المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5780 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وابو جعفر المنصور  
  
4629   04:12 مساءً   التاريخ: 4-7-2017
المؤلف : حسين الشاكري
الكتاب أو المصدر : سيرة الامام جعفر الصادق (ع)
الجزء والصفحة : ج1، ص200- 215
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى / ابو جعفر المنصور /

مواقف الإمام الصادق (عليه السلام) من المنصور العباسي:

ابتلي الإمام الصادق (عليه السلام) بطاغية زمانه وجباره المنصور الدوانيقي . كان المنصور في زمن بني أمية معتدا بنفسه ومتعاليا على غيره ، ولم يكن عنده وعند من سبقه أي أمل في الحكم والخلافة لولا بعض التصريحات التي صدرت من الإمام الباقر (عليه السلام) في التنبؤ بوصول بني العباس وبالأخص أبو جعفر المنصور إلى سدة الحكم ، وتأكيد الإمام الصادق (عليه السلام) على صاحب القباء الأصفر، وبعدم نجاح ثورة العلويين في قصة مفصلة (1) ورجوع الأمر لبني العباس، وعلى رغم جبروته كان يتردد على الإمام الصادق، ويتودد إليه بشتى الصور لعله يظفر بشيء من علمه ، وكان يعلم علم اليقين أن الإمام (عليه السلام) لا يرغب في الخوض في تلك الصراعات السياسية ، لعلمه المسبق بعدم جدوى ذلك في سيطرة العلويين على الحكم . كان المنصور يجلس إلى الإمام الصادق (عليه السلام) ويستمع إلى أحاديثه ، عسى أن يظفر منه على تصريح آخر يؤكد تصريحاته وتصريحات أبيه الباقر (عليه السلام) .

