المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
علي مع الحق والحق مع علي
2024-04-23
صفات المتقين / لا يشمت بالمصائب
2024-04-23
الخلاص من الأخلاق السيئة
2024-04-23
معنى التمحيص
2024-04-23
معنى المداولة
2024-04-23
الطلاق / الطلاق الضروري
2024-04-23

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


متطلبات التنشئة الاجتماعية للطفولة  
  
6245   12:55 مساءً   التاريخ: 19-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص135-143
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2017 1618
التاريخ: 16-1-2023 1021
التاريخ: 18-1-2016 2072
التاريخ: 19-6-2016 2010

تعتبر دراسة الطفولة والاهتمام بها من اهم المعايير التي تقاس بها تقدم المجتمعات ورعاية هذه الفئة والاهتمام بها يعد اهتماما بمستقبل الامة لذلك يجب الاهتمام بمرحلة الطفولة ووضع تصور لرعاية شاملة ومتكاملة لأطفال هذه المرحلة حتى يمكننا الاعتماد عليهم في بناء مستقبل الامة على اسس سليمة .

وتعتبر حاجات الطفل الاساسية حقا له ويجب تحليلها في الاطار البيئي الاجتماعي حتى يمكن تحديد المتطلبات الضرورية لمقابلة الحاجات واشباعها .

ـ متطلبات التنشئة الاجتماعية للطفل :

يمكن تقسيم متطلبات التنشئة الاجتماعية للطفل الى قسمين اساسين هما :

1ـ المتطلبات المادية والبدنية .

2ـ المتطلبات العقلية والنفسية .

وسنعرض لكل منهما بشئ من التفاصيل .

اولا : المتطلبات المادية والبدنية :

يعد الجانب البدني والجسمي احد الجوانب المهمة من جوانب التنشئة الاساسية للطفل، ويتمثل هذا الجانب في تلبية حاجاته ورعايته من ناحية التغذية والإخراج والنوم والوقاية من الامراض.

ونظراً لأهمية الجسم في التربية عامة والتربية الاسلامية خاصة فقد امرنا الاسلام بالعناية بصحتنا واجسامنا حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (إن لبدنك عليك حقا) كما تخاطب التربية الاسلامية حواس الانسان وقواه وتحتكم اليها(1).

هذا ويشمل الجانب الجسمي مجموعة من الحاجات المهمة والتي يجب تلبيتها واشباعها للطفل مثل :الحاجة للتغذية والحاجة للنظافة والتدريب على عملية الاخراج والحاجة الى النوم والراحة والحاجة الى اللعب والحركة والنشاط.

1ـ الغذاء :

يلعب الغذاء دورا مهما في نمو الطفل، حيث يزود الجسم بالطاقة التي يحتاج اليها للقيام بنشاطه كما يؤدي دورا مهما في تنشيط خلايا الجسم التالفة واعادة بنائها وتكوين خلايا جديدة ويسهم الغذاء في اكساب الجسم المناعة والوقاية من الامراض وتبدأ حاجة الطفل الى الغذاء من الميلاد فالطفل يرضع بالغريزة وغالبا ما يكون الاحباط في عملية التغذية هو السبب المبكر للقلق فالطفل لا يرضع الغذاء فقط بل بالحب والحنان فان لم يختبر الحب او يتناوله فانه لن يستطيع فيما بعد اقامة علاقات حب صحية وسوية في الاسرة والمجتمع(2).

ويجب ان يكون الغذاء صالحا كما وكيفا بحيث يحتوي على العناصر الغذائية الاساسية التي يحتاجها جسم الطفل لكي ينمو نموا سليما ومتوازنا فالطفل في حاجة مستمرة الى غذاء صحي مناسب.

ويجب ان تقدم للطفل ألوان من الطعام اليسير والصحي وان يبتعد عن الاصناف التي ترهق معدته وتؤذي صحته كما يجب الا يأكل كميات كبيرة حتى لا يشعر بالتخمة ويصبح شرها يخضع لشهيته بل عليه ان يخضع شهيته له فالطفل يجب ان يأكل ليساعد جسمه على تأدية النشاط الذهني والحركي المستمرين واللذين يساعدان على تفتح مداركه ونمو جسمه بشكل متوازن والغذاء هو الوقود الضروري للجسم حتى تنطلق الطاقة اللازمة لقيام الجسم بجميع العمليات الحيوية من هضم وتنفس وحركة واخراج ونمو .... الخ, ونقص الغذاء وعدم كفايته كما وكيفا يؤثر بالسلب على جميع مناشط الجسم المختلفة وبالتالي على نمو الطفل.

