كيفَ نَستَقبلُ شهرَ مُحرّمٍ ويومَ عاشوراءَ؟

بقلم : حسن اللامي
يُعَدُّ يومُ عاشوراءَ مِنَ الأيّامِ الحزينَةِ التي يستَذكِرُ المؤمنونَ فيهِ الفاجِعَةَ الكُبرى والمُصيبَةَ العَظيمةَ في الإسلامِ، ألا وهِيَ قَتلُ الإمامِ السِّبطِ الحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ وثُلّةٍ مِنْ أهلِهِ وأصحابِهِ، وسَبي حرائرِ النبوّةِ ووَدائعِ الإمامَةِ ، هذهِ المُصيبةُ التي بَكى لهولِها مَن في السَّماءِ والأرضِ، كما تَذكُرُ جُملَةٌ مِنَ الأخبارِ الواردةِ عَنِ النَّبيّ الأكرَمِ والعِترةِ الطاهرةِ ، فَواجِبٌ على كُلِّ مؤمنٍ ومُحبٍّ لمحمّدٍ والِ محمّدٍ أنْ يتأدّبَ بالآدابِ التي تنسَجمُ معَ هَولِ هذهِ المصيبةِ، وأنْ يتأسّى بالأئمةِ مِنْ نَسلِ الإمامِ الحُسينِ في استذكارهِم لهذهِ المصيبةِ مِنْ إظهارِ الحُزنِ والبُكاءِ وقِراءةِ المراثي وإقامةِ العَزاءِ بتلاوةِ القُرآنِ والصَّلاة ، وتذاكُرِ فضائلِ آلِ بيتِ النّبيِّ الأكرمِ ، لهذا جاءَتْ جُملَةٌ مِنَ الأخبارِ تُبَيّنُ حالَ الأئمةِ الأطهارِ عندَ حُلولِ شهرِ مُحرّمٍ، وما يَنبغي على المؤمنِ أنْ يقومَ بهِ في شَهرِ عاشوراءَ :

أولاً: استقبالُ شَهرِ مُحرّمٍ بالحُزنِ والاستعدادِ لإقامَةِ العَزاءِ، وحُضورِ مجالسَ ذكرِ المصيبةِ، وتنبيهِ العائلةِ والأصدقاءِ الى ضرورةِ مُراعاةِ خُصوصيّةِ الأيّامِ الأولى مِنْ شَهرِ مُحرّمٍ واليومِ العاشِرِ على الخُصوصِ باجتنابِ الضَّحِكِ وأيِّ مَظهرٍ مِنْ مظاهرِ الفرحِ والسُّرورِ ما أمكنَ ذلكَ، لِما جاءَ عَنِ الإمامِ الرِّضا عليِّ بنِ موسى(عليهِما السَّلامُ) أنّهُ قالَ : (كانَ أبي -عليهِ السَّلامُ- إذا دخلَ شَهرُ المحرّمُ لا يُرى ضاحِكاً، وكانتْ الكآبةُ تَغلِبُ عليهِ حتى تمَضيَ عشرةُ أيامٍ، فإذا كانَ يومُ العاشِرِ كانَ ذلكَ اليومُ يومَ مصيبَتِهِ وحُزنِهِ وبُكائِهِ، ويقولُ: هُوَ اليومُ الذي قُتِلَ فيهِ الحُسينُ -عليهِ السَّلامُ-) فعَلينا التأسّي بِهم سلامُ اللهِ عَليهِم .

ثانياً: إنَّ إحياءَ ذِكرى عاشوراءَ هُوَ إحياءٌ لأمرِ اللهِ –عَزَّ وَجَلَّ- لأنَّ الإمامَ الحُسينَ هُوَ وَليُّ اللهِ، وإمامٌ وسَيّدٌ للمؤمنينَ، ونَهضَتَهُ المباركةَ كانتْ نهضةً عقائديّةً سياسيّةً لتغييرِ نظامِ الحُكمِ الفاسِدِ والمُنحَرِفِ عَنْ طريقِ النبوّةِ، فعندَما يُحيي المؤمنونَ أمرَ الإمامِ الحُسينِ بالبُكاءِ عليهِ ولَعنِ قَتَلَتِهِ سيُكتَبُ لَهُم الأجرُ والثوابُ العَظيمُ عندَ اللِه عَزَّ وَجَلَّ.

