المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4518 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


القرآن الكريم المعجزة الخالدة ومنبع العلوم المختلفة  
  
1411   10:33 صباحاً   التاريخ: 21-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 187- 205
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / المعجزة /

عقيدة الشيعة الامامية الاثنى عشرية في القرآن‏ الكريم :

اتفق الإمامية الاثنى عشرية بكلمة واحدة على أنه لا زيادة في القرآن وجزموا بكلمة قاطعة أن بين الدفتين هو القرآن المنزل دون زيادة ونقصان واليوم أصبح هذا القول ضرورة من ضرورات الدين، بل عقيدة لجميع المسلمين إذ لا قائل بالنقيصة لا من السنة ولا من الشيعة، وذكر سيدنا واستاذنا في العلوم العقلية، آية اللّه السيد ابو القاسم الخوئي النجفي في تفسيره واصوله، وأما دعوى التحريف فإنا نمنع وقوعه أولا، ولم يقل به إلا بعض العامة وتبعه نفر من الخاصة الذين لا تحصيل له ، فإن القرآن بلغ من الأهمية عند المسلمين في‏ زمان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم حتى حفظه الصدور مضافا إلى الكتابة، ولم يكن أمر خفيا عن الناس ليمكن تحريفه حتى عن الصدور الحافظة له كلا أو بعضا، أم ما نقل من الأخبار الشاذة على تحريف القرآن، فالمراد منها على فرض صحتها التحريف من حيث التقديم والتأخير أو التأويل والتدليل على عدم وقوع التحريف ولو حرفا واحدا، قوله تعالى في سورة الحجرات {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. وقوله تعالى في سورة فصّلت : {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].

ونعتقد أن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من اللّه تعالى على لسان نبيه الأكرم محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيه تبيان كل شي‏ء وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم من دون زيادة ونقصان ومن ادعى فيه غير ذلك، فهو منحرف أو مغالط او مشتبه وكلهم على غير هدى، فإنه كلام اللّه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ومن دلائل إعجازه أنه كلما تقدم الزمن وتقدمت العلوم والفنون، فهو باق على طراوته وعلى سمو مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة، ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية على العكس من كتب العلماء وأعاظم الفلاسفة مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية، فإنه يبدو بعض منها على الأقل تافها او نائيا او مغلوطا كلما تقدمت الأبحاث العلمية وتقدمت العلوم النظرية المستحدثة حتى من مثل أعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوة العلمية والتفوّق الفكري.

وإليه يشير قول الصادق عليه السّلام فيما قال له الراوي ما بال القرآن لا يزال على النشر والدرس إلا (غضا أي جديدا). فقال الصادق عليه السّلام: لأن اللّه تعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة.

فقد قال ابن عباس الذي هو من تلامذة علي بن ابي طالب عليه السّلام: (إن في القرآن معان يكشفها الزمن).

وكلما مرّت الأزمان والدهور يعلم عظمة القرآن، وفي الأرض لا يوجد كلام اللّه الذي لا يكون محرفا غير القرآن الكريم وبقية الكتب السماوية محرفة.

من دلائل اعجاز القرآن الآيات الكونية :

لم يدوّن اللّه تعالى الآيات الكونية وغيرها التي تربو على (750) آية من القرآن الكريم لتعليمنا علم طبقات الأرض او الفلك او غيرها من العلوم ذلك لأن ما اودع اللّه تعالى من قوانين وخواص في حقل طبقات الأرض او في حقل علم الفلك وغيرها من الكثرة بحيث لا يمكن حصرها او عدّها {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } [الكهف: 109].

من أي شي‏ء خلق الانسان :

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن: 14].

الصلصال هو الطين اليابس والطين هو التراب الممزوج مع الماء.

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} [الروم: 20].

وهذه صريحة بأن خلقنا من التراب لا ريب فيها، هذه بداية الإنسان، ثم‏ يمر في مراحل حتى يكون نطفة { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2] الأمشاج أي المختلط فهذه النطفة تتولد من الدم الذي يتكوّن من المادة اللبنية الناتجة من الكيلوس ، ومادة الكيلوس عبارة نواتج هضم الغذاء الذي أصله من الحيوان والنبات والماء، فأما الحيوانات فمعتمدة على الحيوانات الاخرى، والنباتات والحيوانات الثانية جميعها معتمدة على النباتات، والنباتات معتمدة على الماء والتربة، والمواد الموجودة في الماء نفسها موجودة في التربة، فالأصل يرجع إلى التربة.

