المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
الترايازول الفعالية البايولوجية والتطبيقات الاخرى لمركبات-4،3،1-ثايادايازول الثايادايازول Thiadiazole الفعالية البايولوجية والتطبيقات الاخرى لمركبات 4،3،1-اوكسادايازول الاوكسادايازول Oxadiazole هل اللعن الوارد في زيارة الإمام الحسين عليه‌ السلام لبني أُمية قاطبة تشمل جيلهم إلى يومنا هذا ؟ وربما أنّ فيهم من تشيّع وليس له يد فيما حصل من هم الصحابة والخلفاء اللذين يستحقون فعلا اللعن ؟ الجهاز التناسلي الذكري في الدجاج الجهاز التنفسي للدجاج محاسبة المسؤولية في المصرف (الإدارة اللامركزية والعلاقات الإنسانية ـــ الإدارة اللامركزية في المصرف) أثر نظرية الظروف الاستثنائية على تحصيل أموال الدولة وتطبيقاتها في القانون المدني أثر نظرية الظروف الاستثنائية على تحصيل أموال الدولة وتطبيقاتها في القانون الإداري دور التشريعات والسلطات الرقابية في تسعير المنتجات والخدمات المصرفية موضوع الملاحظة في الاستنباط القضائي ملكة الاستنباط القضائي

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2653 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كيف يحدث الصوت الانساني  
  
8875   11:45 صباحاً   التاريخ: 25-11-2018
المؤلف : د. رمضان عبد التواب
الكتاب أو المصدر : المدخل الى علم اللغة
الجزء والصفحة : ص22- 41
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / مستويات علم اللغة / المستوى الصوتي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2018 1527
التاريخ: 25-11-2018 5062
التاريخ: 27-11-2018 2952
التاريخ: 25-11-2018 1431

 

كيف يحدث الصوت الإنساني:

ينبغي قبل أن نعرف الإجابة على هذا السؤال، أن نتعرف الجهاز النطقي عند الإنسان، وهو عبارة عن التجويف الفمي والأنفي، والحلق، والحنجرة، والقصبة الهوائية، والرئتين. وفي تسمية هذه الأعضاء كلها بالجهاز النطقي، إجحاف بوظائفها الحيوية الأخرى، إذا علمنا أن الشفتين تستخدمان لتلقي الطعام عند دخوله في الفم، كما تسخدمان صماما لمنع الطعام أن يخرج من الفم في أثناء المضغ، كما تستعملان في المص، بتضييق الفجوة بين منطقة الضغط الخفيف داخل الفم، والسائل الذي يراد امتصاصه وغير ذلك من الأغراض الأخرى.

أما الأسنان والأضراس، فلتقطيع الطعام ومضغه، واللسان لتقليب الطعام في الفم وتذوقه. أما الأنف والتجويف الأنفي، فليسا إلا حجرة يتكيف فيها الهواء، قبل نزوله إلى الرئتين. أما الحلق فإنه ليس إلا ممرا للطعام والهواء كليهما. وينتهي الحلق بالحنجرة، وفيها الأوتار الصوتية التي تؤدي وظيفة الصمام للرئتين لحفظها، ولحبس الهواء فيهما عند الحاجة إليه. أما القصبة الهوائية، فإنها الطريق الذي يمر به الهواء الداخل للرئتين أو الخارج منهما. وأما الرئتان فإنهما لتنقية الدم الموجود بالجسم، بإعطائه الأوكسجين، وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون، ثم توزيع هذا الدم الصالح، على أعضاء الجسم بواسطة القلب.

وعلى ذلك "فالنطق في الواقع، ليس أكثر من وظيفة ثانوية، تؤديها هذه الأعضاء، إلى جانب قيامها بوظائفها الرئيسية، التي خلقت من أجلها، ولهذا فإن عجز الإنسان عن الكلام، لأصابته بالبكم، لا يعني على الإطلاق عجز أعضائه هذه عن القيام بوظائفها الأخرى، التي تحفظ على

 

ص22

 

صاحبها الحياة، فلسان الأخرس يقوم بجمع الوظائف التي يقوم بها لسان غير الأخرس، فيما عدا الكلام، بطبيعة الحال"(1).

ولكل هذا نرى أن الأعضاء، التي جرى الاصطلاح على تسميتها أعضاء النطق، لا تنحصر وظيفتها في إحداث الأصوات، بل إن لها وظائف حيوية أخرى، ويوجد لدى كل حيوان جهاز يماثل أو يقارب الجهاز النطقي لدى الإنسان، غير أن الإنسان استخدم ذكاءه على توالي الأيام والعصور، فاستطاع أن يكيف جهازه الصوتي في أوضاع مختلفة، مع إخراج الهواء من الرئتين، فأنتج بذلك أصواتا مختلفة المخارج والصفات، يتألف منها كلامه الإنساني.

