المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2656 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
باحري الموظفون والحياة الاجتماعية في عهد حتمس الاول.
2024-06-27
حالة البلاد عند تولي حور محب.
2024-06-27
التعليق على حور محب.
2024-06-27
الصلاة للملك حور محب.
2024-06-27
حور محب وإصلاح المعابد؟
2024-06-27
العيد في الأقصر.
2024-06-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قصور المعنى القاموسي  
  
812   04:00 مساءً   التاريخ: 23-4-2019
المؤلف : د. محمود السعران
الكتاب أو المصدر : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي
الجزء والصفحة : ص215- 221
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

 قصور المعنى "القاموسي":

1- قد يتصور بعض المبتدئين في الدراسة اللغوية أن "علم الدلالة" أو "دراسة المعنى" مقصور على اللغات التي لم يوضع لها بعد "معاجم" أو "قواميس" فاللغات ذات المعاجم في غنى عن هذه الدراسة؛ لأن "المعاجم" تمدنا بمعاني الكلام.

وهذا تصور خاطئ لأن "المعنى القاموسي" أو "المعنى المعجمي" ليس كل شيء في إدراك معنى الكلام، فثمة عناصر "غير لغوية" ذات دخل كبير في تحديد المعنى، بل هي جزء أو أجزاء من معنى الكلام: وذلك كشخصية المتكلم، وشخصية المخاطب، وما بينهما من علاقات، وما يحيط بالكلام من ملابسات وظروف ذات صلة به، كالجو مثلا، أو الحالة السياسية، إلخ.

ومن حضور غير المتكلم وغير المخاطب، وعلاقتهم بهما.

إن عبارة مألوفة مثل "صباح الخير" قد يكون لها من المعاني عشرة أو أكثر إذا نظرنا إليها من حيث السياقات التي تقع فيها، أي إذا أدخل الدارس في اعتباره العناصر الاجتماعية غير اللغوية التي أشرنا إلى بعضها.

وكل هذا لا يتضح على أجلى وجه إلا فيما يسمى "الكلام الحي" الذي نستطيع أن نسجل فيه نطق الكلام، والذي تتضح فيه خصائصه البارزة مثل التنغيم، والارتكاز، والذي نستطيع معه أن نتحقق من شخصيتي المتحادثين أو من شخصيات المتحادثين، وأن نحدد ما بينهما أو ما بينهم من علائق، وأن ندرك الظروف الملابسة للكلام.

وخير ما يوضح لنا ارتباط الكلام بما أشرنا إليه من الشخصية والملابسات هو لغة المسرح، فنحن نرقب الأحداث وهي تتتابع، وكل شخصية أمامنا واضحة المعالم محددة مما يتيسر معه أن نفهم معنى كل قول على خير وجه وأدقه(1): قد

ص215

 

يستقبل الخادم سيده محييا "صباح الخير" وينطقها بحيث نفهم من نطقه، ومما سبق ذلك من أحداث أنه يشير إلى تلك الطامة الكبرى التي توشك أن تصيب سيده، أو ذلك الموقف الحرج الذي يوشك أن يقيد به نفسه.

وقد تصدر هذه العبارة نفسها من خادمة لسيدها، ويصحب نطقها الناعم اللين المنغم على وجه خاص حركات من جسمها تفصح عن الرغبة والإغراء، فلهذه العبارة في هذا الحال معنى غير معنى التحية، إنها دعوة الجنس واشتهاؤه.

وقد يوجه هذه "التحية" رئيس لمرءوسه متأفقا متسخطا لأنه تأخر عن عمله، وكان تأخره سببا في خسارة جسيمة، وهكذا من عشرات المعاني التي يحددها مثل ما ذكرنا.

فأين أي معنى من هذه المعاني التي أوضحناها من "المعنى القاموسي"؟ إن القاموس يعرفنا أن "صباح الخير! " هي تحية الصباح، وقد يحدد زمان استعمال هذه التحية إن لم تكن مستعملة في تاريخ اللغة من أوله إلى لحظة الدرس، وقد يزيد فيحدد مكان استعمالها، إن كانت مستعملة في بيئة دون بيئة من البيئات الكلامية التي تستعمل هذه اللغة، إن القاموس بطبيعته لا يستطيع أن يحصر جميع السياقات التي تقع فيها هذه العبارة، وكل عبارة، وكل كلمة من كلمات اللغات وعباراتها، وإن فصل فهو لا يفصل إلا في إيراد "أنواع" من دلالات الكلمة أو العبارة، وهكذا يظل تحديد معنى الكلام محتاجا إلى مقاييس وأدوات أخرى غير مجرد النظر في القاموس.

