المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العنف مع الأولاد ....من اخطاء التربية  
  
2184   10:02 صباحاً   التاريخ: 25-1-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص142-147
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من الأخطاء الشائعة بين الأهل اعتماد أساليب عنيفة في التربية واخطر هذه الأساليب هو الضرب المبرح المؤدي الى جرح اللحم أو كسر العظم , ونحن نعتبر أن الضرب كخيار أول في التأديب والتربية خطأ كبيرا يجب التنبه الى الابتعاد عنه ذلك أن ابناءنا ليسوا بهائم تُسام بالعصا ولكنهم بشر يمتلكون حساً , وهذا الحس مرهف جدا خاصة في مرحلة الطفولة، وايضا يمتلكون عقلا يجب التعامل معه بالإفهام والإقناع لا بالقهر والطغيان . وقد ورد عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله:(إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب)(1) .

وهذا الحديث الشريف يريد من خلاله أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) أن يقول بشكل واضح ان الضرب ليس طريقا لتأديب الناس, بل هو طريق لتأديب الحيوانات وردعهم عن العصيان , فلذلك المطلوب من الأهل أن يعظوا أولادهم من خلال الامور التي تخاطب العقل لا من خلال الإرهاب والتخويف , على الأقل ليس كوسيلة أولية أو دائمة .

إن إشكالنا على موضوع الضرب ينطلق من العناوين التالية :

أ‌- الضرب عجز وفشل وظلم:

إن الضرب يُلجأ إليه في حالات استثنائية وخاصة , ويجب أن يكون الضرب إن اضطررنا للجوء إليه فهو يتحلى بمواصفات خاصة , فإن قام الأهل بالضرب, منذ اللحظة الأولى لخطأ ابنهم فإن هذا دليل على أنهم عاجزون عن إقناع أبنائهم بخطئهم وردعهم عنه بالمنطق السليم .وثانيا فإنهم بذلك يكونون فاشلين في أدائهم لدورهم لعجزهم عن وسيلة أخرى , ومع هذا وذاك فإنهم يكونون ظالمين لتجاوزهم الحدود الشرعية بلجوئهم الى التعدي على حقوق أولادهم بالضرب في مورد يمكن معه اللجوء الى وسيلة أخرى .

ب- هناك بدائل أخرى يجب اللجوء إليها أولا :

قد يقول البعض إننا استعملنا المنطق والإقناع ومع ذلك لم نوفق لردع أبنائنا عن الخطأ وحيث إن العصا لمن عصى , وبما أنه لم يعد هناك مجال آخر لجأنا الى الضرب ولا ملامة على فعلنا  والحق إن هناك وسائل أخرى بعد فشل المنطق والإقناع وقبل اللجوء الى الضرب وذلك من خلال أساليب الحرمان من المصروف, أو منعه من الذهاب الى ملعب كان يذهب إليه , أو بحرمانه من بعض الامتيازات التي اعتاد عليها . وهناك أيضا أسلوب العبوس في وجهه وإبداء الامتعاض من فعلته هذه , فإذا لم نصل مع ذلك الى نتيجة يلجأ الى الهجر بمقاطعته وعدم التحدث معه , وقد ورد في ذلك ما روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه جاءه أحدهم شاكيا ابنه ولعله أراد الإجازة بضربه بدليل جواب الإمام (عليه السلام) الذي قال له :(لا تضربه واهجره ولا تطل)(2) .

قد يقول قائل إن النهي عن ضرب الولد قد يكون بسبب أن الحل بالنسبة لهذا الولد يكون من خلال الهجر , وهذا لا يعني أن الضرب في ذاته ممنوع , ولكن هذا لا يمكن الركون إليه , بل إن الذي يساعد عليه هذا الدليل هو أن الضرب لا يلجأ إليه ما دام هناك مجال لوسيلة أخرى والتي هي في هذا المجال هجران الولد , فيجب علينا أن نبحث عن وسائل أخرى قبل اللجوء الى وسيلة الضرب التي يجب أن تكون فيما لو اضطررنا إليها آخر الوسائل المتاحة .

ومن اللطيف في هذا الحديث تقييد الإمام (عليه السلام) موضوع الهجران بعدم الإطالة ، وهذا يعني ان المطلوب من أي إجراء ليس العقاب , بل هو التأديب المعنوي الرادع عن ارتكاب الولد لأخطاء أخرى .

ج ـ الضرب يعيق عملية التربية :

قد يظن البعض أن الضرب يردع الولد عن الخطأ ويمنعه من تكراره , في حين أن الحقيقة هي أن هذا الولد الذي كان يجاهر فيما سبق بطريقة عفوية عن تصرفاته فيعرف الأهل الصحيح منها والخاطئ فيشجعونه على الصحيح ويفهمونه الخطأ الذي يرتكبه لعدم الوقوع فيه مرة أخرى من خلال التفهيم والتعليم , أما مع الضرب كوسيلة وحيدة لمعالجة الأخطاء لا كوسيلة استثنائية بشروط , فإن الولد سيعمد الى إخفاء سلوكياته خاصة تلك التي يظن أنها خاطئة , أو تلك التي تكون طارئة عليه فلا يدري ما هو موقف أهله منها فيعمد الى كبتها في داخله , فإن كانت خاطئة فستؤثر عليه مما قد يجعله منحرفا في المستقبل , أو على الأقل يجعله هذا الكبت انطوائيا على ذاته وهذا يؤدي به الى مرض نفسي , وبذلك نخسره نحن كأهل ويخسر المجتمع أيضا عنصرا كان من الممكن أن يكون مفيدا وفاعلا  فيه .

