المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


القيم واهميتها للطفل في رياض الاطفال  
  
26097   02:34 مساءً   التاريخ: 5-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص147-158
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ ماهية القيم التربوية :

القيم التربوية مفهوم جدير باهتمام الفرد وعنايته لاعتبارات اجتماعية واقتصادية ونفسية، والقيم أحكام مكتسبة من الظروف الاجتماعية يتشربها الفرد ويحكم بها وتحدد مجالات تفكيره وسلوكه وتؤثر في تعلمه فالصدق والأمانة والتعاون والشجاعة والولاء والصداقة وتحمل المسؤولية، كلها قيم يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه والقيم التربوية هي التي ترقى بالإنسان الى اسمى درجات الانسانية وبدونها يفقد المجتمع الانساني الاصول والمبادئ التي تنظم حياته .

والقيم التربوية: هي مصطلح ينطوي تحته كل من الاهداف ومعايير الحكم التي تؤدي بالفرد الى السلوكيات الايجابية في المواقف المختلفة التي تفاعل فيها مع المجتمع في ضوء معايير ارتضتها الجماعة لتنشئة ابنائها وتعد القيم التربوية ايجابية كلما ادت الى المزيد من النمو  السوي لسلوك الفرد وكلما اكتسبت من خلالها مزيدا من القدرة على التمييز بين المواقف المختلفة في حين تعتبر سلبية كلما تسببت في اعاقة النمو في الاتجاه الصحيح (1).

والقيم من المنظور التربوي التي هي : اعتقادات ما هو مرغوب او غير مرغوب تعكس ثقافة المجتمع، واذا قبل الفرد قيمته لنفسه فربما تصير هدفا .

كما ان للقيم اهتماما او اختيارا او تفضيلاً يشعر معه صاحبه ان له مبرراته الخلقية او العقلية او الجمالية او كل هذه مجتمعة بناءً على المعايير التي تعلمها من الجماعة ووعاها في خبرات حياته نتيجة عمليات الثواب والعقاب والتوحد مع الغير (2) وبذلك تكون القيم موجهات لسلوك الفرد تحركه وتدفعه لهذا السلوك ويتخذها معيارا للحكم على السلوك اذا كان مرغوبا فيه او مرغوبا عنه.

وللقيم معايير اجتماعية تتصل بالمستويات الخلقية التي تقدسها الجماعة ويتخذها الفرد هاديا له في امور حياته المختلفة فالقيم ليست تفضيلا ذاتيا او شخصيا ولكنها تفضيل له ما يبرره في ضوء المعايير التي تعلمها الفرد من الجماعة وبذلك تكون القيم عبارة عن (مجموعة معايير واتجاهات ومثل عليا تتوافق مع عقيدة الفرد التي يؤمن بها عن قناعة بما لا يتعارض مع السلوك الاجتماعي بحيث تصبح تلك المعايير خلقا للفرد تتضح في سلوكه ونشاطه وتجاربه وخبراته الظاهري منها والضمني كما تتضح في التزام الفرد بتلك القيم خلال تصرفاته تجاه الانسان من جهة ورب الناس من جهة اخرى)(3).

اما (شوارتز Shawartize) فقد عرف القيم بأنها :

تحقيق الاهداف والغايات الموقفية، لتخدم المبادئ التي ترجوها الجماعة او الفرد وهو سلوك مرغوب مسبقا من الجماعة في الافعال والاتجاهات لدى الفرد (4).

كذلك عرفها (تايلور Taylor) واخرون بأنها تتضمن اتخاذ قرار او حكم تحدد بمقتضاه سلوكيات الفرد او الجماعة تجاه موضوع حيوي يتعلق بالحاجات الاساسية بناء على نظام معقد من المعايير والمبادئ (5).

من العرض السابق لمفهوم القيم يتضح أن:

ـ القيم لها العديد من المفاهيم والمصطلحات، فهناك من ينظر اليها على أنها اهتمامات او

معتقدات او احكام او معايير او مبادئ او اتجاهات وكل ذلك يمثل بعدا مهما في القيم وفي اصدار الحكم القيمي.

