المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعريف بعدد من الكتب / العلل للفضل بن شاذان.
2024-04-25
تعريف بعدد من الكتب / رجال النجاشي.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثالث عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثاني عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الحادي عشر.
2024-04-25
التفريخ في السمان
2024-04-25

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مقومات الاستقامة في تعليم النشء  
  
2482   12:09 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص101-115
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قد لا يتصور كثير من الباحثين أن لغة الخطاب التي تحمل هدي الإسلام بين الأجيال الكثيرة والناشئة تمثل أدبا رفيعا في مخاطبة الوجدان ووقعا حبيبا على النفس خاصة إذا ما اقترنت التوجيهات بنبرة القلب الخاشع ومشاعر الوالد الحنون .

إن القرآن الكريم وهو يقدم للإنسانية الهدي الإسلامي في تربية الناشئة يعطينا أعظم الدلالات وأقوى البراهين على صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان .

وإذا نظرنا إلى القرآن الكريم نرى أنه يلفت أنظار الآباء إلى مهمتهم ، وفي وصايا لقمان لابنه ومواعظه كما حكاها القرآن نفسه عن هذا الأب الحكيم في هذه الآيات الكريمة التي تبدأ بالثناء على لقمان بأنه أوتي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، نرى الدرس أبلغ ما يكون  فيقول تعلى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 12، 13].

{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أو فِي السَّمَاوَاتِ أو فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}[لقمان:16ـ19].

إن هذه التوصيات التربوية، التي حكاها القرآن على لسان لقمان كنموذج لاهتمام الآباء بالأبناء أو عناية الشيوخ بالشباب ـ واضحة المعاني، سامية الأهداف لا تحتاج إلى تفكير كثير، أو تفصيل طويل .

فهي أولا : تتضمن النهي عن الشرك بالله عز وجل فهو الحقيق بالتوحيد والعبادة ؛ لأنه الرازق والمحيي والمميت , وهو الفعال لما يريد .

ثانيا: التنبيه إلى أن الله تبارك وتعالى يعلم السر والخفي, ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, إن الأحداث والأشياء الصغيرة، مهما دقت وخفيت فإن الله يعلمها ويأتي بها يوم القيامة ويحاسب عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر إن الله لطيف خبير، فعلى الشباب أن يدركوا هذا المعنى الدقيق لقدرة الله عز وجل ولحكمته الواسعة, وخبرته المحيطة .

ثالثا: الأمر بإقامة الصلاة التي هي عمود الإسلام, وهي كذلك فرق ما بين الكفر والإيمان، ثم التوجيه إلى واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين هما أساس المجتمعات وقيامها على الحق, والخير والبر، ثم الوصية بالصبر عن مكاره الدعوة إلى الله، ومتاعب الجهاد في سبيله، ففي الصبر ـ كما جاء في الحديث ـ خير كثير وجزاء للصابرين كما يقول القرآن :{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:10].

رابعا: الزجر عن الكبرياء في معاملة الناس، وعن الخيلاء مشيا في الأرض فإن الله يبغض كل مختال فخور .

خامسا: الأمر بالاعتدال في الخطي، وخفض الصوت عند الكلام لأن رفع الصوت ليس من

أدب الإنسان بل هو شأن الحيوان .

ونمضي في تأمل آي القرآن الكريم, فنجده يثني على جماعة من الشباب بـ{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}[الكهف:13].

لماذا ؟ لأنهم هجروا قومهم الذين اتخذوا من دون الله آلهة, ولجأوا إلى الله في كهف يعبدونها ويدعونه:{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف:10].

ونجد القرآن ـ في موضع آخر, في سورة كاملة ـ يضرب بنبيه يوسف (عليه السلام)، مثلا للشباب الصالح العفيف الذي يستعصم عن الفسوق وهو يتعرض لفتنة جمال امرأة العزيز ويتصدى لرغبتها فيه، ودعوتها إياه واستعدادها له:{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف:23].

كما نقرأ في أواخر سورة (النور) تأديبا قرآنيا رائعا لأعضاء الأسرة المسلمة يشمل الشباب، في موضوع الاستئذان من الصغار بدخولهم على الكبار في أوقات الراحة والخلوة:{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور: 59].

