x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

عبد الله بن إبراهيم و علماء عصره

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج3، ص: 570-571

2023-02-13

758

عبد الله بن إبراهيم و علماء عصره

وذكر الحافظ الحجاري في " المسهب " أنه سأل عمه أبا محمد عبد الله بن إبراهيم(1) عن أفضل من لقي من أجواد تلك الحلبة، فقال يا ابن أخي، لم يقدر أن يقضى لي الاستمطار بهم ، في شباب أمرهم ، وعنفوان رغبتهم في المكارم ، ولكن اجتمعت بهم وأمرهم قد هرم ، وساءت بتغير الأحوال ظنونهم ، وملوا الشكر ، وضجروا من المروءة ، وشغلتهم المحن والفتن ، فلم يبق فيهم فضل للإفضال وكانوا كما قال أبو الطيب:

أتى الزمان بنوه في شبيبته                              فسرهم وأتيناه على الهرم

فإن يكن أناه على الهرم فإنا أتيناه وهو في سياق الموت، ثم قال: ومع ، فإن الوزير أبا بكر ابن عبد العزيز، رحمه الله تعالى كان يحمل نفسه ما لا يحمله الزمان، ويبسم في موضع القطوب ، ويظهر الرضى في حال الغضب. ويجهد ألا ينصرف عنه أحد غير راض، فإن لم يستطع الفعل عوض عنه القول.

قلت له : فالمعتمد بن عباد كيف رأيته ؟ فقال : قصدته وهو مع أمير المسلمين يوسف بن تاشفين في غزوته للنصارى المشهورة ، فرفعت له قصيدة منها:

لا روع الله سربا في رحابهم                           وإن رموني بترويع وإبعاد

ولا سقاهم على ما كان من عطش                 إلا ببعض ندى كف ابن عباد

ذي المكرمات التي ما زلت تسمعها              أنس المقيم وفي الأسفار كالزاد

يا ليت شعري ماذا يرتضيه لمن                  ناداه يا موثلي في جحفل النادي

570

فلما انتهيت إلى هذا البيت قال: أما ما أرتضيه لك فلست أقدر في هذا الوقت عليه، ولكن خذ ما ارتضى لك الزمان، وأمر خادماً له فأعطاني ما أعيش في فائدته إلى الآن ، فإني انصرفت به إلى المرية، وكان يعجبني سكناها والتجارة بها ، لكونها ميناء لمراكب التجار من مسلم وكافر ، فتجرت فيها فكان إبقاء ماء وجهي على يديه، رحمة الله تعالى عليه. ثم أخذ البطاقة وجعل يطيل النظر والفكر في القصيدة ، وأنا مترقب لنقده ، لكونه في هذا الشأن من أئمته ، وكثيراً ما كان الشعراء يتحامونه لذلك إلا من عرف من نفسه التبريز، ووثق بها، إلى أن انتهى إلى قولي:

ولا سقاهم على ما كان من عطش                 إلا ببعض ندى كف ابن عباد

فقال: لأي شيء بخلت عليهم أن يسقوا بكفته ؟ فقلت : إذن كان يلحقني من النقد ما لحق ذا الرمة في قوله:

ولا زال منهلا بجرعائك القطر(2)

وكان طوفان نوح أهون عليهم من ذلك ، فتألقت غرته ، وبدت مسرته ، وقال : إنا لله على أن لم يعينا الزمان على مكافأة مثلك . قال : وكنت ممن زاره بسجنه بأغمات ، وحملتني شدة الحمية له والامتعاض لما حل به أن كتبت على حائط سجنه متمثلا:

فإن تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه          ولا تسجنوا معروفه في القبائل

ثم تفقدت الكتابة بعد أيام ، فوجدت تحت البيت : لذلك سجناه(3):

 

571

ومن يجعل الضرغام في الصيد بازه               تصيده الضرغام فيما تصيدا

فما أذرى من جاوب بذلك ثم عدت له ووجدته قد محي، وأعلمت بذلك ابن عباد ، فقال: صدق المجاوب، وأنا الجاني على نفسه، والحافر بيده لرمسه ، ولما أردت وداعه أمر لي بإحسان على قدر ما استطاع، فارتجلت :

آليت لا أقبل إحسانكم                                والدهر فيما قد عراكم مسي

ففي الذي أسلفتم غنية                                 وإن يكن عندكم قد نسي

قال: وفيه أقول من قصيدة:

يا طالب الإنصاف من دهره                         طلبت أمراً غير معتاد

فلو يكون العدل في طبعه                              لما عدا ملك ابن عباد

وللحجاري المذكور كتاب في البديع سماه الحديقة، وأنشد لنفسه فيه(4):

وشادن ينصف من نفسه                     أمني من سطوة الدهر

ينام للشرب على جنبه                         ويصرف الذنب إلى الحمر

وله في فرس :

ومستبق يحار الطرف فيه                     ويسلم في الكفاح من الجماح

كان أديمه ليل بهيم                             تحجل باليسير من الصباح

إذا احتدم التسابق صار جرماً              تقلب بين أجنحة الرياح

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ترجمة أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الحجاري في المغرب ٢ : ٣٤.

2- صدر البيت : لا يا اسلمي يا دار مي على اليل

3- البيت التالي للمتنبي.

4- البيتان في المغرب ٢ : ٣٤.

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+