أما الحيوان فإنه قد يستخدم نقطة ما من هذا الجهاز الصوتي، فيخرج صوتا واحًدا متشابها، أو صوتين متواليين دائما.

وفيما يلي صورة تقريبية "للجهاز النطقي" عند الإنسان:

 

ص23

 

وإذا نظرنا إلى هذا الجهاز النطقي، نجد أنه يتكون من أجزاء ثابتة، وأخرى متحركة، فالأجزاء الثابتة فيه هي الأسنان العليا، واللثة، والغار وهو أجزء الصلب من سقف الحنك. ومن الأجزاء الثابتة كذلك: الجدار الخلفي للحلق، وما عدا ذلك من أجزاء الجهاز النطقي فمتحرك.

وسنشرح فيما يلي كل جزء من أجزاء هذا الجهاز، مع بيان دوره في إحداث الصوت.

 

ص24

 

أما الشفتان:

فتتحركان بحرية في كل اتجاه، وتتخذان أوضاعا مختلفة عند نطق الأصوات، ومن الممكن ملاحظة هذه الأوضاع، في يسر وسهولة؛ إذ يمكن أن تنطبق الشفتان، فلا تسمحان للهواء بالخروج مدة من الزمن، ثم تنفرجان، فيندفع الهواء محدثا صوتا انفجاريا، كما في نطق الباء وقد تستدير الشفتان، كما يحدث عند نطق الضمة مثلا. كما يمكن أيضا أن تنفرجا، كما في نطق الفتحة، إلى غير ذلك من الأوضاع والحركات.

وتختلف عادات البشر في استغلال حركة الشفتين، والانتفاع بها، فمن الشعوب من تتميز عادات النطق لديهم بكثرة الحركة في الشفتين، ومنهم من يقتصد في ذلك.

وأما الأسنان:

فمن أعضاء النطق الثابتة في الجهاز النطقي، ولا سيما العليا منها، ولا تستغل في النطق إلا بمساعدة أحد الأعضاء المتحركة، كاللسان والشفة السفلى.

وأما سقف الحنك:

فهو الذي يتصل به اللسان، في أوضاعه المختلفة في الفم، ومع كل وضع من أوضاع اللسان، بالنسبة لجزء من أجزاء الحنك الأعلى، تتكون مخارج كثير من الأصوات.

وينقسم سقف الحنك إلى أربعة أقسام، الأول: هو اللثة، أو أصول الأسنان العليا. والثاني: هو الغار، وهو الجزء الصلب من سقف الحنك،

ص25

 

وهو محدب ومحزز. والثالث: هو الطبق، وهو الجزء الرخو من سقف الحنك، وهو متحرك. والرابع: هو الملهاة، وهي جزء متحرك كذلك.

وأما اللسان:

فإنه أهم عضو في عملية النطق، وهو يحتوي على عدد كبير من العضلات. التي تمكنه من التحرك، والامتداد، والانكماش، والتلوي إلى أعلى أو إلى الخلف. وهذه السهولة في التحرك، مكنت اللسان من الاتصال بآية نقطة من الفم، فنتج عن تحركاته المختلفة، عدد كبير من الإمكانات الصوتية في الجهاز النطقي، ولا غرابة بعد هذا إذا كان اسمه يرادف كلمة "اللغة" عند كثير من الشعوب. وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين} .

وأما الحلق:

فإنه الجزء الذي بين الحنجرة وأقصى الحنك، وهو عبارة عن تجويف في الخلف من اللسان، يحد به أماما، وبما يسمى الحائط الخلفي للحلق من الخلف. وهذا الحائط الخلفي، ليس إلا عظام العنق، مغطاة بما يكسوها من اللحم.

وفي مقدمة الحلق، منطبقا على جذر اللسان، ما يسمى بلسان المزمار، وهو قطعة من اللحم، لا تتحرك ذاتيا، ولكن تتحرك بحركة اللسان، وتؤدي وظيفة صمام القصبة الهوائية، بسدها لئلا يؤذيها الطعام النازل إلى المريء من خلفها. ويبدو أنه لا دخل للسان في عملية النطق.

 

ص26

 

وأما الحنجرة:

فإنها تقع في قمة القصبة الهوائية، وهي عبارة عن حجرة متسعة نوعا ما، ومكونة من ثلاثة غضاريف، الأول أو العلوي منها ناقص الاستدارة من الخلف، عريض بارز من الأمام، ويعرف الجزء البارز منه بتفاحة آدم. أما الغضروف الثاني فهو كامل الاستدارة. والثالث مكون من قطعتين موضوعتين فوق الغضروف الثاني من الخلف.

