المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


خطيب جمعة كربلاء المقدسة ... استصغار الذنب ومجاهرته والسرور به ، تصّير الذنب الصغير كبيراً


  

2865       08:17 صباحاً       التاريخ: 2015-12-19              المصدر: imamhussain.org
في سياق خطبته الأولى ، وبعد سرده لبعض مأثورات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بخصوص إصرار المذنب على ذنبه دونما ندم عليه ومغادره له ، اوجز خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة الشيخ  عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) خلال خطبته الدينية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة في 6/ربيع الاول/ 1437هـ الموافق 18/كانون الأول/2015م ، مفهوم الإصرار ـ تعريفا ومصداقا ـ ليعرج بعد ذلك على اقوال بعض الفقهاء بصدد ذلك ممن عدّ ـ الإصرار ـ ذنبا كبيرا  .
كما تطرق سماحته الى ما يصدق على الإصرار عنوانا من حيث اللغة والعرف مع تصنيفه له من حيث كونه صغيرة ام كبيرة ،  وبعض صوره.
الشيخ الكربلائي ، وفي مورد حديثه عن ما يقابل الإصرار من توبة ، اوجز شارحا حديث الإمام الباقر عليه السلام بخصوص ذلك ، محتملا ترك التوبة والإصرار على الذنب كبيرة ، باعتبار ان القدر المّسلم به من مفهوم
الاصرار هو التكرار العملي للذنب من دون الندم والتوبة ، فمن يداوم على الذنب بنحو يقال عنه عرفا بانه مداوم عليه از اكثر عد مصرّا .
وفي مورد حديثه عن ما يلحق بالإصرار ، بيّن الشيخ الكربلائي عناوين اخرى صيرته ـ الإصرارـ  كبيرة بعد ان كان صغيرة بداعي الإصرار عليها ، كإستصغار الذنب والسرور به والمجاهرة به .
 
هذا وقد جاء فيها ما يلي :
ورد في رسالة الامام الصادق (عليه السلام) لشيعته : " و إيَّاكُم والاصرارَ على شيء مما حَرَّمَ الله في ظهر القُرآنِ وبطنه وقد قال الله تعالى ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ......  " .
يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : " اعظم الذنوب ذنب أصر عليه عامله " .
وقال ( عليه السلام ) : " الاصرار يوجب النار" .
وقال ( عليه السلام ) : " الاصرار شيمة الفجّار"
عن الامام الصادق (عليه السلام) : " لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار" .
 
اعتبار الاصرار على الصغائر ذنباً كبيراً مورد اتفاق الفقهاء لكن اختلفوا في معنى الاصرار على عدة اقوال والقدر المسلّم المتفق عليه ان الاصرار هو ان لا يندم المرتكب على ذنبه بل يرتكبه مرة اخرى ويداوم عليه ، مثلا ً ، بناء على حرمة لبس الحرير والتختّم بالذهب للرجل- ان لم يثبت انه من الكبائر- فمداومة الشخص على لبسه هو قطعاً من الذنوب الكبائر .
ومثال آخر : النظر للاجنبية او الدخول في منازل الناس بدون اذن دون ان يندم فاعله عليه ويستغفر منه ، فان مثل هذه المداومة تعتبر ذنباً كبيراً باتفاق الفقهاء .
وقد ذكر عدد من الفقهاء منهم الشهيد في كتاب القواعد ان ارتكاب عدة ذنوب صغائر من دون ان يندم عليها ويستغفر منها كما لو لبس الحرير وتختّم بالذهب ونظر للاجنبية وصافحها ولامسها في حكم الكبائر ولا فرق بينه وبين الاصرار على ذنب صغير واحد..
وقد ذكر بعض الفقهاء ان ارتكاب ذنب صغير مرة واحدة مع العزم على ارتكابه ثانية يعتبر من الاصرار ومعناه ان الاصرار هو مجرد التصميم على التكرار..
يقول السيد عبد الحسين دستغيب في كتاب " الذنوب الكبيرة" ج2 ص245 :
" الا ان ما انتهى اليه النظر هو ان صدق عنوان الاصرار على الصورة الاخيرة من حيث اللغة والعرف امر مشكل، بل هو خلاف الظهور العرفي لكلمة الاصرار ثم قال : (وما يمكن ان يكون مدركاً لاعتبار هاتين الصورتين من الكبائر).
في رواية عن الامام الباقر (عليه السلام) حيث يقول : ما من احد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم انه سيعاقب عليها، الا انه ندم على ما ارتكب، ومتى ما ندم كان تائباً مستحقاً للشفاعة، ومن لم يندم عليها كان مصراً ، والمصرّ لا يغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم.
وهذا الحديث عدّ (عليه السلام) عدم الندم وترك التوبة والاستغفار من الذنب الذي ارتكبه اصراراً ، حتى وان لم يكرر الذنب ولم يكن له تصميم على تكراره الاّ ان ما يلاحظ هو :
اولا ً : ان مورد كلام الامام (عليه السلام) الذنوب الكبيرة.. ويحتمل ان ترك التوبة من الذنوب الكبيرة هو الإصرار، اما في الصغائر فان تكرارها هو الاصرار..
وثانياً : ان كلام الامام انما هو في مورد ما اذا كان ترك التوبة من باب الاستخفاف وعدم المبالاة بالوعيد الالهي، ومن باب الامن من مكر الله تعالى.. وظاهر ان ترك التوبة في مثل هذا الحال هو بنفسه أمن من مكر الله وقد سبق انه من كبائر الذنوب..
وبالجملة فان القدر المسلم من معنى الاصرار هو التكرار العملي للذنب من دون الندم والتوبة فهو يداوم عليه بنحو يقال عرفا انه مداومة له او يزيد عليه..
 