وبعد أن زال عهد الأمويين وانتقلت السلطة إلى أخيه السفاح ثم إليه، استدعى الإمام (عليه السلام) وأحضر ولده المهدي، وقال له: يا أبا عبد الله، حديث كنت حدثتنيه في صلة الرحم، أعده علي ليسمعه ولدي المهدي. قال الإمام (عليه السلام): حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عز وجل ثلاثين سنة، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين ، ثم تلا قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]. فقال المنصور: هذا حسن يا أبا عبد الله، وليس إياه أردت. فقال أبو عبد الله : حدثني أبي، عن أبيه، عن جده علي (عليه السلام) ، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: صلة الرحم تعمر الديار وتزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير أخيار ، فقال المنصور : هذا حسن ولكني أردت غيره . فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: صلة الرحم تهون الحساب، فقال المنصور: هذا هو الذي أردت. تقرب المنصور من الإمام (عليه السلام) كان بهدف مصانعة العلويين لحين القضاء على خصومه من بني أمية. من هذه الرواية وغيرها يظهر أن المنصور كان على صلة بالإمام ويستمع إلى أحاديثه ، ولم يكن لديه ما يوجب قطيعته وجفاؤه ، وبعد أن أصبحت الدنيا طوع إرادته وانقرض عهد أعدائه الأمويين لم يعد يخشى غير العلويين الذين كان يطالب بحقهم بالأمس ويدعو الناس لمقاومة الأمويين بإظهار مظلوميتهم ، وبعد أن استتب له الأمر أصبح لا يخشى سواهم وتصور أن وجود الإمام جعفر ابن محمد يشكل خطرا على عرشه وعلى أسرته بكاملها فحاول أكثر من مرة أن يفتك به - قائف هذا الشجي المعترض في حلقي ، يعني الإمام الصادق (عليه السلام) : ولكن مشيئة الله كانت تحول بينه وبين ما يريد . وجاء في بعض المرويات عن الربيع حاجب المنصور أنه قال : لما استقرت الخلافة لأبي جعفر المنصور واستتبت له الأمور قال لي : يا ربيع ابعث إلى جعفر ابن محمد وائتني به ، فذهبت إليه وقلت : يا أبا عبد الله ، أجب أمير المؤمنين . فقام معي ، فلما دنونا من الباب جعل الإمام الصادق يحرك شفتيه ويتكلم بكلام لم أفهمه ، ثم دخل على المنصور وسلم عليه فلم يرد السلام ورفع رأسه إلى الإمام وقال : يا جعفر ، أنت الذي تؤلب علي الناس وتحرضهم على الثورة ، فأنكر عليه الإمام وتنصل من القيام بأي عمل ضده ، فسكن غضبه وقال : إجلس يا أبا عبد الله ، ودعا بمسك وجعل يدهن الإمام بيده والمسك يقطر من بين أنامله ، ثم اعتذر إليه وقال : انصرف يا أبا عبد الله إن شئت ، وأمرني أن أضاعف له الجائزة . ومضى الربيع يقول: فخرجت مع أبي عبد الله وقلت له: شهدت ما لم تشهد يا ابن رسول الله وسمعت ما لم تسمع وقد دخلت عليه وهو حاقد عليك، ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك عليه، فما أسرع ما تغير موقفه منك! فقال الإمام (عليه السلام): حدثني أبي ،عن أبيه ، عن جده : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا حزنه أمر دعا بدعاء الفرج فيكشف الله ما به من هم وسوء ، وأنا حينما استدعاني علمت بأنه يريد بي السوء ، وقد كفاني الله شره ببركة هذا الدعاء . وفي رواية أخرى عن الربيع أيضا : أن المنصور أرسل إلى الإمام الصادق (عليه السلام) من يأتيه به لشيء بلغه عنه ، فلما دنا الصادق من باب المنصور خرج إليه الحاجب وقال : أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار يا أبا عبد الله ، فإني رأيت ضرره عليك شديدا . فقال الإمام : علي من الله واقية تعينني عليه إن شاء الله ، استأذن لي عليه ، فلما أذن له ودخل الإمام ، قال له المنصور : يا جعفر ، قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأبيك علي بن أبي طالب : لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا وأخذوا التراب من تحت قدميك . وقال علي : يهلك في اثنان ولا ذنب لي : محب غال ومبغض مفرط (2)، وإنما قال ذلك اعتذارا لأنه لا يرضى بما يقوله فيه المحب والعدو ، وأنت تعلم ما يقال فيك ، وقد زعم أوغاد الحجاز ورعاع الناس أنه حبر الدهر وحجة المعبود وترجمانه وعيبة علمه ، فقل فإن أول من قال الحق جدك وأول من صدقه عليه أبوك، وأنت حري أن تقتفي آثارهما وتسلك سبيلهما . فقال الإمام الصادق (عليه السلام) : أنا فرع من تلك الزيتونة . فقال المنصور : لقد أحالني على بحر لا يدرك طرفه ولا يبلغ عمقه ، هذا هو الشجى المعترض في حلوق الخلفاء الذي لا يجوز نفيه ولا يحل قتله ، ولولا ما يجمعني وإياه من شجرة طاب أصلها وبسق فرعها وعذب ثمرها لكان مني إليه ما لا تحمد عقباه لما يبلغني عنه من شدة عيبه لنا وسوء القول فينا ، فأنكر عليه الإمام ذلك بأسلوب يوحي بالاعتذار. ثم التفت إليه المنصور وقال : لقد صفحت عنك يا أبا عبد الله لصدقك ، فحدثني بحديث أنتفع به ويكون لي زاجرا من الموبقات . فقال الإمام (عليه السلام): عليك بالحلم فإنه ركن العلم، واملك نفسك عند أسباب القدرة فإنك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظا وتداوى حقدا ويحب أن يذكر بالصولة ، واعلم بأنك إن عاقبت مستحقا لم يكن غاية ما توصف به إلا العدل ، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر . فقال المنصور : لقد وعظت فأحسنت وقلت فأوجزت . وجاء في تذكرة الخواص لابن الجوزي أن المنصور وفد على المدينة سنة 144 في طريقه لأداء فريضة الحج فقال للفضل بن الربيع : ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به متعبا ، قتلني الله إن لم أقتله . قال الفضل : فتغافلت عن ذلك طمعا في أن ينسى المنصور وتهدأ نفسه ، فأعاد علي طلبه ثانيا وثالثا ، فلم أر بدا من أن أستدعيه ، فأرسلت إليه ، فلما حضر قلت له : يا أبا عبد الله لقد أرسل إليك لأمر عظيم وما أظنك بناج منه ، فقال الإمام (عليه السلام) : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم دخل على المنصور وسلم عليه فلم يرد السلام وقال له : لقد اتخذك أهل العراق إماما يجبون لك الأموال من الزكاة وغيرها وتلحد في سلطاني وتبغيه الغوائل ، قتلني الله إن لم أقتلك . فقال الإمام (عليه السلام) : يا أمير المؤمنين ، إن سليمان النبي أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن يوسف بن يعقوب ظلم فغفر ، فاقتد بأيهم شئت . لم يجد الإمام (عليه السلام) بدا من مقابلته وهو بتلك الحالة من الحقد والغضب عليه إلا بهذا الأسلوب الهادئ اللين الذي هو من أبلغ ما يمكن أن يكون في مثل هذه الحالات . لقد أراد الإمام (عليه السلام) أن يضع حدا لغضبه فقال له ما مضمونه : إن الله إذا أنعم على عباده استحق شكرهم كما شكره سليمان على نعمه ، وأنت محاط بنعم الله من جميع جوانبك ، والتنكيل بالأبرياء على الظنة والتهمة كفر وجحود لنعم الله ، وإذا كنت تراني بلاء عليك فلو صبرت على هذا البلاء كما صبر أيوب على أسوأ أنواع البلاء تنال أجر الصابرين ، وإذا كنت تراني ظالما لك فلو اقتديت بيوسف وعفوت كما عفا عمن ظلمه كان ذلك أقرب للتقوى والله يحب المحسنين . وكان لجواب الإمام أثر في نفس المنصور وأطرق برأسه قليلا ثم رفعه واتجه إلى الإمام بغير الوجه الذي قابله فيه من قبل فأدناه إليه ومسح على لحيته الكريمة بالغالية واعتذر منه ، ثم قال للفضل بن الربيع كما جاء في الرواية: هيئ لأبي عبد الله جائزة حسنة وودعه إلى خارج قصره فعاد الإمام إلى بيته تحرسه عناية الله سبحانه من أولئك الجبابرة الذين كان وجود الإمام ثقيلا عليهم كما كان وجود آبائه ثقيلا على طغاة الأمويين لا لشيء إلا لأن أهل البيت كانوا يجسدون الحق والخير والعدالة والإحسان في جميع أعمالهم ، وأولئك يجسدون الباطل والظلم والطغيان في سلوكهم وتصرفاتهم . ومرة أخرى أرسل إليه محمد بن الربيع وأمره أن يأتي به على الحالة التي يجده عليها ، قال محمد بن الربيع : لقد دخلت عليه الدار فوجدته يصلي ولما فرغ من صلاته قلت له : أجب أمير المؤمنين . فقال: دعني ألبس ثيابي، فقلت: ليس إلى تركك من سبيل، لأني مأمور أن أحملك على الحالة التي تكون عليها. فجئت به على حالته وأدخلته على المنصور وهو حاقد عليه فلما نظر إليه قال: يا جعفر، أما تدع حسدك وبغيك على أهل هذا البيت من بني العباس ؟ وما يزيدك ذلك إلا شدة الحسد ولست ببالغ ما تقدره . فقال الإمام (عليه السلام) : والله يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا من هذا ، ولقد كنت في ولاية بني أمية وأنت تعلم بأنهم أعدى الخلق لنا ولكم وإنهم لا حق لهم في هذا الأمر ، فوالله ما بغيت عليهم ولا بلغهم عني سوء ، فكيف أصنع هذا وأنت ابن عمي وأمس الخلق بي رحما . فأطرق المنصور ساعة ثم رفع وسادة كانت إلى جنبه وأخرج من تحتها إضبارة كتب ورمى بها إليه ، وقال : هذه كتبك إلى أهل خراسان تدعوهم إلى نقض بيعتي وأن يبايعوك دوني . فقال الإمام (عليه السلام) : والله ما فعلت ، ولقد بلغت ما قد أضعفني عن ذلك لو أردته ، ثم أطرق المنصور وضرب يده إلى السيف فسل منه مقدار شبر ، ثم رده وقال : يا جعفر ، أما تستحي مع هذه الشيبة وهذا السن أن تنطق بالباطل وتشق عصا المسلمين ، أتريد أن تريق الدماء وتثير الفتنة بين الرعية ؟ ! ومضى يخاطبه بهذا الأسلوب المشحون بالحقد والبغضاء والإمام (عليه السلام) يقول : والله ما فعلت ولا هذه كتبي ولا خطي ولا خاتمي ، وما زال يحلف له ويتبرأ مما نسب إليه حتى سكن المنصور وقال : أظنك صادقا ، كما روى ذلك المجلسي في البحار . محمد بن يعقوب ، بإسناده عن المفضل بن عمر قال، وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد ، وهو واليه على الحرمين : أن أحرق على جعفر بن محمد داره ، فألقى النار في دار أبي عبد الله (عليه السلام) فأخذت النار في الباب والدهليز ، فخرج أبو عبد الله (عليه السلام) يتخطى النار ويمشي فيها ويقول : أنا ابن أعراق الثرى ، أنا ابن إبراهيم الخليل (عليه السلام) (3) . وحدث عبد الله بن الفضل بن الربيع ، قال : حج المنصور في سنة سبع وأربعين ومائة ، قدم المدينة ، قال للربيع ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به سعيا ، قتلني الله إن لم أقتله . فتغافل الربيع عنه وناساه ، فأعاد عليه في اليوم الثاني وأغلظ له في القول ، فأرسل إليه الربيع . فلما حضر قال له الربيع : يا أبا عبد الله ، اذكر الله تعالى فإنه قد أرسل إليك ما لا دافع له غير الله ، وإني أتخوف عليك . فقال جعفر : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم إن الربيع دخل به على المنصور ، فلما رآه المنصور أغلظ له بالقول ، فقال : يا عدو الله ، اتخذك أهل العراق إماما يجبون إليك زكاة أموالهم ، وتلحد في [سلطاني وتبغيه] الغوائل ، قتلني الله إن لم أقتلك . فقال جعفر : يا أمير المؤمنين ، إن سليمان أعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصبر وإن يوسف ظلم فغفر ، فهؤلاء أنبياء الله وإليهم يرجع نسبك ولك فيهم أسوة حسنة . فقال المنصور: أجل، لقد صدقت يا أبا عبد الله، ارتفع إلى هاهنا عندي، ثم قال : يا أبا عبد الله إن فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك . فقال: أحضره يا أمير المؤمنين ليوافقني على ذلك. فأحضر الرجل الذي سعى به إلى المنصور، فقال له المنصور: أحقا ما حكيت لي عن جعفر، فقال : نعم يا أمير المؤمنين . قال جعفر : فاستحلفه على ذلك ، فبدر الرجل وقال : والله العظيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وأخذ يعدد في صفات الله . فقال جعفر : يا أمير المؤمنين ، يحلف بما أستحلفه ويترك يمينه هذا ، فقال المنصور : حلفه بما تختار ، فقال جعفر (عليه السلام) : قل برأت من حول الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي ، لقد فعل كذا وكذا . فامتنع الرجل ، فنظر إليه المنصور منكرا ، فحلف بها فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وقضى ميتا مكانه في المجلس ، فقال المنصور جروا برجله وأخرجوه لعنه الله . ثم قال : لا عليك يا أبا عبد الله ، أنت البرئ الساحة ، السليم الناحية ، المأمون الغائلة ، علي بالطيب والغالية ، فأتوا بالغالية ، فجعل يغلف بها لحيته إلى أن تركها تقطر ، وقال في حفظ الله وكلائته ، وألحقه الربيع بجوائز حسنة وكسوة سنية . قال الربيع : فلحقته بذلك ، ثم قلت له : يا أبا عبد الله ، إني رأيت قبلك ما لم تره أنت ، ورأيت بعد ذلك ما رأيت ، ورأيتك تحرك شفتيك، وكلما حركتهما سكن الغضب ، بأي شيء كنت تحركهما جعلت فداك ؟ قال : بدعاء جدي الحسين (عليه السلام) ، قلت : وما هو يا سيدي ؟ قال : قلت : (اللهم يا عدتي عند شدتي ، يا غوثي عند كربتي ، احرسني بعينك التي لا تنام ، واكفني بركنك الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك على فلان ، اللهم لا أهلك وأنت رجائي ، اللهم إنك أكبر وأجل وأقدر مما أخاف وأحذر ، اللهم بك أدرأ في نحره وأستعيذ بك من شره ، إنك على كل شيء قدير) . قال الربيع : فما نزلت بي شدة قط ودعوت به إلا فرج الله عني ، قال الربيع : وقلت لأبي عبد الله منعت الساعي بك إلى المنصور من أن يحلف يمينه وأحلفته أنت تلك اليمين ، فما كان إلا أخذ لوقته فتعجبت من ذلك ما فيه ؟ قال : لأن في يمينه التي أراد أن يحلف بها توحيد الله وتمجيده وتنزيهه ، فقلت: يحلم الله عليه ويؤخر عنه العقوبة ، وأحببت تعجيلها فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله لوقته. ويدعي الرواة أنه استدعاه نحوا من ثماني مرات وهو حاقد عليه يريد قتله ثم يتراجع بعد الاجتماع به ويجد نفسه من حيث لا يريد مضطرا لإكرامه وتعظيمه. يقول السيد هاشم معروف : وإن كنت أشك في أكثر ما يرويه بعض الرواة حول تلك المواقف المزعومة ، ذلك لأن المنصور يعلم بأن الصادق كان منصرفا عن الخلافة وعن الثورة على نظام حكمه، ولم يكن على وفاق مع بني أعمامه الذين كانوا يخرجون بين الحين والآخر وقد أخبرهم بفشل جميع محاولاتهم الرامية إلى الاستيلاء على السلطة وانتزاعها من أيدي العباسيين ، ولعلمه بما وصل إليه من آبائه وأجداده قد أخبر بقيام دولة بني العباس واستتباب الأمر لهم ، وقد تلقى المنصور نفسه منه هذا النبأ بارتياح وغبطة كما ذكرنا من قبل وكان المنصور يجله ويعظمه ولا يرى لأحد فضلا عليه، ولا أظنه قد حاول قتله أو فكر بذلك لعلمه بأن عملا من هذا النوع يكلفه ما لا يطيق . هذا بالإضافة إلى أن تلك المرويات تصور الإمام الصادق في موقف الذليل الذي يستجدي عفو المنصور ورضاه مع أن أكثر الروايات تنص على أنه لم يهادن أحدا على حساب دينه وكان ينقض عليه وعلى غيره من الظلمة كالصاعقة أحيانا .