ـ القيم ليست رغبة فردية او تفضيلا شخصيا ولكنها تأتي وفق معايير واطر مرجعية تعلمها الفرد من الجماعة.

ـ القيم مستويات معيارية تتأثر بها الجماعات البشرية في اختيارها من بين مسارات بديلة .

ـ إن الانسان يعيش في مجتمع تحدث في اطاره عمليات من التفاعل بين الافراد والجماعات ويربط بين الافراد نمط ثقافي معين كما أنهم يتصرفون وفقاً لمجموعة من النظم والعادات والقيم والمبادئ التي يخضعون لها وهذا ما يعرف باسم (عملية التطبيع الاجتماعي) والتي تتم في نطاق الالتزام بأخلاقيات المجتمع والامتثال لقواعد الضبط والتفاعل الاجتماعي.

ـ القيم تمثل أطرا مرجعية للسلوك المرغوب فيه للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد.

ـ اهمية القيم :

تعد القيم من المفهومات الاساسية والمهمة في مختلف ميادين الحياة فهي تمس العلاقات الانسانية بكافة صورها ومن ثم فهي ضرورة اجتماعية ومعايير واهداف لابد ان توجد في كل مجتمع فهي تتغلغل في حياة الناس افرادا وجماعات في شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات وتظهر في سلوك الظاهري الشعوري واللاشعوري للفرد كما ترتبط  القيم بمعنى الحياة ذاتها مما جعل البعض ينظر اليها على أنها خاصية من خصائص النوع البشري .

وتكون القيم جزءا مهما من الاطار المرجعي للسلوك وفي التوجيه والارشاد كما تتضح اهميتها ايضا في انتقاء الافراد الصالحين لبعض المهن كما ان لها  دورا في العلاج النفسي وتحقيق الصحة النفسية للأفراد.

هذا ويمكن توضيح اهمية القيم بصفة عامة فيما يأتي:

تزود القيم افراد المجتمع بمعنى الحياة وبالهدف الذي يجمعهم من اجل البقاء، كما ان نسق القيم يجعل الافراد يفكرون فيما يقومون به من اعمال على انها محاولات للوصول الى اهداف وعمليات فاذا كانت القيم تعطي لحياة الانسان معنى فان الانسان يسعى وراء شيء ما ويبذل من الجهد والطاقة بقدر ما يتناسب مع أهمية ذلك الشيء وقيمته عنده كذلك الحال بالنسبة للجماعات والشعوب.

اما اذا فقد موضوع ما اهميته وقيمته عند الفرد، فترت همته بالنسبة له، وكف عن السعي إليه، ثم لا يلبث ان يتجه الى غيره من اشياء تزيد قيمتها عنده.

واذا فقدت كافة الاشياء قيمتها لفرد ما فقدت الحياة معناها ومن ثم يتضح ان للقيم وظيفة دافعية تدفع الانسان للوصول الى هدف ما فكما تتحرك الشخصية او تسلك مسلكا معينا بدافع الجوع فأنها تتحرك كذلك وتسلك مسلكا معينا ايضا بدافع الفكر والعقيدة والقيم.

ـ القيم والعلاج النفسي :

يسعى الناس احيانا للإبقاء على اوضاع معينة يحسون نحوها بالالتزام الخلقي او يحاولون الوصول اليها ويبذلون في سبيل ذلك الشيء الكثير من تلقاء انفسهم وقد يكونون في سعيهم هذا وفق ما تمليه عليهم قيمهم غير انهم في مواقف اخرى قد يسلكون عكس ما يعتقدون تحت تأثير بعض الظروف والدوافع العارضة ولا شك في انهم في هذه الحالة يعانون قدرا من الصراع بين ما ينزعون اليه وما يرجون تحقيقه بوازع من التزامهم الخلقي او من القيم التي يؤمنون بها وعندما تلتقي قيم الفرد مع رغباته يتلاشى عنده الصراع بين ما يعتقده وما يرغب فيه وتعد هذه الحالة نموذجا مثاليا يجب ان يعمل المربون على هديه ومن ثم كانت اهمية القيم في العلاج النفسي وتحقيق الصحة النفسية للأفراد.