العلم الحديث :

أما الأشياء العلمية التي اكتشفت حديثا بواسطة علم التشريح واختراع الآلات الدقيقة المساعدة للفحوص فنتج منها أخيرا أن المواد الموجودة في التربة نفسها موجودة في جسم الإنسان بعد التحيل الدقيق للمادتين، وأنهما يتكونان من الكاربون الهيدروجين- الأوكسجين- الكبريت- الفسفور- النتروجين- الكالسيوم- البوتاسيوم- الصوديوم الخ. أن هذه العناصر نفسها موجودة في التراب وجسم الإنسان، ولكن توجد نسبة بينهما كما توجد نسبة بين إنسان وآخر.

وهذه إحدى العلوم الساطعة من الآيات : {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النور: 46] .

أين محل النطفة من جسم الانسان :

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172].

إن هذه الآية الكريمة هي إحدى الآيات التي فيها العلوم الساطعة يقول‏ تعالى على ما جاء في التفسير إن اللّه عند ما خلق آدم أخرج ذريته من اصلاب آبائهم إلى أرحام امهاتهم، فعرّفهم بما خلق من آيات ربهم من القدرة فأشهدهم، ألست أنا الذي خلقتكم؟ قالوا: بلى أنت الرب ونشهد بتوحيدك بعد أن جعل في عقولهم أدلة على وحدانيته. وبعد معرفتنا علم الأجنة يظهر لنا سر قوله تعالى من ظهورهم، تقول المصادر الموثوقة بأن الجنين عند تكوينه في الرحم تنبت الخصيتان في ظهره عند أسفل الكليتين تماما وتبقيان كذلك في ظهره حتى أشهره الأخيرة في بطن أمه، ثم تنحدران إلى الأسفل، وعند الولادة تكونان في المركز المعتاد، وفي بعض الأحوال يتأخر انحدارهما فيولد الجنين وخصيتاه في ظهره فيسمى عندئذ بذي الخصية غير النازلة.

وكذلك مركز المبيض في الانثى فإنه في الظهر تماما تحت الكلية ذكرا كان أم انثى، ومعلوم أن الخصيتين والمبيض هما مستقر النطفة التي هي مبدأ خلقة الإنسان وهما في الظهر، وهذا هو ما صرّح به القرآن قبل 1400 سنة تقريبا.

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89].

من أين يخرج الانسان :

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق: 5 - 7].

الصلب هو عظام فقرات الظهر السفلى، أما الترائب جمع تريبة وهو عظام الصدر السفلى، والآية الكريمة تقول: واللّه العالم أن حويمن الرجل وبويضة المرأة منشأهما ومخرجهما من بين الصلب والترائب. أما العلوم الساطعة في هذه الآيات اللامعة حسب ما اكتشفه علم التشريح، فتقول إحدى المصادر الموثوقة بعد الشهر الأول وآخر الشهر الثاني من حياة الجنين المتكوّن في الرحم ينشأ جسم (وولف) وقناته على كل جانب من جوانب العمود الفقري، ثم ينشأ من جزء منه الكلى، وبعض المجاري البولية كما تنشأ من الجزء الآخر خصية الذكر ومبيض الانثى وأنهما مجاوران للكلية أي واقعان بين منتصف العمود الفقري تقريبا ومقابل أسفل الضلوع أي أنهما واقعان بين الصلب والترائب.

وكذلك تقول المصادر أن الخصية والمبيض يعتمدان على شريان يمدهما بالدم أصل هذا الشريان من الشريان اللاورطي في مكان يقابل مستوى الكلية الذي يقع بين الصلب والترائب، فتقول إحدى المصادر أن مني الرجل يتكوّن من صلبه أي ظهره، وأن بويضات المرأة تتكوّن من عظام صدرها أي ترائبها.

ونرى أن جميع المصادر تتفق مع هذا القول، فانظر كيف كانت هذه العلوم الساطعة مخزونة في هذه الآية اللامعة مع العلم أنها نزلت في عصر جاهلي أربعة عشر قرن قبل هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين.

كيف يتكوّن الجنين :

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 12 - 14].

