف إلى الشمال الغربي فيقسم الشرقي من مدينة كربلاء بسفح ضريح العباس (عليه السّلام) ؛ إذ استشهد ما يلي مسناته , فإذا جاوزه انعطف إلى الجنوب الشرقي من كربلاء ماراً بقرية نينوى وهناك يتصل النهران نينوى والعلقمي فيرويان ما يليهما من ضياع وقرية شفيه فيتمايلان بين الجنوب تارة والشرق اُخرى .
حتّى إذا بلغا خان الحماد ـ منتصف الطريق بين كربلاء والغري ـ اتجها إلى الشرق تماماً وقطعا شط الهندية بجنوب برس أو حرقه ـ وأثرهما هناك مرئي ومشهود ـ حتّى يسقيان شرقي الكوفة
ذكر أنّ مجراه في العصور القديمة كان يتصل ببطائح البصرة وأنّ سابور ذي الأكتاف اتخذ حافّتيه قاعدة للذب عن غزو العرب لتخوم المملكة وشمل بعناية أخلافه من ملوك الساسانية لموقعه الدفاعي
بلغ من ازدهار العمران الذي حفّ بجانبيه شأواً حتّى [أنهم] ذكروا : اُفلتت سفينة وانحدرت مع جري الماء يومين , فامتلأت بأنواع صنوف أثمار حافيته
ذكر هارفي بوتر في التاريخ القديم أنّ بخت نصر الملك البابلي حفر نهراً من أعالي الفرات حتّى أوصله إلى البحر ؛ لتقارب الوصف .
من الممكن أن يكون هذا النهر هو (العلقمي) ولنفس الغاية لبعد أمد جريه اختار فوهته من أعالي الفرات لارتفاع مستوى الماء هناك ـ المتدفق وسرعة الجري ـ ولبعد عمود الفرات عن إرواء آخر حدود الريف في العصور القديمة من التاريخ في الدور البابلي أو الكلداني ؛ إذ كان مجراه يشقّ عاصمتهم بابل وكان بطبيعة الحال حفر مثل هذا النهر من الضروري , وممّا لا مناص منه ؛ لنطاق مدى العمران
والعلقم ـ بالفتح والسكون ـ يطلق على كلّ شجر مرّ الحنظل وما عداه من غير فارق والعلقمة المرارة
يخال لي لشدّة ما كان العرب يكابدون من مرارة ماء آبار الجزيرة حتّى تخوم الجزيرة ومياه عيون الطفّ ثمّ ينهلون عذب نمير هذا النهر ؛ فلبعد شقة البين بالضد أطلقوا عليه اسم العلقمي).
أُطلقت على جملة الضياع التي اتخذت على النهرين العلقمي ونهر نينوى في الدور الإسلامي من مبتدأ فوهة أو صدر العلقمي ما يلي هيت بـ الفلوجة العليا فإذا انحدر مجراه لحدود كربلاء الفلوجة الوسطى ولحدود اتصاله بالكوفة بـ الفلوجة السفلى وهذه الفلاليج الثلاثة كلّ واحد منها في الدور الكسروي متمماً لأستان بهقباذات الثلاثة ففيما بين نهري دجلة والفرات أستان بهقباذ الأعلى ثمّ الأوسط ثمّ الأسفل .
كان قسط هذا النهر من التفقّد والعناية قد بلغ نصاب الكفاية يتمايل بنشوة نظارة العمران وساكني حافتيه في هناء ورغد عيش حتّى أن انتكست الخلافة العباسيّة وحلّ بكيانها الضعف والوهن ؛ لشغب الأتراك وتلاعبهم بنصب وخلع وقتل ثلاثة من الخلفاء وهم المستعين والمعتز والمهتدي .
وانحل نظام الأمن وسادت الفوضى أنحاء البلاد ؛ لقيام الفتن والثورات وتعاقبها واحدة تلو الاُخرى دون أيّما انفكاك وقد بلغ الضعف بالدولة إلى درجة أن أصبح من المستحيل إمكان قضائها على ثورة الزنج ولم تتمكّن من إخماد ثورتهم إلاّ بعد خطوب وتكبد خسائر فادحة ما يقارب الثلاث عشرة سنة استنزفت من الضحايا والأموال ما يفوت الحصر إحصاؤه , إلاّ أنّ سياسة الخليفة المعتضد الحازمة وولده المكتفي قد أعادا للخلافة بعض ما فقدته من هيبة ورفعة شأن إلاّ أنّه كان آخر وميض نور من حياة عزّ الدولة العباسيّة ؛ إذ تلتها النكسة التي لا قيام بعدها من جرّاء سيرة المقتدر ؛ لضعف نفسه وركونه إلى حياة اللهو والمجون استهلك في سبيل رغائبه ـ على ما يحدث به الأستاذ ابن مسكوية في تجاربه ـ بسرد مفردات نيف وسبعين مليون ديناراً من العين فضلاً عمّا تلاعبته الأيدي بما تحويه الخزائن من النفائس النادرة والأحجار القيّمة
وقد قلّده الجند في أساليب الدعة حتّى أضاع قيمته وأصبح ضعيف النفس منخوب القلب بلغ الضعف به درجة أنّه عجز مع كامل عدّته وعديده عن صدّ حملة عدّة ضئيلة من قرامطة هدّدوا بغداد من ناحية الأنبار ولو لم يبادروا لهدم قنطرة زبارا على نهر عيسى للحيلولة دون عبورهم لأصبحت العاصمة عرضة لخطر ويلات وثبور .