وفي الحنجرة توجد الأوتار الصوتية، وهي في الواقع وتران اثنان، عبارة عن غشاءين كل واحد منهما نصف دائرة حين يمتد، فإذا امتد الوتران أغلقا فتحة الحنجرة، ومنعا الهواء الرئوي من المرور. وعلى ذلك فهما من أعضاء النطق المتحركة، ولهما القدرة على اتخاذ أوضاع متعددة، تؤثر في الأصوات الكلامية. وهذه الأوضاع ثلاثة، هي: وضع الارتخاء التام، ووضع الذبذبة، ووضع الامتداد وقفل مجرى الهواء تماما.

أما الوضع الأول: فهو وضع التنفس العادي. وأما الوضع الثاني: فهو الذي ينتج نوعا معينا من الأصوات، يسمى بالأصوات المجهورة، وسنتحدث عنها فيما بعد. وأما الوضع الثالث، فهو الوضع الذي ينتج صوت الهمزة في اللغة العربية مثلا.

وأخيرًا فإن الرئتين مخزن الهواء، تتحركان تمددا وانكماشا، بحسب حركة الحجاب الحاجز الموجود تحت الرئتين، أسفل الصدر.

وهذا ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أنه يمكن قفل المجرى الأنفي مما يلي الحلق، برفع الطبق ولصقه بالحائط الخلفي للحلق. ويمكن فتحه كذلك، بإنزال الطبق في اتجاه مؤخرة اللسان.

 

ص27

 

تلك هي أعضاء النطق المختلفة، التي تهمنا في دراسة الصوت الإنساني وعلمية النطق. ونصل الآن إلى الإجابة عن السؤال السابق وهو: كيف يحدث الصوت الإنساني؟ فنقول: إن الهواء الخارج من الرئتين، إما أن يصادف مجراه مسدودا سدا تاما، عند أية نقطة في الجهاز النطقي ما بين الحنجرة والشفتين. وإما أن يصادف في طريقه تضييقا في المجرى، لا سدًّا فيه، بحيث يسمح هذا التضييق للهواء بالمرور، ولكن هذا الهواء يحتك بنقطة التضييق هذه.

أي أن الكلام يحدث عادة، عند عملية الزفير، وذلك "بأن تعترض الأعضاء الصوتية ممر الهواء. وتقتضي عملية الكلام إطالة الزمن الذي تتم فيه عملية الزفير، بالنسبة لعملية الشهيق، حتى تصبح الفترة، التي يستغرقها الزفير من ثلاثة إلى عشرة أمثال فترة الشهيق. هذا في الكلام العادي أما عندما يسترسل المتكلم في حديث سريع طويل، فقد يصبح طول فترة الزفير ثلاثين مثلا، لطول فترة الشهيق، وكلنا يعرف بالمشاهدة، كيف تكون النسبة بينهما، عندما يحاول أحد المقرئين قراءة سورة قصيرة، أو أكثر، في نفس واحد.

"ومع هذا، فإن عملية الزفير، التي يتم خلالها النطق ليست مجرد إخراج الهواء على نحو مناسب، ولكن الهواء في الواقع يخرج في دفعات، تتفق كل دفعة منها، مع إنتاج مقطع صوتي كامل. ويمكن تشبيه الرئتين عند الزفير، في أثناء الكلام بالبالونة التي تنتهي بزمارة، ينطلق الهواء منها، بحكم ضغط جسمها المطاط، فإذا ما فرض أن جعل الطفل الذي يلعب بها، يضغط على جدارها، ضغطات متوالية، لخروج الهواء منها على دفعات، لا توقف بين إحداها والأخرى، لسمعنا للزمارة صوتا شبيها بالصوت

 

ص28

 

المتقطع، بالرغم من عدم توقفه. وهذه العملية شبيهة كل الشبه بعملية إنتاج المقاطع في أثناء الكلام، لكل مقطع دفعة هوائية، تنتج من انقباضات متوالية، يقوم بها الحجاب الحاجز، فيؤثر الضغط على الهواء الخارج من الرئتين، دون أن يتوقف خروجه"(2).

وعلى هذا، يمكن تبعا لذلك، أن يحدث من أي جزء من أجزاء الجهاز الصوتي، من الناحية النظرية، صوت ما، وذلك إما بسد هذا الجزء سدا محكما، حتى لا يتسرب الهواء إلى الخارج، ثم نزيل هذا السد بسرعة، فينطلق الهواء بانفجار، وعندئذ نسمع صوتا معينا، وإما أن يضيق الجهاز النطقي، في إحدى نقطه، تضييقا يسمح بمرور الهواء مع الاحتكاك بهذا الجزء المضيق.

