المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعريف بعدد من الكتب / جواب أهل الحائر.
2024-04-20
تعريف بعدد من الكتب / تفسير علي بن إبراهيم القمّي.
2024-04-20
شهر رمضان.
2024-04-20
آداب الدعاء.
2024-04-20
الدعاء.
2024-04-20
نبذة عن صاحب الأدعية.
2024-04-20

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أهم طرق تطوير مادة الحديث  
  
2356   10:07 صباحاً   التاريخ: 12-12-2017
المؤلف : ديل كارنيجي
الكتاب أو المصدر : طريقة سهلة وسريعة للحديث الفعال
الجزء والصفحة : ص92-116
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2016 2073
التاريخ: 3-1-2018 1743
التاريخ: 31-3-2022 1422
التاريخ: 16-7-2019 2620

أولا : حدد موضوعك :

بمجرد اختيارك للموضوع ؛ فإن الخطوة الأولى هي القيام بتحديد المنطقة التي تريد تغطيتها، وتلتزم بتلك الحدود، ولا ترتكب خطأ محاولة التغطية لمجال مفتوح، فقد حاول أحد الشباب أن يتحدث لمدة دقيقتين عن (أثينا من سنة 500 ق.م الى الحرب الكورية) يا له من عبث! فهو لم يكد يتجاوز الحديث عن تأسيس المدينة حتى اضطر الى الجلوس بعد أن راح ضحية للتوسع أكثر مما ينبغي. وأنا أعرف أن هذا مثال مبالغ فيه، فقد سمعت آلاف الكلمات الأقل شمولاً في نطاقها، ومع ذلك فشلت في جذب الاهتمام لنفس السبب، ولأنها تغطي نقاطاً أكثر من اللازم. لماذا؟ لأنه يستحيل على العقل أن يتعامل مع سلسلة رتيبة من النقاط الحقيقية، فإذا ما بدت كلمتك مثل التقويم العالمي، فلن تستطيع الاستئثار بالاهتمام طويلاً. اختر موضوعاً بسيطاً مثل رحلة الى متنزه بيلستون بارك. والحقيقة أن معظم الناس حريصون على ألا يفوتهم شئ، فتجد لديهم ما يقولونه عن كل منظر جميل في المنتزه، وتراهم ينقلون الجمهور من نقطة الى أخرى بسرعة تصيبهم بالدوار، وفي النهاية كل ما يتبقى في الذهن هو الضباب الذي تسببه الشلالات والجبال والينابيع الحارة، ولكن لو قصر المتحدث كلمته على أحد جوانب المتنزه كالحياة البرية أو العيون الساخنة ـ على سبيل المثال ـ لكانت كلمته أثبت في الذهن. حينئذ سيكون هناك وقت لتطوير نوعية التفصيل التصويري التي ستبعث الحياة في متنزه بيلوستون بارك بكل تنوعه وألواه البهية.

هذا الأمر يصدق على أية موضوع سواء كان عن البيع أو خبيز الفطائر أو الإعفاءات الضريبية أو المقذوفات الباليستية. إذن فلابد أن تحدد وتختار قبل أن تبدأ وتقصر موضوعك على منطقة تتناسب مع الوقت المسموح لك.

وفي الكلمة القصيرة التي تقل مدتها عن خمس دقائق كل ما يمكنك توقعه هو شرح نقطة رئيسية أو نقطتين. أما في الأحاديث المطولة والتي تصل حتى ثلاثين دقيقة فلا تحاول تغطية أكثر من أربع أفكار رئيسية أو خمسة.

ثانياً : طوّر طاقة احتياطية :

إلقاء كلمات تطوف على السطح أسهل كثيراً من إلقاء الكلمات التي تنقب عن الحقائق، ولكنك لو سلكت الطريق السهل فلن تترك أي انطباعٍ لدى الجمهور، وإن كان ضئيلاً. وبعد أن قمت بتحديد موضوعك، فان الخطوة التالية هي أن توجه لنفسك أسئلة لتعميق فهمك. وإعدادك وتزويدك بالحجة للحديث في الموضوع الذي اخترته: (لِم أصدّق هذا؟ متى سبق لي أن رؤية مثال على هذه النقطة في الحياة الواقعية؟ ما الذي أحاول إثباته بالضبط؟ وكيف حدث بالضبط؟).