النطفة هي حويمن الرجل وبويضة المرأة، حويمن الرجل عند التناسل يفرز الرجل 26 مليون حويمن وهو حيوان مجهري صغير طوله 55 ميكرو مليمتر ولا يرى بالعين ويتكوّن من ثلاثة أقسام: من رأس مفلطح بيضي الشكل وعنق قصير وذنب طويل ينتهي باستطالته.

البويضة- هي مجيرة صغيرة جدا بيضوية الشكل تحوي على قشرة فيها مادة البروتوبلازم وفي وسطه النواة ، وعند الجماع يدخل الحويمن إلى الرحم ويتحرك بكل سرعة يمنة ويسرة للحصول على البويضة، والبويضة تكون‏ مراكدة في البوق ، (للبوق قناة على طرفي الرحم من الداخل مكسوة بغشاء مخلطي ولها ذبذبات حريرية تنتهي بشرفات كثيرة تجلس عليها البويضة المنحدرة من المبيض ثم تنزل إلى الرحم)، وبعد التلقيح تنزل البويضة من البوق إلى الرحم، وعن أحد المصادر يقول: وفي الرحم تنقسم البويضة إلى قسمين ثم أربع فثمان فست عشر، وهكذا تكون شكلا مستطيلا مشابها لعلقة الناموس التي تعرف بالبوقات، ويستمر الجنين علقة بشكله المستطيل مدة تقرب من أربعين يوما، وبعد ذلك تسدد هذه النقطة التي زادت بانقسامها وتتكوّر بغير انتظام وتشابه، عند ذلك قطع اللحم الممضوغة في تكويرها وليوفتها، وتسمى بالمضغة ولا يزيد طولها عن ربع انج، والآن أصبح خمسين مرة بقدر البويضة، وتأخذ بعد ذلك المضغة بالانقسام، فالجزء الخارجي من المضغة يكون الجلد والجهاز العصبي، والجزء الأوسط يكون العظام والعضلات والأوعية، والجزء الداخلي يكون الاحشاء.

كيفية الجنين في شهوره التسعة :

ففي الشهر الأول تكون البويضة بقدر حجم بيضة الحمامة تقريبا وتتغذى من الحويصلة السرية، وفي الشهر الثاني تكون البويضة بقدر حجم بيضة الدجاجة ويظهر بعض نقاط عظيمة في الترقوة والفك السفلي، وفي الشهر الثالث تصبح البويضة بقدر حجم البرتقالة، وان أعضاء التناسل تبدأ بالظهور ولا يمكن تميزها ويبدأ ظهور بعض آثار الأظافر وظهور آثار بعض العظام، وفي الشهر الرابع تنضج الأعضاء التناسلية ويبدأ ظهور الوبر على الجلد، وفي الشهر الخامس يظهر الشعر في الرأس، وفي الشهر السادس يبدأ بظهور الاهداب والحاجبين وظهور الصفراء في الامعاء، وتبدأ المواد الشحمية بالظهور تحت الجلد، وفي الشهر السابع يبدأ الوبر بالزوال، وان الجنين يعتبر قابلا للحياة إذا ولد في نهاية هذا الشهر، وفي الشهر الثامن ازدياد المواد الشحمية تحت الجلد وزوال الوبر، وفي الشهر التاسع زوال اللون الأحمر اللامع للجلد، وفي الشهر العاشر وهو نهاية الحمل يصبح طول‏ الجنين 50 سم ووزنه 3175 غرام، والذكر اثقل من الانثى، وأن الوبر قد يزول من جميع الجسم ما عدا الأكتاف {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3].

ما حالة الانسان في الرحم :

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12، 13] ، لقد شرحنا الفقرات الاولى من الآية الكريمة.

أما الآن فنريد أن نعرف ما هو القرار المكين، جاء في التفسير إن في الرحم يوجد ماء يحافظ على الجنين، ولكن اكثر من هذا لم يعرفوا مع العلم أنهم كانوا في عصر متأخر من الناحية العلمية، فكيف يتمكن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم أن يفهمهم وأنهم على تلك الحال من قلة العلم، فقد أعطاهم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم الرءوس المهمة فقط.