وذلك لئلا يطلعوا على علاقات آبائهم الخاصة فيشغلوا بها ، قبل أوانها وفي ذلك فساد كبير .

وأخيرا نجد القرآن يصور لهفة الآباء وحرصهم على صلاح ذريتهم في الدنيا، تمهيدا للحاقهم بهم في سعادة الآخرة:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[الفرقان: 74] .

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور: 21] .

وبصفة خاصة ينبئنا القرآن بقصة نوح (عليه السلام) مع ابنه:{يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ}[هود:42] . ولكن الابن أصر على الافتراق عن أبيه ، فلم ييأس نوح وتوجه إلى ربه العزيز الحكيم بقلب الأب العطوف المتعلق:{رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}[هود: 45]. وقريب منها قصة إبراهيم (عليه السلام) في سؤال ربه عز وجل أن يشمل بنيه بالصلاح:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}[إبراهيم:35]، وأن يجعلهم أئمة هدى مثله: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124].

فالقرآن إذ يقدم لنا وصايا وآداب وقصص عن (الأبناء) وضرورة عناية (الآباء) بتقويمهم وتعليمهم إنما يؤكد اهتمامه البالغ بشباب الأمة الإسلامية .

ولقد اهتم نبي الإسلام (صلى الله عليه و آله) بالشباب: تعليما وتربية وتوجيها إلى الخير، وانتفاعا بنشاط الشباب وحماسه، وإخلاصه فقد رويت عنه (صلى الله عليه و آله) الأحاديث التالية: (أوصيكم بالشباب خيرا, فإنهم أرق أفئدة. إن الله بعثني بالحنيفية السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ)(1). ثم تلا قوله تعالى:{فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16] .

(اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك , وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك)(2) .

كما ذكر (صلى الله عليه و آله) فيما يسأل عنه العبد يوم القيامة قبل أن يقضي له أو عليه أنه

 (يسأل عن شبابه فيما أبلاه)(3) .

وعد الرسول (صلى الله عليه و آله) الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (الشاب الذي ينشأ في عبادة ربه)(4) .

(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج , فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أي وقاية)(5) .

(ما نحل والد لده  نحلة أفضل من أدب حسن)(6) .

(لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع)(7) .

(مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وألبسوهم السراويل وفرقوا بينهم في المضاجع)(8) .

 (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم)(9) .

يا غلام إني أعلمك كلمات :(احفظ الله يحفظ ، احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله)(10) .

وغير ذلك من توجيهات تربوية يخص الإسلام بها الشباب ـ وبتأمل هذه الاهتمامات النبوية بالشباب نتبين أن الإسلام حريص على أن يلفت أنظار المسلمين وأفكارهم إلى حقيقة تكوين الشباب كغرسة ناشئة طرية قابلة للتشكيل والتلوين على الصورة المرادة  .

هذا وغاية الإسلام من طرح لغة الخطاب الراقية ـ التي يجب أن تكون بين الأجيال ـ ضبط سلوكه وفق عملية تربوية بحيث تتسق وتتطابق مع السلوك والاتجاهات الإسلامية:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى:14،17] .

هذا ويوجه القرآن الكريم أنظار الآباء والمربين إلى مبادئ تربوية سامية عليهم الحرص عليها خلال تربية أبنائهم , ويتجلى هذا التوجيه في عدة مواضع من القرآن الكريم منها قصة الشاب الصالح في البيئة الفاسدة ، نبي الله يوسف (عليه السلام)، قال تعالى:{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}[يوسف:23،24].

ويوضح لنا الخالق سبحانه وتعالى في سورة النور مجموعة من الآداب والقيم الاجتماعية التربوية التي يجب غرسها في نفوس النشء, وتدريبهم سلوكيا عليها ، مثال هذا... استئذان الصغار عند دخولهم على الكبار خلال وقت الراحة والخلوة:{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[النور: 59]. وذلك حتى لا يطلع الأبناء على علاقات آبائهم الخاصة فتترك أثرا سيئا في نفوسهم وينشغلون بها قبل الأوان .

يوضح لنا القرآن الكريم في سورة الفرقان خصائص عباد الرحمن التي يجب غرسها في النشء من خلال العملية التربوية قال تعالى:{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا *وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}[الفرقان:63-70] .

