تزامناً مع الذكرى العطرة لولادة الإمام الباقر(عليه السلام) أقام قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة صباح اليوم السبت (1رجب 1437هـ) الموافق لـ(9نيسان 2016م) حفله السنويّ الثالث لتكريم طالبات مدرسة العميد الابتدائية للبنات اللاتي بلغن سنّ التكليف الشرعيّ، وذلك انطلاقاً من رسالة العتبة العبّاسية المقدّسة التي تقدّم التربية على التعليم.
حيث جاءت هذه الفعالية ضمن سلسلة فعاليات البرنامج التربوي لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة المقدّسة, فالغاية من هذه الفعاليات هي لتوعية المتعلّمين بتكاليفهم الشرعيّة والأخلاقية أيضاً وليس بتكاليفهم المعرفية والعلميّة فقط.
أُقيم الحفلُ على قاعة مجمّع الشيخ الكليني(قدّس سرّه) التابع للعتبة المقدّسة وشهد حضور المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة والأمين العام ونائبه مع أعضاء مجلس الإدارة بالإضافة الى ممثّلين عن الحكومة المحلّية في كربلاء وجمع من المؤمنين من أهالي الطالبات، واستُهِلَّ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق لتأتي بعدها كلمة قسم التربية والتعليم العالي التي ألقاها رئيسُ القسم المذكور الدكتور عباس الددة والتي بيّن فيها:
"لقد دأبت العتبةُ العبّاسية المقدّسة على تأسيس مشاريع تربويّة وتعليمية تبدأ من رياض الأطفال لتصل الى التعليم الجامعي، وهذا ليس من باب إضافة رقمٍ الى أعداد المؤسّسات التربويّة والتعليميّة الحكوميّة أو الأهليّة، وإنّما للإسهام في رسم سياسة تربوية تعليميّة تجعل من الشريعة الإسلامية مبدأ رئيساً لها وعماداً مفصلياً في برامجها التعليمية والإرشادية والتنموية، ومن هذا وذاك كانت مجموعة أبي الفضل العباس(عليه السلام) التعليمية بمؤسّساتها المتنوّعة مراعين في ذلك شريحة البنات والبنين على مختلف الفئات العمرية".
وأضاف: "دوّن القسم منهاجه في تقويمٍ خاصّ بمجموعته ذلك هو التقويم الإجرائي التربويّ للمجموعة وواحد من أهمّ أنشطة ذلك التقويم هو فعالية حفل سنّ التكليف التي تستبطن في مكوّناتها التربوية توجيه المتعلّمين الى الانتقال المفصليّ من حياتهم في عالم الطفولة الى عالم التكليف، بحيث أصبحت أقوالهم وأفعالهم مسجّلة ومحاسباً عليها في الأرض والسماء، وتأتي هذه الفعالية خطوةً في بناء المتعلّمين بناءً روحياً وتربوياً ومعرفياً للاستعداد للمرحلة الجديدة في حياتهم ليكونوا رساليّين عارفين بأبعاد ما يقولون وما يفعلون".
قدّم بعد ذلك المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) درعاً رمزياً لممثّلين عن فرقة العباس(عليه السلام) القتالية خلال حضورهم الحفل المبارك عرفاناً وتكريماً لتضحياتهم المباركة في حفظ العراق ومقدّساته وشعبه.
أُلقيت بعدها محاضرةٌ للسيد محمد الموسوي من قسم الشؤون الدينية تحدّث فيها عن أهمّية الحجاب وما يمثّله من دورٍ مهمّ في حياة البنت وكيف أنّ عليها الاقتداء بالزهراء(عليها السلام) في الالتزام بالحجاب والستر.
هذا وتخلّل الحفل العديد من المشاركات والفعاليات من قبل الطالبات المكلّفات مع ترديد القسم بالحفاظ على حجابهنّ، ليُختتم الحفل بتكريم الطالبات من قبل القائمين على العتبة المقدّسة البالغ عددهنّ (105) طالبة.