جاء في كتابِ (أخلاقِ الإمامِ عليٍّ عليهِ السلام)
للسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
قالَ أميرُ المؤمنينَ -عليهِ السَّلام-:
(العِلمُ عِلمانِ: مطبوعٌ ومَسموعٌ، ولا ينفَعُ المسموعُ إذا لم يكُنِ المطبوعُ)
التأكيدُ على حقيقةٍ أكيدَةٍ راسِخَةٍ، وهِيَ أنَّ العِلمَ بالأشياءِ يتَّخِذُ شَكلينِ: الأوّلُ: مُجَرّدُ وصولِ المعلومَةِ والعِلمِ بِها،
والآخَرُ: التطبيقُ العَمَليُّ الناشِئُ مِن خِلالِ الانطباعِ والتّأقلُمِ مِنَ الدّاخِلِ معَ هذا العِلمِ، فيكونُ تأثيرُهُ اجتماعيّاً أهمَّ مِن مُجرَّدِ وصولِ المعلومةِ.
ولذا قد وردَ الحَثُّ كثيراً على مُطابقةِ العِلمِ للعَمَلِ، وأنْ لا يَتَخلّفَ الإنسانُ عَمَليّاً عمّا عَلِمَهُ وعَرَفَهُ، وإلّا فيكونُ حالُهُ حالَ آلاتِ التسجيلِ والطّباعةِ والكمبيوتر؛ فإنّها تحوي العِلمَ ولكنْ لا يُمكنُها تطبيقَهُ عمليّاً، فلا تنتَفِعُ بهِ ولا يُقالُ في حَقِّها أنّها عالمِةٌ معَ أنّها تُشارِكُ الإنسانَ في احتواءِ المعلوماتِ وخزنِها، إلّا أنّهُ يفتَرِقُ عَنها بالقُدرَةِ على العملِ والتطبيقِ، سواءٌ بفعلِ ما يجبُ فعلُهُ أو تركِ ما يجِبُ تركُهُ.