أما القرار المكين فيقول العلم الحديث ما هو نصه، أن المضغة تتكون من قرص مضغي أسفله كهف يسمى الكيس الصفاري الذي ينفصل في الشهر الثاني للمضغة، وأعلاه كهف آخر تنشأ منه قربة ممتلئة بالماء تسمى السلى تحيط بالمضغة إحاطة تامة إلى حيث يتصل بها الحبل السري الغليظ، وهكذا تسبح المضغة في غلاف مائي يمنع عنها الصدمات، وهو يحافظ على توازن الرحم ويشد أزر الجنين ويحميه من الميل والسقوط يطول معه إذا ارتفع عند تقدم الحمل ويقصر إلى طوله الطبقي تدريجيا بعد الولادة، وعند نهاية الحمل تفرز غدد، فمن الغدد ما هو يساعد على انقباضات الرحم وتقلصاته، وغدد تساعد على عملية انزلاق الجنين، وغدد تساعد الجنين على نزوله بصورة طبيعية، فأي مكان آمن من هذا المكان‏ {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18].

كيف موضع الجنين :

{يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} [الزمر: 6].

أما خلقا من بعد خلق فقد فسرت في تكوين الجنين ومراحله ، أما في ظلمات ثلاث فقد فسره ابن عباس ومجاهد والسدى وابن زيد فكلهم قالوا الظلمات الثلاث هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة.

أما العلوم الساطعة في هذه الآيات اللامعة فظهرت في العصور المتأخرة جدا بعد الكشف الدقيق، فتقول التقارير المتأخرة أن الجنين في بطن أمه محاط بثلاث أغشية حسماء لا ينفذ منها الماء ولا الضوء ولا الحرارة، وهذه الأغشية تعرف بالمبناري والامينوين والخزربوين والغشاء الذي لا ينفذ منه الضوء والحرارة والماء يدعى باللغة العربية ظلمة.

كيف يخرج الانسان الى عالم الدنيا :

{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78] ، هذه الآية تدل على أن اللّه هو الذي يخرجنا من بطون امهاتنا، وليس للإنسان دخل في هذا الموضوع، وقد قررت التقارير الواردة أن العلم لم يتمكن من تعيين يوم الولادة بالضبط حيث أنه يخرج قبل اليوم المعتاد بعدة أيام أو يتأخر عن اليوم المعتاد.

وأن التقرير يقول مدة الحمل تتراوح بين 272- 288 يوما، وفي بعض الحالات وصلت إلى 349 يوما، وكذلك يقرر العلماء أن الولادة لا دخل لأي إنسان فيها، وكم مليون مولود ولد بدون مساعدة أحد سوى اللّه حيث ينقبض الرحم على الجنين ليطرده إلى الخارج، وأما العلوم الساطعة في هذه الآيات اللامعة فتقول إحدى المصادر أن الطفل عند ما يولد يسمع ولا يرى لعدة أيام، ثم يبدأ في تميز الضوء والظلام ولا يرى إلا بعد خمسة عشر يوما، وأما العقل الأفئدة جمع فؤاد وهنا جاء بمعنى العقل حيث له عدة معاني، والحواس الاخرى فلا يستطيع استعمالها إلا بعد مدة طويلة، فالآن ارجع إلى الآية الكريمة، فانظر كيف أنها مرتبة حسب التكوين السمع والبصر والفؤاد، إن اللّه يقول نحن نخبركم بهذه ولم‏ تعلموها من قبل، فهل أنتم شاكرون لنعمتي‏ {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].

معجزة القرآن :

{ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: 3، 4].

إن في عصرنا نرى أن التحريات تأخذ صورة بصمة الابهام من المجرمين الذين أجرموا حتى يعرفوا، ومن عامة الناس المشبوهين لئلا يرتكبوا الجرائم، ان أهمية الابهام لم تكن معروفة إلى العصور المتأخرة، وأخيرا توصل العلم الحديث بأن لم يوجد في العالم رجلان صورتا ابهامهما متشابهتان، وهذا أخيرا عرفه العلم وأجرى عليه هذه الخطة لطبع الأصابع، ولعل قول اللّه بلى قادرين على أن نسوي بنانه، يشير إلى هذا أي أن نسوي صورة الابهام والأصابع التي كان يملكها الشخص في حياته، وهل ترى أين كانت هذه العلوم الساطعة.

ما هو النوم :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [الروم: 23].

إنا نلاحظ المرأة تحتاج إلى النوم اكثر من الرجل، والمشتغلون اكثر من القاعدين، والشاب اكثر من الشيخ، والطلاب اكثر من غيرهم، ما هو السبب في ذلك.

تقول التقارير الواردة أن النوم يتناسب تناسبا طرديا مع العمل الذي يقوم به الشخص، فإذا كان عمله مرهقا يحتاج إلى النوم اكثر من غيره وهكذا.