إن معنى "الكلام" لا يتأتى فصله بأية حال من الأحوال عن "السياق" الذي يعرض فيه.

2- أما النصوص المدونة في الكتب القديمة مثلا، فإنه يخفى علينا من ظروف قولها أشياء كثيرة، وقد نضطر إلى إعادة تصور بعض ما يمكن تصوره من هذه العناصر، وقد لا نوفق في هذا، وقد نوفق فيه إلى درجة محدودة، ولكن عنصرا هاما يغيب عنا إدراكه وهو "نطق" الكلام، ما يبرزه هذا النطق من معنى أو معان: إن النطق قد يحدد أن الكلام "استفهام" مثلا حيث يحتمل النص المدون وحده أن يكون استفهاما أو تقريرا مثلا، وقد يثبت أن العبارة تفيض سخرية حيث

ص216

 

نفهم من النص المسجل المقطوع الصلة بالحياة أنه تمن أو رجاء ولكن هذا أدعى في الوقت نفسه إلى أن يتخذ علم الدلالة منهجا تاريخيا خاصا لدراسة النصوص القديمة، ولتعقب تطور معاني الكلام، وإنه ليتخذ هذا المنهج، بالإضافة إلى دراسة المعنى من الناحية الوصفية.

3- إن تحديد المعنى أمر على جانب كبير من الصعوبة، وإنا لنلاحظ هذا في استعمالاتنا اليومية للكلام، وإن كثيرا مما يصيبنا في حياتنا من خلافات، ومشقات، والآم، مرجعه أننا لا نعرف بصورة واحدة معنى ما نقوله، أو ما يقال لنا، أو ما نسمعه، أو نقرؤه. فالصعوبة في إدراك المعنى، والخلاف عليه ليسا مقصورين على "اللغة الأدبية" أو "النصوص القديمة" في لغتنا، ولا على لغة أجنبية أخذنا منها بنصيب، إنهما ليعدوان هذا إلى لغتنا التي نستعملها في حياتنا اليومية، والتي لا نجيد من اللغات مثلها.

وهذا أمثلة تبين كيف أن تحديد المعاني ليس بالأمر اليسير:

1- كلمة مثل "أول" نراها سهلة واضحة ولا يدور بخلدنا أنها قد تثير جدلا. ولكن ما معنى كلمة أول في قوله تعالى من سورة آل عمران: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} .

نفهم من السياق أن البيت المقصود هو الكعبة المشرفة فهل المقصود أنها أول ما بني على ظهر الأرض؟ لقد ذهب إلى ذلك بعض المفسرين. ونعلم من آيات أخرى أن الله عز وجل أمر سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل ببناء الكعبة وقد كان قبلهما خلق كثير. ولذلك يقول بعض المدققين من المفسرين: إن المقصود بالأولية هنا أن الكعبة أول بيت بني لعبادة الله وحده.

فكلمة "أول" البسيطة العادية لما وقعت في تركيب من التركيبات أثارت الخلاف بين علماء اللغة أنفسهم.

2- وكلمة "أم" و"ابن" كلمتان مألوفتان لا يخامرنا شك، أول ما نسمعهما مفردتين، في أنهما يدلان على غير ما نعرف لكل منهما من معنى، ولكن عندما يقول الشاعر القروي رشيد سليم الخوري.

والأرض حارت أتلقى الفجر ضاحكة

لأمها الشمس أم تبكي ابنها القمرا؟

ص217

 

فالشمس عنده أم الأرض، وجدة القمر، ولن ينص أي قاموس على هذه العلاقة. هذا من المجاز، وليس من اليسير أن يحصر قاموس مجازات اللغة كلها إلا إذا أحصى كلام المتكلمين كلهم في جميع أحوالهم. وفي جميع عصور اللغة، وتوهم ما سيخلقونه من ألوان المجاز، وهذا مستحيل من غير شك.