 فقد جاء في رواية أبي نعيم في حلية الأولياء أن المنصور استدعى الإمام الصادق يوما وأجلسه إلى جانبه يحادثه بكل إجلال واحترام ، فوقع الذباب على وجه المنصور ولم يزل يقع على وجهه وأنفه حتى ضجر منه المنصور ، فقال : لم خلق الله الذباب يا أبا عبد الله ؟ فقال الصادق : ليذل به أنف الجبابرة ، فوجم المنصور وتغير لونه ولم يتكلم معه بما يسئ إليه كلمة واحدة . كما يروي الرواة أنه استدعاه إليه يعاتبه على قطيعته له وكان قد زار المدينة ولم يدخل عليه الإمام الصادق فيمن زاره من الوجوه والأشراف ، فقال له : لم لم تغشنا كما يغشانا الناس ؟ فأجابه الإمام (عليه السلام) : ليس لنا من أمر الدنيا ما نخافك عليه ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوه منك ، ولا أنت في نعمة نهنئك بها ، ولا في نقمة فنعزيك . فقال له المنصور : تصحبنا لتنصحنا ، فرد عليه الإمام بقوله : إن من يريد الدنيا لا ينصحك ، ومن يريد الآخرة لا يصحبك . وما أكثر مواقفه التي كان يندد فيها بالحكام والجبابرة ويصفهم بأقبح الصفات ويحذرهم من سخط الله وعقابه والتمادي في الظلم والطغيان . كما أن مواقفه مع ولاة المنصور كانت تتسم بالشدة عندما تدعو الحاجة لذلك ، فقد جاء في بعض المرويات أن أحد ولاة المنصور في المدينة خطب يوم الجمعة بحضور الإمام ونال من أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقام الإمام بعد أن فرغ الوالي من خطابه وقال - بعد أن حمد الله وصلى على رسوله - : أما ما قلت من خير فنحن أهله ، وما قلت من سوء فأنت وصاحبك أولى به ، ثم التفت إلى الناس وقال : ألا أنبئكم بأخف الناس ميزانا وأبينهم خسرانا يوم القيامة ، ألا وإن من أخف الناس ميزانا وأسوأهم حالا من باع آخرته بدنيا غيره ، وهو هذا الفاسق ، فسكت الوالي وخرج من المسجد مذموما مدحورا . ولما كان داود بن علي واليا على المدينة بالغ في إيذاء العلويين وتتبع أنصارهم وطلب من المعلى بن خنيس أن يخبره بحالهم فامتنع المعلى فهدده بالقتل وأصر على امتناعه ، فأمر داود بن علي السيرافي قائد شرطته بقتله ، ولما بلغ الإمام الصادق ما جرى على المعلى تأسف عليه واشتد به الغضب ومضى بنفسه إلى مقر الوالي ولم يكن ذلك من عادته فقال له : لقد قتلت مولاي وأخذت مالي ، أما علمت أن الرجل ينام على الثكل ولا ينام على الضيم ؟ ودار بين الإمام والوالي جدال عنيف حول هذا الأمر كان الوالي يحاول أن يتنصل من مسؤولية ما جرى ويحملها السيرافي ، وترك لأولياء الدم أن يقتصوا من القاتل ، ولما أخذ ليقتل صرخ بأعلى صوته : يأمرونني بقتل الناس فأقتلهم لهم ، ثم يتهربون من مسؤولية ذلك ويأمرون بقتلي .