{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 9 - 11].

ومنشأ النوم أو سببه لم يعرف لحد الآن فتقول المصادر أن منشأه من الخلية الدماغية حيث تكون بحاجة إلى الراحة، وهذه الراحة لا تشبع إلا بالنوم.

وتقول المصادر الاخرى أن الجسم يقوم بأعمال في النهار وفي آخر النهار ينتج فضلات السموم الواردة من نتيجة الأعمال، وأحسن وسيلة لطرد هذه السموم واسترجاع قوى الأجهزة العاملة هو النوم والمصادر الباقية تقول أن العلم لم يعرف هذا لحد الآن، ولذا نرى أي كائن حي يحتاج إلى النوم قدر الأعمال التي يقوم بها، فأثبت العلم أن جميع الحيوانات البرية والبحرية والطائرة تنام، ولكن في بعض الحيوانات يصعب على الإنسان تميزها، فمثلا الحمام ينام، ولكن لماذا لا يقع لأنه واقف على رجليه فقط على غصن بالرغم من أن جناح الحمام يجب أن يسترخي عند النوم كباقي جسمه، فيقول العلم الحديث أن الأوتار التي تحدث البسط والقبض في مخالب الطائر تلتف حول مفصل الساق، فحين ينام يشن ثقله هذا المفصل فتشد الأوتار مخالبه، فيزيد تماسكا بالغصن، أما باقي الحيوانات فتراها تمشي وهي نائمة، وكثير من هذه الحيوانات تحلم كالإنسان وغير ذلك، ومن العجب أن العلم يقرر أن النبات أيضا ينام، واثبت هذا بعد التجارب المتكررة وهناك نباتات تنام بالليل، وهناك نباتات تنام بالنهار وقت الظهر حيث ان في المناطق التي تنمو هذه النباتات أولاد الفلاحين يعرفون وقت الظهر من هذه النباتات أضبط مما يعرفونه من العوارض الاخرى، واختصارا للموضوع أن كل جسم حي محكوم عليه أن ينام إلا اللّه عزّ وجل : {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 255].

ما هو الحيوان :

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38].

تقول الآية اللامعة ان ما من حيوان يمشي على وجه الأرض ولا طائر يطير في السماء إلا امم وشعوب ولها عادات وأنظمة وقوانين وغير ذلك مما عندكم أيها البشر .

ماذا أشرح من العلوم الساطعة في هذه الآية اللامعة لأنها مشتملة على جميع أصناف الحيوانات وغير ذلك من الآيات الكونية يطول ذكرها في المقام.

شهادة الغربيين في القرآن :

قال الاستاذ سناليس: ان القرآن هو القانون العام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو صالح لكل مكان وزمان، فلو تمسك به المسلمون حقا وعملوا بموجب تعاليمه وأحكامه لأصبحوا سادة الامم كما كانوا، أو بالأقل لصار حالهم حال الأقوام المتمدنة.

وقال المستر بورسودت سميث : من حسن الحظ الوحيد في التاريخ أن محمدا أتى بكتاب هو آية في البلاغة ودستور للشرائع وللصلاة والدين في آن واحد.

وقال الاستاذ المستشرق الفرنسي سنيط : ان القرآن العظيم فرض العدل في الدين والتمدن والسياسة بين طبقات المسلمين من غير تميز للأصل ولا للجنسية.

وقال طيلو رئيس الكنيسة الانكليزية : ينير لواء المدنية التي تعلم الإنسان ما لم يعلم، والتي تقول بالاحتشام في الملبس ويأمر بالنظافة والاستقامة وعزة النفس القرآن.

وقال واشنطن: القرآن فيه قوانين زكية سنية.

وقال جبون : القرآن مسلم به من حدود الاتلانتيكي إلى نهر الكابح بأنه الدستور الأساسي ليس لأصول الدين فقط بل للأحكام الجنائية والمدنية والشرائع التي عليها مدار نظام حياة النوع الإنساني وتدبير شئونه.

وقال الدكتور غوستاف لوبون : ان التعاليم الأخلاقية التي جاء بها القرآن هي صفوة الآداب العالية وخلاصة المبادي الخلقية الكريمة، فقد حض على الصدقة والإحسان والكرم والعفة والاعتدال، ودعا إلى الاستمساك بالميثاق والوعد والوفاء بالذمة والعهد، وأمر بحب الجار وصلة الرحم وإيتاء ذي القربى ورعي الأرامل والقيام على اليتامى ووصى في عدة مواضع من الآيات أن تقابل‏ السيئة بالحسنة تلك هي الآداب السامية التي دعا إليها القرآن وهي أسمى بكثير من آداب الإنجيل.