ـ القيم دعامة لتفكير الفرد :

حيث تشير القيم الى الكيفية التي سيسلك بها الانسان في المواقف المستقبلية كما تضع معايير للنظر في المشاكل اليومية وتساعد الانسان على التفكير فيما ينبغي عليه ان يفعله والاساليب والوسائل التي يختارها الفرد من الموقف المشكل هذا فضلا عن كونها معينة على تفسير السلوك العقلي للإنسان.

ـ القيم وحدة المجتمع وتماسكه :

حيث يتوقف تماسك المجتمع ووحدته الى حد كبير على وحدة قيمه، بمعنى عدم وجود التناقضات الاساسية فيها، وبقدر وحدة القيم في المجتمع يكون تماسكه، وبقدر تفاوت القيم وتباينها يكون تفكك المجتمع ويأخذ التفكك الاجتماعي الناجم عن التناقض او التباين القيمي صورا شتى منها: اللامبالاة، او لامبالاة طبقة معينة بأمور تعتبرها غيرها من الطبقات مهمة في حياة المجتمع وامنه واستقراره، ومنها تبنى مواقف معارضة او مخالفة قد تصل الى حد العداء احيانا، ومن ثم فان وجود انساق مشتركة من القيم داخل المجتمع تعمل بوصفها اطارا مرجعيا مشتركا سائدا لأفراد هذا المجتمع (6).

ويتعدى تأثير القيم وحده تماسك المجتمع الى العلاقة بين المجتمعات والدول، بمعنى اننا اذا استطعنا ان نجعل الشعوب يؤمنون بقيم واحدة، فإننا بذلك نكون قد قطعنا شوطا كبيرا نحو ارساء القواعد التي يمكن اقامة التفاهم والسلام الدولي على اساسها، بينما الحادث في العالم اليوم عكس ذلك حيث يوجد ما يسمى بصراع الحضارات ومرجعه الاساسي اختلاف القيم بين الدول والشعوب، فأمريكا التي هي القوة المهيمنة على العالم من اقصاه الى اقصاه والتي تدعي انها تؤمن بقيم الديمقراطية والعدالة والحرية والمساواة يظهر جليا ان ما تقوله عكس ما تفعله فازدواجية المعايير التي تتعامل بها مع الشعوب العربية والاسلامية من جانب واسرائيل من جانب اخر تظهر التفاوت والاختلاف بين ما تقوله وما تفعله كذلك اضطهادها لكل ما هو مسلم والاساءة اليه ووصمه بالإرهاب من منظور امريكي  يزيد الهوة بين ما نؤمن به كشعوب عربية واسلامية من قيم وما تؤمن به امريكا من قيم اخرى وبالتالي ينتج هذا الاختلاف القيمي زيادة احتمالية الصدام والصراع الحضاري والعقائدي.

ـ خصائص القيم :

1ـ القيم ظاهرة انسانية تاريخية اجتماعية ثقافية :

فهي انسانية لأنها تبدو دائما حاضرة في سلوك الانسان وهي التي تحدد اتجاه هذا السلوك وترسم مقوماته وتعين بنيته ولا يمكن ان تخلو لحظة من الرجوع الى جملة القيم الشخصية والاجتماعية.

وهي تاريخية لأنها نشأت مع ميلاد المجتمع الانساني وصاحبته في كل مراحل تطوره المختلفة وسوف تظل قائمة على امداد التاريخ وهي اجتماعية بحكم وجودها في المجتمع ولكونها مؤثرة في الظواهر الاجتماعية الاخرى ومتأثرة بها فهي عبارة عن مجموع انظمة المجتمع وسلوكيات الناس فيه.

