أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
3408
التاريخ: 7-2-2019
3452
التاريخ: 4-3-2019
3206
التاريخ: 17-2-2019
2444
|
يمكن الجمع بين رواية النسائي الناطقة عن علي (عليه السلام): «آمنت قبل الناس سبع سنين»، وبين رواية الشنقيطي القائلة بأن علياً (عليه السلام) اسلم وهو «ابن ثلاث عشرة سنة» عبر ثلاثة احتمالات:
الاول: انه اسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فيكون عمره عندما اسلم بقية الناس عشرين سنة. أي بعد عشر سنوات من بدء الدعوة. ولا شك ان الدعوة الى الاسلام في مكة استمرت ثلاث عشرة سنة. وهذا الاحتمال ضعيف. ذلك انه لا يمكن ان تنحصر دعوة رسول الله (صلى الله عليه واله) بشخصين هما: خديجة (رض) وعلي (عليه السلام) خلال فترة طويلة نسبياً وهي عشر سنوات. اضف الى ذلك ان علياً (عليه السلام) قال: «آمنت قبل الناس سبع سنين». ولم يقل (اسلمتُ قبل الناس سبع سنين). نعم، قال في موضع آخر: «اسلمت قبل الناس». ولم يحدد الفترة الفاصلة بين اسلامه واسلام بقية الناس.
الثاني: انه (عليه السلام) اراد من قوله: آمنت قبل الناس سبع سنين، هو التكثير اللفظي للسنين، لا بمعنى عدد محدد من السنين. وهذا الوجه ضعيف ايضاً لان التكثير اللفظي يستدعي المبالغة في الفترة التي سبقت ايمانه او اسلامه عن بقية الناس. ولا وجه له.
الثالث: انه آمن بالتوحيد والعقيدة الابراهيمية عندما ضمه رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو ابن ست سنوات، فيكون اظهار اسلامه بعد سبع سنوات من ذلك التأريخ أي عندما كان ابن ثلاث عشرة سنة. ولا شك ان الايمان غير الاسلام. فقد كان علي (عليه السلام) مؤمناً بالله الواحد الاحد منذ نعومة اظفاره من خلال ما درسناه من تعليم رسول الله (صلى الله عليه واله) له في المرحلة الحساسة من عمره. وعندما بُعث رسول الله (صلى الله عليه واله) بالاسلام اعلن اسلامه ونطق بالشهادتين لفظاً وقلباً. خصوصاً خلال الدعوة السرية التي استمرت ثلاث سنوات.
ولا شك انه (عليه السلام) اول من صلى بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) وخديجة (رض) بعد البعثة. ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يصلي لله سبحانه في غار حراء بتمجيده وحمده وذكره، وهذا لا يتنافى مع قوله (عليه السلام) انه صلى مستخفياً «قبل ان يصلي مع النبي (صلى الله عليه واله) احد، سبع سنين واشهر...». وهذا الوجه اقرب احتمالاً. ذلك لان الله عزّ وجل عندما أمر نبيه (صلى الله عليه واله) باظهار دينه بعد ثلاث سنين من مبعثه بالقول: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]، {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 214، 215] بدأ رسول الله (صلى الله عليه واله) بدعوة الناس للدين الجديد علناً. وبدأ الاسلام ينتشر بين الناس. فأقرب الآراء اذن ان علياً (عليه السلام) آمن بالله سبع سنين قبل ان يعلن اسلامه. آمن وهو في السادسة من عمره، واعلن اسلامه وهو في الثالثة عشرة من العمر.
ويقوي ما قلناه من ان هناك تمييزاً بين الايمان والاسلام في رواية الحضرمي التي ذكرت بأن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي (عليه السلام): «يا علي انت اول المؤمنين ايماناً، وانت اول المسلمين اسلاماً...». ووجه الدلالة ان علياً (عليه السلام) كان اول المؤمنين ايماناً بالله وبالعقيدة التوحيدية يوم كان اغلب الذين اسلموا لاحقاً يتعبدون بالوثنية آنذاك. وهو (عليه السلام) اول المسلمين اسلاماً يوم اعلن اسلامه بعد مجيء الوحي على رسول الله (صلى الله عليه واله)، فكان اولهم من حيث الاسبقية الى اعلان اسلامه. وقد فرّق القرآن المجيد بين الايمان والاسلام على لسان قول الاعراب: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14] الا ان المشهور بين العلماء انه (عليه السلام) اسلم وهو ابن عشر سنوات.
وتذكر المصادر التأريخية المشهورة انه بعد اظهار علي (عليه السلام) اسلامه على الملأ بفترة لا نعرف مدتها بدقة، اسلم الناس. فاسلم زيد بن حارثة، وابو بكر، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن ابي وقاص، وطلحة بن عبيد الله. وبعد هؤلاء اسلم عدد آخر من الافراد كأبي عبيدة بن الجراح، وابو سلمة، والارقم ابن ابي الارقم وغيرهم. وما كان (صلى الله عليه واله) يدعو أحداً من هؤلاء الى الاسلام الا كان عنده نظر وتردد وكبوة، أي تأخير وقلّة اجابة عدا علي (عليه السلام) الذي لمسنا مقدار يقينه برسالة محمد (صلى الله عليه واله). ثم دخل الناس في الاسلام أرسالاً من الرجال والنساء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|