ثِـــــــمَارُ الأَسفَـــــــــار
جاءَ في كتابِ (عقائدِ الإماميةِ) للعلامّةِ الشيخ مُحمّد رضا المُظفَّر
نؤمِنُ على الإجمالِ بأنَّ جميعَ الأنبياءِ والمرسَلينَ على حَقٍّ، كما نؤمِنُ بعِصمَتِهِم وطَهارَتِهِم، وأمَّا إنكارُ نُبوَّتِهِم، أو سَبُّهُم، أوِ الاستهزاءُ بِهِم فهوَ مِنَ الكُفرِ والزَّندَقَةِ؛ لأنَّ ذلكَ يستَلزِمُ إنكارَ نبيِّنا الذي أخبرَ عَنهُم وصَدَّقَهُم.
أمّا المعروفَةُ أسماؤهُم وشرائِعُهُم، كآدمَ ونُوحٍ وإبراهِيمَ وداودَ وسُليمانَ ومُوسى وعِيسى وسائِرِ مَن ذكرَهُمُ القُرآنُ الكريمُ بأعيانِهِم، فيَجِبُ الإيمانُ بِهِم على الخُصوصِ، ومَن أنكَرَ واحِداً مِنهُم فقد أنكرَ الجّميعَ، وأنكرَ نُبوَّةَ نبيِّنا بالخُصوصِ.
وكذلكَ يَجِبُ الإيمانُ بكُتُبِهِم وما نُزِّلَ عَليهِم.
وأمّا التوراةُ والإنجيلُ الموجودانِ الآنَ بينَ أيدي النّاسِ، فقد ثَبَتَ أنَّهُما مُحرَّفانِ عَمَّا أُنزِلا بسبَبِ ما حَدَثَ فِيهِما مِنَ التّغييرِ والتَّبديلِ، والزّياداتِ والإضافاتِ بعدَ زَمانَي مُوسى وعِيسى -عَليهِما السَّلامُ-بتلاعُبِ ذوي الأهواءِ والأطماعِ، بَل الموجودُ مِنهُما أكثَرُهُ ـ أو كُلُّهُ ـ موضوعٌ بعدَ زمانِهِما مِنَ الأَتباعِ والأَشياعِ.