تقتضي الأسئلة من هذا القبيل إجابات تمنحك قدرة على طاقة احتياطية تجعل الناس يجلسون منتصبين ومنتبهين. لقد قيل أن النباتي العظيم لوثر بيربانك كان ينتج مليونا من العينات لنبات ما من أجل الحصول على واحدة، أو اثنتين من العينات الممتازة فقط . والشيء نفسه ينطبق على الحديث. اجمع مائة فكرة حول موضوعك ثم تخلص من تسعين.

منذ وقت ليس ببعيد قال جون جونثر: (إنني أحاول دائماً الحصول على معلومات تبلغ عشرة أضعاف ما استخدمه وأحياناً مائة ضعف)، إنه مؤلف كتاب (من الداخل) الأكثر مبيعاً، وكان يتحدث عن طريقة إعداده لتأليف كتاب، أو إلقاء كلمة.

وفي إحدى المناسبات على وجه الخصوص أثبت أنه يفعل ما يقول. ففي 1956 كان يعمل بكتابة سلسلة من المقالات عن مستشفيات الأمراض العقلية، فزار هذه المؤسسات وتحدث مع المشرفين والمرافقين والمرضى وكان يرافقه أحد أصدقائي لمساعدته في البحث فأخبرني أنهم ساروا أميالاً لا تحصى صعوداً وهبوطاً وبطول الممرات ومن مبنى الى آخر ويوماً بعد يوم وملأ السيد جونثر كراسات بالمعلومات، وعندما عاد الى مكتبه قام بترصيص التقارير الحكومية والرسمية وتقارير المستشفيات الخاصة ورزم من إحصائيات اللجان.

أخبرني صديقي قائلاً: (وفي النهاية كتب أربع مقالات قصيرة تتسم بالبساطة وتحتوي على القصص لدرجة تجعلها تصلح مادة جيدة لحديث يلقى، والمهم أن الورق الذي طبعت عليه المقالات ربما كان يزن بضعة آونسات في حين أن الكراسات المملوءة وكل الأشياء الأخرى التي استخدمها كأساس للمقالات ذات الآونسات القليلة، لابد أنها كانت تزن عشرين رطلاً).

كان السيد جونثر يعلم أنه يتعامل مع تربة غنية بالمعادن، فلا يمكنه إغفال أي شئ منها، ولأنه متمرس في هذا الشأن فقد عكف عليها، واستخلص منها شذرات الذهب.

قال لي صديق جراح: (أستطيع أن أعلمك في عضون عشرة دقائق كيفية استئصال الزائدة الدودية، ولكني سأستغرق أربع سنوات كي أعلمك ماذا تفعل عند الخطأ)، وكذا الحال مع التحدث: أعد نفسك دائماً كيما تكون جاهزاً لأي طارئ مثل تغيير في التوكيد بسبب ملاحظات متحدث سابق، أو لسؤال وجيه من جانب الجمهور أثناء مناقشة تتلو كلمتك.

أنت أيضاً بإمكانك اكتساب قوة احتياطية باختيار موضوعك بأسرع وقت ممكن، فلا تؤجله حتى ولو قبل الموعد بيوم أو يومين، فان حددت الموضوع مبكراً فستحظى بميزة عظيمة وهي أن يعمل عقلك الباطن لمساعدتك. في اللحظات العارضة التي تفرغ فيها من العمل يمكنك استكشاف موضوعك، وتهذيب الأفكار التي تريد نقلها الى جمهورك، والوقت الذي تقضيه عادة مستغرقاً في أحلام اليقظة قائداً سيارتك الى المنزل، أو منتظراً لحافلة، أو مستقلاً لمترو الأنفاق يمكن تكريسه للتفكير في مادة كلمتك. إنه أثناء هذه الفترة فترة الاحتضان تتجلى لك أنوار البصيرة لا لشئ إلا لأنك حددت موضوعك مقدما بفترة طويلة، ولأن عقلك الباطن يبحث فيه.