د- موارد يجوز فيها الضرب :

في حال لم تنفع كل الوسائل مع ابننا وأصر على مخالفته مع علمه بخطئه , فإنه في هذه الحالة يجوز اللجوء الى الضرب ضمن الكيفية التي سنشرحها في الفقرة التالية . ومن الموارد التي يضرب عليها الولد تركه للصلاة تمردا كما ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله:(علموا أولادكم الصلاة إذ بلغوا سبعا , واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا , وفرقوا بينهم في المضاجع)(3) .

فهنا يظهر أن تعنت الولد بعد بلوغه العشر سنوات على ترك الصلاة وبعد استنفاد كل وسائل الإقناع من خلال المنطق السليم , ومحاولات الترغيب من خلال الهدايا والمحفزات الأخرى ومن أجل مصلحة هذا الولد أجاز الرسول (صلى الله عليه واله) أن يُلجأ الى الضرب , ولكن للضرب شورطا سنتحد عنها في الفقرة التالية .

هـ - كيفية الضرب إذا اضطررنا إليه ؟

أما بعد الوصول الى الضرب كخيار أخير لا مجال معه لخيار آخر , فإن هذا الضرب يجب أن يكون تربويا بمعنى أن يكون مجرد تلويح وتهويل لا يؤدي الى كسر عظم , أو جرح لحم , أو حتى رض هذا اللحم بشكل يؤدي الى اسوداد , وازرقاق الجلد , وهذا ما ورد في حديث لأمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) حيث قال:(إذا لوحت للعاقل فقد أوجعته عتابا)(4) .

ومعنى هذا الحديث الشريف أنه مع الإنسان ـ خاصة الإنسان العاقل ـ يعتبر أن مجرد التلويح الذي لا يصل الى حد الضرب الحقيقي كافيا في ردعه عن العودة للخطأ مرة أخرى , اما لو قام الأب بضرب ابنه أودى هذا الضرب الى ما ورد أعلاه و وجبت الدية على الاب بحسب المقدار المحدد شرعا لكل ضربة ؛ لأنه بذلك يكون معتديا على ابنه بما لا يحق له ويجب عليه دفع الدية  ومقدار الدية محدد في الشرع الحنيف (5) .

هذا إذا مارس الأب بصفته ولي الضرب , أما غيره وحتى الام فلا يجوز لهم ممارسة ذلك إلا بإجازة الأب لأن ذلك من اختصاصه كولي شرعي ولو تعدوا في ممارسة هذا الأمر يجب عليهم أيضا الدية .

والدية تصرف في هذا المجال الى الولد وهي من مختصاته المالية ولا يجوز للأب التصرف بها في الموارد التي يجب على الأب الإنفاق فيها على ولده, بل تصرف عليه في الامور الاخرى من الكماليات التي لا يجب على الأب الإنفاق على ولده بها, أو أن تحفظ له الى حين بلوغه ليتصرف هو بها كيفما شاء .

وهنا لا بد من الالتفات الى انه إذا اضطررنا الى الضرب فإن ذلك لا يكون لأكثر من ثلاث ضربات ومن تجاوز ذلك وجب الاقتصاص منه ,فقد روى السكوني عن الإمام الصادق(عليه السلام) حيث قال:(إن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) القى صبيان الكتاب ألواحهم بين يديه ليخير بينهم , فقال : أما أنها حكومة والجور فيها كالجور في الحكم , أبلغوا معلمكم عن ضربكم فوق ثلاث ضربات في الأدب اقتص منه)(6) .

وفي هذا الحديث الشريف عن الإمام الصادق(عليه السلام) جملة أمور تدل على مدى اهتمام الإسلام بالأطفال وحقوقهم , فأولاً اعتبر أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) ان الحكم بين الأطفال تماما كالحكومة بين الكبار , وثانيا أنه لا يجوز للمؤدب أستاذا كان أم والداً أن يتجاوز في ضربه إن اضطر إليه لأكثر من ثلاث ضربات وإلا اعتبر متجاوزا ووجب عليه القصاص ذلك أن العبر من وراء الضرب ليس التشفي والظلم وإنما هو التأديب والتربية من خلال التلويح بالعقوبة .

_____________

1ـ بحار الأنوار الجزء 7 ص 211 .

2- بحار الانوار الجزء 101 ص 99 .

3- كنز العمال الجزء 16 ص 441 .

4- غرر الحكم الحديث 4103 .

5- راجع الملحق رقم واحد ص 431 .

6- وسائل الشيعة الجزء 18 ص 582 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات