بقلم: السيد غيث شبر
آدم يعمل محاسبا في شركة عريضة عريقة، وفي عالم المحاسبة المالية هناك عدة دفاتر من شأنها أن تساعد الشركات في معرفة أرصدتها وما عليها، وأن تشخص الخلل في الصرف المالي فهناك دفتر للحسابات اليومية، وهناك جرد سنوي، وهناك وهناك، حتى تنجو بفضل تلك الدفاتر من الهدر المالي والإفلاس والفشل. فدفاتر المحاسبة مهمة بشكل فريد؛ لذا لا تستغني عنها شركة في تأمين عملها الدؤوب. والوضع المالي للشركات أو للبشر إنما هو صراع بقاء في مقبل الأيام، فالوضع المالي في المستقبل هو قطب الرحى في صراع الشركات والمصانع، بل وحتى الدول.
ولعل المستقبل يجري مسرعا كالأرقام بلا هوادة، حتى يصبح حاضرا، فماضيا، فلا شيء يذكر بعد ذلك. ولكن أبرز صورة للمستقبل عند المؤمن _وهي الأكثر بعدا في النظر_ ما يكون بعد هذه الحياة التي نخالها طويلة، وهي تمر مر السحاب، فهذا هو الجزء الأكثر أهمية في المستقبل، فهو الغاية التي تنتهي عندها تلك الأرقام التي تظل تكدح ساعية للأمام.
وهنا لو وضع آدم نفسه محل الشركة التي يعمل فيها، لوجب عليه أن يسير بهداها، بل أبعد من ذلك حتى، فمستقبل آدم ليس فقط تلك العقود التي لا يفوق عددها عدد أصابع يديه، بل هو ما يليه، ولكن آن له يلتفت إلى أي أمر محاسبي في شأنه الخاص، فالمعادلة تنطبق عليه، وليس الوضع المالي لآدم هو المقلق فقط، بل هناك روح وجوارح تحتاج منه ومنا إلى المحاسبة يوميا، والمراجعة سنويا، وإن من الجميل أن ندرك أن مالك يوم الدين يقدم التسهيلات والحسومات والعروض للمحاسبين قبل الحساب.