أما نورمان توماس ـ الخطيب البارع الذي استأثر باهتمام واحترام جماهير يعارضون أراءه السياسية تماماً ـ فقد قال: (إذا ما كان للحديث أن يحظى بأية أهمية على الإطلاق، فينبغي على المتحدث أن يعيش مع الموضوع أو الرسالة مقلباً إياها مرات ومرات في عقله وسوف يندهش لكم الأمثلة المفيدة أو طرق العرض التي ستواتيه وهو يمشي في الشارع أو أثناء قراءته الصحيفة أو أثناء استعداده للنوم أو عند الاستيقاظ في الصباح. فالكلمة العادية غالباً ما تكون مجرد انعكاس حتمي ومنطقي للتفكير العادي وتبعة لمعرفتك الناقصة بالموضوع المعنيُّ).

وبينما أنت منهمك في هذه العملية ستواجه إغراءً قوياً يدفعك لكتابة حديثك كلمة بكلمة، حاول ألا تفعل هذا لأن تحديدك للنمط قد يجعلك تشعر بالرضا عنه، ومن ثم تتوقف عن إدخال أي فكر بنّاء عليه، أضف الى هذا خطر استظهار النص وعن هذا الاستظهار تحدث مارك توين قائلاً: (الأشياء المكتوبة ليست صالحة للحديث، فصيغتها أدبية وهي تتسم بالصلابة وعدم المرونة ويصعب إلقاؤها بأسلوب شفهي فعّال، وحيث إن الغرض منها مجرد التسلية لا التثقيف، فلابد من تطويعها وتفتيتها وصياغتها باللغة الدارجة، وتحويلها الى الشكل العادي للأحاديث العفوية، وبغير ذلك فإنها سوف تصيب مستمعيها بالملل بدلا من تسليتهم).

كان تشارلز إف. كيترنج ـ صاحب العبقرية الابتكارية التي ساعدت على نمو جنرال موتورز ـ واحداً من أشهر المتحدثين الأمريكيين وأكثرهم إيقاداً للحماس، وعندما سُئل عما يدونه من كل كلمة يلقيها، أو أي جزء منها، أجاب قائلاً: (أعتقد أن ما سأقوله أهم كثيراً من أن يكتب على الورق، إنما أفضل الكتابة على عقول جمهوري وعلى وجدانهم بكل ذرة من كياني فلا يمكن لقطعة من ورق أن تقف حائلاً بيني وبين من أريد التأثير فيهم).

ثالثاً: املأ كلمتك بالقصص والأمثلة :

في كتاب فن الكتابة الممتعة يبدأ رودولف فليش أحد فصوله بجملة (القصص وحدها هي التي تمتع قارئها حقا)، ثم يبين كيفية استخدام مجلتي تايم، وريدرز دايجست لهذا المبدأ، فكل مقال ـ تقريباً ـ في هاتين المجلتين الأوسع انتشاراً تجده إما مكتوب بلغة قصصية صرفة أو غنى بالحكايات. ولا يمكن إنكار قدرة القصة على جذب الانتباه عند الحديث أمام الجماهير كما في الكتابة للمجلات.

يقول نورمان فنسنت بيل ، صاحب الخطب التي سمعها الملايين عبر الإذاعة، والتلفاز ـ أن صيغته المفضلة لتدعيم مادة الحديث هي القصص، أو الأمثلة، وقد أخبر ذات مرة محاوراً بجريدة كوارترلي جورنال أف سبينش قائلاً: (المثال الصادق هو أفضل الطرق التي أعرفها لتوضيح الفكرة، وجعلها شيقة ومقنعة، وعادة ما استخدم العديد من الأمثلة لتدعيم كل نقطة رئيسية).

وسرعان ما يدرك قراء كتبي استخدامي للحكايات كوسيلة لتطوير النقاط الرئيسية في رسالتي، ويمكن تدوين القواعد المستمدة من كتابي وكيف أنها تؤثر على الآخرين، وتكسب الأصدقاء من خلال صفحة ونصف، أما المائتين وثلاثون صفحة الباقية من الكتاب، فهي مليئة بالقصص، والأمثلة لتوضيح كيفية استخدام الآخرين لهذه القواعد بفعالية تامة.

