هناك باحثان هما د. (ستيلا تشيس) ود. (اليكساندر توماس) من المركز الطبي بجامعة (نيويورك) يتبنيان رأياً آخر بالنسبة للحالة المزاجية المضطربة. فبدلاً من اتباع أسلوب د.(كاجان) وتحديد رد الفعل البدني الدقيق للرضع المضطربين اهتم د. (تشيس) ود. (توماس) بكيفية تكيف الأطفال الأكبر سناً مع المواقف الجديدة مثل مقابلة الأطفال الجدد واللعب بالألعاب الجديدة والتعامل مع التحديات الجديدة للحياة مثل التدرب على استخدام الحمام واعتياد الملابس الجديدة.

وبناء على سنوات عديدة من الدراسة، اكتشف د. (تشيس) ود. (توماس) وجود حالة مزاجية أخرى تسمى الإحماء البطئ لدى حوالي خمسة عشر بالمائة من الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة، أما الأطفال الباقون فهم بين رافض للموقف الجديد أو متكيف معه بسهولة. ويأخذ هؤلاء الأطفال ذوو الإحماء البطئ وقتهم عند مواجهة المواقف الجديدة بما فيها المواقف الاجتماعية وغالباً ما يطلق عليهم لقب (خجول).

ولكن مثلما فعل د. (كاجان) فلم يصدق د. (تشيس) ود. (توماس) أن المصير أو القدر هو الذي يحدد الحالة المزاجية للفرد، ويوضحان كيف أنه يمكن التحكم به، وينصحان الآباء بأن يكون هدفهم المواءمة بين الطفل والبيئة المحيطة به مهما كانت حالته المزاجية. ويمكن تحقيق ذلك باختيار التحديات والبيئة المناسبة للطفل، وهذا يتضمن إيجاد دار رعاية تهتم باحتياجات الطفل بحيث يجيد القائمون عليها اختيار الوقت والأسلوب المناسبين لتقديم أنواع جديدة من الطعام، وتوفير الكم المناسب من التحفيز في المنزل، والأماكن الأخرى، وممارسة الأنشطة الاجتماعية الملائمة...

وبجانب تعليم الآباء كيفية إيجاد المواءمة يحذر كل من د. (تشيس) ود. (توماس) الآباء من تأثير تكوينهم النفسي على علاقاتهم بأطفالهم على سبيل المثال فانه يجب على الآباء الانبساطيين الذين يتكيفون بسهولة أن يتحلوا بالصبر مع طفلهم ذي الإحماء البطئ. وعلى الجانب الآخر فان الآباء ذوي الإحماء البطئ يجب أن يقوموا بتعديلات في سلوكهم بما يتناسب مع طفلهم الذي يتكيف بسهولة، أما الآباء الذين تتشابه حالتهم المزاجية مع حالة طفلهم فيجب أن يحرصوا على تعليم طفلهم بأن يكون أكثر تسامحاً مع الآخرين، وعلى وجه العموم فهم يؤكدون على أهمية فهم تأثير الحالة المزاجية على كل الجوانب في حياة الطفل – وليس فقط على التفاعل الاجتماعي.