وقال ربنورت : يجب أن نعترف بأن العلوم الطبيعية والفلك والفلسفة والرياضيات التي انعشت اوربا في القرن العاشر مقتبسة من القرآن بل ان اوربا مدينة للإسلام.

وقال السر وليم مولر : القرآن كتاب طافح الحجج كثير البراهين المنزلة من جانب القدرة الإلهية لإقامة الدليل والبرهان على وجود اللّه، وعلى أنه هو الحاكم القوي والسلطان الأكبر ولأعلامنا أحكامه الجليلة على الإنسان، وبيان المكافأة على العمل الصالح والقصاص على الخبيث في العالم الآتي، ووجوب إتباع الفضيلة واجتناب الرذيلة وطاعة الخلق وسعادتهم في عبادة الخالق والسجود له، وهكذا من أمثال هذه النبذ الموضحة بعبارات الرقة والانسجام والفائضة بالبلاغة الحقة وكذلك أيضا النصوص المعقولة عن ذكر يوم القيامة، فإنها مذكورة بكثير من العبارات المؤثرة على النفس.

وقال جونسون: ان القرآن لصوت بني سام (نسبة إلى سام بن نوح) نافذ إلى صميم الفؤاد يحمل معنى عاليا أبديا ستحمله جميع الأصوات في جميع الأمصار شاءت أم أبت، وسيسمع صداه فوق القصور العالية والصحاري المقفرة والمدن والممالك والإمبراطوريات أضاء أولا نوره في القلوب المختارة لفتح العالم، ثم جمع نفسه في قوة مجددة كل نور في آسيا واليونان، فاخترق ظلمة اوربا النصرانية حين لم تكن النصرانية إلا مالكة الليل (آلهة قديمة للنور عند الايطاليين).

وقال سن فيبل المثبر : ان القرآن هو القانون المدني والقانون الديني للمسلمين ومتى تنصل أحدهم أضاع مكاسبه واعتبر كجاحد مارق.

وقال غوته الالماني : مهما اكثرنا من النظر في القرآن تشمئز منه أنفسنا لأول وهلة، لكنه لا يلبث أن يستميلنا ويدهشنا، وفي النهاية يخبرنا على تعظيم‏ اسلوبه في مطابقته لمعانيه وأغراضه، قوي عظيم رائع شيئا فشيئا يجذبك إلى أن تتحقق علوه، وهكذا يشمئز هذا الكتاب أعظم التأثير في جميع الأمصار.

وقال ديتو نيورت : يجب أن نعترف أن علوم الطبيعة والفلك والفلسفة مقتبسة من القرآن.

و قال الاستاذ شرومف بيبرون: من المؤكد أن المسلم إذا حافظ على الشريعة القرآنية فيما يتعلق بالمشروبات الروحية يفوق في القوة البدنية.

وقال اوجين يونغ في كتابه: ان محدودية الآيات القرآنية ورقتها كان الأثر الأكبر في نشر الدعوة الإسلامية التي دعت بوضوح إلى مبادي معينة كإصلاح المساوئ القديمة مثل قتل الأطفال ووأد البنات وتحسين مركز النساء والرقيق وتعظيم فكرة اللّه وتقريبها إلى الفهم، ومحق الوثنية والعقائد الخرافية والتعاون بين القبائل ونشر الإخاء والتعاون في سبيل المبدأ الواحد.

وقالت مجلة العلم الامريكية: إن أسباب انتشار العلوم الذي صحب الإسلام عند ظهوره توجد في القرآن نفسه، ولا نجاة لبلاد الإسلام إلا بتعليم الأهالي كما هو مأمور بذلك في القرآن.

وقال الفيلسوف سيمر: من تأمل ما ورد في القرآن رأى أن محور الإسلام الوحدانية وقطبية المؤاخاة وتحسين شئون العالم بالتدرج بواسطة العلم، فهذه حقيقة أسباب نصرة الإسلام.

قال لوماكس الاميركاني: أول قبس يشع نوره من القرآن الكريم بسم اللّه الرحمن الرحيم، ففي كلمة الرحمن يشعر المؤمن ان اللّه تعالى هو الإله الواحد الذي سبغ على عباده النعم في الحياة الدنيا والحياة الاخرى إلى أن قال فمن هنا نرى حقيقة لا يدانيها الشك ان هذا هو النور الأعظم وهو نور الإله، إنما هو الشفقة والرحمة.

وقال الأب لامنس : في فاتحة أحد مؤلفاته ان القرآن لم يدخل العرب في‏ الإسلام فحسب بل ادخل ثلاثمائة من مختلف الشعوب، وان ضلاله ينبسط يوما فيوما على افريقية وآسية، بينما المبشرون ينظرون ولا يستطيعون شيئا.

وقال الاستاذ مونته وهو استاذ اللغات الشرقية بجامعة جنيف في كتابه محمد والقرآن : ولقد منع القرآن الذبائح البشرية ووأد البنات والخمر والميسر، وكان لهذه الإصلاحات تأثير غير متناه في الخلق بحيث ينبغي أن يعد محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم في صف أعاظم المحسنين للبشرية ، وقال ان الانقياد لإرادة اللّه تتجلى في القرآن بقوة لا تعرفها النصرانية.

وقال الدكتور ماركس وهو دكتور في الفلسفة في لندن : ففي كتاب اللّه أي القرآن آيات جمة تحض على طلب العلم والتعمّق في البحث والدرس، ولا يسعني إلا أن ألفت نظرك إلى نقطة مهمة، ألا وهي ان القرآن الحكيم قد صحح كثيرا من الأغلاط التي كان البشر يتخبط فيها إلى أن جاءنا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم يعلمنا الحقيقة على ضوء العقل من العصور الاولى للإسلام.

وقال رينه : ان الأب اليسوعي لا منسر صاح متأوها من كون القرآن، جاء وصرف العرب عن حلاوة الإنجيل التي كانوا بدوا يذوقونها، ولم يقدر أن يغفر للقرآن ذنب إدخاله في الإسلام ثلاثمائة مليون أو 800 مليون نسمة من جميع أجناس البشر واستتبابه إلى يوم الناس هذا ينمو وينتشر في إفريقيا وآسيا بمرأى ومسمع من المبشرين المسيحيين.

وقال لابيني راوجست كونت وسبنسروهم من فطاحل الالمان وفرنسا والانكليز وغيرهم: القرآن المجيد كثيرا ما يحتاج إلى العلوم البشرية لأن المعارف الدنيوية والتجارب المفيدة والمباحث الدقيقة توضح آياته كما توضحها الاجتهادات العقلية والفيوضات الروحية، ان كثيرا من الآيات القرآنية المبهمة لا تلبث أن يظهر معناها عند ما تظهر حقائق جديدة كانت خفية على الإنسان، سمعت مرة إنجليزيا من المهتدين إلى الإسلام يقول: هل يتأتى لجميع فلاسفة العالم أن يثبتوا غلطة في القرآن واحدة ولو ارتكنوا على كل ما في أيديهم من العلوم العصرية، فلا يتأتى لهم ذلك ولو وجدوا فيه خطأ صغيرا، ما كانوا إلا مظهريه، ولكن أنى لهم ذلك والعلوم كل يوم في تبديل وتغير، وكل لحظة تظهر بها معان باهرة للآيات ما كنا لنفهم معناها إلا بعد تقدم العلوم، فلنضرب لكم مثلا كان الفلكيون يدعون أولا ان الأرض ثابتة والشمس متحركة، ثم قالوا بل الأرض متحركة والشمس ثابتة، ثم جاءوا اليوم يقولون علمنا الآن ان كلا في فلك يسبحون، وان الشمس حقيقة تجري لمستقر لها، فمن ذلك نتأكد ان العلوم تتغير وتترقى والقرآن ثابت لا يتغير بالحوادث، فإن وجد في الكتاب الحكيم شي‏ء لا نفهمه وجب علينا أن ننظر رقي العلوم، ولا نشك لحظة في صحة القرآن.

وفي دائرة معارف فريد وجدي الجزء الخامس كتب المسيو شانلبيه وهو مدرّس العلوم الاجتماعية في كلية فرنسا: مباحث في حالة المسلمين، منها ان اللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن أهم رابطة وأوثق عروة بين أعضاء الاسرة الإسلامية الكبرى لأنه إذا كان لا يتكلم بهذا اللسان في المعاملات اليومية الجارية إلى أن قال فمما لا مشاحة فيه ان النطق به جار على السنة المسلمين كافة فيما يرتلونه من الآيات القرآنية بين بلاد الصين وإفريقية الجنوبية من جهة وبين جزائر الفلبين ومراكش من جهة أخرى فضلا عن ان الكتابة بها عامة بين سائر المسلمين الذين يقرءون القرآن.