كيف يتسنى لنا اكتساب هذا الأسلوب الشديد الأهمية، والخاص باستخدام المادة التوضيحية؟ هناك خمس طرق لهذا الفعل، وهي: إضفاء الصبغة الإنسانية، وإضفاء الصبغة الشخصية، والتحديد والتعبير بطريقة مسرحية، والتصوير البصري.

ـ إضفِ الصبغة الإنسانية على حديثك :

ذات يوم طلبت من بعض رجال الأعمال الأمريكيين في باريس أن يتحدثوا عن (كيفية النجاح)، فما كان من معظمهم إلا أن دونوا قوائم تحوي الكثير من الصفات المجردة، وألقوا مواعظ عن قيمة العمل الجاد والمثابرة والطموح.

لذا فقد أوقفت هذه المحاضرة وقلت شيئاً من هذا القبيل: (نحن لا نريد سماع محاضرات لا تمتع أحداً. لكن من الضروري أن يكون كلامك مسلياً، وإلا فإننا لن نعير اهتماماً من أي نوع لما تقول، وتذكر أيضاً أن واحداً من أعظم الأشياء تشويقاً في العالم هو حديث القيل والقال الذي لا ضرر منه. لذا قصّ علينا قصص رجلين عرفتهم، أخبرنا لماذا نجح أحدهم وفشل الآخر وسوف يسرنا الإصغاء الى حديثك وسنتذكره وربما نستفيد منه).

كان هناك عضو بعينه من أعضاء تلك الدورة يصعب عليه إثارة اهتمام نفسه أو اهتمام الجمهور، ولكنه في تلك الليلة اغتنم اقتراح الاهتمام الإنساني وحكى لنا عن اثنين من زملائه في الجامعة، كان أحدهما محافظاً لدرجة أنه اشترى أقمصة من متاجر مختلفة في المدينة، وقام بعمل لوحات بيانية تبين أي الأقمصة يُغسل بشكل أفضل، ويعمّر أطول ويقدم أقصى خدمة لكل دولار مدفوع فيه. كان عقله دائماً مشغولاً بالنقود ومع ذلك فعندما تخرج ـ وكان في كلية الهندسة ـ أعطى لنفسه حجماً أكبر من حجمها فرفض البدء من القاع وأن يشق طريقه صاعداً كما كان يفعل غيره من الخريجين، ولّما حان اللقاء السنوي الثالث للدفعة، كان لا يزال يعمل لوحات بيانية لغسيل أقمصته، منتظراً لشئ فوق العادة يأتي إليه وما هو بآت. لقد مرّ ربع قرن منذ ذلك الحين، وما زال هذا الرجل يشغّل موقعاً ضئيلاً حانقاً على الحياة ساخطاً عليها.

ثم قارن المتحدث هذا الفشل، وبقصة واحد من زملائه الذين فاقوا كل التوقعات. هذا الشاب بالذات كان يحب الاختلاط بالناس، فأحبه الجميع ورغم طموحه الى فعل أشياء كبيرة مستقبلاً، إلا أنه بدأ كرسام ولكنه دائماً يتحين الفرصة. في ذلك الحين كان يتم الإعداد لمعرض نيويورك العالمي، وكان يعلم أنهم سيحتاجون الى موهبة هندسية هناك. لذا فقد استقال من عمله في فيلاديلفيا، وانتقل للإقامة في نيويورك وهناك قام بتكوين شراكة واشتغل فوراً في أعمال المقاولات وقام بقدر كبير من العمل لصالح شركة الهاتف، وأخيراً تم تعيينه في ذلك المشروع براتب كبير.

إن ما سجلته هنا هو مجرد ملخص لما قاله المتحدث، فقد جعل حديثه مشوقاً وتثقيفياً بإضافة الكثير من التفاصيل الممتعة التي تثير الاهتمام الإنساني. ظل الرجل يتحدث ويتحدث وهو الذي لم يستطع في العادة إيجاد مادة لحديث مدته ثلاث دقائق، وعندما توقف فوجئ بأنه شغل المنصة في هذه المناسبة لمدة عشر دقائق. لقد كان الحديث مشوقاً لدرجة أنه بدا للجميع قصيراً، كان ذلك هو أول انتصاراته الحقيقية.