وبهذا يمكن أن يخرج من كل جزء من أجزاء هذا الجهاز، عدد لا حصر له من الأصوات، بمساعدة حركة أجزائه المتحركة. غير أن الشعوب البشرية، قد اختلفت فيما بينها في استخدام إمكانات الجهاز النطقي، استخداما كاملا، وهذا هو السبب في أن اللغات الإنسانية، تتفق فيما بينها في بعض الأصوات، وتختلف في بعضها الآخر، وذلك تبعا لاختلافها في استخدام إمكانات الجهاز النطقي المتعددة، فالشعوب الهندأوربية مثلا، لم تستخدم كل إمكانات النطق في إخراج الأصوات من الحلق، ولذلك تخلو بعض لغاتهم من صوتي الخاء والعين، وذلك بعكس اللغة العربية ومعظم اللغات السامية مثلا.

 

ص29

 

وقد استخدمت العربية الفصحى، عشرة مخارج في الجهاز النطقي، هي بالترتيب:

1- الشفة: ويسمى الصوت الخارج منها شفويا.

2- الشفة مع الأسنان. ويسمى الصوت الخارج منهما شفويا أسنانيا.

3- الأسنان. ويسمى الصوت الخارج منها أسنانيا.

4- الأسنان مع اللثة. ويسمى الصوت الخارج منهما أسنانيا لثويا.

5- اللثة. ويسمى الصوت الخارج منها لثويا.

6- الغار. ويسمى الصوت الخارج منه غاريا.

7- الطبق. ويسمى الصوت الخارج منه طبقيا.

8- اللهاة. ويسمى الصوت الخارج منه لهويا.

9- الحلق. ويسمى الصوت الخارج منه حلقيا.

10- الحنجرة. ويسمى الصوت الخارج منها حنجريا.

تلك هي مخارج الأصوات في العربية الفصحى، كما تدل عليها تجارب معامل الأصوات في وقتنا الحاضر. واللسان عامل مشترك في أكثر هذه المخارج؛ إذ يخرج طرفه بين الأسنان، أو يوضع عند الأسنان واللثة، أو عند اللثة وحدها، أو عند الغار، أو ترتفع مؤخرته عند الطبق أو اللهاة، فليكن ذلك مفهوما لدينا، وإن لم ننسب مخرجا من المخارج إليه.

وبيننا وبين قدامى اللغويين من العرب، خلاف في عدد المخارج للأصوات العربية، وفي تحديد مخارج بعض الأصوات، فعندنا الآن أن:

 

ص30

 

1- الأصوات الشفوية هي: ب م و.

2- والشفوية الأسنانية هي: ف.

3- والأسنانية هي: ذ ظ ث.

4- والأسنانية اللثوية هي: د ض ت ط ز س ص.

5- واللثوية هي: ل ر ن.

6- والغارية هي: ش ج ي.

7- والطبقية هي: ك غ خ.

8- واللهوية هي: ع ح.

9- والحنجرية هي: الهمزة والهاء.

هذا هو رأي المحدثين من علماء الأصوات، في مخارج أصوات العربية الفصحى، مؤسسا على نتائج التجارب الصوتية، في المعامل وغيرها.

أما الخليل بن أحمد، فجعل المخارج ثمانية، يختلف موقع الأصوات العربية، في بعضها، عما عندنا الآن. كما أنه لم ينسب الياء والواو والألف والهمزة، إلى مخرج معين، وسماها هوائية، فقال: "فالعين والحاء والهاء والخاء والغين حلقية؛ لأن مبدأها من الحلق. والقاف والكاف لهويتان؛ لأن مبدأهما من اللهاة. والجيم والشين والضاد شجرية؛ لأن مبدأهما من شجر الفم، أي مفرج الفم. والصاد والسين والزاي أسلية؛ لأن مبدأها من أسلة اللسان، وهي مستدق طرف اللسان. والطاء والتاء والدال نطعية؛ لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى. والظاء والذال والثاء لثوية؛ لأن مبدأها من اللثة. والراء واللام والنون ذلقية؛ لأن مبدأها من ذلق اللسان، وهو تحديد طرفيه كذلق

 

ص31

 

السنان. والفاء والباء والميم شفوية. وقال مرة: شفهية؛ لأن مبدأها من الشفة. والياء والواو والألف والهمزة هوائية في حيز واحد؛ لأنها هاوية في الهواء، لا يتعلق بها شيء"(3).

