لقد اشرنا الى النقاشات الفلسفية والنفسية حول مكانة المفاهيم والافكار في العقل . ويعتبر علم الدلالة التقليدي وجود المفاهيم اساسا لكل الهيكل النظري ويشجع تبعا " لذلك الذاتية subjeotivis  والاستبطان introspeotion في دراسة المعنى . يقول هاس Hass لا يمكن للعلم التجريبي ان يقبل بالاعتماد على اسلوب الناس في استقراء عقولهم بطريقته الخاصة . ويفترض هذا الانتقاد الايمان بان علم الدلالة هو ، علم تجريبي او ينبغي ان يكون كذلك يتجنب قدر الامكان التورط في المنازعات الفلسفية والنفسية مثل التمييز بين الجسم والعقل ووضع المفاهيم . وسنتبنى هذا المفهوم في مناقشة علم الدلالة في هذا الكتاب . وعلى كل حال ، سنؤكد ان الرفض الاسلوبي للعقلانية لا يعني قبول الالية mechanis كما يقترح بعض اللغويين . ان تعريف بلو مفيد Bloomfeld الآلي mechanistio والوضعي positivist لمعنى الكلمة كوصف علمي شامل لمشارها اكثر اضرارا" بتقدم علم الدلالة من التعريف التقليدي بلغة المفاهيم ، لما يعطيه من افضلية لمجموعة صغيرة نسبيا " من الكلمات التي تشير الى الاشياء التي يمكن وصفها مبدئيا " بلغة العلوم الطبيعية . واضافة الى هذا فإنها تستند الى فرضيتين غير مبررتين ومفهومتين ضمنا " :

(1) ان الوصف العلمي لشارات هذه الكلمات  ذو صله بالطريقة التي يستعمل بها ناطقو اللغة هذه الكلمات ( ومعظمهم قليلو المعرفة بالوصف العلمي )  (2) ان معنى اية كلمة في النهاية قابل للوصف بنفس الاسلوب . ويمكن في الواقع القول بأن اقتراح بلو مفيد ( وغيره ايضا " ) يعتمد على النظرة الواقعية للعلاقة بين اللغة والعالم التي تختلف كثيرا "

ص20

عن نظرة المفهومين ، انها على اقل تقدير تعمل على تطوير النظرة التي تقول بانه طالما توجد كلمة ذكاء مثلا " يوجد ايضا " ما تشير اليه وحدة الكلمة ( وان هذا الشيء يمكن نظريا " وصفه وصفا " مرضيا " من قبل العلم في الوقت الملائم ) ، وطالما توجد كلمة مثل " حب " يوجد شيء تشير اليه هذه الكلمة ، وهلم جرا . وان موقف اللغوي يجب ان يكون على الحياد بين العقلية والآلية . وهو موقف يتماشى مع الاثنين ولا يتضمن ايا منهما.

ص21