2ـ الحاجة الى اللعب والحركة والنشاط :

لعل من اهم متطلبات النمو البدني والجسمي حاجة الطفل للعب والحركة والنشاط ، ومن ابرز ما يميز الطفل في سنوات حياته الاولى حركته ونشاطه المستمرين فالأطفال في هذه السنوات يملكون قدرا من النشاط الزائد سواء داخل المنزل او خارجه ويلعب هذا النشاط في حياة الطفل قبل المدرسة دورا مهما في مساعدته على النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي واللغوي ايضا فالأطفال اثناء لعبهم يتخاطبون ويتبادلون الاحاديث والافكار مما يجعلهم يتمسكون ببعض القيم والعادات وادراك العالم الخارجي (3).

وقد اكدت الكثير من النظريات على ان الاطفال منذ سن الثالثة يظهرون حاجاتهم الى اللعب وتعطشهم الى النشاط وحب الاستطلاع فالطفل لا يمل النشاط والحركة المستمرة حيث ان حواسه في نموها وعضلاته في ضبطها واتساقها لم تصل بعد الى درجة الكمال لذلك يجب على المربين ان يغرسوا في الطفل روح المشاركة والاقدام والمبادرة منذ الصغر (4).

3ـ الحاجة الى النوم والراحة :

ويعد النوم من اهم العوامل لتعويض ما استهلك من هذا المجهود لانه يريح الطفل راحة تكاد تكون تامة ففي النوم يقل النشاط الى ادنى حد ويبطئ التنفس والدورة الدموية كما ينخفض معدل التمثيل الغذائي وبذلك تحفظ الطاقة اللازمة للنمو كما يتم اصلاح ما يصيب الانسجة من تلف، وبذلك يساعد الجسم على الاحتفاظ بالتوازن.

هذا وتختلف فترة النوم والراحة اللازمة للطفل بحسب المرحلة العمرية للنمو حيث تقل الفترة اللازمة للنوم تدريجيا كلما تقدم سن الطفل، فالرضيع الجديد يقضي حوالي 80% من وقته نائما 20% يقظا بينما تتعادل نسبة نومه مع نسبة يقظته في نهاية العام الاول اما في الفترة بين سنة الى ثلاث سنوات فان الطفل العادي يحتاج الى ساعات نوم اثناء الليل تتراوح ما بين اثنتي عشرة ساعة واربع عشرة ساعة، كما يحتاج اثناء النهار الى إغفاءات تقدر بنحو ساعتين تقريبا. وفي الفترة ما بين ثلاث سنوات الى اربع يحتاج الى ساعات نوم تتراوح ما بين احدى عشرة ساعة ونصف، وثلاث عشرة ساعة اثناء الليل فضلا عن اغفاءات في النهار تقدر بنحو نصف ساعة، وفي السن ما بين الخامسة الى السادسة، يحتاج الطفل الى ساعات نوم تتراوح بين عشر ساعات ونصف واثنتي عشرة ساعة اثناء الليل والى اغفاءة في النهار لمدة نصف ساعة (5) وهذا يؤكد اهمية النوم والراحة لجسم الطفل حتى يستطيع ممارسة نشاطاته المتعددة بشكل طبيعي دون اضطراب او توتر.

ثانيا: المتطلبات العقلية والنفسية اللازمة لتنشئة الطفل :

يعد الاهتمام بالجانب العقلي من الركائز المهمة في تشكيل الشخصية الانسانية وبصفة خاصة الاطفال، لانه يسهل تشكيل شخصياتهم وتوجيه سلوكياتهم وتنمية مواهبهم منذ الصغر.

واعترفت التربية الاسلامية بجوانب الضعف في الطبيعة الانسانية ولم تحملها فوق طاقتها واساس التكليف في الاسلام الاستطاعة فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ومن هذا المنطق وجب مراعاة ميول الطفل ورغباته وحاجاته وقدراته وخصائص نموه.

والنمو العقلي لا يسير بدرجة واحدة، او بنسب ثابتة طوال سنوات النمو حيث يسير بسرعة في السنوات الخمس الاولى ثم تقل سرعته حتى سن الثانية عشرة ثم تتضاءل بعد ذلك سرعته حتى سن السادسة عشرة وتصل نسبة النمو العقلي الى 50% قبل سن الرابعة والنصف و30% منه يحدث بين الرابعة والنصف والثامنة 20% منه يحدث بين الثامنة والسابعة عشرة(6).