يمكن لكل شخص تقريباً ـ الاستفادة من هذا الحدث، فالحديث العادي يكون أكثر جاذبية بكثير عندما يصبح ثرياً بالقصص التي تثير الاهتمام الإنساني، وينبغي على المتحدث ألا يعرض أكثر من ثلاث نقاط ثم يوضحها بالأمثلة الواقعية. هذه الطريقة لبناء الحديث قلما تخفق في جذب الانتباه والاستئثار به.

بالطبع تعتبر خلفيتك أغنى مصادر المادة ذات الاهتمام الانساني، فلا تتردد في إخبارنا عن تجاربك بسبب عدم رغبتك في الحديث عن نفسك والحالة الوحيدة التي يعترض فيها الجمهور على سماع حديث الشخص عن نفسه تكون عندما يتحدث بطريقة هجومية وأنانية وبخلاف ذلك تكون الجماهير مهتمة جدا بالقصص الإنسانية التي يرويها المتحدثون، فهي الوسيلة الأكيدة للاستئثار بالاهتمام فلا تهملها.

ـ اضفِ الصبغة الشخصية على حديثك مستخدماً الأسماء :

استخدم أسماء الأشخاص الذين تتضمنهم القصص التي ترويها مهما كان الثمن، أما إذا أردت عدم الكشف عن هويتهم فبإمكانك استخدام أسماء مستعارة، حتى الأسماء المبهمة مثل: (السيد سميث). أو (جو براون) تعتبر أكثر إيضاحاً من قولك (هذا الرجل) أو (شخص)، فالاسم يعين ويفرد وكما يوضح رودولف فليش (لا شئ يضفي مزيداً من الواقعية على القصص أكثر من الأسماء، ولا شئ يشبه إغفال الأسماء في عدم الواقعية، ولتتخيل قصة بطلها ليس له اسم.

وإذا ما كان حديثك مليء بالأسماء والضمائر الشخصية، فيمكنك ضمان قدر كبير من الاصغاء، لأن حديثك سيحتوي على مكون عظيم القيمة، وهو الاهتمام الإنساني.

ـ كن دقيقاً: املأ حديثك بالتفاصيل :

لعلك تقول عند هذه النقطة: (كل هذا حسن، ولكن كيف أتأكد من وضع التفاصيل الكافية في

حديثي؟) هناك اختبار واحد: أن تستخدم الوصفة الخماسية التي يستخدمها كل المراسلين عند كتابة القصص الإخبارية.

أجب على أسئلة: متى؟ وأين؟ ومن؟ وماذا؟ ولماذا؟ إذا اتبعت هذه الوصفة؛ فإن أمثلتك ستكون نابضة بالحياة، دعني أوضح هذا بقصة عن نفسي، وهي منشورة في مجلة ريدرز دايجست:

(عقب تخرجي من الجامعة، أمضيت سنتين في الترحال عبر ولاية ساوث داكوتا كمندوب مبيعات لدى آرمور وشركاه، كنت أغطي منطقتي بركوب قطارات البضائع، وذات يوم اضطررت للوقوف ساعتين في ريد فيلد بساوث داكوتا كي استقل القطار المتجه الى الجنوب، ونظراً لعدم وجود ريد فيلد ضمن منطقتي، فلم استطع استغلال الوقت في البيع. وقتها اعتزمت السفر الى نيويورك للدراسة في الأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية، لذا فقد قررت استغلال وقت الفراغ في ممارسة الحديث. أخذت أتجول في أفنية القطار أعيد مشهد من مسرحية ماكبث، بسطت دراعيّ وصحت بأسلوب مسرحي: (أخنجر ذا الذي أرى أمامي، ومقبضة تجاه يدي؟ هلمّ دعني أقبض عليك. أنا لم أمسك بك رغم أنني لا زلت اراك).

(وما زلت مستغرقاً في المشهد الى أن وثب عليّ أربعة من رجال الشرطة، وتساءلوا عن سبب إخافتي للنساء، إنني لم أذهل لو أنهم اتهموني بالسطو على قطار، ولكنهم أخبروني أن ربة منزل كانت تراقبني من خلف ستائر مطبخها على مبعدة مائة ياردة، فرأت شيئاً غريباً لم يسبق أن رأته من قبل، لذا فقد استدعت الشرطة وعند اقترابهم سمعوني اتحدث بصخب عن الخناجر.

