جاء في كتابِ (أخلاقِ الإمامِ عليٍّ عليهِ السلام)
للسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
قالَ أميرُ المؤمنينَ -عليهِ السَّلام-:
(صِحَّةُ الجَسدِ مِن قلّةِ الحَسَدِ)
أسلوبٌ لطيفٌ مِن أساليبِ النُّصحِ والدّعوةِ اتّخذَهُ (عليهِ السّلامُ) ليُبيِّنَ ضرورةَ التّخلّي أو الابتعادِ عَن داءِ الحَسَدِ؛ لأنَّ ذلكَ يُنتِجُ تفاعُلَ الجّسَدِ معَ الرّوحِ المريضةِ الحسودَةِ فيؤثِّرُ سَلبيّاً في تناقُصِ الحالةِ الصّحيّةِ وتردِّيها.
ومِنَ المعلومِ أنَّ الصّحةَ مِنَ الأمورِ التي يحرُصُ عليها الإنسانُ، ويحاولُ الحفاظَ عليها وإبقاءَها مِن دونِ ما تَدَنٍّ او تدهورٍ، فإذا عَرَفَ الحاسِدُ أنَّ للحسدِ تأثيراً سَلبياً على الصّحةِ فحتماً سيُقلِعُ عنهُ ويبتعدُ عن مجالاتِهِ، فيعيشُ الإيجابيّةَ تجاهَ الآخرينَ، ويتمنّى لهُم ما يتمنّاهُ لنفسِهِ، ولا يكونُ ضيّقَ النّفْسِ بلْ يُحِبُّ لهُم ما يُحبُّهُ لنفسِهِ فيضمِنُ راحتَهُ النّفسيّةَ وصحتَهُ الجسديةَ مِن هذهِ الجهةِ – على الأقلِّ -.
فالدعوةُ إلى نبذِ الحسدِ -الذي هُوَ داءٌ اجتماعيٌّ يكثُرُ بينَ الفِئاتِ والمستوياتِ كافّةً- مِن خِلالِ تأمينِ الجانبِ الصّحيِّ للإنسانِ الذي يتحاشى بطبعِهِ الاحتكاكَ بأيِّ شيءٍ مِن شأنِهِ الإضرارُ بالصحّةِ.
فَهُوَ أسلوبٌ تربويٌّ يبغي توصيلَ النّفعِ بأيِّ شَكْلٍ مِنَ الأشكالِ المُمكِنةِ.