وفي رواية : أنه (عليه السلام) حينما بلغه قتل المعلى بن خنيس ، دخل إلى داره ، ولم يزل ليله كله قائما إلى الصباح ، ولما كان وقت السحر سمع منه وهو يقول في مناجاته : يا ذا القوة القوية ، ويا ذا المحال الشديد ، ويا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل ، اكفنا هذا الطاغية ، وانتقم لنا منه فما كان إلا أن ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل . وقيل : مات داود بن علي فجأة . ابن شهرآشوب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر : أن المنصور الدوانيقي قد كان هم بقتل أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) غير مرة ، فكان إذا بعث إليه دعاه لقتله - ليقتله - فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله ، غير أنه منع الناس عنه ، ومنعه من القعود للناس ، واستقصى [عليه] أشد الاستقصاء حتى [إنه] كان يقع لأحدهم مسألة في دينه [من شيعته] في نكاح أو طلاق أو غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم ، ولا يصلون إليه فيعتزل الرجل أهله ، فشق ذلك على شيعته وصعب عليهم ، حتى ألقى الله عز وجل في روع المنصور أن سأل الإمام الصادق (عليه السلام) ليتحفه بشيء من عنده لا يكون لأحد مثله ، فبعث إليه بمخصرة كانت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طولها ذراع ، فرح بها المنصور فرحا شديدا ، وأمر أن تشق له أربعة أرباع ، وقسمها في أربعة مواضع ، ثم قال له : جزاؤك عندي إلا أن أطلق لك ، وتفشي علمك لشيعتك ولا أتعرض لك ولا لهم ، فاقعد غير محتشم وافت الناس ولا تكون في بلدنا تقية ، ففشا العلم عن الصادق (عليه السلام) (4) . وتوسعت مدرسته حتى بلغت أربعة آلاف طالب في الكوفة.