ما يلحق بالإصرار :
هناك عدة عناوين اخرى متى ما صدقت على أي ذنب من الذنوب الصغيرة جعلته كبيراً وهي :
1-   استصغار الذنب : بمعنى ان يستخف مرتكب الصغيرة بذنبه، ولا يرى نفسه جديراً بالتوبة الالهية وهنا يعتبر ذنبه كبيراً انه انه في هذا الحال يستهين بنهي الله ويخرج من طريق العبودية ...
واما مَنْ كان من اهل العجب ولا يعرف حقارة نفسه وعظمة الله ويرتكب الذنب كأن لم يكن شيئاً فانه لا ينال الفضل الالهي بل هو جدير بالخذلان والانتقام وبالجملة فان الله تعالى بفضله يعفو عن الذنب الصغير لمن لا يستهين بالذنب ويستخف به.
2-   السرور بالذنب : ومن جملة ما يجعل الذنب الصغير كبيراً السرور والابتهاج بالذنب الذي ارتكبه وذلك ان علامة الايمان بالله ويوم الجزاء الحزن والندم على الذنوب التي ارتكبها مهما كانت صغيرة كما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : (من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن).
فكما ان الله تعالى عظيم فكذلك مخالفة اوامره ونواهيه عظيمة..
روى عن امير المؤمنين (عليه السلام) : (لا تنظروا الى صغير الذنب، ولكن انظروا الى ما اجتأتم).
وكما ان الندم والحسرة على ارتكاب الذنب تمحو الذنب وتطهر مرتكبه كذلك السرور بالذنب توجب ثبات الذنب وتعاظمه وفي الحقيقة ان السرور بالذنب أمن من مكر الله وقد سبق القول انه من الكبائر..
3-   المجاهرة بالذنب : ومن جملة ما يجعل الذنب الصغير كبيراً اظهاره ونقله للاخرين كما ان اظهار الذنب هو هتك للحرمات الالهية.. ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له).


Untitled Document
.مرتضى صادق
تأثير الموجات الصوتية على الحشرات
علي الحسناوي
إجازة الخمس سنوات للموظف
طه رسول
التنظيم الحيوي لنشاط الإنزيمات في الجسم البشري
د. فاضل حسن شريف
(لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) في كلمة للناس في...
أنور غني الموسوي
ذبائح الكفار
د. فاضل حسن شريف
طباق الحياة والموت في القرآن الكريم (ح 7)
حسن الهاشمي
المرجعية تؤكد على محورية العترة في التأسيس للحياة...
د. فاضل حسن شريف
طباق الحياة والموت في القرآن الكريم (ح 6)
عبد العباس الجياشي
حديث في صحيح البخاري يهدم دين اهل السنة ( شاهد وأنت...
د. فاضل حسن شريف
الجناس المحرف في القرآن الكريم (عالمين أو عالم بفتح...
علي المرتضى السعبري
الشيخ محمد بن إدريس الحليّ وأثره في نشوء فقه الحديث
د. فاضل حسن شريف
بمناسبة هدم قبور أئمة البقيع: القبر في القرآن الكريم (ح...
عبد العباس الجياشي
اثبات أنّ من قال "أنّ النبي (ص) مسحور" ملعون في كتاب...
د. فاضل حسن شريف
بمناسبة هدم قبور أئمة البقيع: القبر في القرآن الكريم (ح...