والقيم ثقافية، حيث إنها صفات يرغب فيها الناس في إطار ثقافاتهم، ومن ثم فهي عنصر من عناصر الثقافة في كل مجتمع، وربما كانت من اهم تلك العناصر، فحامل الثقافة الذي يتوحد مع ثقافته، انما يقيم كل او معظم مظاهر الثقافة، ومن ناحية اخرى تكمن الثقافة في توقعات ما هو مرغوب فيه وما هو مرغوب عنه وربما كان هذا دليلا على التداخل الشديد بين القيم والثقافة(7) وهذه الخاصية بشمولها تشير الى مدى تغلغل القيم في حياة الانسان بل انها قد تكون منطوية على قيم الخصائص الاخرى التي تميز القيم.

2- القيم ظاهرة نسبية :

ويقصد بنسبية القيم ان معناها لا يتحدد ولا يتضح من النظر إليها والحكم عليها في حد ذاتها مجردة عن كل شيء، بل لابد من النظر اليها من خلال الوسط الذي تنشأ فيه والحكم عليها ليس حكما مطلقا بل حكما ظرفيا وموقفيا وذلك بنسبتها الى المعايير التي يضعها المجتمع في زمن معين، وبإرجاعها دائما الى الظروف المحيطة بثقافة المجتمع (8).

وما دامت القيم انسانية شخصية تتوقف على الاعتقاد فلا بد ان تكون نسبية بمعنى انها تختلف عند الشخص بالنسبة لحاجاته ورغباته كما انها تختلف من شخص الى اخر ومن ثقافة الى اخرى.

ونسبية القيم نوعان: نسبية زمانية ونسبية مكانية، ويقصد بالنسبية الزمانية، أنها تختلف في المجتمع الواحد بما يطرأ على نظمه من تطور وتغير، وهي في ذلك تخضع لظروف في الوسط الثقافي الذي توجد فيه بينما النسبة المكانية فيقصد بها ان القيم تختلف باختلاف المجتمعات بل تختلف بالمجتمع الواحد وفي الثقافة الواحدة باختلاف اقاليمه المحلية فما يصلح من قيم في زمن معين قد لا يصلح في زمن اخر وما يصلح لمجتمع معين قد لا يصلح لمجتمع اخر من نفس الدولة فتتفاوت القيم بين الريف والحضر وبين الوجه البحري والوجه القبلي وبذلك تكون القيم نسبية وليست مطلقة.

3- موضوعية القيم وشموليتها :

ويقصد بموضوعية القيم ان لها وجودا موضوعيا مستقلا عن الانسان الذي يحكم بمقتضى تلك القيم واذا حكمنا على شيء ما بأنه جميل فأن ذلك يرجع الى الصفات المحددة والثابتة والموجودة في هذا الشيء وعلى ذلك فإن الانسان في حكمه على الجمال انما هو يكتشف ما هو موجود فقط (9).

كما ان القيم مكتسبة وذلك بناء على ما يتلقاه الفرد من خبرات وما يعايشه من مواقف اثناء تنشئته الاجتماعية من خلال احتكاكه بأفراد اسرته وجماعة الرفاق وتتضمن القيمة توجيها للفعل الانساني داخل موقف الخبرة.

وشمولية القيم تعني استيعابها لكل جزيئات الحياة الاخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فالصدق والعدل والامانة وبر الوالدين واتقان العمل والانتماء وحب الاخرين كلها قيم تشمل جميع مجالات الحياة.

ـ التربية وقضايا القيم :

لا ريب في ان ازمة العالم في هذا العصر هي ازمة قيم حيث ان ما يدور حولنا من قضايا سياسية واجتماعية ناتجة في المقام الاول عن ضعف القيم او تباينها لدى الكثيرين ممن يهمهم شأن اصلاح هذه القضايا بمختلف انواعها.

وبعض القيم والافكار القديمة لها جذورها القوية التي يصعب اقتلاعها من عقول الناس فهي قيم وافكار تم اكتسابها خلال مراحل التنشئة الاولى كما ان عملية بناء قيم جديدة ليست عملية سهلة

حيث ان عقول الناس ليست اوعية فارغة يمكن ان تحمل ما يلقى اليها من افكار دون ارادة او

تحليل او مقاومة فالقيم والافكار القديمة عادة ما تعاكس وتقاوم دخول القيم والافكار الجديدة.

