يَطلُ علينا سماحة الشيخ "ستار المُرشدي" مدير العتبة العسكرية المقدسة بين فترة وأخرى وفي نفسهِ الكثير من العبر والدروس باحثًا في سُبرِ الصعاب وتحدياتُها ومستنجدًا بأحاديثِ الائمة الأطهار ليُستذكر في أذهانِ خدامِ هذا المكان المقدس دروسًا تنمي فيهم روح المحبة والوئام والعمل المشترك، يرسمُ في خطابهِ طريقًا إستمد مسيرهُ من نهجِ محمد وال محمد وخصوصًا أهل هذا الدار ومدى تأثيرهم على حياة الخدام ، كُل هذا وأكثر تناولهُ سماحتهُ في حديثهُ مع خدمة مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام. 
إستهلَّ " الشيخ المرشدي" في بداية حديثهُ بعض العبر ِ مُستذكرًا  أيام شهر رمضان المُبارك ومدى إستفادة خدام الإمامين العسكريين عليهم السلام من هذا الشهر الفضيل ومبارك لهم عيد الفطر وحلول أيامه وهم في كنف دار الإمام عليه السلام،  وعمق المسافة بين شهر رمضان ويوم عرفة وتأثيرها النفسي على الإنسان قائلًا من لم يُدرك غفران الذنوب في شهر رمضان فاليدرك عرفة، وحثَّ بعدُها خدام العتبة المقدسة على السعيِ لحجِ بيت الله الحرام كما وقد سعت العتبة العسكرية المُقدسة مؤخرًا لتوفير فرصة الحج لخدامها وفتح باب التقديم لقرعةِ الحج وهيّ تسعى منذ فترة على أن ينال الخادم أفضل واجود الخدمات والمساعي التي تصبُ في خدمة العتبة المقدسة وخدامها.
إستمر سماحتهُ في حديثهِ بتأكيده على ضرورة أن يُحدد خادم مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام هويتهُ وصبغتهُ الدينية ويحدد شخصيته ووضعها في المكان الصحيح الذي يُساهم بها من خلاله على تربية بيته وعياله وحياته ودورها في المجتمع مع أقرانه واخوته وأصدقاءه، ثم شدد بتأكيده على أهمية تعلم الفقه وهو يكررها ثلاثة مرات الفقه الفقه الفقه ومنه يحدد الخادم أن يكون على جادة الطريق او خارجًا منها، مُستذكرًا دور الحوزة العلمية والمرجعية الدينية وأهمية التواصل الروحي والذهني مع المراجع الدينية وعلماء الدين وخصَ بالذكر رجال الدين في العتبة العسكرية المقدسة وأكد على أهمية تقوية أواصر العلاقات بين الخادم ورجل الدين في العتبة والمحاولة من الاستفادة منهم قدر الإمكان بغية التفقه في الدين وخدمة مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام. 
وأضاف سماحة الشيخ "ستار المرشدي" إضافةً كانت من أهم ما تحدث به وموضوعًا أجاد بطرحهِ إلا وهوَ ( الورع )، مُستشهدًا بمجموعةِ أحاديث نبوية شريفة وعن أهل بيت النبي عليهم السلام ومنها عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام قال " صونوا دينكم بالورع "، وعن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام " لا معقل احرز من الورع "، ومن وصية النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم لأبي ذر رضوان الله عليه " يا أبا ذر، ملاك الدين الورَع، ورأسُه الطاعة. يا أبا ذر، كن ورعاً تكن أعبد الناس، وخيرُ دينِكم الورَع. يا أبا ذر، فضلُ العلم خيرٌ من فضل العبادة، واعلم أنكم لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، ما ينفعكم ذلك إلا بورَع"، معرفاً سماحته الورع وهوّ الكف عن المحارم والتحرج منها ، ومفصلًا لأقسامه:
1.ورع التائبين: ما يخرج المكلف عن الفسق وهو الموجب لقبول الشهادة.
2. ورع الصالحين: ما يخرج عن الشبهات.
3. ورع المتقين: ترك الحلال الذي يتخوف انجرارة الى المحرم .
وأختتم سماحتهُ حديثهُ بضرورة التعامل بين خدام مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام وفق مبدأ المساواة والعدل والتواصل المثمر الذي يصب في منفعة العمل بين المسؤول والموظف، فالجميع ينضم ضمن إطار الخادم في هذا المكان المقدس، مستذكرا ذلك برواية لأمير المؤمنين علي عليه السلام وأضاف في نهاية الحديث مُقترحًا على الخدام مشروعين مهمين يصبان في مصلحة الخادم وهمّا مشروع الامام الحسن العسكري عليه السلام للتكافل الاجتماعي والذي دعت له إدارة العتبة مؤخرا مُستذكرا ضرورة التوافد لهذا المشروع والاقبال عليه والمشروع الآخر الضمان الصحي لخدام العتبة العسكرية.