وأما سيبويه، فإنه يعد المخارج ستة عشر مخرجا، ويسود كلامه الغموض وعدم الوضوح، في كثير من الأحيان، حيث يقول: "ولحروف العربية ستة عشر مخرجا، فللحلق منها ثلاثة: 1- فأقصاها مخرجا الهمزة والهاء والألف "يقصد بذلك ألف المد" 2- ومن أوسط الحلق مخرج العين والحاء. 3- وأدناها مخرجا من الفم والغين والخاء. 4- ومن أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف. 5- ومن أسفل من موضع القاف من اللسان قليلا، ومما يليه من الحنك الأعلى مخرج الكاف. 6- ومن وسط اللسان، بينه وبين وسط الحنك الأعلى مخرج الجيم والشين والياء. 7- ومن بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد. 8- ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان، ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى، وما فوق الضاحك والناب والرباعية والثنية مخرج اللام. 9- ومن طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا مخرج النون. 10- ومن مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلا، لانحرافه إلى اللام، مخرج الراء. 11- ومما بين طرف اللسان وأصول الثنايا مخرج الطاء والدال والتاء. 12- ومما بين طرف اللسان وفويق الثنايا مخرج الزاي والسين والصاد. 13- ومما بين طرف اللسان، وأطراف الثنايا مخرج الظاء والذال والثاء. 14- ومن باطن الشفة السفلي وأطراف الثنايا العليا مخرج الفاء. 15- ومما بين الشفتين مخرج الباء والميم والواو. 16- ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة"(4).

 

ص32

 

ويعلق المستشرق "شاده" Schaade على تقسيم سيبويه للمخارج ووصفها بقوله: "نشاهد غاية التفصيل مثلا في تقسيمه للأسنان، وقد قسمها إلى الثنايا والرباعيات والأنياب والأضراس. ويخالف هذا التدقيق معاملته للحلق، فإن سيبويه وإن قسمه إلى أقصى الحلق، وأوسط الحلق، وأدنى الحلق، لم يكن يعرف الحنجرة، ولا أجزاءها كالمزمار والأوتار الصوتية. وسبب هذا الاختلاف واضح، فإن الأسنان مكشوفة للرؤية، وأما الحنجرة وأجزاؤها وعملها، فتقتضي ملاحظتها إلى التشريح، وما أظن سيبويه يجترئ عليه، أو إلى بعض الآلات الفنية، كمنظار الحنجرة، أو الأشعة المجهولة، ولم يكن مثل هذه الآلات بين يديه، وكفى بذلك عذرا يعتذر به سيبويه، لعدم معرفته بالحنجرة وعملها. وإن ثبت أن الخلل المذكور في مدارك سيبويه منعه من أن يفهم بعض المسائل الصوتية، حق الفهم"(5).

وبعد أن عرفنا شيئا عن المخارج في العربية الفصحى، نعود إلى موضوعنا الأول، وهو كيفية حدوث الصوت مرة أخرى.

لقد قلنا إنه في الإمكان أن يعوق تيار الهواء الخارج من الرئتين، عائق يمنعه من المرور، عند أي مخرج من هذه المخارج، ثم يزول هذا العائق بسرعة، وبهذا يندفع الهواء الخارج بانفجار شديد. وإما أن يضيق المجرى عند أي مخرج من هذه المخارج، ضيقا يسمح للهواء بالمرور مع الاحتكاك بمكان التضييق.

ويسمى الصوت الخارج في الحالة الأولى "حالة وجود عائق" صوتا شديدا أو انفجاريا، وفي الحالة الثانية "حالة تضييق نقطة في المجرى" يسمى الصوت الخارج صوتا رخوا أو احتكاكيا.

 

ص33

 

ويجعل "قندريس" لإنتاج الصوت الانفجاري ثلاث مراحل، فيقول: "ففي كل صامت انفجاري إذن ثلاث خطوات متميزة: الإغلاق أو الحبس، والإمساك الذي قد يكون طويل المدى أو قصيره، والفتح أو الانفجار. وعند إصدار صامت بسيط مثل التاء، فإن الانفجار يتبع الحبس مباشرة، والإمساك يضؤل إلى مدى لا يكاد يحس، وعلى العكس من ذلك، تظهر الخطوات الثلاث بوضوح، فيما يسمى بالصوامت المضعفة، وهي ليست إلا صوامت طويلة"(6).