وبالرغم من ذلك، فإن التربية يمكن ان تقوم بدور مهم في مواجهة التغيير القيمي المنشود حيث اننا يمكن ان نغير من قيم الفرد اذا ما غيرنا من موضوعات اهتمامه فكلما غيرنا من اهتمام الفرد حول الموضوعات المختلفة ادى ذلك الى تغيير مماثل في القيم المصاحبة لموضوعات الاهتمام هذه بالاضافة الى اننا من الممكن ان نستفيد من عنصر الاهتمام هذا في خلق وابتكار قيم جديدة لم يكن لها وجود من قبل وهذا هو ما تسعى اليه التربية عندما ترغب في خلق وبناء قيم جديدة فهي تركز اهتمامها على موضوعات بعينها وتحاول ادخال هذه الموضوعات في حياة الافراد والجماعات حتى تتم عملية التغيير.

كذلك يمكن للتربية ان تقوم بدورها وتؤدي مهمتها عن طريق مؤسساتها ووسائطها المختلفة من خلال إظهار العيوب في القيم الجامدة والمعوقة وتوجيه النقد اليها وبيان ابرز مساوئها والسلبيات التي تحدثها هذه المساوئ اذا ما تم اتباعها حتى يؤدي ذلك الى فتور الناس من ناحيتها وعزوفهم عنها وعدم اهتمامهم بها تدريجيا وكذلك الامر بالنسبة للقيم الايجابية نحاول الاهتمام بها واظهار مزاياها حتى نزيد من اهتمام الناس بها وبالتالي تستحوذ على اهتمام الافراد نحوها حتى يتفاعلوا معها.    

فالتربية يمكن ان تقوم بدورها في تغيير قيم الاشخاص وتحويل اهتماماتهم، فتحدث تعديلا لقيم الاشخاص تبعا لاهم القيم بالنسبة لهم ثم التي تليها في الاهمية وهكذا تعيد بناء السلم القيم للأشخاص من جديد.

ـ وظائف القيم التربوية :

تسهم القيم بدور فعال في حياة الطفل، لأنها بمثابة معايير يقاس بها العمل، وتوجه الطفل على القدرة على التمييز بين الخير والشر، والصواب والخطأ، والحسن والقبيح.

وتساعد القيم على التنبؤ بسلوك صاحبها فمتى عرفت ما لدى شخص ما من قيم استطعت ان تتنبأ بما سيكون عليه سلوكه في المواقف المختلفة ونظرا لتأثير القيم على السلوك فان القيم تكون جزءا لا يستهان به من الاطار المرجعي للسلوك ومن ثم تستخدم كمعيار للحكم على هذا السلوك (10).

وتدفع القيم الافراد الى العمل وتوجه نشاطهم وتعمل على حفظ نشاط الافراد بحيث يكون موحدا او متناسقا وتلعب القيم دورا فعالا في التوافق النفسي والاجتماعي للأفراد الى جانب الدور الذي تلعبه في عمليات العلاج النفسي.

هذا ومن وظائف القيم الفردية ما يلي (11):

1ـ تهيئ للأفراد خيارات معينة وتحديد السلوكيات الصادرة منهم وبمعنى اخر تحدد شكل الاستجابات وبالتالي تلعب دورا مهما في تشكيل الشخصية الفردية.

2ـ تحقق للفرد الاحساس بالأمن وتتيح له فرصة التعبير عن نفسه.

3ـ تعمل القيم على اصلاح الفرد نفسيا وخلقيا وتوجهه ناحية الخير.

4ـ تربط اجزاء ثقافة المجتمع ببعضها حتى تبدو متماسكة ومتناسقة.

5ـ تحفظ للجماعة روحها وتماسكها داخل اهدافها التي ارتضتها لنفسها كما انها تساعد المجتمع على التمسك بمبادئه الثابتة والمستقرة.

وهكذا تتكامل الوظائف الفردية للقيم مع الوظائف الاجتماعية لها بحيث تعطي في النهاية نمطا في الشخصية الانسانية القادرة على التكيف الايجابي مع متطلبات وظروف المجتمع الذي يعيش

فيه.