- عَنِ الإمامِ الرِّضا (عليهِ السّلامُ): (مَنْ كانَ يومُ عاشوراءَ يومَ مُصيبَتِهِ وحُزنِهِ وبُكائِهِ، يجعَلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يومَ القيامَةِ يومَ فَرَحِهِ وسُرورهِ)، وعَنهُ (عليهِ السَّلامُ): (فعَلى مِثلِ الحُسينِ فليبكِ الباكونَ، فإنَّ البُكاءَ عليهِ يَحُطّ الذنوبَ العِظامَ)
- وعَنِ الإمامِ زَينِ العابدينَ (عليهِ السّلامُ): (أيّما مؤمنٍ دَمِعَتْ عيناهُ لقَتلِ الحُسينِ (عليهِ السَّلامُ) حتى تسيلَ على خَدِّهِ، بَوَّأَهُ اللهُ بِها في الجنّةِ غُرَفاً يسكُنُها أحقاباً).
-وعَنِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السَّلامُ): قالَ: (إنَّ اللهَ تباركَ وتَعالى اطَّلَعَ إلى الأرضِ فاختارَنا، واختارَ لَنا شيعةً ينصرونَنَا ويفرَحونَ لفَرَحِنا، ويحزنونَ لحُزنِنا، ويبذلونَ أموالَهُم وأنفُسَهُم فِينا، أولئكَ مِنّا وإلينا؛ وقالَ: كُلُّ عَينٍ يومَ القيامَةِ باكيةٌ، وكُلُّ عَينٍ يومَ القيامَةِ ساهِرَةٌ، إلا عَينُ مَن اختَصّهُ اللهُ بكرامَتِهِ، وبَكى على ما يُنتَهَكُ مِنَ الحُسينِ وآلِ مُحمّدٍ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَليهِم).
ثالثاً: إحياءُ لَيلةِ العاشرِ بإقامَةِ العَزاءِ، وتلاوةِ القُرآنِ، والصَّلاةِ والدُّعاءِ والاستغفارِ، وزيارةِ الإمامِ الحُسينِ، والمبيتِ عندَ قبرِهِ الشريفِ –إنْ أمكَنَ- وكذلكَ -في يومِ عاشوراءَ- الحضورِ في مجالسِ قراءَةِ المُصيبَةِ، والحِرصِ على زيارةِ الإمامِ الحُسينِ عَنْ قُربٍ أو عَنْ بُعدٍ بالمأثورِ مِنَ الزياراتِ، وإطعامِ المُوالينَ بطعامِ أهلِ المصائبِ، و تركِ العَمَلِ والانشغالِ بأمورِ الدُّنيا، وردَ عَنْ مُحمّدِ بنِ محمّدٍ المُفيدِ: " وَفي العاشِرِ مِنَ المُحرّمِ قُتِلَ الحُسينُ (عليهِ السَّلامُ)، وجاءَتْ الروايَةُ عَنِ الصادِقِ (عليهِ السَّلامُ) باجتنابِ الملاذِّ فيهِ، وإقامةِ سُنَنِ المصائبِ، والإمساكِ عَنِ الطَّعامِ والشَّرابِ إلى أنْ تزولَ الشَّمسُ، والتغذّي بعدَ ذلكَ بِما يتغذّى بهِ أصحابُ المصائِبِ" ، وعَنِ الإمامِ الباقرِ (عليهِ السّلامُ) -في حديثِ زيارةِ الحُسينِ (عليهِ السّلامُ) يومَ عاشوراءَ مِنْ قُربٍ وبُعدٍ- : ثُمَّ ليندُبَ الحُسينَ (عليهِ السَّلامُ) ويبكيهِ، ويأمُرَ مَنْ في دارِهِ ممّنْ لا يتَّقيهِ بالبُكاءِ عَليهِ، وليُعَزِّ بعضُهُم بعضاً بمُصابِهِم بالحُسينِ (عليهِ السَّلامُ)... قُلتُ: فكيفَ يُعزّي بعضُنا بعضاً ؟ قالَ: تقولونُ: أعظَمَ اللهُ أجورَنا بمُصابِنا بالحُسينِ، وجَعَلَنا وإياكُم مِنَ الطالبينَ بثأرِهِ معَ وَلِيّهِ الإمامِ المهديِّ مِنْ آلِ مُحمّدٍ (عليهِمُ السَّلامُ).


 

لا تَصحَبِ المائقَ فإنّهُ يُزيِّنُ . .
أَقَلُّ مَا يَلْزَمُكُمْ لله أَلاَّ . .
القديس أنسلم (1033م ـ 1109م) ..قراء . .
عقيدَتُنا في المَعادِ الجِسمانيِّ . .
أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّه . .
مظاهر التطرف الاجتماعي . .
جدلية تأثُرْ النحو العربي بالمنطق و . .
لا تَجعَلُوا عِلمَكُم جهلاً، ويَقين . .
صندوق المستقبل . .
عقيدَتُنا في المَعادِ الجِسمانيِّ . .
عقيدَتُنا في حَقِّ المُسلِمِ على ال . .
عقيدَتُنا في البَعثِ والمَعاد . .
كَمْ مِن مُستدرَجٍ بالإحسانِ إليهِ، . .
عقيدَتُنا في الدَّعوةِ إلى الوَحدَة . .
الْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَ . .
المَبعَثُ النّبويُّ الشّريفُ . .
المزيد

ENGLISH

بحث في العناوين     بحث في المحتوى     بحث في اسماء الكتب     بحث في اسماء المؤلفين

القرأن الكريم وعلومه
العقائد الأسلامية
الفقه الأسلامي
علم الرجال
السيرة النبوية
الاخلاق والادعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الأدارة والاقتصاد
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الزراعة
الجغرافية
القانون
الإعلام