3- وعندما تقول رابعة العدوية في مخاطبة الذات الإلهية:

أحبك حبين حب الهوى ... وحبا لأنك أهل لذاكا

فأما الذي هو حب الهوى ... فشغلي بحبك عمن سواكا

وأما الذي أنت أهل له ... فكشفك لي الحجب حتى أراكا

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ... ولكن لك الحمد في ذا وذاك

فهي تتحدث عن حب خاص بها، وهذا التفصيل في نوع الحب: حب الهوى، وحب الأهلية للحب لن تجد إشارة إليه في أي معجم من معاجم اللغة. هذه زاهدة تتحدث عن تجربة صوفية خاصة بها فالشخصية شخصية المتكلم والتجربة ركنان أصيلان من عناصر كثيرة لازمة لفهم المعنى.

وهذا يذكرنا بالعبارة المشهورة عبارة الحلاج وهي: "أنا الحق" كيف نفهم هذه العبارة ما لم ندرس حياة قائلها ونتبين شخصيته ونتعلم تصوفه، ونضع أيدينا على التجارب التي مر بها؟

4- وكنت من وقت أجدد صلتي بالشعر الجاهلي فقرأت أبيات الأعشى:

ولقد شربت الخمر تر ... كض حولنا ترك وكابل

كدم الذبيح غريبة ... مما يعتق أهل بابل

باكرتها حولي ذوو الـ ... آكال من بكر بن وائل

نحن لا نستعمل الآن عبارة "ذوو الآكال" ولو حاولنا أن نفسرها تفسيرا عقليا اعتمادا على أصوات كلمة "آكال" لوقعنا في خطأ بالغ، فهذا منهج شديد الخطورة في تفسير معاني الكلمات: "الآكال" من "الأكل" فهل المقصود أنه شرب الخمر وحوله ناس يأكلون، أو ناس معروفون بولعهم بالأكل؟ أو ناس يبيعون الأكل؟

ص218

 

إن الشعراء يفخرون بأنهم يشربون الخمر مع الأشراف والسادة لا مع المشهورين بكثرة الأكل أو ... إلخ.

إن معرفة معنى هذه العبارة يستلزم معرفة أشياء من نظام الحياة العربية الجاهلية، وسيطلعنا هذا على أن "ذوي الآكال" هم الذين لهم أكبر أنصبة من غنائم الحرب، وهم الذين يتولون توزيعها على مستحقيها، فالأعشى كان يباكر الراح مع سادة قبيلته ووجهائها.

5- إن الخلاف على معاني الألفاظ والعبارات كثير في حياتنا، وهو يقع بين أقرب الناس، يقع بين الأخ وأخيه وبين الزوج وزوجته. ونسبة كبيرة من الخلافات الزوجية تقوم لأن الرجل "لم يفهم" المرأة، وهي تعجب لأنه لم يفهمها، ولأن المرأة "لم تفهم" الرجل، وهو يعجب لأن كلماته في نظره بسيطة واضحة كل الوضوح.

وهكذا تتردد في أحاديثنا دائما أمثال هذه العبارات:

ماذا تقصد؟ ماذا تعني؟ أفصح! أنا لا أفهمك؟ أنت لم تفهمني؟! ما هذا؟!

وكثيرا ما نستعمل كلمات لو سئلنا عن فهم معناها بالتفصيل لعجزنا؛ لأنها تحتاج إلى مؤرخ لغوي يبين لنا مأتاها، وفي حالات كثيرة يعجز هذا نفسه عن تحديد أصلها.

وذلك كبعض الأمثال التي يفتعل لها بعض اللغويين "تفسيرات". وسوى ذلك من العبارات مما هو من مخلفات حياتنا القديمة. وتناقلناه جيلا بعد جيل، وقد يكون مستعملا أصلا في لغة قديمة مندثرة كان يستعملها أجدادنا ثم نقل إلى اللغة التي حلت محلها إلى أن وصلتنا.

6- والأمثلة كثيرة على الخلافات الخطيرة التي تحدث في مجالات السياسة والفقه والقضاء والاجتماع والتاريخ بناء على فهم الكلمة الواحدة، أو العبارة، بأكثر من صورة:

يصدر القانون بعد العناية الفائقة بصياغته صياغة دقيقة منعا للبس، وتصحبه "مذكرة تفسيرية"، ولكن عند التطبيق تثور "إشكالات" وتختلف أحكام القضاة،

ص219

 

فتصدر تفسيرية للتفسيرية، ولكنها قد تخلق إشكالات جديدة أو لا تفلح في حل القديمة.

7- ودراسة الكتب المقدسة والآثار الفكرية الكبيرة خير شاهد على ذلك.