(أخبرتهم بأنني كنت (أمارس مشهد لشكسبير)، ولكني اضطررت أن أطلعهم على دفتر طلبياتي الخاص بآرمور وشركاه قبل أن يدعوني أمضي لحالي).

لاحظ كيف تجيب هذه الحكاية عن الأسئلة المذكورة في الوصفة الخماسية السابقة.

وبالطبع فان المبالغة في ذكر التفاصيل أسوأ من عدم ذكرها، فكلنا يصاب بالملل من جرّاء ذكر التفاصيل السطحية التي ليس لها علاقة. لاحظ كيف أجيب إجابة موجزة ومختصرة عن كل واحد من أسئلة الوصفة الخماسية في حادث مدينة ريد فيلد الذي أوشكت أن أعتقل بسبه. وإذا ما جعلت حديثك مكدساً بالتفاصيل أكثر مما يجب، فسيحذف الجمهور بعض ملاحظاتك من خلال عدم الانتباه الكامل اليك، وليس هناك حذف أشد وطأة من عدم الانتباه.

ـ ضع حديثك في قالب مسرحي مستخدماً الحوار :

هب أنك تعطي مثالاً يوضح كيفية نجاحك في تهدئة عميل غاضب مستخدماً إحدى قواعد العلاقات الإنسانية، يمكنك أن تبدأ هكذا:

(ذات يوم جاء رجل الى مكتبي، وكان غاضباً أشد الغضب لأن الجهاز الذي أرسلناه الى منزله منذ أسبوع فحسب لم يكن يعمل بكفاءة، فأخبرته أننا سنبذل قصارى جهدنا لمعالجة الموقف، بعد قليل ذهب الغضب عن الرجل وبدا راضياً لأننا عازمون على تصحيح الأمور)، هذه الحكاية بها ميزة واحدة، فهي محددة بعض الشئ، ولكن تعوزها الأسماء والتفاصيل المعينة، والأهم من ذلك كله هو الحوار الفعلي الذي سيبعث الحياة في هذا الحدث. واليك الحوار بعد إضافة هذه الصفات:

(فوجئت يوم الثلاثاء الماضي بمن يصفع باب مكتبي، فرفعت ناظريّ لأرى ملامح الغضب مرتسمة على وجه تشارلز بليكام، أحد عملائنا الدائميين، لم يتح لي وقتاً كي أطلب منه الجلوس، إذ قال: (لقد فاض بي الكيل يا إد، بإمكانك أن ترسل الآن شاحنة لتخلصني من تلك الغسالة الموجودة في قبو منزلي).

(طلبت منه الجلوس وشرح الأمر بمزيد من التفاصيل).

(ليس لدي وقت للجلوس فقد تأخرت عن عملي وتمنيت عدم مجيئي الى هنا من البداية لشراء أية جهاز صدقني أنا لن أكرر هذا ثانية)، وهنا ضرب المكتب بيده فأوقع صورة زوجتي على الأرض.

(قلت له: (انظر يا تشارلي لو جلست فقط وأخبرتني بكل شئ عن هذا الأمر فاني أعدك أن افعل

كل ما تريده)، وبهذا جلس تشارلي وناقشنا الأمر بهدوء).

وليس من الممكن دائماً أن تضمن حواراً في كلمتك، ولكنك تستطيع أن ترى كيف أن الاقتباس المباشر من الحوار والمذكور سلفاً، يساعد على صوغ الحدث للمستمع في قالب مسرحي. وإذا كان لدى المتحدث مهارة في المحاكاة ويمكنه أن ينطق الكلمات بنفس النبرة الصوتية، فان الحوار يصبح أكثر فاعلية، كذلك فهو يعطي حديثك نبرة الصدق التي تتسم بها المحادثات اليومية، وهو يجعلك تبدو كشخص حقيقي يتحدث عبر مائدة غداء، لا كمتحذلق يعرض بحثاً أمام جمعية علمية، أو خطيب يصيح في ميكروفون.

ـ صوّر استخدام التصوير البصري من خلال بيان ما تتحدث عنه :

يخبرنا علماء النفس أن أكثر من 85% من حجم معرفتنا نتحصل عليها من خلال الانطباعات البصرية، ولا شك أن هذا يعلل الفاعلية الهائلة التي يتميز بها التلفاز كوسيط للإعلان والتسلية. يعتبر الحديث العام أيضاً فناً بصرياً مثلما هو سمعي.