وقال تعالى:{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[الفرقان:72-74] .

ومن قصة نوح (عليه السلام) مع ابنه ليس على المربين إلا أن يتخذوا من القرآن الكريم أسلوبه العظيم في مخاطبة الناس، ودعوتهم إلى الخير؛ لأنه بالإضافة إلى أنه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, تنزيل من حكيم حميد ، فهو يتضمن أرق الأساليب وأعظم وسائل التربية .

يسعى المربي الناجح إلى تنشئة ولده على العبادات ليضمن تعلقه بالدين وليحفظه من الانحراف،  ومن الخطأ أن نهمل الطفل ثم نلزمه بالتكاليف الشرعية بعد بلوغه ، وقد ذكر العلماء أن تعليم المميز الصلاة لا لوجوبها عليه ولكن ليتعود عليها حتى إذا بلغ الحلم كانت الصلاة يسيرة عليه وتعلق قلبه بها ولم يقدر على تركها .

والصلاة أهمُّ عبادة قلبية بدنية يجب تعويد الطفل عليها, فإن كان ذكرا أمر بالصلاة مع الجماعة(11)، وهو ابن سبع سنين, ويؤمر بها إلى أن يبلغ العشر، فإذ بلغ العشر وترك الصلاة عوقب بالضرب .

وعلى الأب أن يأمر أولاده بالصلاة إذا دخل وقتها, ويذكرهم بالله ويرغبهم ويخوفهم ثم يدعوهم إلى الوضوء ويأخذهم معه إلى المسجد أو يشترط عليهم أن يراهم قريبا منه .

ويجب أن يلزمهم بكل ما يشترط لصحة الصلاة من طهارة وخشوع وستر عورة وغيرها(12).

وقد يكره بعض المميزين الصلاة في المسجد؛ لأن والده يأخذه إلى المسجد مبكرا فينتظر عشر دقائق أو أ كثر، وهو يسمع أصوات الأطفال  في الخارج , ويؤمر بالجلوس وقراءة القرآن وهو الصبي المحب للحركة, والوسط خير, فإذا كان عمره أقل من الثالثة عشرة عاما فإنه يؤمر بالصلاة ويشترط والده أن يصلي قريبا منه ويترك له الحرية في التبكير أو التأخير الى وقت إقامة الصلاة , وإذا كان بلغ الثالثة عشرة فالواجب أن يأخذه منذ أن يؤذن أو يتركه يأتي بمفرده إلا أنه يجب أن يحرص على التأكد من حضوره للصلاة .

كما عليه أن يعودهم على العبادات المختلفة اهتداء بمن سلف، فقد كان الصحابة يصوِّمون أولادهم ويعطونهم اللعب ليلتهوا عن الجوع, ويصلون معهم الجمعة والعيدين، ويؤذنون, ويحجون معهم، كل ذلك على سبيل التدريب والتعليم (13) .

وأفضل الوسائل للتعويد على العبادات مكافأة الصبي وترغيبه وتشجيعه على الإكثار من العبادات على منهج وسط , ويرغَب في الثواب الأخروي ، يربط بالقدوة الأول (صلى الله عليه و آله) , ولكن ينبغي الحذر من الإكثار من مكافأته حتى لا يرتبط بالهدايا، بل يرتبط بالله سبحانه وتعالى، ومع استمرار العبادات يوجه الطفل إلى الخشوع وإحسان العمل وتصحيحه من الخطأ.

وأما التنشئة على الأخلاق الفاضلة فهي جزء من الدين، لأن المسلم إنما يتحلى بالخلق ابتغاء الجزاء من الله سبحانه (14) .