هذا وتؤدي القيم الوظائف التالية (12):

ـ تزود الفرد بالإحساس بالغرض بما يقوم به، وتوجهه تجاه هذا الغرض.

ـ تهيئ القيم الاساس لعمل الفرد والعمل الجماعي الموحد.

ـ تتخذ اساسا للحكم على سلوك الاخرين.

ـ تمكن الفرد على معرفة ما يتوقعه من الاخرين .

ـ تولد لدى الفرد احساسا بالصواب والخطأ.

وهكذا فان القيم تساعد الفرد على تحمل المسؤولية تجاه نفسه ليكون قادرا على تفهم كيانه الشخصي وبالتالي يمكنه التفاعل مع الاخرين في المجتمع على ضوء ما يؤمنون به من قيم ومعتقدات وبالتالي يشعر الفرد بالرضا الاجتماعي عندما يجد نفسه شخصا مرغوبا فيه ومقبولا من الاخرين الذين يتعامل معهم.

ـ اهمية دراسة القيم التربوية للطفل :

تلعب القيم التربوية دورا مهما ومؤثرا في حياة الطفل خاصة في سنوات حياته الاولى لذلك فمن الاهمية بمكان ان يكتسب الطفل اثناء تنشئته الاجتماعية وتربيته في سنوات حياته المبكرة قدرا من القيم تعطيها له وتكسبه اياها كل من الاسرة والروضة والمدرسة حتى يتشكل الاطار القيمي للطفل منذ الصغر فيعرف الحلال من الحرام والصواب من الخطأ والمرغوب فيه والمرغوب عنه وبالتالي يستطيع التكيف مع الجماعة التي ينتمي اليها والمجتمع الذي يعيش فيه.

وتبدو اهمية القيم في قدرة الطفل على تحقيق التكامل والاتزان في سلوكه وقدرته على مقاومة القيم المنحرفة بعد ذلك وان يستطيع احداث نوع من التوازن بين مصالحه الشخصية ومصالح المجتمع وان يفضل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهذا لا يتأتى الا من خلال وكالات التنشئة الاجتماعية ووسائطها مثل الاسرة والروضة والمدرسة حيث انها تعكس اهداف المجتمع من خلال اطار من المفاهيم المتسقة والمنظمة.

وتسهم القيم في بناء شخصية الطفل وتشكيلها وتحديد غاياتها واهدافها ووسائل تحقيق هذه الغايات كما ان القيم تلعب دورا اساسيا في حل المشكلات واتخاذ القرارات عند الاطفال على اعتبار ان النظام مجموعة من المبادئ تساعد الطفل على اتخاذ قراراته وانهاء مشكلاته بما يحقق بعض قيمه.

والطفل يكتسب قيمه من المجتمع الذي يعيش فيه خلال عملية التفاعل الاجتماعي فالمجتمع المحيط بالطفل يعلمه كيفية اشباع حاجاته المختلفة من خلال مواءمة سلوكه مع القيم السائدة(13).

كما تسهم القيم في مجال التربية، فأسلوب المعلم الذي يتسم بالدفء والصداقة والود يؤدي الى زيادة درجة التوافق بين قيمه وقيم الاطفال من حيث اشباع دافع الانتماء عند الاطفال واكتساب موجهات السلوك وتوظيفها في حياته اليومية وفي تعامله مع الناس.

وبذلك تصبح القيم التربوية حجر الاساس في بلوغ وتحقيق الاهداف العملية للمجتمع، والتي تعنى بالتشكيل الايدولوجي للأطفال وضمان انضباطهم وعدم انحرافهم عن القواعد المرسومة والمعايير السلوكية الموضوعة حيث تتأصل في نفوسهم هذه القيم وتظهر في تصرفاتهم بما يتضمن الانتماء والاخلاص للنظام الاجتماعي القائم (14).

ومن هنا تبرز اهمية القيم كموجهات لسلوك الطفل والعمل على انضباط هذا السلوك بما يرغبه

ويرتضيه المجتمع الذي يعيش فيه.