إحدى الطرق المثلى لإثراء الحديث بالتفاصيل هي أن يتضمن إثباتاً بصرياً، فأنت ربما تقضي الساعات لتقص على مسامعي كيفية الفوز بمباراة جولف، ولعل حديثك يصيبني بالملل ولكن قف وأرني ما تفعله عندما تدفع كرة عبر الممر وستجدني آذان صاغية وأعين يقظة.

وبالمثل إذا ما وصفت المناورات الخاطئة لطائرة مستخدماً ذراعيك ومنكبيك فإنني انتبه الى نتيجة تصويرك بشدة.

أتذكر كلمة ألقيت في دورة صناعية وكانت إحدى روائع التصوير البصري كان المتحدث يسخر ـ بأسلوب لطيف ـ من المشرفين وخبراء الكفاءة وكانت محاكاته لإشاراتهم وحركاتهم البدنية الغريبة وهم يفحصون آلة معطلة أكثر مرحاً من أي شئ آخر شاهدته في التلفاز. والأكثر من ذلك أن الوصف البصري جعلنا نتذكر تلك الكلمة، فأنا عن نفسي لن أنساه أبداً، وأنا على يقين أن أعضاء الدورة الآخرين لا زالوا يتحدثون عنه.

هناك فكرة جيدة، ذلك أن تسأل نفسك: (كيف يتسنى لي تضمين وصف بصري في كلمتي؟) ثم تواصل تصويرك للنقاط ، لأنه كما لاحظ الصينيون القدماء: صورة واحدة خير من ألف كلمة.

رابعاً: استخدم كلمات واقعية ومألوفة لخلق الصور :

أثناء عملية جذب الانتباه، والاستئثار به ـ وهو الغرض الأول لكل متحدث ـ هناك مساعدة واحدة، أو اسلوب واحد ذو أهمية قصوى، ورغم ذلك يتجاهله الناس تماماً، ويبدو أن المتحدث العادي لا يعي وجوده، ولعله لم يفكر فيه مطلقاً، وأنا اشير بذلك الى عملية استخدام الكلمات التي تخلق صوراً، فالمتحدث الذي يسهل الاستماع اليه هو المتحدث الذي يخلق صوراً تتحرك أمام عينيك. أما المتحدث الذي يوظف إشارات بليدة عادية باهتة، فهو يدفع الجمهور الى النعاس.

الصور. الصور. الصور، وهي مجانية مثل الهواء الذي نتنفسه انثرها في أحاديثك وحواراتك وسوف تكون أكثر تسلية وتأثيراً.

لقد أوضح هربرت سبنسر منذ زمن بعيد في مقاله الشهير عن (فلسفة الأسلوب)- تفوّق الكلمات التي تستدعي صوراً مشرقة، فقال : إننا لا نفكر في الأفكار العامة، ولكن في التفاصيل، وينبغي أن نتجنب قول جمل من هذا القبيل:

(بقدر ما تكون طباع الأمة وعاداتها ووسائل تسليتها عنيفة وهمجية تكون نصوص قانون عقوباتها قاسية).

وينبغي أن نكتب ما يلي بدلاً منها:

(بقدر ما يستمتع الناس بالمعارك، ومصارعات الثيران ومصارعات المجالدين يعاقبون بالشنق والحرق والتعذيب المِخْلعة).

والعبارات التي تساعد على تكوين الصور توجد في كتابات شكسبير بنفس الوفرة التي يحتشد بها النحل حول معصرة الفواكه، فعلى سبيل المثال نجد الكاتب العادي سيذكر أن شيئاً ما (غير ضروري) مثل محاولة تحسين الشئ الكامل، فكيف عبر شكسبير عن نفس الفكرة؟ لقد عبر عنها بصورة خالدة فقال: (كطلاء الذهب المصقول، كتكوين الزنبق، كنثر العطر على البنفسج).

