‏انظر إلى هذه. الجمل : 
‏1. ليس الفيل حيوانا . 
٢ ‏. ليس الخس نوعا من الخضار . 
٣ ‏. ليس الاعزب رجلا غير متزوج .
٤ ‏. ليست الارملة امرأة مات زوجها . 
ص66
‏5. ليست المعلمة أنثى . 
٦ ‏. ليس الباب مدخلا لدخول المكان . 
‏هذه الجمل الست (1-٦) هي نفى للجمل التحليلية (1-6‏) التي وردت تحت العنوان الفرعي السابق. إذا نفينا الجملة التحليلية، كانت النتيجة جملة متناقضة. والجملة المتناقضة دائما غير صادقة، لأنها تتفي الجملة التحليلية الصادقة دائما . 
‏إذا نظرنا إلى الجمل (1-6‏) نجد أنها جميعا غير صادقة بالضرورة . وعدم صدقها ليس ناشئا عن مخالفتها للواقع أو لحقائق العالم الخارجي .. عدم صدقها ناشئ عن تناقض داخلي في الجملة ذاتها. إن الجملة (1)، مثلاً، تنفى أن الفيل حيوان ، والفيل بحكم معناه هو حيوان. فإذا، هذه الجملة تنفى حقيقة لغوية ، فالحيوانية من سمات معنى الفيل و حيث أن الجملة التحليلية صادقة دائما، وحيث أن الجملة المتناقضة نافية للجملة ‏التحليلية، إذا، فإن الجملة المتناقضة غير صادقة بالضرورة . 
‏إذا كانت الجملة المتناقضة مثبتة، فإن إضافة أداة نفى تجعلها جملة تحليلية . مثال : الفيل نبات      الفيل ليس نباتا. وإذا كانت الجمل المتناقضة منفية ، فإن حذف أداه النفي يجعلها جملة تحليلية . مثال: الفيل ليس حيوانا   الفيل حيوان . 
‏إذا دققنا النظر في الجملة التحليلية والجملة التركيبية والجملة 
ص67
 المتناقضة ، نجد أن الجملة التركيبية وحدها هي التي يمكن أن تكون جملة إعلامية أو جملة معلمة، أي جملة تقدم للسامع معلومات عن العالم الخارجي، كما في الجمل (٧ ‏_ ١١) تحت العنوان الفرعي السابق. أما الجمل التحليلية والجمل المتناقضة فهي لا تقدم للسامع معلومات عن العالم الخارجي، وهي بذلك ليست جملا إعلامية أو معلمة. 
‏إضافة إلى ذلك، إن سمات التحليلية والتركيبية والمتناقضة هي سمات لمعاني الجملة، وليست سمات لمعاني الكلمات . 
ص68