ـ بعض التطبيقات التربوية على القيم :

1ـ تغرس المعلمة في نفوس الاطفال في الروضة قيمة النظافة بأن تحثهم على عدم القاء الفضلات في ارضية قاعة النشاط وتحثهم على القائها في سلة المهملات وتبين لهم قيمة النظافة واهميتها بالنسبة للمكان الذي نجلس فيه.

2ـ تشجع المعلمة الاطفال على اللعب الجماعي في الانشطة الحركية والرسم والتلوين الجماعي في الانشطة الفنية وتدعم هذه القيمة من خلال التحفيز المادي والمعنوي للأطفال حتى تشجعهم قيمة التعاون وتنميها فيهم منذ الصغر.

3ـ تحث المعلمة الاطفال على الحب والتسامح من خلال النشاط القصصي الذي يوضح اهمية قيمة الحب في حياتنا وتضرب لهم بعض الامثلة مثل حب الابن لوالديه وحبه لمعلمته وحبه لأخوته وحبه لزميله وتسوق الآيات القرآنية والمواقف الحياتية التي تتناسب مع القدرات العقلية للطفل.

4ـ تنفر المعلمة الاطفال من السرقة وتعرفهم اضرارها والنتائج المترتبة عليها من خلال النشاط القصصي ثم تظهر جوانب العقاب التي سيتعرض لها السارق في الدنيا والاخرة حتى يبتعد عنها الاطفال ويعرفون خطورتها واضرارها.

وهكذا توظف المعلمة برنامج انشطتها في الروضة بما يخدم تأهيل القيم الايجابية في نفوس الاطفال وتنميتها والتنفير من القيم السلبية والابتعاد عنها.

_____________

1ـ احمد حسين الصغير: القيم التربوية المتضمنة في بعض الحكايات الشعبية (دراسة تحليلية) رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة اسيوط 1991 ص9.

2- فوزية دياب :القيم والعادات الاجتماعية القاهرة دار الكتاب العربي 1996 ص52- 53.

3- محمد علي المرصفي: بعض القيم التربوية ودور الاسرة والمدرسة في اكسابها للطفل المؤتمر السنوي الرابع للطفل المصري الطفل وتحديات القرن الحادي والعشرين مركز دراسات الطفولة جامعة عين شمس 1991 ص7.

4- shwartize s.r(1995):the Blackwell encycholopedia of social psychology hartalls ltj & bodman comwaal gread Britain p605>

5- taylor and others(1995): values in education and education in values the flamer press London p6>

6- لويس كامل مليكه: سيكولوجية الجماعات والقيادة  ط6 القاهرة مكتبة النهضة المصرية 1991 ص 74-75.

7- loonard bromm & Philip seiznick (1993): sociology university of California Berkeley p 386>

8- فوزية دياب: القيم والعادات الاجتماعية القاهرة دار الكتاب العربي 1996 ص64.

9-david MC. Cabe(1995): libral education in morl education social theory & practice vol 21 florida p83>

10- احمد عبد الله اسماعيل : القيم التربوية الموجهة للطفل المصري من خلال الراديو والتلفزيون ، دراسة مقارنة ، رسالة ماجستير ، معهد الدراسات العليا للطفولة ، جامعة عين شمس ، 1990 ، ص22.

11- سيد احمد طهطاوي : القيم التربوية في القصص القرآني ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1996 ، ص45-46.

12- احمد علي كنعان: ادب الاطفال والقيم التربوية دمشق دار الفكر 1995 ص135.

13- ايناس احمد عبد العزيز: القيم التربوية المتضمنة في قصص الاطفال الاجنبية بالحلقة الاولى من التعليم الاساسي بالمدارس التجريبية لغات رسالة ماجستير كلية التربية جامعة حلوان 2000 ص64-65.

14- Karen Owens: (1993) the world of the child mac Millan publishing company New York p540.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية
للأطفال نصيبهم من جناح جمعية العميد في معرض تونس الدولي للكتاب.. عمّ يبحثون؟