ـ والتنشئة الخلقية تحتاج إلى مراحل هي :

1ـ غرس العادات في مرحلة مبكرة فإن الطفل (ينشأ على ما عوده المربي في صغره من حر(15) وغضب ولجاج وخفة مع هواه , وطيش وحدّة وجشع ، فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك)(16) ، ومما يعين على جعل الطفل ذا طبيعة هادئة مراعاة حاجاته الفطرية ، فيرضع في وقت طلبه لأن التأخير الشديد يجعله متوترا ، وعدم قطعه من الرضاعة حتى يرتوي ، فكثرة الانقطاع عن الرضاعة والقيام عنه مرات يجعله سريع الانفعال، وملاعبته حتى في أيامه الأولى يجعله متزنا وكذلك تنويمه في الوقت الذي يريد في بداية الأمر، وإذا بكى الطفل من الجوع أو المرض يترك قليلا ليتعود الصبر, وإذا طلب شيئا قريبا منه أرشد إلى خدمة نفسه ليتعود الجد والاعتماد على النفس، وإذا شاهد فقيراً بين له المربي حاله ليرحمه ويشفق عليه, فيتعلم الرحمة والتواضع, وهكذا يمكن للمربي أن يعوده على الفضائل في السنوات الخمس الأولى .

2- إلزامه الأحكام والآداب الشرعية كآداب الطعام واللباس والاستئذان والنوم وجميع الآداب التي وردت, ويكون هذا التعويد في السنوات الأولى، ويمنعه من مفسدات الأخلاق , ومن المعاصي, وإن أكبر ما يفسدها أشعار الغزل والأغاني إذ تبذر فيه بذرة الفساد, ويلحق بها الروايات والقصص الغرامية والأفلام المفسدة ، ويجب أن يحرص الوالدان على حماية أبنائهما من رؤية ما يخدش الحياء سواء في وسائل الأعلام أو في البيت ، فتكون علاقتهما الجنسية في غاية السرية لان الطفل الصغير الذي ينام مع والديه يرى من الامور ما يجعله يستخفي به الأبوان ؛ ولذا كان أحد الصحابة يخرج الرضيع من الحجرة إذا أراد أهله .

3- ويجب أن يجنبه لبس الحرير ـ إذا كان ذكراً ـ والذهب والتنعم لأن ذلك يعوِّده على فعل الحرام والتشبه بالنساء(17)، ويمنع من قص الشعر تشبها وكذلك الصبية تمنع من التشبه بالرجال أو الكفار هذا باب واسع, والأصل فيه إلزام الطفل بكل حلال ومنعه من كل حرام, ويأثم وليه بتمكينه من المعاصي دون الصبي (18). وقد يقول قائل إنك تلزم ولدك بالشرع ثم ما يلبث أن يشتد عوده فيترك ما كان يفعله خوفا منك أو احتراما لك، فنقول ليس شرطا أن يحدث ذلك, ثم إن إلزام المربي ولده بذلك هو واجبه الذي أمر الله به, وقد يكون الإلزام بذلك بداية للتعود ثم يصبح الطفل رجلا عاقلا ذا دين يفعل ما أمر به ابتغاء الثواب، وهب أنه ترك كل ما ألزمه به المربي فإنه تكون الذمة قد برئت منه .

4- حثه على مكارم الأخلاق مع ربه أولا ، ثم مع الناس والحيوان والجماد ، لان الأخلاق تشمل ذلك كله (19) ، هذا الحث يجب أن يكون بالتلقين وتكوين العاطفة التي تدفع إلى التطبيق ابتغاء الأجر, وتقوية إرادته ليقدر قهر الهوى وضبط النفس (20)، فيقال: إن الصدق خلق حسن يقود صاحبه إلى الخير، ويحكى له قصص الصادقين وجزاؤهم في الدنيا والآخرة، وبهذا يحب الصدق، وتتكون لديه عاطفة تدفعه للصدق ، ولا بد أن يتسلح بالإرادة والعزيمة.

للمسجد والمدرسة دور تربوي فعال إذا تم التعاون بينهما لم يظهر التناقض, وهناك ومسائل تعين المسجد على أداء رسالته منها :

1- أن يلمس الطفل من المربي محبة المساجد وتعظيمها (21)، فإذا سمع الأذان أنصت أهل البيت ورددوا معه وأمروا الطفل بتقليده، فعند ذلك ينتبه الطفل لهذا الصوت المتكرر, ويقترن بالصلاة لأنه يرى مبادرة أهل البيت إلى الصلاة ، ويصير الأذان بذلك منبها نفسيا للصلاة يعيش في ضمير الطفل ويحسن بالأم أن تلفت نظر الطفل إلى شكل المسجد وتريه صورته وترسمها معه, وتخبره أنه إذا كبر ذهب إلى المسجد للصلاة , وعلى الأب أن يذكر فضل المساجد وثواب المصلين , فيها , ويمدح المحافظين على صلاة الجماعة من أهل البيت والجيران والمعارف(22).