قال المسيو جول لابوم الفرنسي: القرآن اكثر من الوعظ والزجر والترغيب والترهيب، فلم يوجّه الكلام في واحدة للكبراء والقادة،  لكنه وجهه للناس كافة.

وقال الكاتب الانكليزي وليز: من نظر إلى القرآن وجد فيه آراء علمية قانونية واجتماعية، فالقرآن كتاب علمي وديني واجتماعي وتهذيبي واخلاقي‏ وتاريخي وكثير من النظامات التي جاء بها القرآن يعمل بها في هذا العصر وستبقى إلى قيام الساعة.

وقال فس ج م رودويل في مقدمة القرآن : يجب أن تعترف اوربا بأنها مدينة للقرآن الذي بزغت شمس العلم منه في القرون الوسطى في اوربا.

وقال الفيلسوف دينورت : أن العلوم الطبيعية والفلسفية والرياضية والنجوم كلها أخذت من القرآن، وهذه العلوم قد دخلت اوربا من القرآن بعد الميلاد.

وقال ماردريس المستشرق الفرنسي في مقدمة ترجمة القرآن : ان اسلوب القرآن هو اسلوب إلهي وهو يصل إلى كنه الحقائق والكائنات وهو الدستور الوحيد المبشر.

وقال جرجي زيدان المسيحي المؤرخ الشهير في تاريخه العرب قبل الإسلام ما يأتي: ان اقدم المصادر العربية لتاريخ العرب واقربها إلى الصحة القرآن، فقد جاء فيه ذكر بعض القبائل البائدة كعاد وثمود وبعض أخبار ملوك اليمن كسيل العرم وغيره، وفرعون احتفظ جسده في الاهرام في القاهرة، وإذا قرأت تلك الأخبار فيه تجد ما ذكره القرآن صحيحا تؤيده الاكتشافات الحديثة.

وقال المستر بيكتول : لقد سرني ما علمته من رغبة شباب المدنية وانصرافهم إلى تلقي العلوم والمعارف وليست هذه الرغبة جديدة، ذلك أن محمدا قد أمر بها ودعا إليها، وذلك ان القرآن الكريم قد أوجبها على كل مسلم ومسلمة.

وقال جيبون: ان دين محمد خال من الشكوك والظنون والقرآن أكبر دليل على وحدانية اللّه بعد أن نهى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم عن عبادة الأصنام والكواكب، وهذا الدين أكبر من أن تدرك عقولنا الحالية أسراره.

وقال السير وليم ميور في كتابه حياة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم: ان القرآن ممتلئ بأدلة عن الكائنات المحسوسة والدلائل العقلية على وجود اللّه تعالى وأنه هو الملك القدوس وأنه سيجزي عن عمله ان خيرا فخير وان شرا فشر، وأن اتباع‏ الفضائل واجتناب الرذائل فرض على العالمين، وان الواجب على كل مكلف أن يعبد اللّه وهي علة سعادته  قس على هذا، ما هو موضح بأدلة مؤكدة بليغة ويكثر في القرآن الشعر والمراد به حسن التمثيل وبديع التصوير لا الشعر بمعناه المتعارف ويمثل حقيقة البعث بأمثال كونية صادقة وتشبيهات مدهشة مثل قوله‏ {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ } [الحج: 5].

وقال الدكتور موريس الفرنسي : ان القرآن أفضل كتاب أخرجته يد الصناعة الأزلية لبني البشر.

وقال الدكتور جان ساي العالم الفرنسي : اني أتعجب من هؤلاء الغربيين الذين ملئوا الدنيا بأقوالهم عن القرآن، وكيف أعمالهم التعصب المسيحي أو اللاديني ومنعهم من أن يفقهوا بما في القرآن من هدى وحكمة ، وأرى أن يكون حتما واجبا على المسلمين أن يبشروا البشرية كلها بهذا القرآن الذي هو كتاب الانسانية كلها ، وأرى في المسلمين كفاية تامة للقيام ببيان تعاليمها ونشرها.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.

موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية