1791. عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): إن أمامكم عقبة كؤودا،(1) لا يجوزها المثقِلون (2).

1792. أنس: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لأبي ذر: إن بين أيدينا عقبة كؤودا، لا يجاوزها إلا المخفّون. قال أبو ذر: أنا منهم يا رسول الله؟ فقال له النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : لك قوت يوم أو ليلة ؟ قال: لا. قال: فأنت من المخفّين (3).

1793. عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة ، إلا من قال‏(4) بالمال هكذا وهكذا، وكسبه من طيب (5).

1794. أبو ذر: كنت أمشي مع النبي(صلى الله عليه واله وسلم) في حرة المدينة(6) عشاء، استقبلنا احد، فقال: يا أبا ذر، ما احب أن احدا لي ذهبا، يأتي علي ليلة أو ثلاث عندي منه دينار إلا أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا. وأرانا بيده.

ثم قال: يا أبا ذر. قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله ! قال : الأكثرون هم الأقلون، إلا من قال هكذا وهكذا (7).

1795. أبو ذر: انتهيت إلى‏ رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) وهو يقول في ظل الكعبة: هم الأخسرون ورب الكعبة! هم الأخسرون ورب الكعبة! قلت: ما شأني؟ أيرى‏ في شي‏ء، ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت، وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم - بأبي أنت وامي! - يا رسول الله؟ قال: الأكثرون أموالا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا (8).

1796. زيد بن وهب عن أبي ذر: خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) يمشي وحده ليس معه إنسان، فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: من هذا؟ قلت: أبو ذر جعلني الله فداك! قال: يا أبا ذر تعال. فمشيت معه ساعة، فقال: إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من أعطاه الله خيرا، فنفح ‏(9) منه بيمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرا (10).

1797. المعرور بن سويد عن أبي ذر: جئت إلى‏ رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) وهو جالس في ظل الكعبة، قال: فرآني مقبلا، فقال: هم الأخسرون - ورب الكعبة - يوم القيامة. قال: فقلت: ما لي؟ لعله انزل في شي‏ء ! قال: قلت: من هم فداك أبي وامي !؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم): هم الأكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا. فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله، ثم قال: والذي نفسي بيده! لا يموت رجل فيدع إبلا أو بقرا لم يؤد زكاتها إلا جاءته يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه، تطؤه بأخفافها، وتنطحه بقرونها؛ كلما نفدت اخراها عادت عليه اولاها، حتى‏ يقضى‏ بين الناس (11).

______________

1ـ العقبة الكؤود: أي الشاقة (النهاية:4 / 137). والعقبة: قيل هي عقبة بين الجنة والنار (مجمع البحرين: 2/1240).

2ـ المستدرك على الصحيحين: 4/618/8713، شعب الإيمان: 7/309/10408 كلاهما عن أبي الدرداء، كنز العمال: 4/210/10191؛ تنبيه الخواطر: 2/217 عن أبي الدرداء وفي صدره «إن لله من ورائكم...»، تفسير مجمع البيان: 10/750، الأمالي للسيد المرتضى‏: 4/200.

3ـ معجم السفر: 435/1482، كنز العمال: 3/229/6287 نقلا عن السنن الكبرى وكلاهما عن أنس وراجع المعجم الأوسط: 5/107/4809.

4ـ أي: إلا من فعل. وقوله: «هكذا وهكذا» كناية عن جهات الإنفاق والصرف على المستحقين وفي وجوه الخير.

5ـ سنن ابن ماجة: 2/1384/4130 عن أبي ذر وح 4131 عن أبي هريرة، مسند ابن حنبل: 8/91/ 21456 عن أبي ذر وكلاهما نحوه، كنز العمال: 6/353/16023 وراجع تاريخ بغداد: 7/264/3747.

6ـ حرة المدينة: هي أرض ذات حجارة سود خارج المدينة المنورة (معجم البلدان: 2 / 245).

7ـ صحيح البخاري: 5/2312/5913، صحيح مسلم: 2/687/32، مسند ابن حنبل: 8/80/21405، السنن الكبرى‏: 10/318/20768 كلها نحوه، كنز العمال: 6/356/16037 وراجع الأدب ‏المفرد: 239/803.

8ـ صحيح ‏البخاري: 6/2447/6262، صحيح مسلم: 2/686/30، مسند ابن‏ حنبل: 8/94/21469، السنن الكبرى‏: 10/47/19813 وح 19812 كلها نحوه.

9ـ نفح منه: أي ضرب يديه منه بالعطاء. النفح: الضرب والرمي (النهاية: 5 / 89).

10ـ التوحيد: 25/24 وص 409/9، بحار الأنوار: 3/7/17؛ صحيح البخاري: 5 /2366/6078، صحيح مسلم: 2/688/33، حلية الأولياء: 5/65 نحوه.

11ـ سنن الترمذي: 3/12/617، سنن النسائي: 5/10، مسند ابن حنبل: 8/81/21409 وص‏414/21547، السنن الكبرى‏: 4/164/7284 والثلاثة الأخيرة نحوه.