وإذا كان الشرط في إنتاج الأصوات الشديدة الانفجارية هو سرعة زوال العائق، فإننا نجد بين أصوات العربية، صوتا لا يزول فيه العائق بسرعة، بل إن العضوين المتصلين، لا ينفصلان انفصالا سريعا، وإنما انفصالهما انفصال بطيء، وفي الانفصال البطيء مرحلة بين الانسداد المطلق والانفتاح المطلق، شبيهة إلى حد ما، بالتضييق الذي عرفنا أنه من مميزات الأصوات الرخوة الاحتكاكية، وهذه المرحلة تسمح للهواء أن يحتك بالعضوين المتباعدين ببطء احتكاكا شبيها بما يصاحب الأصوات الرخوة، ولذا فإن هذا الصوت يجمع بين الشدة والرخوة، بمعنى أنه يبدأ شديدا انفجاريا، وينتهي رخوا احتكاكيا، ولهذا نسميه بالصوت المزدوج، كما يسميه آخرون بالصوت المزجى أو الصوت المركب. وهو في اللغة العربية صوت الجيم في الفصحى. وفي اللغات الأخرى نظائر لهذا الصوت، مثال ذلك في الإنجليزية ch وفي الألمانية z "تس" وكذلك pf "بف". ويسمى الصوت المزودج عندهم باللاتينية: Affricata وبالفرنسية: affriquee وبالإنجليزية: affricate.

 

ص34

 

ويجعل قندريس هذا النوع من الأصوات متوسطا بين الانفجاري والاحتكاكي، فيقول: "وتوجد سلسلة من الأصوات المتوسطة بين الانفجارية والاحتكاكية، وهي ما تسمى شبه الانفجارية، أو بعبارة أوضح: الانفجارية الاحتكاكية وتتميز بالإغلاق الذي لا يستمر إحكامه، وفيها كما في الانفجارية حبس، ولكن هذا الحبس تتبعه حركة خفيفة من الفتح، بحال يجعل الانفجاري ينتهي بالاحتكاكي، فالانفجاري الاحتكاكي هو انفجاري فاشل"(7).

كما يقول ماريوباي: "أما الأصوات المركبة affrcates فهي أصوات لا تنتج عن طريق تغيير المخرج، وإنما تعديل طريقة النطق، فإذا حدث أن كان الانغلاق المتلو بانطلاق، الموجود في نطق ال "t" إذا حدث أن كان هذا الانغلاق متبوعا بالصوت الاستمراري الاحتكاكي، فإن النتيجة ستكون ch الموجودة churh. ويحدث الشيء نفسه مع ال "d" إذا أتبعت بالصوت الاحتكاكي المجهور "s" في: messure حيث يكون الناتج صوت ال "J" الموجود في jet.

ومن الممكن بالطريقة نفسها إنتاج أصوات مركبة مثل dz ts اللذين تمثلهما بعض الأبجديات "وبخاصة الألمانية والإيطالية" برمز واحد هو "z"، وذلك عن طريق الجمع بين أسناني انفجاري، وصفيري "sibilant" ضيق احتكاكي "sperant من غير تعديل في مخرج الصوت"(8).

هذا، ومن الممكن كذلك، أن يمر الهواء بمجراه دون احتكاك أو

 

ص35

 

انحباس من أي نوع، إما لأن مجراه في الفم يتجنب المرور بنقطة السد أو التضييق، كما في صوت "اللام" أو لأن هذا التضييق غير ذي استقرار، كما في صوت "الراء" أو لأن الهواء لا يمر بالفم، وإنما يمر بالأنف، كما في صوتي "الميم" و"النون". وهذا النوع من الأصوات. نسميه بالأصوات المتوسطة؛ لأنها ليست بالشديدة ولا بالرخوة. وهذه الأصوات الأربعة تسمى عند علماء الغرب بالأصوات المائعة أو السائلة: Liquida.

وهكذا نرى أن تغير شكل المخرج عند حدوث الصوت، ينتج لنا أربعة أنواع من الأصوات، وهي:

1- شديد= انفجاري.

2- رخو= احتكاكي.

3- متوسط= مائع= سائل.

4- مزدوج= مزجي= مركب.

وهناك تقسيم آخر للأصوات، لا ينظر فيه إلى شكل المخرج، وإنما ينظر فيه إلى اهتزاز الأوتار الصوتية أو عدم اهتزازها، فالأصوات التي تهتز معها الأوتار الصوتية وتتذبذب، يسميها علماء الأصوات "بالأصوات المجهورة"، أما تلك التي لا تهتز معها الأوتار الصوتية، فتسمى عندهم بالأصوات المهموسة.

ويذكر المحدثون من علماء الأصوات(9)، أنه لاختبار جهر الصوت، يمكن أن تجري إحدى التجارب الآتية:

 

ص36

 

1- حين تضع الإصبع فوق تفاحة آدم، ثم تنطق بصوت من الأصوات وحده، مستقلا عن غيره من الأصوات، ولا يتأتى هذا إلا بأن نشكل الصوت موضع التجربة بذلك الرمز الذي يسمى السكون، مثل "ب". ويجب الاحتراز من الإتيان قبله بألف وصل، كما كان يفعل القدماء من علماء الأصوات؛ لأن الصوت حينئذ لا يتحقق فيه الاستقلال، الذي هو أساس التجربة الصحيحة. فإذا نطقنا بالصوت وحده، وكان من المجهورات، نشعر باهتزازات الوترين الصوتيين، شعورا لا يحتمل الشك.

2- وكذلك حين نضع أصابعنا في آذاننا، ثم ننطق بالصوت المجهور، وهو وحده مستقلا عن غيره، نحس برنة الصوت في رءوسنا. وفي ذلك يقول فندريس: "وإذا راعى الإنسان أن يسد أذنيه عند النطق، فإنه عندما يصل إلى المجهورة، يسمع الرنين الذي تنشره الذبذبات الحنجرية في تجاويف الرأس"(10).

3- والتجربة الثالثة، هي أن يضع المرء كفه فوق جبهته في أثناء نطقه بالصوت، موضع الاختبار، فيحس برنين الصوت، وذلك الرنين هو أثر ذبذبة الوترين الصوتيين.

وهناك أخيرا تقسيم ثالث للأصوات، ينظر إلى ارتفاع مؤخرة اللسان، أو انخفاضها عند نطق الصوت، ففي الحالة الأولى يسمى الصوت "مفخما" أو "مطبقا"؛ نظرا لارتفاع مؤخرة اللسان تجاه الطبق، وهو الجزء الرخو من سقف الحنك، وفي الحالة الثانية، يسمى الصوت "مرققا" أو "غير مطبق".

 

ص37

 

والأصوات المفخمة في اللغة العربية، هي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، لا غير، فهذه الأصوات وإن كان مخرج الثلاثة الأولى منها، من الأسنان واللثة، ومخرج الرابع من بين الأسنان، فإن مؤخرة اللسان تعمل معها كذلك، فالتفخيم أو الإطباق وصف لصوت لا ينطق في الطبق، وإنما ينطق من مكان آخر، وتصحبه ظاهرة عضلية في مؤخرة اللسان، وذلك على العكس مما سبق أن عرفناه في المخارج من الأصوات "الطبقية"، وهي التي مخرجها من الطبق.

وقد أحسن الدكتور تمام حسان، حين فرق بين الإطباق والطبقية، على النحو التالي، فقال: "وليحذر القارئ من الخلط بين اصطلاحين، يختلفان أكبر اختلاف، وإن اتحدا في كثير مما يخلق صلة بينهما، ذلك هما: الطبقية أو النطق في مخرج الطبق Velar Articulation والإطباق أو ما يسمى في علم الأصوات Velarization فالطبقية ارتفاع مؤخرة اللسان، حتى يتصل بالطبق فيسد المجرى، أو يضيقه تضييقا، يؤدي إلى احتكاك الهواء بهما في نقطة التقائهما، أو يضيقه تضييقا، يؤدي إلى احتكاك الهواء بهما في نقطة التقائهما، فهي إذن حركة عضوية مقصودة لذاتها، يبقى طرف اللسان معها في وضع محايد. أما الإطباق فارتفاع مؤخرة اللسان في اتجاه الطبق، بحيث لا يتصل به، على حين يجري النطق في مخرج آخر غير الطبق، يغلب أن يكون طرف اللسان أحد الأعضاء العاملة فيه"(11).

 

ص38

 

تلك هي مخارج الأصوات وصفاتها المختلفة، عند المحدثين من علماء الأصوات، أما قدامى اللغويين من العرب، فإن التقسيمات عندهم متداخلة، والتعريفات ليست واضحة في كثير من الأحيان، فهم يرون مثلا أن الأصوات كلها تنشأ من أقصى الحلق، ويسمون ذلك المكان "المقطع" ثم يتحدد الصوت عن طريق حصره في مكان ما من الفم، ويسمون ذلك المكان "المعتمد"، قال ابن درستويه في شيء من ذلك: "وليست الألف من الحروف الحلقية، ولا لها معتمد في حلق ولا غيره؛ لأنها من الحروف الهاوية في الجوف وإنما مقطعها في أقصى الحلق، والحروف كلها مقطعها هناك؛ لأن الصوت كله إنما يخرج من الحلق، ثم يحصره المعتمد. فيصيره حرفا"(12).