2- أن يصحب والده إذا أحب ذلك وبعد أن يكون قد تعلم آداب قضاء الحاجة (23) . وإن أحدث

شغبا فلا يمنع من الحضور ، بل يُعَلّم ويوجَّه .

3- أن يؤمر بالصلاة إذا مَيَّز, ويطالبه المربي بالصلاة مع الجماعة، ويأمره بما تصح به الصلاة من طهارة وستر عورة وطمأنينة وغير ذلك مما يكون شرطا لصحة الصلاة (24) .

4- أن يُعامَل الطفل معاملة حسنة من أهله وإمام المسجد ومؤذنه ومن المصلين , وإذا رأوا شيئا ينكرونه من الحركات فعليهم أن يغضوا أبصارهم ويعلموه، برفق ولين كما يجب عليهم التلطف له والتبسم في وجهه (25)، والثناء عليه والسؤال عنه والسلام عليه وإهداؤه الهدايا، وإذا حضر مبكرا فلا ينبغي تأخيره عن مكانه ولو كان في الصف الأول، وفي ذلك فوائدا منها : إنه إذا أخِّر إلى الصفوف الأخيرة اجتمع الأطفال فكثير العبث وشوشوا على من حولهم (26) كما أن يتعلم السنن الشرعية من مجاورته للكبار, ويحسن بالكرامة والعزة والاحترام لوجوده بينهم.

5- أن يُلحق بحلق تحفيظ القرآن لتتوثق علاقته بالمسجد وبأهل الحي وليتعرف على رفقة صالحة, وليشغل وقت العصر, الذي يضيع في اللعب في الشوارع أو مشاهدة التلفاز .

6- أن يأخذه والده لحضور الدروس والمحاضرات المقامة في المساجد .

ـ دور المدرسة في التربية :

وأما المدرسة فلها دور أكبر من دور المسجد وتعد المؤسسة التربوية الثانية، لأنها تحتوي الطفل مدة أطول ، وتتيح له فرصة الحصول على أقران .

وتكمن أهمية المدرسة في ثلاثة جوانب :

أ‌- البناء الاجتماعي : يتساوى الطلاب في المدرسة ولا يتميز أحد منه إلا بالتفوق العلمي أو الأخلاقي أو كليهما (27) ، وبهذا يجد الطفل المنبوذ في أسرته ترحيبا في المدرسة وفرصة لاكتساب التفوق لتظهر له شخصية محبوبة لم تظهر له في أسرته كما انه يندمج في مجموعة من أترابه تختلف شخصياتهم فيتعلم مبادئ التعامل واحترام الآخرين ومراعاة مصلحة الجماعة  هذا إضافة إلى الانضباط الذي يتعلم من خلال اللعب الجماعي والأنشطة المدرسية , وتظهر فيهم شخصيات قيادية ذات قدرة على تحمل المسؤولية .

ب‌- البناء الأخلاقي ، تقوم المدرسة بدور فعال في بناء الأخلاق إذا اختار المربي مدرسة فيها مدرسون أتقياء وأمناء ملتزمون بالشرع (28)، وتضم كذلك قرناء صالحين .

ويجب أن تتوحد أو تتقارب التوجيهات الأخلاقية التي تهتم بها الأسرة والمدرسة وإذا عرف المربي أن المدرسة تزرع العادات الحسنة فعليه أن يدعمها ، أما إن كانت تلك العادات سيئة فيجب أن يتصل بالمدرسة وأن يحاول إقناع ولده بأن البشر كلهم عرضة للخطأ , ويقنعه بسوء هذه العادة وقبحها , كما يجب على المربي أن يسأل عن أخلاقيات ولده وسلوكه في المدرسة .

ج ـ الإعداد الوظيفي : ليس المقصود بالإعداد الوظيفي تأهيل الطفل لممارسة مهنة تنفعه وتنفع امته، بل يتسع المفهوم ليشمل تأهيل المرأة لتكون زوجة وأماً قبل كل شيء, وتأهيل الذكر ليكون عضوا صالحا في المجتمع وأبا مسؤولا وصاحب مهنة شريفة, والذي نفتقده إعداد المرأة للحياة الزوجية والأمومة, وكل الدول عادة توحد المناهج بين الذكور والإناث عدا بعضها, وإذا تخصص لذلك مادة بمعدل حصتين في الأسبوع للتدبير المنزلي والتربية الفنية ولذا يقترح بعض المربين توسيع هذه المادة مقابل تقليص بعض المواد التي لا تحتاجها المرأة (29)، وإضافة مناهج تعلم الفتاة حقوق الزوج وآداب التعامل وأساليب التجمل، وطرق تأثيث المنزل , وغيرها مما تحتاجه المرأة .

ولكي تقوم المدرسة بدورها يجب على المربي أن يعوِّد أبناءه احترام المدرسة والمعلم وتوقيره

إلا أن يكون كافرا , أو مبتدعا , أو فاسقا (30) .

____________

1ـ كشف الخفاء جـ 1 ص 251 .

2- الحاكم جـ 4 ص 306 .

3- الترمذي قيامة 1 .

4- صحيح البخاري 3/232 .

5- صحيح البخاري 9/92 .

6- أحمد بن حنبل 3/41 .

7- أحمد بن حنبل 5/96 ، 102 .

8- أحمد بن حنبل 2 / 187 .

9- ابن ماجة كتاب الأدب – الباب الثالث .

10- أحمد بن حنبل 1 / 192 ، 202 ، 207 .

11- استمع إلى  شريط : منهج السلف في تربية الأولاد ، محمد بن صالح بن عثيمين .

12- انظر : المغني ، ابن قدامة 1 / 647 .

13- انظر : منهج التربية النبوية ، محمد نور سويد : ص 123 – 139 .

14- انظر : أصول التربية الإسلامية ، عبد الرحمن النحلاوي : ص 6 ، 98 – 99 .

15- حر : الحرارة والشدة وسرعة الغضب .

16- انظر : تحفة المودود ، ابن القيم : ص 187 .

17- انظر: إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/72، 73، وتحفة المودود، ابن القيم، ص187ـ189.

18- انظر : تحفة المودود ، ابن القيم : ص 179 .

19- انظر : الأصول التربوية لبناء الشخصية المسلمة ، عبد الودود مكروم : ص 501 ، ودور التربية الأخلاقية الإسلامية ، مقداديا لجن : ص 15 .

20- انظر : دور التربية الأخلاقية الإسلامية , مقداديا لجن : ص 27 – 28 .

21- انظر : التربية الإسلامية : سليمان الحقيل ، ص 149 .

22- انظر : المساجد ودورها التربوي ، صالح السدلان ، ص 76 .

23- انظر : المرجع السابق .

24- استمع إلى : شريط (منهج السلف في تربية الأولاد) ، الشيخ محمد بن عثيمين .

25- انظر : منهج التربية النبوية ، محمد نر سويد : ص 134 .

26- استمع إلى : شريط (منهج السلف في تربية الأولاد) ، الشيخ محمد بن عثيمين .

27- انظر كيف نربي طفلا ، محمد زياد حمدان : ص 56 .

28- انظر : نصيحة الملوك الماوردي : ص 170 ، نقلا عن منهج التربية النبوية : محمد نور سويد ن: ص 225 .

29- انظر : تربية البنات , خالد الشنتوت , ص 54 , وكيف نربي أطفالنا : محمود الإستنابولي ص 135 – 138 .

30- انظر : دور البيت في تربية الطفل المسلم ، خالد الشنتوت : ص 102 – 103 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






خلال الأسبوع الحالي ستعمل بشكل تجريبي.. هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تحدد موعد افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
على مساحة (1200) م2.. نسبة الإنجاز في مشروع تسقيف المخيم الحسيني المشرف تصل إلى (98%)
تضمنت مجموعة من المحاور والبرامج العلمية الأكاديمية... جامعتا وارث الأنبياء(ع) وواسط توقعان اتفاقية علمية
بالفيديو: بعد أن وجه بالتكفل بعلاجه بعد معاناة لمدة (12) عاما.. ممثل المرجعية العليا يستقبل الشاب (حسن) ويوصي بالاستمرار معه حتى يقف على قدميه مجددا