هل سبق لك أن توقفت قليلاً لتلاحظ أن الأمثال التي نتوارثها جيلاً بعد جيل هي في الغالب أقوال تصويرية؟

(عصفور في اليد يساوي اثنين في الأجمة) (السماء لا تمطر البتة، ولكنها تجود بالغيث مدراراً) (يمكنك قيادة حصان الى الماء، ولكن لا يمكنك حَمله على الشرب)، وستجد نفس العنصر التصويري في كل التشبيهات ـ تقريباً ـ التي عاشت لقرون، وأصبحت عتيقة من كثرة الاستخدام مثل: (ماكر كالثعلب)، (ساكن كمسمار الباب)، (مستوٍ كالفطيرة)، (صلب كالصخرة).

كان لينكولن يتحدث دائماً بعبارات تصويرية، وعندما أصابه الضيق من التقارير الروتينية المعقدة الطويلة التي تأتي الى مكتبه في البيت الأبيض اعترض عليها، ليس بعبارات باهتة، ولكن بعبارة تصويرية يكاد يستحيل نسيانها حيث قال: (عندما أرسل رجلاً لشراء حصان، فلا أريد أن أعرف عدد شعرات ذيل الحصان فقط ولكني أريد معرفة ميزاته الجسدية).

اجعل مناشداتك البصرية محددة ودقيقة، ارسم صوراً ذهنية تبرز بحدة، ووضوح ...

يقول وليام سترانك الابن في عناصر الأسلوب: (لو اتفق دارسو فن الكتابة على نقطة واحدة، فهي إذن هذه النقطة: إن أضمن طريق لإثارة انتباه القارئ والاستئثار به أن تكون دقيقاً ، ومحدداً ، وواقعياً، واتصاف عظماء الكتّاب من أمثال هوميروس، ودانتي وشكسبير بالفاعلية مرجعه ـ الى حد كبير ـ الى تعاملهم مع التفاصيل، وذكرهم ما يهم منها، فكلماتهم تستدعي صوراً)، وهذا يصدق على التحدث تماماً مثل الكتابة.

منذ سنوات مضت خصصت إحدى جلسات دوراتي في الحديث الفعال لتجربة على توخي الواقعية، وتبنّياً لقاعدة تلزم المتحدث بأن يضع في كل جملة إما حقيقة، أو اسم علم أو رقم أو تاريخ، فكانت النتائج جديدة تماماً. وقام أعضاء الدورة بممارسة لعبة الإيقاع ببعضهم البعض عند الحديث عن الأشياء العامة، ولم يمض وقت طويل حتى بدأوا يتكلمون، ليس لغة غامضة تطفو على رؤوس الجمهور، بل اللغة الواضحة الحية لرجل الشارع.

قال الفيلسوف الفرنسي ألين: (الأسلوب المجرد سيء دائماً، إنما ينبغي أن تكون عباراتك مليئة بالحجارة والمعادن والمقاعد والمناضد والحيوانات والرجال والنساء).

وهذا الرأي يصدق على المحادثة اليومية أيضاً، وفي الحقيقة. إن كل ما ذكر... عن استخدام التفصيل في الأحاديث العامة ينطبق على المحادثة العادية، فالتفاصيل هي التي تجعل المحادثة تتألق، وكل شخص مهتم يجعل نفسه فعالاً في حديثه بإمكانه الإستفادة من خلال اتباع النصائح التي يحتويها هذا الفصل، وسيكتشف البائعون أيضاً سحر ذكر التفاصيل عند تطبيق ذلك على عروضهم، أما التنفيذيون وربات البيوت والمدرسون، سيجدون أن عملية إعطاء التعليمات وتقديم المعلومات سوف تتحسن كثيراً باستخدام التفاصيل الملموسة الحقيقية.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






خلال حفل تخرّج طلبة الجامعات.. الخرّيجون يقدّمون الشكر لكلّ من مدّ يد العون لهم طيلة مسيرتهم الدراسية
ممثّل الجامعات العراقية: حفل تخرّج طلبة الجامعات العراقية يعكس الصورة القيميّة واللحمة الوطنية
انطلاق الفقرات المسائية الخاصّة بحفل التخرّج المركزي لطلبة الجامعات العراقية
مضيف أبي الفضل العباس (عليه السلام) يقدّم خدماته للمشاركين في حفل تخرّج طلبة الجامعات العراقية