وإذا كان سيبويه يقسم الأصوات إلى مجهورة ومهموسة، فإن تعريفه لها، يثير كثيرا من الشبه، التي لم تجد لها حلا معقولا حتى الآن، يقول(13): "فالمجهورة حرف أشبع الاعتماد في موضعه، ومنع النفس أن يجري معه، حتى ينقضي الاعتماد عليه، ويجري الصوت، فهذه حال المجهورة في الحلق والفم، إلا أن النون والميم، قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم، فتصير فيهما غنة. والدليل على ذلك أنك لو أمسكت بأنفك، ثم تكلمت بهما، لرأيت ذلك قد أخل بهما.

وأما المهموس فحرف أُضعف الاعتماد في موضعه، حتى جرى النفس معه، وأنت تعرف ذلك إذا اعتبرت فرددت الحرف مع جري النفس. ولو أردت ذلك في المجهورة، لم تقدر عليه".

 

ص39

 

وهكذا نجد أن تعريف سيبويه للمجهور والمهموس، لا يقوم أساسا على اهتزاز الأوتار الصوتية في الحنجرة، أو عدم اهتزازها، وإنما يقوم على جري النفس أو عدم جريه، وتلك الصفة من السمات الخاصة بشدة الصوت أو رخاوته.

وكان من الممكن القول بأن سيبويه يقصد بالمجهور والمهموس ما نعنيه نحن بالشديد والرخو، لولا أن سيبويه قسم الأصوات بعد ذلك إلى شديد ورخو، وبين المراد بهما عنده. وعلى الرغم من ذلك فإن تعريفه للشديد يقرب جدا من تعريفه للمجهور. كما يقرب تعريفه للرخو من تعريفه للمهموس كذلك، يقول سيبويه: "ومن الحروف الشديد وهو الذي يمنع الصوت أن يجري فيه، وهو الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والتاء والدال والباء، وذلك أنك لو قلت: الحج، ثم مددت صوتك لم يجر ذلك. ومنها الرخوة وهي: الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء، وذلك إذا قلت: الطس وانقض، وأشباه ذلك، أجريت فيه الصوت إن شئت"(14).

فلا فرق بين المجهور والشديد في كلام سيبويه "ويبدو أن بين التقسيمين السابقين تداخلا والتباسا، وقد قالوا إن الفرق بينهما أن المجهور يمنع النفس، والشديد يمنع الصوت، ولكن هذا التفريق غير واضح وضوحا تاما"(15).

وليست التعريفات عند ابن جني في كتابه: "سر صناعة الإعراب" بأوضح منها عند سيبويه(16).

ص40

 

ومع ذلك فإن تعريف سيبويه لكل من الشديد والرخو، يلفت نظرنا إلى شيء، تنبه له علماء الغرب كذلك، وهو أن الأصوات الشديدة أصوات وقتية آنية Momentanlaute لا يمكن التغني بها وترديدها؛ لأنها تنتهي بمجرد زوال العائق وخروج الهواء. أما الأصوات الرخوة فإنها أصوات استمرارية متمادة Dauerlaute يمكن التغني بها، واستمرار نطقها بلا انقطاع، ما دام في الرئتين هواء.

ص41

 

 

__________

(1) أصوات اللغة، للدكتور عبد الرحمن أيوب 40.

(2) انظر: أصوات اللغة الدكتور عبد الرحمن أيوب 44.

(3)العين للخليل بن أحمد 1/ 65.

(4) كتاب سيبويه 2 405.

(5) علم الأصوات عند سيبويه وعندنا ص5.

(6) انظر اللغة لفندريس 48.

(7) اللغة لفندريس 50.

(8) أسس علم اللغة 84.

(9) انظر الأصوات اللغوية للدكتور إبراهيم أنيس 23.

(10) اللغة لفندريس 51.

(11) مناهج البحث في اللغة 89.

(12) شرح الفصيح لابن درستويه 1/ 108.

(13)كتاب سيبويه 2/ 405.

(14) كتاب سيبويه 2/ 406.

(15) فقه اللغة لمحمد المبارك 36.

(16) انظر سر صناعة الإعراب 1/ 69، 70.

 

 

 

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



العتبة العباسية تطلق مسابقة فن التصوير الفوتوغرافي الثانية للهواة ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي
لجنة البرامج المركزيّة تختتم فعاليّات الأسبوع الرابع من البرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسيّة
قسم المعارف: عمل مستمر في تحقيق مجموعة من المخطوطات ستسهم بإثراء المكتبة الدينية
متحف الكفيل يشارك في المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآثار بجامعة الكوفة