ويتأثر النمو العقلي بالجو الثقافي للأسرة والعوامل المادية والاقتصادية والحضارية والثقافية فكلما كانت هذه العوامل مواتية كلما كان النمو العقلي افضل لان نمو الطفل في مناخ مناسب تتوفر فيه جميع المقومات اللازمة لعملية التنشئة الاجتماعية تكسبه قدرات عقلية مناسبة وتؤهله للتفكير الجيد.

والاطفال في سن ما قبل المدرسة يظهرون نقصا واضحا في فهمهم لقاعدة التمييز بين الشيء والرمز الدال عليه وفي فهمهم للطبيعة التكاملية للاتصال بين المرسل والمستقبل حتى في حالة نوع من التواصل القائم على التغذية الراجعة بين المستقبل والمرسل فان الاطفال في سن ما قبل المدرسة يصعب عليهم ادراك مواقف الاخرين وتقويم فهمهم لبعض الامور حيث ان مهارة الاتصال الكفء لا تقتصر على القدرة على الاستمتاع وعلى الكلام وانما تحوي مهارات نقدية وتقويمية(7).

ومن هنا وجب وضع نظام تربوي يؤهل الطفل للوصول الى اعلى مستوى بما يتناسب مع عمره وقدراته العقلية الاخرى حتى لا يجد صعوبة في مواصلة حياته الدراسية في ما بعد بسبب عدم اجادته للكلام في مرحلة ما قبل المدرسة .

وينمو حب الاستطلاع عند الطفل منذ الشهر السابع تقريبا ويزداد مع تقدمه في العمر ويبدو ذلك في محاولات الطفل لاختبار كل ما يقع تحت يديه فكثيرا ما نلاحظ الطفل يحاول ان يقبض على الاشياء بيديه ويتفحصها وكثيرا ما نراه يتطلع الى الاشياء بعينيه ويتتبعها والواقع ان الطفل بهذا السلوك يتعرف على كل شيء جديد في بيئته ويحاول ان يختبره.

ويمكن للمربي او المربية ان تستغل الحاجة للبحث والاستطلاع عند الطفل من اجل نموه العقلي والمعرفي وان تشجعه على الاستفسار والبحث وان تتركه يرى ويتذوق ويسمع ويفك اللعب ويختبرها ولا يتم ذلك الا من خلال توسيع بيئة الطفل المحيطة به وتنويع المثيرات والالعاب امامه وتشجيع هواياته وتوجيه انشطته المختلفة.

كذلك يمكن تدريب الطفل على الاهتمام بما يعرض علية من خلال قص القصص والحكايات له فالقصة يمكن ان تكون وسيلة لتربية الطفل وتثقيفه واداة تساعد على نموه اللغوي والثقافي ومن هنا يجب على المربية ان تستغل حب الاطفال للاستماع الى الحكايات والقصص التي يجدون فيها متعة وتزيد من حكاياتها اليهم وتجذب انتباههم حتى تعود الطفل على العمليات العقلية وتثير تفكيره ويمكن تلبية المتطلبات العقلية والنفسية للطفل بعدة عوامل منها:

1ـ التطبيع الاجتماعي والبناء الاخلاقي للشخصية :

وقد برز العنصر الاخلاقي في رسالة الاسلام واضحا جليا في كل ما جاءت به ودعت اليه من مبادئ وقيم ونظم، فهي رسالة تربية قبل ان تكون رسالة تشريع، ورسالة خلق قبل ان تكون رسالة جهاد، ورسالة سمو وقيم قبل ان تكون رسالة كثرة واتساع، فهي رسالة عقيدة وعباد وتشريع، فالعقيدة اصل ونظرة، والعبادة صلة وتربية، والتشريع امن ونظام، وجوهرها خلق وإحسان، ووسيلتها قدوة وتربية واول ميادينها النفس والضمير، والتربية وسيلتها لتحقيق اهدافها بمفهومها الشامل (8) .

ويعتبر الجانب الخلقي من الجوانب المؤثرة في حياة الطفل، لأن الاخلاق احد الجوانب المهمة في اكتمال بناء شخصية الطفل بناءً متكاملا حتى يتشرب الطفل قيم مجتمعة واخلاقياته وعقائده. وتعرض الطفل منذ بداية حياته الى مثيرات ومؤثرات خلقية يساعده في ان ينشأ نشأة طيبة ذات قيم رفيعة سامية .