محمد بن يعقوب، بإسناده عن ظريف بن ناصح ، قال : لما بعث المنصور الدوانيقي إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ، رفع يده إلى السماء ثم قال : اللهم إنك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما ، فاحفظني بصلاح آبائي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي (عليهم السلام) ، اللهم إني أدرأ بك في نحره ، وأعوذ بك من شره . ثم قال للجمال : سر ، فلما استقبله الربيع بباب المنصور الدوانيقي قال له : يا أبا عبد الله ما أشد باطنه عليك ! لقد سمعته يقول : والله ما تركت لهم نخلا إلا عقرته ، ولا مالا إلا نهبته ، ولا ذرية إلا سبيتها ، قال : فهمس (عليه السلام) بشيء خفي وحرك شفتيه ، فلما دخل وسلم وقعد فرد عليه السلام ، ثم قال : أما والله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا إلا عقرته ، ولا مالا إلا أخذته . فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا أمير المؤمنين ، إن الله عز وجل ابتلى أيوب فصبر ، وأعطى داود [سليمان] فشكر ، وقدر يوسف فغفر ، وأنت من ذلك النسل ، ولا يأتي ذلك النسل إلا ما يشبهه ، فقال المنصور : صدقت فقد عفوت عنكم ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنه لم ينل منا أهل البيت أحد دما إلا سلبه الله ملكه ، فغضب [المنصور] لذلك واستشاط ، فقال (عليه السلام) : على رسلك يا أمير المؤمنين ، إن هذا الملك كان في آل أبي سفيان ، فلما قتل يزيد لعنه الله حسينا (عليه السلام) ، سلبه الله ملكه ، فورثه الله آل مروان ، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه ، فورثه مروان بن محمد ، فلما قتل مروان إبراهيم (5) سلبه الله ملكه ، فأعطاكموها ، فقال المنصور : صدقت ، هات ارفع حوائجك . فقال (عليه السلام) : الإذن ، فقال : هو في يدك متى شئت ، فخرج . فقال له الربيع : قد أمر لك بعشرة آلاف درهم . قال: لا حاجة لي بها . قال : إذن يغضب . فقال (عليه السلام) : هاتها ، فأخذها ثم تصدق بها (6) . ولما بلغ جعفر الصادق (عليه السلام) قول الحكم بن عباس الكلبي:

