تتقهقر اﻷلفاظ، وتنحسر أفكار الكاتب اللبيب، والشاعر واﻷديب، ويحار المرء في نعت مواقف سُجّلت في سجل الخدمة الحسينية، يدأب ذووها على المحافظة عليها، واستزادتها في كلّ عام، ها هم بعض أهالي مدينة الكاظمية المقدسة الكرام عقدوا العزم وحملوا وسام الشرف في ميدان خدمة الوافدين لزيارة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" وإحياء موسم الأربعين، إذ فتحوا أبواب بيوتهم العامرة والجوامع والحسينيات للمساهمة في استقبال أفواج الزائرين وإيوائهم وإعداد الموائد وتوفير كلّ مستلزمات الضيافة حيث عكسوا بجهودهم هذه الكرم الكاظمي الأصيل والوجه الوضّاء للخدمة الحسينية.
وللتعرف على طبيعة الخدمات وما يتميز به هذا الموسم تحدّث لموقع العتبة الإلكتروني فضيلة الشيخ علي الهلالي إمام وخطيب حسينية زهراء النواب "المشاط" والمسؤول أيضاً عن خدمات حسينية المنتظر قائلاً: الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بخدمة زائري الأربعين، هذه الخدمة التي إن دلّت على شيء إنما تدل على السر المكنون في ديمومتها وبقائها، حيث شاهدنا هذا العام وبعد الانتصارات التي حققتها قواتنا الأمنية والحشد الشعبي وتحرير آخر معقل للإرهاب في مدينة القائم نجد اليوم العراق من محافظة البصرة إلى محافظة نينوى كلّه موكب واحد لخدمة الزائرين وتوفير ما تجود به الأنفس، إذ استطعنا هذا الموسم ومن خلال التعاون والتنسيق العالي مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مشكورة في تلبية متطلبات الضيافة من الطعام والأغطية والفرش، وتمكّنا من استضافة أكثر من (1000) زائر يومياً، وهذه الخدمة كانت مكللة بجهود المؤمنين المصلّين في الحسينية الذين سارعوا في فتح بيوتهم أمام الزائرين وهو جزء من واجبهم الحسيني. 
وبيّن لنا السيد أبو مروة مسؤول خدمات مقام ومسجد براثا طبيعة الخدمات التي تتوافر للوافدين الكرام قائلاً: جنّد الأخوة القائمون على خدمة هذا المكان الشريف أنفسهم والعمل بروح الفريق الواحد لأجل تقديم الخدمات اللائقة بزائري الأربعين، إذ شهد هذا الموسم تنظيماً وتخطيطاً مستفيدين من تجاربنا في السنوات الأربع السابقة وتعاوننا مع العتبة الكاظمية المقدسة، حيث تم استغلال جميع قاعات المسجد لإيواء ومبيت الزائرين، التي تستوعب ما يقارب (3000) زائر، وتمكّنا من توفير ثلاث وجبات يوميا وخدمات الضيافة بأنواعها، فضلاً عن تقديم الزاد الفكري والإرشاد الديني من خلال تواجد عدد من المبلّغين. 
وواصلنا اللقاء مع مسؤول الطبابة الخفر في مسجد براثا المعاون الطبي محمد حسن عبد الرسول قائلاً: تشرّف الفريق الطبّي المتخصص في هذا المسجد المبارك بتقديم الخدمات الصحية والإسعافات الأولية وتوفير العلاجات للوافدين الكرام، فضلاً عن التوجيهات الصحية التي تخص الزائر الكريم، وهناك تعاون وتنسيق مع مستشفى الكرخ العام في نقل بعض الحالات الصحية الحرجة إليها. 
وكان لنا لقاء آخر مع السيد حيدر جواد الذي حدّثنا عن الخدمات التي يقدمها المخيم الحسيني قائلاً: إن هذا المخيم شهد مجالس حسينية يومية متتالية، فضلاً عن استضافة الوافدين خلال عملية التفويج التي تقوم بها العتبة الكاظمية المقدسة، حيث نستقبل ما يقارب (200) زائر يومياً، يرافق ذلك خدمة المبيت وتوزيع وجبات الطعام وستستمر هذه الخدمة حتى انتهاء الزيارة المباركة بإذنه تعالى. 
وأبدى الحاج أحمد المشاط المسؤول عن خدمات الزائرين في حسينية الحاجة مكية الجواهري رأيه قائلاً: اليوم وبفضل الله تبارك وتعالى بدأنا نحصد ثمرة ولاءنا للإمام الحسين والأئمة الأطهار "عليهم السلام" من خلال استقبال زائريهم الكرام، وتوفير مستلزمات الضيافة لهم، بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة، إذ شهد هذا الموسم تنظيماً أكثر في عملية استقبال الأعداد الكبيرة من الزائرين.
وتحدث حيدر عمران موسى من خدم الإمامين الجوادين "عليهما السلام" حول الاستفادة من موقع بئر الإمام الجواد قائلاً: هذا الموقع يفتتح للسنة الأولى لإيواء ومبيت الزائرين بمساحة (3700)م2 بعد استملاكه، حيث أن قدرة الموقع الاستيعابية من (2000 ـ3000) زائر مجهز بالمحطات الخدمية والصحية، فضلاً عن مطبخ خاص لتوفير وجبات الطعام للزائرين.
إن العشق لهذه الخدمة هو إحدى فيوض بركات الإمامين الجوادين "عليهما السلام" التي يعيش أهالي مدينة الكاظمية المقدسة تحت لوائها.