وتمثل التشريعات الدينية أعظم مصادر التنشئة الاجتماعية لتعديل الاتجاهات وغرس القيم الفاضلة كالصدق والامانة والوفاء والاخلاص والعدل والرحمة ومراقبة الله في السر والعلن  وهذه القيم وتلك الفضائل ذات اثر كبير في حياة الفرد لانها تنظم حياته وتمده بمجموعة من المعايير التي توجه سلوكه الشخصي والاجتماعي كما انها تزوده بطاقات وجدانية تساعده على تقبل صعوبات الحياة والخروج من ازماتها .

وكلما بدأ الطفل في حفض القرآن الكريم مبكرا، ومعرفته تعاليم الدين اختلطت هذه التعاليم بشخصيته كلما نما، وبلغ مبلغ الرجولة فتتحدد البواعث الدينية في نفسه مع مرور الوقت مع البواعث الشخصية .

ومن هنا تبرز اهمية التربية الدينية الشاملة كوسيلة لنقل التراث الاخلاقي للمجتمع الى النشء بما يضمن سلامة هذا المجتمع من الانحلال وتطوره نحو الافضل فهي تواصل اخلاقي عبر الاجيال (9).

2ـ ضرورة الاحساس بالأمن :

يعد الاحساس بالأمن من اهم متطلبات التنشئة الاجتماعية للطفل ولا يأتي الاحساس بالأمن للطفل الا اذا عاش ونما داخل اسرة مترابطة متحابة لا تعاني التفكك او الشجار الدائم او كثرة الانفعالات بين الحين والاخر فانفصال الوالدين او غياب احدهما لفترات طويلة خارج المنزل او وجود صراعات مستمرة بين الابوين بصفة متكررة كل ذلك يولد في نفس الطفل احساسا بالقلق والخوف وعدم الامن (10) فالبيت الآمن هو الذي يعيش فيه الطفل آمنا، والبيت المضطرب هو الذي يعاني الطفل فيه من التوتر والقلق وعدم الامان ويشعر بأنه شخص غير مرغوب فيه .

والطفل يحتاج في اول حياته الى الشعور بالأمان العاطفي بمعنى انه محبوب ومرغوب فيه وانه موضع حب واعتزاز من قبل الاخرين لان ذلك يدفعه الى المشاركة والتعاون والشعور بانه شخص مرغوب فيه من قبل الاخرين مما يزيد من ثقته بنفسه وينمي فيه شعوره بالأمن والامان وبالتالي لا تضطرب شخصيته ويشعر بالسكينة والطمأنينة مما ينعكس بالإيجاب على تنشئته الاجتماعية .

3ـ ضرورة الشعور بالحرية :

ومن اهم المتطلبات النفسية للتنشئة الاجتماعية ضرورة الشعور بالحرية، ويقصد بحرية الطفل تهيئته للاعتماد على نفسه واتاحة الفرص امامه للاختيار داخل اطار من الانضباط لان الطفل يحتاج بجانب الحرية الى الانضباط ولكن ليس المقصود بالضبط التعسف في تكبيل حرية الطفل في الحركة وفي الفعل ومن قبول او رفض الكثير من الامور ومن ثم يكون الضبط هنا موجها.

وبالقدر الذي تكون في علاقة الطفل بأبويه علاقة حب وعطف تكون تنشئته تنشئة سوية وينمو في الاتجاه المرغوب فيه وعلى الوالدين ان يتفقا على سياسة واحدة غير متناقضة ازاء معاملة أطفالهم فلا ينبغي ان تشجع الام عملا ما قام به الطفل وفي نفس الوقت يزجر الاب الطفل نتيجة قيامه بهذا العمل فاتفاق الوالدين وتوحد معاملتهما للطفل من الامور المهمة التي تساعد على استواء تنشئته واستقامته .

4ـ ضرورة الشعور بالانتماء :

تعد ضرورة الشعور بالانتماء لدى الطفل من اهم متطلبات التنشئة الاجتماعية، حيث يحتاج لان ينتمي الى اسرة او مجموعة من الرفاق او وطن او مؤسسة تعليمية وهكذا، فالطفل يحتاج الى ان يأخذ ويعطي، وان يلتمس منهم الحماية والمساعدة، كما انه بحاجة ان يشعر بانه يستطيع ان يمد غيره بهذه الاشياء في بعض الاحيان .

وتنمو هذه الحاجة مع الطفل في الشهور الاولى فالألفة التي تخلقها المحبة داخل الاسرة تنقلب الى ولاء لهذا المجتمع الصغير، ثم تنتقل الحاجة الى الانتماء والتي يجد فيها الطفل اشباع حاجته الى الامن العاطفي .