والقرامطة يحصدون بالسيف رقاب الوافدين أثناء سيرهم إلى الحج وفي نفس الحرم والكعبة ارتكبوا من فضائع القتل والنهب والاستهانة بقدسية البيت ما بلغ صداه عالم الأكوان؛ فأبانت هذه الحوادث عن مدى ضعف الدولة وعن أقصى مراتب عجزها ؛ وذلك لدوران محور سياستها على رأي النساء والحاشية خدم دار الخلافة فكان أن تمزّقت وحدة الإمبراطورية الشاسعة المترامية الأطراف ولم يقتصر الحال على ذلك بل حتّى أصبح شخص الخليفة وعاصمته محكومين لأمير الأمراء الذي اتخذ قاعدة حكمه في مقابل دار الخلافة في دار المملكة
كان الإسلام منذ رفع مناره وأخذ بالتوسّع والفتوح على عهد الراشدين والأمويِّين والعباسيِّين شامخ الذرى منيع الجانب عزيزاً ... يجيب الرشيد قيصر على ظهر كتابه : الجواب ما تراه.
وعندما طرق سمع المعتصم تهكّم العلج على المتأوّهة بنا معتصماه في حصن عمورية , فيخرج لفوره دون أيّ توان على رأس حملة بينها سبعون ألف فارس على خيل بلق ويدك دكاً بسنابكها برّ الأناضول ويهدّد منيع أركان حصن عمورية لإغاثتها.
والواثق يعمل السيف في سكّان الجزيرة وأحيائها وينقل أسراهم إلى عاصمته سامراء بينما استحال على أيّ فاتح وطئ أدنى حدود الجزيرة فضلاً عن التوغّل في متاهاتها منذ أقدم عصور التاريخ ؛ فبسقوط عظمة الدولة العباسيّة وتمزّق أمبراطوريتها قُضي على حياة عزّ الإسلام أبدياً.
وفي الحديث الذي أخرجه الإمام أبي داود في كتاب السنن : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش , ختم بقطع النيابة الخاصة بالسفير الرابع علي بن محمّد السمري عن الإمام الثاني عشر المهدي محمّد بن الحسن العسكري (عليه السّلام).
كان هذا النهر لِما يحاذي صحراء الجزيرة عرضة لمشاغبة خوارج العرب والقرامطة ومسرحاً لحركاتهم العسكرية مع الدولة فضلاً عمّا أصابه من الإهمال ؛ فعلى أثر نضوب المال وعدم كفايته لسدّ عوز أرزاق الجند أخذ الأمراء يحيلونهم على استغلال الضياع .
يقول ابن الأثير في الكامل : إنّ الذي أخذوه ازداد خراباً فردّوه وطلبوا العوض فعوّضوا وترك الأجناد الاهتمام بمشارب القرى وتسوية طرقها فهلكت وبطل الكثير منها فقط على ما يرويه أحمد بن سهل في صور الأقاليم كما هو مبيّن ممّا اُصبن من عبث الكوارث المبيرة ولم يصبه العطب .
المنطقة(*) فيما بين بغداد والكوفة الجزيرة بين الرافدين .
وبقيت محافظة على عمرانها إلى القرن السادس على غرار وصف أبي زيد البلخي بأنّه سواد مشبك وشهود ابن جبير له كما أورده في رحلته إلى المشرق , حتّى دمرّتها عواصف حملة التتر سنة ستة وخمسين وستمئة
فبطبيعة الحال لتوالي الفتن والمحن وتخلّي القرى الآهلة من قاطنيها على حافتي هذا النهر والفروع المتشعبة منه , أنّ العناية بهذا النهر , وتفقده(**) ما كان ينتابه من عوارض متتالية حتّى أصبح العامر من ضياعه في حكم الموات كما أعرب عن وصفه الوصّاف بعد قرنين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|