القرآن الكريم فُسِّر أكثر من تفسير على مناهج مختلفة، وكثير من آياته يسمح بأكثر من تفسير لهذه اللفظة أو تلك العبارة.

ونحن نعلم كيف اختلف شراح أرسطو في فهم بعض نصوصه. إلخ.

8- وهذا يذكرنا بالترجمة. إن الترجمة من لغة إلى لغة تكشف لنا مشكلة المعنى بصورة جلية، وكل من مارس الترجمة الأمينة يدرك هذا لأنه عاناه.

إن الكلمة في اللغة لها غير المعنى القاموسي العام، وغير المعنى الذي قد يفهم من السياق، إيحاءات وارتباطات نتجت عن الحياة المشتركة التي حييها أصحاب اللغة، فعندما ننقل من لغة إلى أخرى فكيف نوفق في اصطياد كلمات تعطي إيحاءات الحياة الأخرى وارتباطاتها؟

ويكفينا مثل واحد على هذا.

كنا ننظر في تفسير محمد مرمدوك بكثال(2) للقرآن الكريم ورأيناه ذهب مذهبا خاصا في نقل كلمة "الله" عز وجل إلى الإنجليزية: لفظ الجلالة يترجم عادة بـ God ولكن "بكثال" لاحظ أن كلمة God لا تثير في ذهن القارئ الإنجليزي ما تثيره كلمة "الله" في ذهن القارئ العربي: فكلمة God في الإنجليزية تؤنث بـ Goddess، وتجمع على Gods، بينما الله، وهو واحد لا شريك له، كلمة ليس لها مثنى ولا جمع، ولا مؤنث، إن التصور الذي تشير إليه كلمة "الله"، سبحانه وتعالى، تصور يقضي على الشرك، بينما كلمة God لا تقضي على هذا التصور، ولم يجد بكثال في الإنجليزية كلمة تقابل كلمة الله في العربية، فاحتفظ بكلمة "الله" في الإنجليزية كما هي، يترجم "بسم الله الرحمن الرحيم" بقوله: ln The name af Allah the Beneficient the Merciful.

ص220

 

4- كيف نواجه هذا الاختلاف؟

هل نطالب المتكلمين بتحديث معاني ألفاظهم في الكلام؟

إن كثيرا من الشواهد التي سقناها يراعي أصحابها الدقة الكاملة ولم يحل هذا دون حدوث النزاع.

ولو أمكنت هذه المطالبة إلى حد ما في اللغة العلمية فكيف تتأتى الاستجابة لها في لغة الشعر مثلا؟

إن الشاعر يعتمد في صناعته اعتمادا كبيرا على قدرة الألفاظ على الايحاء والإثارة.

ولن يوجد الفن الشعري إلا مصحوبا بالخلاف في فهم ما يقصده الشاعر، ومن قديم "المعنى في بطن الشاعر" والحق أنه قد يكون كذلك وقد لا يكون.

وقد سئل كثير من كبار الشعراء عما يقصدون بقولهم فلم يوضحوا. وبعضهم وافق على أكثر من تفسير. إن للغة الشعرية طبيعة خاصة، وهي كما قلنا، تعتمد اعتمادا كبيرا على الألوان والظلال المختلفة التي تثيرها الكلمات.

ونرى، قبل أن نعرِّف بالاتجاهات السياسية في دراسة المعنى أن نعرف لما لا غنى عن التعريف به مما وصل إليه اللغويون المحدثون من بعض النتائج المستمدة من دراسة بعض المسائل الأساسية لفهم مشكلة "المعنى"، وذلك مثل "تحصيل المعنى"، وعملية "توصيل" الكلام و"تغيرات المعنى" إلخ.

ص221

 

__________

(1) إن لغة الحوار المسرحي لو فصلت عن التمثيل وقرئت مكتوبة لاحتاجت إلى حرص وعناية لفهم المقصود منها. فالحركة والإشارة وتتابع الحوادث، ومشاهدة الشخصيات، وإدراك السياق، كل ذلك وسواه يعين على تفهم المقصود من الكلام عندما تمثل المسرحية.

(2) انظر تعليق رقم 2 من هامش ص31 من:

Mohammed Maraduke Pickthall The Meaning of The Glorious Koran An Ex Planatory Translation Published as a Mentor Book 1953 New Yourk U. S. A.

 

 

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.