ويتم اشباع حاجة الطفل الى الانتماء اذا شعر انه ليس قائما بمفرده وانما هو عضو في مجموعة يشعر فيها بوجود علاقات طيبة بينه وبين غيره وعلى المربين ان يتيحوا للطفل فرصة العمل الجماعي والنشاط التعاوني في الاسرة اولا ثم في الروضة ثانيا مما يشعره بأنه ينتمي الى جماعة تنتمي اليه وبذلك يحدث تأثير وتأثر متبادل بينهما مما ينمي لدية الشعور بالانتماء .

5ـ تنمية الجوانب الوجدانية :

 يحتاج الطفل في السنوات الاولى من حياته الى اشباع الجوانب النفسية لكي ينمو سويا فهو يحتاج ان يحب ويحب لان الحب هو اول علاقة يمارسها الطفل مع امه فاذا كان الطفل يعتمد على امه كليا في بداية حياته لإشباع حاجاته وتوفير الطعام له وازالة التوترات التي تنشأ عن الجوع وعدم النظافة فان وظيفة الام لا تنحصر فقط في مجرد اشباع حاجات الطفل البيولوجية فهي تمنح اطفالها في نفس الوقت شيئا اهم فهي تمنحهم الحب والراحة النفسية اللازمتين للاندماج في الحياة حيث يعمل الحب كدافع مهم لتعلم كثير من الاتجاهات التي تحدد علاقة الطفل بالمجتمع كما تحدد درجة تكيفه وتوافقه مع هذا المجتمع .

لذلك فان معاملة الام للطفل والتي تتسم بالحب والمودة والعطف من الامور البالغة الاهمية لانها ليست مسألة عاطفية فقط بالنسبة للطفل بل هي مسألة حيوية وضرورية لنموه الفسيولوجي والعقلي والاجتماعي والانفعالي لضمان اشباع حاجته الى الامن حيث يولد في عالم غريب عليه ولا يمكن له ان ينمو الا اذا احيط بالرعاية والامن من جانب الام بصفة خاصة لانها منبع رعايته ومصدر اشباع حاجاته .

_____________

1ـ محمد عبد الرزاق محمد خالد: المتطلبات التربوية لطفل ا قبل المدرسة من القرية المصرية رسالة دكتوراه غير منشورة كلية التربية جامعة الازهر 1991 ص111.

2- السيد عبد القادر شريف: معوقات التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية في الريف المصري رسالة دكتوراه غير منشورة كلية التربية جامعة الازهر 1997 ص115.

3- اسامة حسين باهي: دور الاسرة تجاه متطلبات طفل ما قبل المدرسة التربية مجلة الابحاث التربوية والنفسية العدد الخامس عشر السنة السابعة كلية التربية جامعة الازهر 1989 ص112.

4- هدى محمد قناوي: الطفل تنشئته وحاجاته مرجع سابق ص 134.

5- فوزية دياب : نمو الطفل وتنشئته بين الاسرة ودور الحضانة القاهرة دار النهضة المصرية 1998 ص76-77.

6- Lawerys ET. Al: education at hoom and A food London Rutledge Kegan paul 1993 p.3.

7- احمد جمال ظاهر: التنشئة الاجتماعية والسياسية في العالم العربي مع دراسة ميدانية لمنطقة شمال الاردن مجلة العلوم الاجتماعية جامعة اليرموك العدد الثاني المجلد الخامس عشر 1987 ص149.

8- محمد شديد: منهج القصة في القرآن المملكة العربية السعودية مكتبات عكاظ 1404هـ ص28.

9- نادية يوسف كمال محمود: التربية الاخلاقية للطفل في الحلقة الاولى من مرحلة التعليم الاساس من بحوث المؤتمر السنوي الاول للطفل المصري تنشئته ورعايته المجلد الاول 15- 18 مارس 1988 ص212.

10- السيد عبد القادر شريف: معوقات التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة مرجع سابق ص122.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






العتبة العباسية تختتم فعاليات حفل سنّ التكليف الشرعي المركزي لطالبات المدارس في كربلاء
العتبة العباسية تكرم المساهمين بنجاح حفل التكليف الشرعي للطالبات
ضمن فعاليات حفل التكليف الشرعي.. السيد الصافي يلتقط صورة جماعية مع الفتيات المكلفات
حفل الورود الفاطمية يشهد عرضًا مسرحيًّا حول أهمية التكليف