مدينة الكاظمية المقدسة .. كانت وما زالت حاضرة آدبية متجددة ومنبعاً لنشر العلم والفكر والمعرفة ومركزاً للإشعاع الحضاري الثقافي الإسلامي ومشعلاً للهداية تنير دروب سالكي مدرسة أهل بيت النبوة "عليهم السلام"، لها عمق تاريخي امتدّ لأكثر من ألف عام، أغنت المكتبة الأدبية بالشعر الهادف والبنّاء فأضحت ساحة لتجذير مفهوم الثقافة العربية الرصينة. عقدَ نادي الكتاب في كلية الآداب في الجامعة المستنصرية يوم الأربعاء 5 نيسان 2017 الندوة العلمية الموسومة:(قراءة في موسوعة الشعراء الكاظميين)، بحضور كوكبة من الشخصيات العلمية والأكاديمة قدم خلالها المؤلف المهندس عبد الكريم الدباغ موجزاً حول مدينة الكاظمية المقدسة التي جمعت بين العلم الأدب، والزيارة والتجارة، والصناعة والزراعة، والفلاحة والملاحة، وما مرت بها من أدوار علمية وأدبية مهمة، إذ كانت مدرسة قائمة بذاتها، لا يحتاج طالب العلم إلى غيرها، كما في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، أيام العلامة السيد محسن الأعرجي، والعلامة أسد الله الكاظمي، والعلامة السيد عبد الله شبر. وبيّن في محاضرته أهمية الشعر في مقومات الحياة العلمية والأدبية، واختلاف أغراضه باختلاف ثقافة قائليه، والمناسبات التي قيلت فيه، غير أن شعراء المدن المقدسة خصّوا أهل البيت "عليهم السلام" من شعرهم بجزيل قسمة، وتنافسوا في إبداء هواهم ، وحبهم الذي يكنونهُ لهذه المدينة المقدسة. كما استعرض المؤلف أن هذه الموسوعة هي من المصادر المهمة لتاريخ الشعر الكاظمي، سجلت الكثير من الحوادث وما جرى في هذه البلدة والعراق بشكل عام، حيث ضمت بأجزائها الثمانية (333) شاعراً، منهم (11) من العناصر النسوية، إذ جمعت الشعراء الذين عاشوا في القرون الخمسة الأخيرة، وقد أثبت ما يُستدرك على الديوان من شعر إن كان للشاعر ديوان مطبوع أو أكثر، وذكر المستدرك على (شعراء كاظميون) للشيخ المحقق محمد حسن آل ياسين "قدس سره"، وشهدت الموسوعة مجموعة كبيرة من الشعراء المعاصرين الذين أثبت تراجمهم ومجموعة مختارة من أشعارهم، وكثيراً من الشعراء ممن لم يعثر على شيء من شعرهم ولكن وردت النصوص على أنهم شعراء. وأشار المؤلف في حديثه إلى توجيه طلبة الدراسات العليا والمؤسسات العلمية إلى الاهتمام بشعراء الكاظمية، هذه المدينة الزاخرة وعلمائها وأدبائها ومثقفيها. واختتمت الندوة العلمية بفتح باب الحوار والمناقشة وطرح بعض المداخلات من قبل السادة الحضور والوقوف على جوانب مهمة من هذه الموسوعة التي ستغدو مرجعاً مهماً بيد الأكاديميين والباحثين، وبيان وجهات نظرهم وفق رؤية علمية متنوعة أثرت هذا الندوة القيّمة . من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة سعت إلى طباعة هذه الموسوعة لأجل رفد الحركة الثقافية والفكرية والأدبية، والحفاظ على هذا الموروث الإنساني حيث غدت العتبة الكاظمية المقدسة اليوم الوعاء الحافل بالأدب والأدباء والشعر والشعراء من خلال مهرجاناتها السنوية، منطلقة من كون الشعر لغة القرآن والتخاطب الثقافي التي تتغنى بها الشعوب بل هو أبلغ رسائل التعريف برسائل تلك الشعوب.