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة *** ولم أر مهديا على الجذع يصلب

 فرفع جعفر يديه إلى السماء وهما يرتعشان ، فقال : اللهم سلط على الحكم ابن العباس الكلبي كلبا من كلابك ، فبعثه بنو أمية إلى الكوفة فافترسه الأسد في الطريق . واتصل ذلك بالصادق فخر ساجدا . وقال : الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا .

 وعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال : لما رفعت إلى أبي جعفر المنصور بعد قتل محمد بن عبد الله الحسن نهرني وكلمني بكلام غليظ ، ثم قال لي : يا جعفر ، قد علمت بفعل محمد بن عبد الله الذي يسمونه النفس الزكية ، وما نزل به وإنما أنتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فألحق الصغير بالكبير . قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، حدثني أبي محمد بن علي ، عن أبيه الحسين ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصله الله تعالى إلى ثلاث وثلاثين سنة ، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة فيصيرها الله تعالى إلى ثلاث سنين ، قال : فقال لي : الله عليك سمعت هذا من أبيك ، فقلت : والله لقد سمعتها . فردها علي ثلاثا ، ثم قال : انصرف .

 وتنص بعض الروايات أنه بعد قتل السيرافي دعا على داود بن علي وقال في دعائه - كما جاء في رواية الكافي - : اللهم إني أسألك بنورك الذي لا يطفى ، وبعزائمك التي لا تخفى ، وبعزك الذي لا ينقضي ، وبنعمتك التي لا تحصى ، وبسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسى ، اكفني داود بن علي الساعة الساعة إنك قريب سميع الدعاء ، فما استتم دعاءه حتى سمعت الصيحة من دار داود بن علي . ومجمل القول أن الإمام الصادق (عليه السلام) واجه في أيام المنصور من المحن والشدائد ما لم يواجهه في العهد الأموي ، وكان وجوده ثقيلا عليه لأنه أينما ذهب وحيثما حل يراه حديث الجماهير ، ويرى العلماء وطلاب العلم يتزاحمون من كل حدب وصوب على بابه في مدينة الرسول وهو يزودهم بتعاليمه، ويلقي عليهم من فيض علمه وحديثه ، وكانت الدعوة إلى الحق ومناصرة العدل ومساندة المظلوم واجتناب الظلمة الذين تسلطوا على الأمة واستبدوا بمقدراتها وكرامتها ، واستهتروا بالقيم والأخلاق، كانت هذه النواحي تحتل المكانة الأولى في تعاليمه وإرشاداته . أقول : إن ما ذكره السيد هاشم معروف الحسني معلقا - في كتابه سيرة الأئمة الإثنى عشر - صحيح ووارد ، غير أن عتو الجبار المارد منصور الدوانيقي ، وهلعه وخوفه على حكمه ، بالإضافة إلى وشاية وعاظ السلاطين ، والحاسدين والحاقدين ، ورسائلهم المتكررة المملوءة بالبهت ، تجعله يفقد صوابه وسيطرته على زمام نفسه ، ولكن هيبة الإمامة وقوة شخصيته عندما يقابله تجعله يتضاءل أمام عظمة الإمام ورسالته ، حتى آل الأمر إلى أن دس إليه السم الناقع بالطرق التي ذكرها أرباب السير . وكان مع ذلك يقول : إن الإمامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن المحارم ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الخلافة على من ولي حتى يكون بهم كالوالد الرحيم . هذا ، والمنصور يسمع ويرى كل ذلك ، ولكنه كان يقدر إن التحرش بالإمام الصادق والفتك به ستكون له من المضاعفات التي لا يمكن حصر نتائجها وأخطارها ، ولولا ذلك لمثل معه نفس الدور الذي مثله مع العلويين من أسرته ، وكان قد ملأ بهم المعتقلات والسجون المظلمة وسلط عليهم أعوانه يسومونهم سوء العذاب ، حتى إذا مات أحدهم في سجنه من التعذيب تركوه إلى جانب الأحياء ينظرون إليه ويتململون من رائحته ، وبلغ بهم الحال أنهم كانوا لا يعرفون أوقات الصلاة إلا بتلاوة أجزاء من القرآن يوزعونها على الليل والنهار ، وكانت نهاية أمرهم أن أمر المنصور بهدم السجن عليهم فمات من بقي منهم تحت الركام . وقد روى جميع المؤرخين حديث الخزانة التي أوصى بها للمهدي ودفع مفتاحها إلى ريطة زوجة المهدي وأوصاها أن لا تدفعها لغيره عندما تتأكد من موته ، وكانت ريطة تظن بأن محتوياتها من المجوهرات والنفائس والأموال . وحدث الطبري في تأريخه أن المنصور لما عزم على الحج دعا ريطة بنت أبي العباس زوجة المهدي ، وكان زوجها غائبا عندما عزم المنصور على السفر إلى الحجاز ، وأوصاها بما أراد وعهد إليها ثم دفع لها مفاتيح الخزائن وأخذ عليها العهود والمواثيق أن لا تفتح الخزائن ولا تطلع عليها غير المهدي ، كما أكد عليها أن لا تطلع هي عليها إلا بعد أن تتأكد من موته ، فإذا تأكدت تجتمع مع المهدي ويفتحانها معا ، ولما رجع المهدي إلى مدينة السلام - بغداد - دفعت إليه المفاتيح وأخبرته بما أوصاها به المنصور ، فلما انتهى إليه نبأ وفاته وتولى الخلافة فتح الخزائن بحضور زوجته ، فوجد فيها جماعة من قتلى الطالبيين وفي آذانهم رقاع فيها أنسابهم وفيهم أطفال ورجال شباب وشيوخ وهم عدد كبير ، فلما رأى ذلك ارتاع وتغير وأمر أن تحفر لهم حفيرة كبيرة فحفروا لهم ودفنوهم بها . وأظن أن المنصور بوصيته الصامتة هذه إلى خليفته المهدي أراد أن يقول له : إذا أردت الملك فاحذر آل علي وعاملهم بمثل ذلك ، ولعله احتفظ بتلك الجثث الزواكي وأوصى بتسليمها إليه ليشجعه على اختيار أسلوب العنف والقسوة في سياسته .

_____________

(1) ذكرنا ذلك مفصلا في المجلد الثامن من هذه الموسوعة عن حياة الإمام الباقر (عليه السلام)

(2) في بعض الروايات: مبغض قال.

(3) الكافي 1: 473، الحديث 2. وحلية الأبرار4: 71، الحديث الأول. الثاقب في المناقب: 127 . مناقب ابن شهرآشوب 40 : 236 . كما أخرجه البحار 47 : 136 ، الحديث 186 .

(4) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 238 . وعنه البحار 7 : 180 ، الحديث 27 .

(5) إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، زعيم حركة العباسيين قبل ظهورها - وكان معروفا بالإمام - .

 (6) الكافي 2: 562، الحديث 22. وعنه البحار 47: 208، الحديث 51. حلية الأبرار: 4: 73، الحديث 5.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات